أضرار التدخين على أجهزة الجسم المختلفة.
يعد التدخين من أشهر العادات السيئة التي ارتبطت في أذهان أصحابها ببعض المعتقدات الخاطئة، كأن التدخين له العديد من الفوائد مثل تخفيف التوتر والضغط النفسي، والحد من آثار الصداع.
فهل التدخين عادة جيدة تفيد صاحبها و أضرارها معدودة لا تذكر؟ هذا ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل.
ما المقصود بالتدخين؟
انتشر التدخين عن طريق المستكشفين الأوائل للأمريكتين الذين نقلوه عن السكان الأصلين من الهنود الحمر.
التدخين هو استنشاق البخار الناجم عن أحتراق أوراق نبات التبغ، لتي تحتوي على أهم مايميز التدخين وهي مادة النيكوتين، التي توفر للمدخن الإحساس بالهدوء والحد من إثار الضغط النفسي.
هل للتدخين أضرار؟
توقعت أحد الدراسات الطبية الحديثة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، وفاة 8 مليون شخص بسبب أضرار التدخين الخطيرة على صحة الإنسان مع حلول عام 2030.
وأشارت العديد من الأبحاث الطبية التي أجرتها المنظمة على عدد كبير من المدخنين، أن التدخين يلحق الضرر البالغ للعديد من أجهزة الجسم الحيوية، وليست الرئتين فقط.
وذلك لاحنواء الدخان على العديد من المركبات الكيميائية السامة مثل: أول أسيد الكربون، الأمونيا، الكروميوم، البنزين.
ومن أضرار التدخين على أعضاء الجسم المختلفة ما يلي:
أضرار التدخين على الجهاز التنفسي:
يعد دخان التبغ الذي يستنشقه المدخنين من أخطر المواد المؤكسدة التي يتعرض لها جسم الأنسان بشكل مباشر، وخاصة الرئتين.
قد يحفز الدخان الكثير من عمليات الأكسدة الضارة بالجسم مما يؤدي إلى:
- قد يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان الرئة جدا، فقد أشارت بعض الدراسات الطبية أن نسبة سرطان الرئة في المدخنين أكبر 25% عنه في غير المدخنين.
- أوضحت أحد الأبحاث الطبية أن التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بمرض الإنسداد الرئوي (COPD)، إذ تضعف جدا كفاءة الرئتين وتقل نسبة الأكسجين في الجسم.
وقد يحتاج المريض للمكوث بالمستشفي لعدة أيام، لتلقي جرعة كبيرة من الأكسجين الخارجي والعناية الفائقة.
- يزيد التدخين من نوبات حساسية الصدر الحادة.
- يضاعف التدخين من خطر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئوي الحاد.
أَضرار التدخين على القلب والأعية الدموية:
يسبب التدخين العديد من المشاكل الصحية للقلب والأوعية الدموية المختلفة، إذ قد تتراكم مخلفات التدخين بالأوعية الدموية المختلفة، مما يؤدي إلى ضيقها، وتكون سبب للعديد من أمراض الجهاز الدوري ومن أهمها:
- الإصابة بمرض تصلب الأوعية الدموية (Atherosclerosis)، وهو من أخطر السبب الرئيسي لكل مشاكل القلب والجهاز الدوري، إذ تضيق الأوعية الدموية المختلفة نتيجة تراكم الكوليستيرول والدهون الثلاثية.
- قد يزيد التدخين من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- قد يؤدي التدخين بكثرة إلى الإصابة بجلطات الدم المختلفة كالسكتة القلبية والسكتة الدماغية.
أضرار التدخين على الجهاز المناعي للإنسان:
أثبتت بعض الدراسات الطبية أن التدخين يحفز من عمليات الأكسدة الضارة بالجسم، مخلفة تراكم العديد من الأجسام المؤكسدة بالجسم.
تضعف تلك الأجسام المؤكسدة خلايا الجسم المختلفة معجلة بموتها وانتهاء وظيفتها في الجسم، خاصة الخلايا المناعية مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي،فيصبح الإنسان عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة دون مقاومة تذكر كالإنفلونزا.
أضرار التدخين على الجهاز العصبي المركزي:
قد يصاب المدخن بعد فترة من اعتياده للتدخين، ببعض الأعراض العصبية نتيجة تراكم مادة النيكوتين في الدم، وتزداد تلك الأعراض بشدة عند محاولة الإقلاع عن التدخين، ومن أهمها ما يلي:
- اضطراب النوم
- ضعف التركيز
- القلق المفرط
- العصبية الحادة
أضرار التدخين على الخصوبة عند الرجل والمرأة:
تشير الدراسات الطبية التي أجريت على عدد كبير من النساء المدخنات، إلى ارتفاع نسبة الإجهاض بينهم بسبب التدخين.
وأوضحت الأبحاث الطبية أن المرأة الحامل المعتادة على التدخين بشراه أثناء فترة الحمل، قد تلد طفلا ضعيفا جدا ذو وزن أقل من الطبيعي، مما قد يهدد حياته في مراحلها الأولى.
وقد يؤثر التدخين على معدل الخصوبة عند الرجل، إذ تعمل مخلفات التدخين بالجسم كأجسام مضادة تهاجم الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة التشوهات وعدد الحيوانات الضعيفة والميتة.
وقد يضعف التدخين من حركة الحيوانات المنوية عامة، فلاتستطيع الحيوانات المنوية إخصاب البويضات داخل الرحم.
التدخين والشيخوخة:
يؤثر التدخين على قدرة الجهاز التنفسي على امداد خلايا الجسم المختلفة بكمية الأكسجين الكافية، مما يعيق أداء وظيفتها الطبيعية، ويعجل بموت تلك الخلايا مسببة الشيخوخة المبكرة.
أثبتت العديد من الدراسات الطبية أن عمليات الأكسدة الناتجة عن مخلفات التدخين بالجسم، تمرض الكثير من خلايا الجسم، وتفقدها حيويتها، مما يسرع من معدل ظهور الشيخوخة.
التدخين ومرض السكري:
قد يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض السكري خاصة السكري من النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين بنسبة 30%.
يحفز التدخين عمليات الأكسدة في الجسم، مما يؤدى إلى مهاجمة الأجسام المضادة لخلايا البنكرياس، خاصة خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين، الذي يلعب دور حيوي في التحكم بالمستوى الطبيعي للجلوكوز في الدم.
لذا قد يصاب المدخن بمرض السكري، عندما تقل كفاءة خلايا بيتا بالبنكرياس.
التدخين والسرطان
أشارت إحدي الدراسات الطبية أن التدخين قد يكون السبب الرئيسي للعديد من أنواع السرطان بجسم الإنسان وليس سرطان الرئة فقط.
ويعد سرطان الفم وسرطان اللثة وسرطان البلعوم وسرطان المريء من أكثر أنواع السرطان انتشارا بين المدخنين.
وأوضحت بعض الدراسات الطبية أن عمليات الأكسدة التى تنتجها مخلفات التدخين بالجسم، هي التي تحفز من انقسام الخلايا بسرعة متزايدة عن معدلاتها الطبيعية، مما يحولها إلى خلايا سرطانية في نهاية الأمر.
التدخين السلبي
التدخين السلبي هو استنشاق دخان سجائر المدخنين من حولك في العمل أو المواصلات أو الأماكن المزدحمة.
أوضحت جمعية مكافحة السرطان في أحد الأبحاث الطبية أن التدخين السلبي، قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع السرطان المختلفة كالتدخين تماما، نتيجة تراكم السموم الموجودة بالدخان في الجسم.
يزداد خطر التدخين السلبي في حالة كل من الأطفال والسيدات الحوامل كالتالي:
- قد يزيد التدخين السلبي من خطر الإجهاض بنسبة24%، كما قد يزيد من خطر ولادة أطفال بعيوب خلقية بنسبة15%.
- قد يزيد التدخين من خطر إصابة الأطفال بنوبات حساسية الصدر الحادة، والتهاب الشهب الهوائية.
- قد يؤدي التدخين السلبي إلى متلازمة موت الرضع المفاجيء.
خطوات للإقلاع عن التدخين
يجب على المدخنين إعادة التفكير مرة أخرى في ارتباطهم بالتدخين كل تلك الفترة الزمنية الطويلة، وذلك تجنبا لكل ماذكرناه سابقا من أضرار صحيةخطيرة للتدخين.
إذا قرر المدخن الإقلاع عن تلك العادة الضارة، فمن الأفضل اتباع تلك النصائح العملية ومن أهمها:
- التفكير مليا في العواقب الوخيمة للتدخين على صحته وصحة من حوله، حتى يجد الحافز للإقلاع عنها من تلقاء نفسه.
- الانضمام لبعض مجموعات الدعم النفسي لللتشجيع على مواصلة ترك التدخين لفترة طويلة دون اتقطاع.
- استخدام بعض الأدوية التي قد تقلل من آثار انسحاب النيكوتين كمسكنات الآلام.
- ممارسة الرياضة اليومية بانتظام.
- عدم مخالطة المدخنين لفترة زمنية.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني الفاكهة والخضروات الطازجة.
- تشجيع النفس ومكافأتها باستمرار عند تحقيق تقدم في رحلة ترك التدخين.
- قم بمضغ شي ما كالعلكة أو تناول المكسرات لتشغل فمك عن التدخين.
- مارس أساليب تخفيف الضغط النفسي والاسترخاء كتمارين التنفس ببطء واليوجا.
.
.