أسباب احتباس البول وأعراضه وطرق علاجه
كل ما تريد معرفته عن احتباس البول
قد ينسد مجرى البول ويسبب احتباس البول الذي يعرف في الإنجليزية باسم (Urinary retention)، الأمر الذي يجعل هناك صعوبة في إفراغ المثانة، مع الشعور بالحاجة إلى التبول باستمرار، ولكن هل انسداد مجرى البول هو السبب الوحيد وراء الاحتباس البولي، بالطبع لا، حيث يوجد العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى هذه الحالة.
لذا، سنوضح في هذا المقال ما هو احتباس البول وما هي أسبابه وأعراضه ومضاعفاته وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه.
ما هو احتباس البول؟
يُعرَّف احتباس البول بأنه عدم القدرة على إفراغ المثانة تماماً حتى لو كانت ممتلئة.
يشعر الأشخاص الذين يعانون من احتباس البول أنه في حاجة إلى التبول كثيراً أو التبول مرة أخرى بعد الانتهاء من التبول، وقد يؤثر احتباس البول على كل من الرجال والنساء، ولكنه يحدث أكثر عند الرجال، خاصة مع تقدمهم في السن.
في الواقع، أظهرت الأبحاث أنه أكثر شيوعًا 10 مرات بين الرجال مقارنة بالنساء.
ما هي أسباب احتباس البول؟
قد تؤدي العديد من العوامل والأسباب إلى احتباس البول، مع العلم أنه يوجد أسباب خاصة لاحتباس البول لكل من الرجال والنساء بجانب الأسباب العامة، كالآتي:
أسباب احتباس البول العامة
انسداد مجرى البول
قد يحدث الانسداد في مجرى البول بسبب أي شيء يمنع تدفق البول من المثانة.
يؤدي الانسداد المفاجئ والكامل إلى احتباس البول الحاد، أما الانسداد الجزئي البطيء والتدريجي يؤدي إلى احتباس البول المزمن.
تشمل أسباب الانسداد الشائعة لدى كل من النساء والرجال ما يلي:
- حصوات المسالك البولية.
- ضيق الاحليل.
- سرطان في الحوض أو الأمعاء.
- الإمساك الشديد.
- وجود جلطة دموية في المثانة.
- دخول جسم غريب في مجرى البول.
- التهاب حاد في مجرى البول.
تناول بعض الأدوية
قد تؤدي بعض الأدوية إلى خفض قدرة المثانة على إخراج البول أو قد تسبب انقباض في العضلة العاصرة البولية.
ومن أمثلة الأدوية الشائعة التي تسبب احتباس البول ما يلي:
- مضادات الهيستامين.
- أدوية علاج مرض باركنسون.
- أدوية علاج سلس البول.
- مرخيات العضلات.
- المسكنات الغير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
- السودوإيفيدرين.
- بعض مضادات الذهان.
- بعض مسكنات الألم الأفيونية مثل المورفين.
مشاكل الأعصاب
تحتاج عملية التبول إلى انتقال الإشارات الواردة من المخ عبر الحبل الشوكي والأعصاب المحيطة إلى المثانة والعضلات العاصرة والعودة مرة أخرى.
إذا لم تعمل واحدة أو أكثر من هذه الإشارات العصبية، فقد يتسبب ذلك في احتباس البول.
تتضمن بعض العوامل التي يمكن أن تسبب مشاكل الأعصاب في المثانة ما يلي:
- السكتة الدماغية.
- إصابة المخ أو النخاع الشوكي.
- الولادة.
- مرض السكري على المدى الطويل.
- التصلب المتعدد.
- مرض شلل الرعاش.
الجراحة
قد يعاني بعض الأشخاص من احتباس البول موقتاً في كثير من الأحيان بعد الجراحة، خاصةً جراحة استبدال المفاصل أو جراحة العمود الفقري.
أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يخضعون لاستبدال المفاصل هم أكثر عرضة 1.5 مرة للاحتباس البولي مقارنة بالأنواع الأخرى من الجراحة، حيث يبدو أن ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري يزيد من هذه المخاطر.
يمكن أن يعاني ما يصل إلى 60 بالمائة من الأشخاص من هذه المشكلة بعد جراحة العمود الفقري.
أسباب احتباس البول عند الرجال
يعد أكثر من 50 بالمائة من حالات حدوث احتباس في البول عند الرجال بسبب مشاكل في غدة البروستاتا.
نظرًا لأن البروستاتا تحيط بالإحليل، فإن أي نمو في البروستاتا بسبب السرطان أو غيره، يمكن أن يضيق مجرى البول ويقلل من تدفق البول.
انسداد مجرى البول
قد يحدث احتباس البول عند الرجال بسبب انسداد مجرى البول لأي من العوامل الآتية:
- تضخم البروستاتا الحميد (BPH).
- سرطان البروستاتا.
الإصابة
يمكن أن ينتفخ القضيب في حالة تعرضه للإصابة أو الجرح، مما قد يسبب انسداد في مجرى البول.
أسباب احتباس البول عند النساء
يعد احتباس البول أقل شيوعًا عند النساء، ولكن هناك عدة أسباب قد يؤدي إلى حدوثه، منها:
انسداد مجرى البول
قد ينسد مجرى البول بسبب دفع جزء من سرطان الرحم إلى مخرج المثانة أو مجرى البول.
يمكن أن تصاب المرأة باحتباس البول في حالة تدلي الرحم الذي يمكن أن تسد مخرج المثانة.
العدوى
يمكن أن يحدث احتباس البول لدى النساء نتيجة لأي من الآتي:
- التهاب الفرج.
- التهاب الجزء الخارجي من المهبل.
- التهاب المثانة.
ما هي أعراض احتباس البول؟
تختلف أعراضه باختلاف نوعه، حيث يوجد نوعان من احتباس البول هما: الحاد والمزمن، كالآتي:
أعراض احتباس البول المزمن
تتطور أعراض هذا النوع من احتباس البول تدريجيًا على مدار شهور أو سنوات ويستمر لفترة طويلة.
تشمل أعراض احتباس البول المزمن ما يلي:
- صعوبة في التبول، والتي قد تكون مستمرة أو متقطعة.
- الحاجة إلى التبول مرة أخرى بعد فترة وجيزة من استخدام الحمام.
- ضعف تدفق البول أو تدفق البول الذي يتوقف ويبدأ.
- عدم ملاحظة الإحساس بالتبول، وبالتالي عدم إفراغ المثانة.
- التبول عدة مرات في فترة قصيرة.
- التبول أكثر من ثماني مرات في اليوم.
- سلس البول، خاصة في حالة إهمال علاج احتباس البول.
أعراض احتباس البول الحاد
يحدث هذا النوع فجأة ويمكن أن يصبح مهددًا للحياة.
قد يصاب الشخص باحتباس البول الحاد بسبب حدوث انسداد كامل في مجرى البول أو جزء آخر من الجهاز البولي، وتشمل أعراضه ما يلي:
- قد يشعر الشخص بأنه بحاجة للتبول، لكن لا يمكنك التبول على الإطلاق.
- عدم القدرة على التبول
- حاجة شديدة للتبول أو الشعور بامتلاء المثانة.
- انتفاخ أو ألم في المعدة.
- قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالاحتباس البولي الحاد أيضًا من أعراض العدوى، مثل الحمى أو القشعريرة.
لا يلاحظ بعض الأشخاص أي أعراض لاحتباس البول حتى يصابون بسلس البول، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من سلس البول غير المبرر مراجعة الطبيب أيضًا.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب على أي شخص يعاني من أعراض احتباس البول الحاد أن يذهب إلى غرفة الطوارئ، أما احتباس البول المزمن لا يعد حالة طبية طارئة، ولكنه يشير عادةً إلى مشكلة كامنة خطيرة محتملة.
لذلك، يجب استشارة الطبيب لمعرفة سبب الاحتباس البولي، إذا استمر احتباس البول لأكثر من بضعة أيام أو إذا كان يزول ثم يعود.
ولكن، إذا كان احتباس البول موقتاً بسبب الأدوية أو التخدير، فقد لا يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى علاج طبي إذا اختفت الأعراض ولم تعود.
كيف يمكن تشخيص احتباس البول؟
يعد تشخيص احتباس البول أمراً سهلاً على الطبيب، حيث يمكن تشخيص بمجرد معرفة الأعراض وإجراء فحص بدني يتضمن الأعضاء التناسلية والمستقيم.
ولكن يحتاج علاج الاحتباس البولي إلى تشخيص السبب.
لذلك، قد يجري الطبيب عدة اختبارات لمعرفة السبب مثل:
- عينات البول أو الدم.
- بقايا ما بعد الفراغ (PVR).
- تنظير المثانة.
- الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية.
- اختبارات ديناميكا البول.
- مخطط كهربية العضل.
كيف يمكن علاج احتباس البول؟
يجب علاج احتباس البول الحاد فوراً من خلال وضع قسطرة في المثانة لإخراج البول، حيث يعد ذلك أسرع وأسهل إجراء.
أما علاج احتباس البول المزمن يتوقف على علاج الحالة الطبية المسببة لذلك.
تشمل طرق علاج احتباس البول ما يلي:
القسطرة
غالبًا ما يتلقى المريض تخديرًا موضعيًا عند تمرير القسطرة عبر مجرى البول إلى المثانة لافراغها.
وفي بعض الحالات، قد يمرر الطبيب القسطرة عبر أسفل البطن، فوق عظم العانة مباشرة، إلى المثانة، مع العلم أنه في هذه الحالة، يقوم الطبيب بتخدير المريض.
أما في حالة احتباس البول المزمن، قد يحتاج المريض إلى قسطرة متقطعة – عرضية أو غير مستمرة – أو قسطرة طويلة الأمد إذا لم تنجح العلاجات الأخرى.
توسيع مجرى البول
يمكن استخدام هذا الإجراء لعلاج احتباس البول من خلال توسيع مجرى البول للسماح بتدفق المزيد من البول من خلاله.
وذلك من خلال إدخال أنابيب ذات عرض متزايد في مجرى البول، مما يؤدي إلى فتح مجرى البول ببطء.
يوجد طريقة أخرى لتوسيع مجرى البول وهي إدخال أنبوب مع بالون في مجرى البول وتضخيم البالون في التضيق.
دعامات مجرى البول
يتضمن هذا النوع من علاج احتباس البول إدخال أنبوب اصطناعي، يسمى الدعامة، في مجرى البول إلى منطقة التضيق.
بمجرد أن يتم وضعها في مكانها، تتمدد الدعامة وتدفع الأنسجة المحيطة للخلف، مما يؤدي إلى توسيع مجرى البول.
قد تكون هذه الدعامات مؤقتة أو دائمة.
يقوم لطبيب بتخدير المريض تخديراً موضعياً في حالة توسيع مجرى البول أو إدخال دعامات مجرى البول.
منظار المثانة
يمكن إدخال منظار أنبوبي مضئ ومرن يسمى منظار المثانة عبر مجرى البول إلى المثانة.
عادة، ما يستخدم منظار المثانة في علاج احتباس البول لإيجاد وإزالة الحصوات أو الأجسام الغريبة من المثانة أو مخرج المثانة أو الإحليل.
الأدوية
هناك العديد من الأدوية التي قد يصفها الطبيب للمساعدة في علاج احتباس البول كالآتي:
- المضادات الحيوية أو الأدوية الأخرى لعلاج عدوى المسالك البولية أو التهاب البروستاتا أو التهاب المثانة.
- الأدوية التي تساعد على استرخاء العضلة العاصرة للإحليل والبروستاتا، بحيث يمكن للبول أن يتدفق عبر الإحليل بشكل أفضل.
- أدوية علاج تضخم البروستاتا الحميد لجعله أصغر حجماً لتخفيف الانسداد عند الرجال المصابين بتضخم البروستاتا غير السرطاني.
الجراحة
قد يلجأ الطبيب للخيار الاخير هو الجراحة إذا لم تنجح الأدوية والعلاجات الأخرى في تخفيف الأعراض.
ومن أمثلة هذه الجراحات ما يلي:
- إزالة جزء أو كل البروستاتا بسبب السرطان.
- إزالة الرحم المتضخم أو الغير طبيعي.
- إصلاح تدلى المثانة أو المستقيم عن طريق رفع المثانة أو المستقيم إلى مكانه الطبيعي.
- إزالة السرطان في المثانة أو مجرى البول.
- إزالة الأورام أو السرطانات الأخرى في أعضاء الحوض.
ما هي مضاعفات احتباس البول؟
قد يسبب احتباس البول وعلاجه أي من الآتي:
التهاب المسالك البولية
يمنع التدفق الطبيعي للبول تراكم البكتيريا الذي قد يصيب المسالك البولية.
لذا، تجد البكتيريا فرصة للنمو وإصابة المسالك البولية مع احتباس البول، مما يسبب التهاب المسالك البولية.
تلف المثانة
يؤدي احتباس البول إلى تمدد المثانة كثيرًا، الأمر الذي قد يضر العضلات بشكل دائم ويجعلها تفقد قدرتها على الانقباض.
تلف الكلى
يؤدي احتباس البول إلى تدفق البول إلى الخلف إلى الكلى في بعض الحالات، وقد يؤدي هذا التدفق العكسي، المسمى بالارتجاع، إلى تلف الكلى أو ندوبها.
سلس البول
قد تؤدي الجراحة عبر الإحليل لعلاج تضخم البروستاتا الحميد إلى سلس البول لدى بعض الرجال.
هذه المشكلة غالبا ما تكون مؤقتة، حيث يستعيد معظم الرجال سيطرتهم على المثانة في غضون بضعة أسابيع أو أشهر بعد الجراحة.
وقد تؤدي الجراحة لإزالة الأورام أو الأنسجة السرطانية في المثانة أو البروستاتا أو الإحليل أيضًا إلى سلس البول.
الأسئلة الشائعة
ما هي اضرار احتباس البول؟
قد يضطر البعض لحبس البول في المثانة نظراً لصعوبة الوصول إلى دورة المياه، ولكن حبس البول لفترة طويلة أو تكرار ذلك، قد يؤدي إلى بعض الأضرار مثل:
- التهاب المسالك البولية.
- تمدد المثانة الذي قد يجعل هناك صعوبة في الانقباض وإخراج التبول بشكل طبيعي.
- حصوات الكلى.
- تلف في عضلات قاع الحوض.
كيف يمكن علاج احتباس البول عند الأطفال؟
يمكن علاج احتباس البول الحاد عند الأطفال من خلال استخدام القسطرة لإفراغ المثانة.
أما احتباس البول المزمن عند الأطفال، قد لا يحتاج إلى علاج طارئ، ولكن يجب تقييمه لتقليل خطر الإصابة بالعدوى وتلف الكلى.
يمكن أن تساعد إعادة تدريب المثانة وتدريب الارتجاع البيولوجي لطفلك على فهم الرسائل التي تنتقل بين المثانة والدماغ وتقوية العضلات حتى يصبح التبول أسهل.
ولكن في حالة وجود مشاكل هيكلية، فقد يحتاج طفلك إلى الجراحة.