اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو حالة عصبية تؤثر على كل من الأطفال والبالغين.
يحدث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عندما يعاني الدماغ والجهاز العصبي المركزي من إعاقات تتعلق بالنمو والتطور.
ويرجع سبب التسمية إلى الأعراض الرئيسية الواضحة والمميزة لهذا المرض
حيث يعاني الشخص المصاب بدرجات متفاوتة من واحد أو أكثر من السلوكيات الثلاثة: عدم الانتباه، الاندفاع، وفرط النشاط.
العوامل المؤدية لـ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه :
ليس معروفًا بالضبط ما الذي يسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
إلا أن هناك عوامل قد تزيد من فرص تطور الحالة:
- لم يستطع الباحثون تحديد جينات معينة تتسبب في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بالرغم من أن أكثر الدراسات تظهر وجود صلة وراثية على الأغلب. خصوصًا أنه من الشائع جدًا أن يكون لدى الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واحدًا على الأقل من الأقارب المشخصين بنفس بالحالة.
- قد تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا أيضًا، وتشمل هذه العوامل: التعرض للمبيدات الحشرية والرصاص، وإصابة في الدماغ، كذلك الولادة قبل الأوان أو مع انخفاض الوزن عند الولادة.
متى يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ؟
غالبًا ما يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولة ويستمر هذا المرض عادة خلال فترة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ.
يمكن أن يختلف مستوى الضعف من شخص لآخر ومن حالة إلى أخرى.
الأعراض نفسها يمكن أن تقل أو تزيد بمرور الوقت.
وفقًا لتقرير إحصائيات الصحة الوطنية لعام 2015 الصادر عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة أبلغ الآباء عن وجود نحو 6.4 مليون طفل في سن المدرسة تتراوح أعمارهم بين 4 و 17 عامًا تم تشخيص إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمثل هذا تقريبًا 11 في المائة من الأطفال في هذا العمر، أو واحدًا من كل 10 أطفال تقريبًا وهي نسبة ليست بالقليلة.
يتجاوز معدل الفتيان الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ثلاثة أضعاف عدد الفتيات المصابات بهذا المرض.
كما يبلغ متوسط العمر لتشخيص المرض – وفقًا للتقرير نفسه – كان 7 سنوات، عندما أبلغ الوالدان عن طفل مصاب بأعراض متوسطة من أعراض الاضطراب. يقل متوسط العمر في الحالات الشديدة، غالبًا ما كان يكون 5 سنوات. أما في الحالات الأبسط؛ فكثير من الأحيان تشخص في عمر 8 سنوات.
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه :
سيظهر لدى الطفل أو البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه آثار متفاوتة من هذه السلوكيات الثلاثة:
عدم الانتباه.
الاندفاع.
وفرط النشاط.
كما سيواجه معظم الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب مجموعة من الأعراض المصاحبة الأخرى.
ويمكن بشكل أساسي تشخيص الحالة عندما تظهر هذه العلامات لمدة 6 أشهر على الأقل وفي أكثر من بيئة واحدة أو موقف معين، مثل المنزل أو الفصل الدراسي أو العمل وغيرهم.
يجب مراعاة الأعراض التالية عند تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند طفل عمره 16 عامًا أو أقل، لتحديد ما إذا كان لديه ستة أو أكثر من كل من أعراض عدم الانتباه بالإضافة لأعراض فرط النشاط والاندفاع.
لكن من سن 17 وما فوق، سيبحث الطبيب عن 5 فقط أو أكثر من هذه الأعراض
ومنها:
أعراض عدم الانتباه:
- صعوبة متكررة في التركيز على المهام، بما في ذلك أداء الواجبات المنزلية أو العمل.
- غالبًا ما يجد صعوبة في أداء أي مشروع.
- صعوبة البقاء بشكل منظم.
- صعوبة التركيز، غالبا ما يتشتت بسهولة.
- شرود الذهن إلى حد عدم الاستجابة عند التحدث إليه.
- لديه صعوبة في تتبع العناصر المهمة مثل المفاتيح، والهاتف المحمول، ودفتر الواجب المدرسي.
أعراض الاندفاع وفرط النشاط:
- يفتقر إلى التفكير الدقيق / لا ينظر في العواقب المحتملة قبل التصرف على شيء ما أو التعبير عن مشاعره لأحدهم.
- السلوك النشط والتخريبي.
- يتحدث بإفراط.
- يجد صعوبة في أن يكون هادئًا أثناء الأنشطة الترفيهية.
- يجد صعوبة في انتظار دوره.
- يتململ في مقعده، ربما يقوم بتحريك يديه وقدميه باستمرار.
تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال والبالغين
إذا كان عمر طفلك بين 4 و 18 عامًا وكنت تشك في أنه مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فإن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بأن يقوم الطبيب الأولي/ طبيب الأطفال بإجراء تقييم الكشف السلوكي الأولي لطفلك. أثناء زيارة الطبيب، فإنه سيقوم بسؤالك عدة أسئلة لتحديد ما إذا كان طفلك يظهر علامات مستمرة من عدم الانتباه أو الاندفاع وفرط النشاط، وما إذا كانت تحدث في أكثر من موقف واحد، مثل المنزل والمدرسة وغيرها من الأماكن.
إذا لم يستطع طبيب الأطفال من التأكد تمامًا أن الأمر متعلق باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فمن المحتمل أن يوصي بإجراء تقييم رسمي من قبل أخصائي الصحة العقلية مثل أخصائي الأمراض العصبية أو من أي طبيب نفسي يمكنه إجراء الاختبارات العصبية والنفسية. هذا النوع من الاختبارات يكون أكثر دقة وتعمقًا من الفحص المبدأي، حيث يشمل خلاله فحص المعالجة السمعية والبصرية وتطور الحواس، وكثير من الأمور الأخرى. كما يمكن من خلال تحديد العوامل المساهمة في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يستطيع الطبيب أن يوصي بالنهج العلاجي الأمثل لطفلك.
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه :
ذكر المعهد الوطني للصحة العقلية أنه من أجل الحصول على أفضل النتائج في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: يجب استخدام مزيج من الأدوية والعلاج النفسي السلوكي.
أنواع الأدوية المستخدمة للعلاج:
تمت الموافقة على نوعين من الأدوية وهما: المنشطات وغير المنشطات.
المنشطات:
هي الأدوية الأكثر استخدامًا لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث تعمل المنشطات على زيادة المواد الكيميائية في الدماغ – بما في ذلك الدوبامين – والذي يعتبر ضروريًا لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية في الدماغ. ويظهر 70 إلى 80 في المئة من الأطفال تحسنًا في الأعراض في غضون 1-2 ساعات من تناول الدواء، أما في البالغين، فيظهر حوالي 70 في المئة منهم تحسنًا ملحوظًا في غضون ساعات من استخدام الدواء.
المنشطات العامة – المعروفة أيضًا باسم (منبهات الجهاز العصبي المركزي) والتي تستخدم على نطاق واسع لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي:
- ميثيلفينيديت (Concerta، Aptensio XR).
- ديكسترو-أمفيتامين (Adderall).
غير المنشطات:
تستخدم في الحالات التي لا يكون فيها الدواء المنشط جيدًا أو غير محبذًا. هناك أتوميكستين (Straterra)، وهو منبه يساعد على زيادة مادة كيميائية في الدماغ تسمى norepinephrine. يمكن أن تساعد هذه المادة الكيميائية في تحسين التركيز، بينما تعمل كذلك على تقليل الاندفاع وفرط النشاط. كذلك يمكن استخدام الكلونيدين (Kapvay) والجوانفاسين (Intuniv) هما أيضًا منبهات ويعملان بشكل مختلف قليلاً لتحقيق تأثيرات مماثلة.
العلاج السلوكي المعرفي:
يوصى بالعلاج السلوكي المعرفي والتثقيف النفسي للأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن كيفية إدارة مشاعرهم وسلوكهم العام بشكل أفضل. يمكن أن يركز العلاج أيضًا على استراتيجيات للمساعدة في التنظيم الذاتي والمراقبة الذاتية. يمكن أن يساعد هذا التعليم الطفل أو البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في تحدياتهم اليومية في المنزل وفي الفصل وفي العمل وفي المواقف الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون مجموعات المهارات الاجتماعية مفيدة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث يعاني كثيرًا منهم في حياتهم الاجتماعية. يحدث العلاج عادة مرة واحدة في الأسبوع، لمدة 45 دقيقة في المرة الواحدة.
يواجه الطفل أو البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عادة تحديات تؤثر على كل مجال من مجالات حياته.
إلا أن الاستمرار في العثور على الدواء المناسب والجرعة المحددة – مع توفير وقت أيضًا للعلاج الذي يركز على أساليب التكيف السلوكي – سيكون مفتاحًا لإدارة هذه الحالة بنجاح.