الانسداد الرئوي هو جلطة دموية تحدث في الرئتين.
حيث يمكن أن تسبب تلفًا في جزء من الرئة بسبب انعدام تدفق الدم إليه.
يؤثر الانسداد الرئوي على كامل الجسم حيث يقلل من مستويات الأكسجين في الدم، الأمر الذي يؤثر على الأعضاء الأخرى أيضًا.
الجلطات الدموية الكبيرة أو المتعددة قد تكون قاتلة.
يمكن أن يكون الانسداد مهددًا للحياة. وفقًا لمايو كلينك (MyoClinic)، حيث يؤدي إلى وفاة ثلث الأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم أو علاجهم.
ومع ذلك، فإن العلاج الفوري يزيد بشكل كبير من الفرصة في تجنب تلف الرئة بشكل دائم.
ما الذي يسبب الانسداد الرئوي ؟
يمكن أن تتكون جلطات الدم لعدة أسباب. يتسبب تجلط الدم في الأوردة العميقة بالجزء الأكبر من هذه الجلطات، حيث تنتقل جلطات الدم إلى أجزاء الجسم الأخرى بعد تكونها في الساقين أو الحوض.
ويمكن أن يكون لجلطات الدم في الأوردة العميقة في الجسم عدة أسباب مختلفة
بما في ذلك:
- الإصابات أو التلف: يمكن أن تسبب الإصابات مثل كسور العظام أو تمزق العضلات تلف الأوعية الدموية مما يؤدي إلى حدوث جلطات.
- الخمول: خلال الفترات الطويلة من عدم النشاط، تؤدي الجاذبية إلى ركود الدم في الأجزاء السفلية من الجسم؛ مما قد يؤدي إلى تجلط الدم. قد يحدث هذا إذا كنت جالسًا في رحلة طويلة أو إذا كنت مستلقيًا على الفراش تتعافى من مرض ما.
- الحالات الطبية: تسبب بعض الحالات الصحية تجلط الدم بسهولة، مما قد يؤدي إلى انسداد رئوي. ويمكن أن تسبب علاجات بعض الحالات الطبية مثل: الجراحة أو العلاج الكيميائي للسرطان حدوث جلطات دموية.
بالإضافة إلى بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمالات إصابتك بجلطة دموية يمكن أن تتسبب في انسداد رئوي.
ما هي عوامل الخطر لـ الانسداد الرئوي ؟
تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتجلط الدم في الأوردة العميقة والانسداد الرئوي:
- الإصابة بالسرطان.
- تاريخ عائلي من حدوث الجلطات.
- كسور الساق أو الورك.
- حالات التخثر المفرط أو اضطرابات تخثر الدم الوراثية: بما في ذلك العامل الخامس ليدن، الطفرة جينية الخاصة بالبروثرومبين، والمستويات المرتفعة من الهوموسيستين.
- تاريخ لنوبة قلبية سابقة أو سكتة دماغية.
- جراحة كبيرة.
- البدانة.
- نمط الحياة المستقر.
- السن أكثر من 60 عامًا.
- تناول هرمون الاستروجين أو التستوستيرون.
ما هي أعراض الانسداد الرئوي ؟
تعتمد أعراض الانسداد الرئوي على حجم الجلطة ومكان وجودها في الرئة.
ويعد أكثر أعراض الانسداد الرئوي شيوعًا هو ضيق التنفس، الذي ربما يكون تدريجيًا أو مفاجئًا.
كما يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للانسداد الرئوي:
- القلق.
- زرق الجلد.
- ألم في الصدر قد يمتد إلى ذراعك والفك والعنق والكتف.
- الإغماء.
- سرعة وعدم انتظام ضربات القلب.
- الدوار.
- التنفس السريع.
- بصق الدم.
- ضعف النبض.
إذا لاحظت واحدًا أو أكثر من هذه الأعراض – خصوصًا ضيق التنفس – فيجب عليك طلب العناية الطبية على الفور.
كيف يتم تشخيص الانسداد الرئوي ؟
في بعض الحالات، قد يصعب تشخيص الانسداد الرئوي.
تحديدًا إذا كنت تعاني من أمراض الرئة أو القلب، مثل: انتفاخ الرئة، أو ارتفاع ضغط الدم. عندما تزور طبيبك لمعرفة أعراضك، فسيسألك بالطبع عن صحتك العامة وأي حالات طبية ربما كانت لديك من قبل.
سيقوم طبيبك عادة بإجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية لاكتشاف سبب الأعراض:
- الأشعة السينية على الصدر: يتيح هذا الاختبار للأطباء رؤية قلبك ورئتيك بالتفصيل، وأي مشاكل في العظام المحيطة بالرئتين.
- رسم القلب الكهربائي (ECG): يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي لقلبك.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا المسح الموجات اللاسلكية والمجال المغناطيسي لإنتاج صور مفصلة لرئتيك.
- الفحص بالأشعة المقطعية: يمنح هذا الفحص طبيبك القدرة على رؤية صور مقطعية لرئتيك. وقد يتم طلب مسح خاص يسمى فحص V/Q.
- تصوير الأوعية الرئوية: يتضمن هذا الاختبار إجراء شق صغير حتى يتمكن طبيبك من توجيه الأدوات المتخصصة من خلال الأوردة، حيث سيحقوم طبيبك بحقن صبغة خاصة حتى يتمكن من رؤية الأوعية الدموية في الرئة.
- الموجات فوق الصوتية الوريدية المزدوجة: يستخدم هذا الاختبار موجات الراديو لتصوير تدفق الدم والتحقق من وجود جلطات دموية في ساقيك.
- تصوير الأوردة: هذه هي الأشعة السينية المتخصصة لأوردة ساقيك.
- اختبار ديمر: نوع من اختبار الدم.
كيف يتم علاج الانسداد الرئوي ؟
يعتمد علاج الانسداد الرئوي على حجم وموقع جلطة الدم.
فإذا كانت المشكلة بسيطة وتم اكتشافها مبكرًا؛ فقد يوصي طبيبك بالأدوية كعلاج، حيث يمكن لبعض الأدوية أن تفكك الجلطات الصغيرة.
وتشمل الأدوية التي قد يصفها الطبيب ما يلي:
مضادات التخثر:
تُعرف أيضًا باسم مُخفِّفات الدم مثل الهيبارين والوارفارين، التي تمنع من ظهور جلطات جديدة في دمك. يمكن لهذه الأدوية أن تنقذ حياتك في حالة الطوارئ.
مذيبات الجلطة:
تسرع هذه الأدوية من انهيار الجلطة. عادةً ما تكون مخصصة لحالات الطوارئ نظرًا لأن الأعراض الجانبية قد تتضمن مشكلات نزيف خطيرة.
قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الجلطات التي تسبب مشاكل كبيرة، خصوصًا تلك التي تؤثر على تدفق الدم إلى الرئتين أو القلب. بعض الإجراءات الجراحية التي قد يستخدمها طبيبك في حالة الانسداد الرئوي تشمل:
مرشح الوريد:
يقوم الطبيب بعمل شق صغير، ثم استخدم سلكًا رفيعًا لتثبيت مرشح صغير في الوريد الأجوف السفلي. الوريد الأجوف هو الوريد الرئيسي الذي يؤدي من ساقيك إلى الجانب الأيمن من قلبك. يمنع المرشح الجلطات الدموية من الانتقال من رجليك إلى رئتيك.
إزالة الجلطة:
حيث يقوم أنبوب رفيع يسمى القسطرة بامتصاص الجلطات الكبيرة من الشريان. ولا تعتبر هذه الطريقة فعالة تمامًا بسبب الصعوبة التي تنطوي عليها؛ لذلك فهي ليست دائمًا وسيلة مفضلة للعلاج.
جراحة مفتوحة:
يستخدم الأطباء الجراحة المفتوحة فقط في حالات الطوارئ عندما يكون الشخص في حالة صدمة أو حين لا تعمل الأدوية لكسر الجلطة.
ما بعد العلاج
بعد حصولك على العلاج المناسب للانسداد الرئوي في المستشفى، يُنصح بمعالجة السبب الأساسي. وهو عادة تخثر الدم في الأوردة العميقة. ومن المحتمل أن تبدأ في تناول أدوية مضادة للتخثر مثل: الهيبارين والوارفارين لمنع جلطات الدم من العودة. قد تحتاج أيضًا إلى استخدام جوارب ضغط (تشبه الجوارب الضيقة) أو جهاز آخر لمنع تكون الجلطات في ساقيك.
كذلك تمرين ساقيك بانتظام يعد عنصر أساسي في العلاج بعد الانسداد الرئوي. سوف يعطيك طبيبك تعليمات كاملة حول كيفية الاعتناء بنفسك لمنع حدوث جلطات دموية في المستقبل.
جلطات الدم في الرئة من أسرع أسباب الوفاة وأخطرها على الإطلاق، فلا بديل لأي عضو من أعضاء الجسم عن الأكسجين والدم المؤكسد الذي تقوم الرئتين بإنتاجه. لذلك عند ملاحظتك لأية أعراض عليك أن تسارع بطلب العناية الطبية الفورية. كذلك، ننصحك باتباع تعاليم الوقاية ونمط الحياة السليم لمنع تكوين الجلطات، والحفاظ على صحتك وجسدك في المستقبل.