الأسباب الشائعة لـ البواسير أثناء الحمل وكيفية الوقاية منها
النساء الحوامل اللاتي يتعرضن للإمساك عرضة للإصابة بالبواسير، فمع زيادة حجم الرحم أثناء الحمل، يمكن أن يؤدي الضغط الذي يمارسه على الأوردة إلى تضخمها مما يؤدي إلى حدوث البواسير أثناء الحمل.
البواسير هي الأوردة المنتفخة في فتحة الشرج والمستقيم، وهي شائعة أثناء الحمل، خاصة في الثلاث أشهر الأخيرة عندما يضغط الرحم المتضخم على الأوردة.
يمكن أن تكون البواسير مؤلمة، كما قد يصاحبها بعض الحكة أو اللدغة أو النزيف، خاصة أثناء حركة الأمعاء أو تمددها.
بينما يمر جسمك بجميع أنواع التغييرات الجسدية أثناء الحمل، يمكن أن تكون البواسير أكثر مصدر تهيج غير مرغوب فيه. ولكن الخبر السار هو أنها عمومًا لا تضر بصحتك أو بصحة طفلك، وعادة ما تكون مشكلة قصيرة الأجل. وعلى الرغم من أن الضغط أثناء المخاض يمكن أن يجعل أعراض البواسير تبلغ ذروتها، ولكنها عادةً ما تختفي من تلقاء نفسها بعد الولادة.
تصاب بعض النساء بالبواسير لأول مرة عندما يحملن، ولكن إذا كنت تعاني من البواسير من قبل، فمن المرجح أن تصابين بها مرة أخرى عند الحمل.
ما الذي يمكن أن يسبب البواسير أثناء الحمل؟
مع نمو طفلك داخل الرحم، يصبح رحمك أكبر ليناسب حجم الطفل ويبدأ في الضغط على الحوض. هذا النمو يضع الكثير من الضغط على الأوردة القريبة من فتحة الشرج والمستقيم، وقد تصبح هذه الأوردة منتفخة ومؤلمة نتيجة لذلك.
يمكن أن تساهم الزيادة في هرمون البروجسترون أثناء الحمل أيضًا في تطور البواسير، حيث إنها تعمل على إرخاء جدران الأوردة، مما يجعلها أكثر عرضة للتورم. كما أن زيادة حجم الدم الموجود داخل الأوردة، يمكن أن يسهم أيضًا في حدوث البواسير أثناء الحمل.
هناك ثلاثة أسباب إضافية شائعة لـ البواسير أثناء الحمل:
- الإجهاد العضلي خلال حركة الأمعاء.
- الإجهاد العضلي نتيجة تحمل وزن حمل إضافي.
- الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة من الزمن.
كما أن البواسير هي الأكثر شيوعا في النساء الحوامل اللاتي يعانين من الإمساك، حيث أفادت دراسة نشرت في مجلة BMJ Clinical Evidence أن 38٪ من النساء الحوامل يصبن بالإمساك في مرحلة ما أثناء الحمل.
قد يكون أحد أسباب الإمساك أثناء الحمل عندما يدفع الرحم المتنامي ضد الأمعاء. كما يمكن أن تسهم مكملات الحديد التي تتناولها الحامل أيضًا في حدوث الإمساك، لذلك يجدر بك محاولة الحصول على الحديد الذي تحتاجينه بشكل طبيعي من خلال نظامك الغذائي.
يمكن لهرمونات الحمل أيضًا إبطاء حركة الطعام خلال الجهاز الهضمي، مما يجعل الإمساك أكثر احتمالًا.
كيفية منع البواسير أثناء الحمل:
تجنب الإمساك هو المفتاح لمنع البواسير أثناء الحمل، وفيما يلي بعض النصائح لمنع الإمساك:
-
تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف.
هناك الكثير من الطرق الجيدة لدمج المزيد من الألياف في نظامك الغذائي. تشمل الأطعمة المليئة بالألياف ثمارًا مثل الكمثرى (خاصةً عندما تؤكل دون تقشيرها) والأفوكادو والتوت؛ الخضروات مثل البروكلي والخرشوف وبراعم بروكسل؛ الحبوب الكاملة مثل دقيق الشوفان والأرز البني والكينوا وحتى الفشار؛ البقوليات بما في ذلك أنواع مختلفة من الفول والعدس والبازلاء الخضراء ؛ ولا تنسي المكسرات والبذور.
2. شرب الكثير من السوائل.
حاولي شرب 10 أكواب من الماء كل يوم.
3. استخدمي المرحاض حالما تشعرين الحاجة.
4. حاولي ألا تجلسي أو تقفي لفترات طويلة من الزمن.
إذا كنت تجلسين في العمل، فحاولي الوقوف والتجول لبضع دقائق كل ساعة.
في المنزل، حاولي الراحة على جانبك عند القراءة أو مشاهدة التلفزيون، لتخفيف الضغط على الأوردة المستقيمية.
5. اسألي طبيبك عن استخدام ملين للبراز.
يمكن أن يساعد هذا إذا فشلت طرق أخرى في تخفيف الإمساك، ولا ينصح كثيرًا باستخدام حبوب ملين للإمساك أثناء الحمل، لأنها يمكن أن تسبب الجفاف وقد تحفز تقلصات الرحم.
6. جربي ممارسة تمارين كيجل يوميا.
تمارين كيجل هي تمارين مصممة لتقوي عضلات قاع الحوض التي تساعد على دعم المستقيم ويمكن أن تحسن الدورة الدموية في منطقة المستقيم. يمكنك القيام بتمارين كيجل في أي مكان تقريبًا – في المنزل أو في سيارتك أو في المكتب – ولكن عليكِ أولاً التأكد من أنك تستهدفين العضلات الصحيحة.
يمكنكِ تحديد العضلات المستهدفة من تمرينات كيجل بإن توقفي التبول في منتصفه ومعرفة العضلات التي تتقلص حينها. (هذه الطريقة مخصصة فقط لتحديد العضلات التي نتحدث عنها – لكن لا تقومي يإجراء تمرينات كيجل أثناء التبول، لأن هذا قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية).
بمجرد معرفة العضلات التي يجب استخدامها، قومي بشدها وتقليصها باستمرار لمدة خمس ثوان، بعدها يمكنك إرخائها لمدة خمس ثوان. قومي بتكرار التمرين حتى يمكنك شدها وتقليصها لمدة 10 ثواني كاملة. حاولي القيام بثلاث مجموعات على الأقل من 10 مرات يوميًا.
كيفية علاج البواسير أثناء الحمل:
عادة ما تتحسن البواسير من تلقاء نفسها بعد الحمل، ولكن هناك عددًا من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتخفيف أي حكة أو ألم في هذه الأثناء:
- نقع منطقة المستقيم في الماء الدافئ عدة مرات في اليوم.
يمكن أن يساعدك حمام المقعدة، أو حوض صغير يناسب مقعد المرحاض، ويمكنك شراء هذه الأجهزة في معظم متاجر الأدوية. يمكنك أيضًا ملء حوض الاستحمام العادي ببضع بوصات من الماء الدافئ لإنشاء تأثير مماثل. - ضعي عبوات ثلج أو كمادات باردة على منطقة الشرج عدة مرات في اليوم.
يمكن أن يقلل البرد من التورم ويساعد في تخفيف الألم. - الحفاظ على فتحة الشرج نظيفة وجافة.
حاولي استخدام المناشف المبللة أو مناديل الأطفال لتنظيف منطقة الشرج برفق بعد حركات الأمعاء. يمكن أن يكون هذا لطيفًا أكثر من ورق التواليت الجاف. - تأكدي من تجفيف منطقة الشرج – لا تمسحيها – بعد الاستحمام أو حركة الأمعاء.
الرطوبة الزائدة يمكن أن يسبب تهيج. - ضعي صودا الخبز (الرطب أو الجاف) على منطقة الشرج لتخفيف الحكة.
- تطبيق العلاجات التي تحتوي على خلاصة نبات ويتش هازل.
يمكن أن تساعد المنتجات المستخلصة من نبات ويتش هازل على الحفاظ على نظافة تلك المنطقة وتخفيف الألم والحكة حول فتحة الشرج. ولكن قبل استخدام أي من تلك المنتجات، تأكدي من استشارة طبيب أمراض النساء والتوليد الخاص بك، واسألي عن مدى إمكانية استخدام كريم موضعي للبواسير أو مسح طبي آمن أثناء الحمل.
في النهاية، فإن لا أحد يمكنه التقليل من شأن المعاناة التي تلقاها الأم أثناء فترة الحمل، وكيف تتعرض لتغييرات تؤثر على كل جزء من أجزاء جسدها، وكثيرًا ما تكون تلك التغييرات والمضاعفات الناتجة مؤقتة وتختفي من تلقاء نفسها بعد الحمل. ولكن هذا لا يجب أن يجعلك تتهاونين في محاولة متابعتها ومعالجتها تحت إشراف طبيبك المختص، فسلامتك هي الأولوية القصوى.
