التهاب البنكرياس الأعراض والأسباب وعوامل الخطر
التهاب البنكرياس يكون عادة إما حادًا أو مزمنًا
التهاب البنكرياس هو التهاب أو تهيج مرضي يحدث في عضو البنكرياس.
يقع البنكرياس خلف معدتك بالقرب من الأمعاء الدقيقة وهو العضو الذي تنطلق منه إنزيمات هامة جدًا تساعدك على هضم الطعام وتنظم من كيفية إدارة جسمك للجلوكوز.
يمكن أن يحدث التهاب البنكرياس سريعًا، أو قد يتطور كمشكلة مزمنة. ويعتمد العلاج على ما إذا كان الالتهاب حادًا أو مزمنًا.
الأعراض
يعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب البنكرياس الحاد أو المزمن من ألم في البطن العلوي الأيسر كعرض أساسي. وقد تظهر الالتهابات في تصوير الأشعة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب المزمن أو قد لا يظهر لديهم أية أعراض.
وربما تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب البنكرياس:
- ألم يلتف حول الجزء العلوي من الجسم ويتضمن الظهر في نمط يشبه الشريط.
- عسر الهضم.
- الغثيان أو القيء.
- ألم البطن.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- انتفاخ وتمدد البطن.
- الفواق.
- حمى.
قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب المزمن أيضًا بمرض البراز الدهني الذي ينتج عنه رائحة كريهة.
يمكن كذلك أن يكون هناك بعض الإسهال الذي هو علامة على سوء الامتصاص. يعني هذا أنك لا تحصل على جميع العناصر الغذائية الأساسية، حيث أن البنكرياس لا يفرز ما يكفي من الإنزيمات لهضم طعامك بشكل جيد.
أنواع التهاب البنكرياس
التهاب البنكرياس يكون عادة إما حادًا أو مزمنًا، ويعتمد علاج كل حالة من حالات الالتهاب على شدة الأعراض.
التهاب البنكرياس الحاد
هو السبب الرئيسي لدخول المستشفى في المشاكل المتعلقة بالجهاز الهضمي.
فوفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، يتم إدخال حوالي 275000 أمريكي إلى المستشفى لعلاج التهاب البنكرياس الحاد كل عام غالبًا ما يكون ظهور التهاب البنكرياس الحاد مفاجئًا جدًا. كما تختفي الأعراض عادة في غضون عدة أيام بعد بدء العلاج، إلا أن بعض الحالات قد تتطلب الإقامة في المستشفى.
هذا الالتهاب الحاد شائع لدى البالغين أكثر من الأطفال، وتعد حصى المرارة هي السبب الرئيسي لتطوره عند البالغين.
هناك فرصة دائمة أن يتطور الالتهاب الحاد إلى التهاب مزمن، خصوصًا إذا كنت تدخن أو تشرب الكحول بانتظام.
التهاب البنكرياس المزمن
هو التهاب في البنكرياس يعود باستمرار أو يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الالتهاب المزمن أن يكون لديهم ضرر دائم للبنكرياس ومضاعفات أخرى فمثلًا قد تتطور أنسجة ندبة من هذا الالتهاب المستمر. كما يمكن أن يتسبب التهاب البنكرياس في إتلاف الخلايا التي تنتج الأنسولين – وهو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس لينظم كمية السكر في دمك.
ويؤدي هذا إلى مرض السكري في حوالي 45 في المئة من المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن.
يسبب تعاطي الكحول على المدى الطويل حوالي 70 بالمائة من حالات التهاب البنكرياس المزمن عند البالغين.
كما أنه من الممكن أن يحدث أيضًا بسبب أمراض المناعة الذاتية، والأمراض الوراثية مثل التليف الكيسي.
التهاب البنكرياس الناخر أو المتلف للأنسجة
يمكن أن تتطور حالات التهاب البنكرياس الحاد الشديدة إلى التهاب البنكرياس المتلف للأنسجة، مما يعني موت الخلايا تمامًا بسبب المرض الأمر الذي يحدث في حوالي 10 في المئة من حالات الالتهاب بالغة الشدة، أو مع الحالات التي تترك دون علاج. كما يمكن أن يحدث أيضًا عن طريق تسرب إنزيمات الجهاز الهضمي إلى البنكرياس؛ مما يؤدي إلى تلف وموت الأنسجة، وحدوث التهاب البنكرياس المتلف للأنسجة. يستطيع الطبيب إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية في البطن أو الأشعة المقطعية لتشخيص الحالة. وقد يقوم كذلك بأخذ عينة من الأنسجة الميتة للتأكد من عدم إصابتها. إذا كان لديك عدوى؛ فستحتاج بالطبع إلى تناول المضادات الحيوية بالإضافة إلى إزالة الأنسجة الميتة. وعادة ما تزيد عدوى الأنسجة الميتة من خطر الوفاة، لذلك من المهم للغاية السعي للحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن.
الأسباب
يشترك التهاب البنكرياس الحاد والمزمن في العديد من نفس الأسباب.
التي تشمل مثلًا:
- حصى في المرارة.
- شرب الكثير من الكحول.
- بعض الأدوية.
- سرطان البنكرياس.
- عملية جراحية في البطن.
- العدوى.
- التليف الكيسي.
- إصابات البطن.
كما يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكالسيوم أو الدهون الثلاثية في الدم إلى التهاب البنكرياس المزمن.
من المهم هنا ذكر أن حصى المرارة هي السبب الأكثر شيوعا لالتهاب البنكرياس الحاد. وحصى المرارة عبارة عن كتل صلبة صغيرة تتشكل من الصفراء، التي هي السائل أو العصارة التي تساعد على الهضم. لكن يمكن لحصاة كبيرة بما فيه الكفاية أن تتسبب في انسداد عند نقطة التقاء قناة البنكرياس الرئيسية بالقناة الصفراوية المشتركة؛ مما يسبب الالتهاب.
تشخيص التهاب البنكرياس
من المرجح أن يستخدم طبيبك مجموعة من اختبارات الدم والأشعة لإجراء التشخيص.
إذا كنت تعاني من التهاب البنكرياس الحاد، فستصاب بألم شديد في البطن كعلامة مبدأية بالإضافة إلى أن اختبارات الدم لديك قد تظهر ارتفاعًا كبيرًا في مستوى إنزيمات البنكرياس.
ويمكن لأنواع مختلفة من فحوصات الموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي، يمكن أن تظهر هيئة البنكرياس وعلامات الالتهاب فيه، بالإضافة إلى معلومات عن حالة القنوات الصفراوية وقنوات البنكرياس.
يمكن أن يحدد اختبار الدهون في البراز أيضًا ما إذا كان البراز يحتوي على نسبة دهون أعلى من المعتاد.
اختبار وظائف البنكرياس
يُظهر اختبار وظائف البنكرياس – الذي يُطلق عليه أيضًا اختبار تحفيز السيكرتين – ما إذا كان البنكرياس يستجيب بشكل طبيعي للإفراز.
السيكرتين (Secretin) هو هرمون يستحث البنكرياس لإفراز سائل يساعد على هضم الطعام. أثناء الاختبار، سيقوم الطبيب بتمرير أنبوب عبر أنفك أو الحلق إلى الأمعاء الدقيقة. ومن ثم سيقوم بحقن السيكرتين في الوريد، وبعدها مباشرة سيقوم بأخذ عينات من السوائل عبر الأنبوب، وسيرسلها إلى المختبر بغرض تشخيص التهاب البنكرياس أو أي من الحالات الأخرى التي تؤثر على البنكرياس.
العلاج
غالبًا ما يتضمن علاج التهاب البنكرياس الحاد أو المزمن دخول المستشفى، نظرًا لأن البنكرياس يعد مساهمًا رئيسيًا في عمليات الجهاز الهضمي فهو يحتاج إلى الراحة للشفاء. لهذا السبب، قد تتلقى السوائل والغذاء عن طريق الوريد (IV) أو من خلال أنبوب يمتد مباشرةً من أنفك إلى معدتك – ما يسمى بأنبوب التغذية الأنفي المعدي. قد يساعد الدواء قد في السيطرة على الألم، وقد تتلقى أيضًا إنزيمات هضمية اصطناعية إذا كان البنكرياس لديك لا ينتج ما يكفي منها بمفرده. وعمومًا يرجع بعض الناس إلى تناول غذائهم بشكل طبيعي ويشعرون بتحسن بعد يومين على الأكثر، لكن قد يحتاج آخرون إلى أسبوع أو أسبوعين للتعافي بشكل كافٍ.
العملية الجراحية
ربما تحتاج إلى عملية جراحية إذا لم تنجح العلاجات الأخرى في تحقيق أي تحسن خصوصًا إذا قام طبيبك بتشخيص حصوات المرارة فقد تساعد عملية جراحية لإزالة المرارة في تحسين حالتك.
كما يمكن للجراحة أيضًا إزالة الأجزاء المريضة من البنكرياس.
الغذاء الموصى به لمريض التهاب البنكرياس
من أهم العوامل التي تساعد في تماثل الشفاء لمريض التهاب البنكرياس هو النظام الغذائي الصحي قليل الدسم.
إذ يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس المزمن بشكل خاص إلى توخي الحذر بشأن كمية الدهون التي يستهلكونها، نظرًا لأن وظيفة البنكرياس تكون قد أصبحت معرضة للخطر.
لهذا السبب ينبغي عليهم تجنب الأطعمة التالية:
- اللحم أحمر.
- الطعام المقلي.
- منتجات الألبان كاملة الدسم.
- الحلويات السكرية.
- المشروبات المحلاة.
- الكافيين.
- الكحول.
ينصح أيضًا بتناول وجبات صغيرة طوال اليوم لتقليل الضغط على الجهاز الهضمي.
بالإضافة إلى الالتزام بالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين ومضادات الأكسدة، وشرب الكثير من السوائل للبقاء في حالة رطبة.
كذلك قد يصف لك طبيبك مكملات الفيتامينات لضمان حصولك على العناصر الغذائية التي تحتاجها.
مضاعفات التهاب البنكرياس
قد يصاب بعض الأشخاص بمضاعفات نادرة غالبًا
إلا أن أكثرها شيوعًا عند الأشخاص المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن هو:
- تلف الكلى.
- سرطان البنكرياس.
- داء السكري.
- سوء التغذية.
- عدوى البنكرياس.
التهاب البنكرياس الحاد قد يزيد من خطر الإصابة بصعوبات في التنفس.
ويمكن أن يتسبب أيضًا في تطور حالة تسمى بالتكيس الكاذب للبنكرياس عندما تتجمع الأنسجة الميتة مع بعضها.
هذه الحالة قد تزول من تلقاء نفسها. لكن هذه الأكياس إذا تمزقت فبإمكانها أن تسبب العدوى والنزيف الذي يمكن أن يكون قاتلا إذا لم يعالج بسرعة.
عوامل تزيد خطر من الإصابة
هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس
وتشمل هذه:
- تعاطي الكحول بكثرة (أكثر من مشروبين في اليوم).
- البدانة.
- تدخين السجائر.
- الجينات.
- الرجال أكثر عرضة لتطوير التهاب البنكرياس المزمن أكثر من النساء.
مزيج من عوامل الخطر مثل التدخين وتاريخ عائلي من التهاب البنكرياس بالطبع يزيد من فرص الإصابة بالتهاب البنكرياس.
التدخين أو شرب الكحول قد يزيد أيضًا من فرصة تحول الالتهاب الحاد إلى التهاب مزمن.
الوقاية من التهاب البنكرياس
بالطبع هناك أسباب يمكنك التحكم بها وأخرى لا.
إلا أنه على كل حال لا يزال هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للحد من المخاطر الخاصة بك، مثل:
- الحد من شرب الكحوليات.
- التوقف عن التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي.
- أكل نظام غذائي متوازن.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف وتجنب السكر قد يساعدك على منع حصى المرارة، التي هي السبب الرئيسي لالتهاب البنكرياس الحاد.
يمكنك التحكم في التهاب البنكرياس بنمط حياة صحي وعلاج طبي عند الضرورة لكن من المهم بشكل قاطع تجنب التدخين وشرب الكثير من الكحول لتقليل خطر التهاب البنكرياس ومساعدتك على الشفاء.
وفي حالة ظهور أي من الأعراض مرة أخرى، ينبغي عليك التحدث مع طبيبك في أقرب وقت ممكن.