تعرف على الجلطة الرئوية
الجلطة الرئوية الأسباب، والأعراض، وطرق العلاج
الجلطة الرئوية هي انسداد في الشريان الرئوي الذي يغذي الرئتين بالدم، والتي تعد من أكثر أمراض القلب والأوعية الدموية شيوعًا في الولايات المتحدة، إذ تصيب الجلطة الرئوية على الاقل شخص واحد من كل 1000 شخص في الولايات المتحدة كل عام.
وتعد الجلطة الرئوية من أكثر الأمراض خطورة، والتي قد تهدد حياة الشخص المصاب؛ وذلك لأنها تمنع وصول الأكسجين إلى الرئتين، كما أنها من الممكن أن تتسبب فى حدوث ضرر دائم للرئتين، بالإضافة انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وعادة ما تحدث الجلطة الرئوية عندما تنفصل الجلطة الدموية من أعضاء أخرى من الجسم غير الرئة، وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين
ما هي أسباب الإصابة بالجلطة الرئوية؟
تحدث الجلطة الرئوية، في كثير من الحالات، بسبب بعض التغيرات مثل، الحمل أو الجراحة، ولكن في نحو 40٪ من الحالات، قد يتعذر على الطبيب المعالج التعرف على سبب الإصابة بالجلطة الرئوية.
وقد تتكون جلطات الدم لعدة أسباب، وغالبًا ما تحدث الجلطة الرئوية بسبب حدوث جلطة فى الأوردة العميقة، ثم تنقل إلى الرئتين، وغالبا ما تبدأ جلطات الدم التي تسبب الجلطة الرئوية في الساقين أو الحوض، ومن الممكن أن تتكون جلطات الدم في الأوردة العميقة في الجسم من عدة أسباب مختلفة، بما في ذلك:
-
بعض الإصابات
يمكن أن تسبب بعض الإصابات مثل كسور العظام أو تمزق العضلات تلف فى الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث جلطات فى بعض الأوعية العميقة.
-
الخمول
خلال الفترات الطويلة من عدم النشاط، تعمل الجاذبية على سحب الدم فى مناطق معينة فى الدم، مما يؤدى إلى ترسب الدم بها، والذي يساهم بشكل كبير فى حدوث بعض الجلطات فى الدم، خاصة في الأشخاص الذين يستلقون على الفراش لفترات طويلة للتعافي من مرض معين.
-
بعض الحالات الطبية
من الممكن أن تساهم بعض الحالات الصحية في زيادة فرصة تجلط الدم مما قد يؤدي إلى حدوث جلطة رئوية، مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي للسرطان، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية مثل بعض وسائل منع الحمل القائمة على الهرمونات أو العلاج البديل بالهرمونات (HRT).
ما هي عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية؟
هناك بعض العوامل التى تزيد من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية ومنها:-
- زيادة الوزن عن الوزن المثالي
- الحمل
- التدخين الشديد
- الإصابة ببعض أنواع السرطان
- تاريخ عائلي للإصابة بالجلطة الرئوية
- كسور الساق أو الورك
- حالات مفرطة لتخثر الدم، أو اضطرابات تخثر الدم الوراثية، بما في بعض الطفرات الجينية، ومستويات مرتفعة من الهوموسيستين
- تاريخ من الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية
- السمنة المفرطة
- التقدم فى العمر، خاصة فى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين
- تناول بعض الأدوية التي تحتوي على هرموني الاستروجين أو التستوستيرون
ما هي أعراض الإصابة بالجلطة الرئوية؟
تعتمد أعراض الانسداد الرئوي على حجم الجلطة ومكان وجودها في الرئة، ويعد من أكثر أعراض الانسداد الرئوي شيوعًا هو ضيق التنفس، الذي من الممكن أن يكون تدريجيا أو مفاجئا، وتشمل الأعراض الأخرى للجلطة الرئوية:
- زيادة القلق
- تغيير لون الجلد إلى اللون الأزرق
- ألم في الصدر قد يمتد إلى الذراع، أو الكتف، أو الفك، أو العنق
- عدم انتظام ضربات القلب
- الدوار
- سعال متكرر
- تنفس سريع
- زيادة معدل ضربات القلب
- الأرق
- بصق الدم
ومن الأعراض الأكثر خطورة المصاحبة للجلطة الرئوية
- تورم في الساق أو الذراع
- ألم فى الساق عند الوقوف أو المشي
- زيادة حجم الأوعية الدموية في الساق، والذراع
- احمرار الجلد
كيف يتم تشخيص الجلطة الرئوية؟
إذا اعتقد المريض أنه من المحتمل أن يعانى من الجلطة الرئوية فمن الضرورى أن يحصل على مساعدة طبية على الفور، وفى معظم الأحيان عادة ما يبدأ الطبيب تشخيص الجلطة الرئوية من خلال الفحص البدني.
من خلال هذا الفحص سوف يقوم الطبيب بفحص الأوعية الدموية التي توجد في ساقي المريض؛ لمعرفة ما إذا كانت منتفخة أو دافئة عن بقية الجسم أم لا، وذلك لأن معظم هذه علامات من الممكن أن تدل على احتمالية إصابة المريض بجلطة دموية عميقة، وإذا اشتبه الطبيب في ذلك فسوف يلجأ إلى إجراء بعض الاختبارات للتأكد مثل:-
-
فحوصات الدم
تساهم اختبارات فحص غازات الدم المختلفة في معرفة نسبة كل من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، كما يمكنها أيضًا مساعدة الطبيب في اكتشاف مادة تسمى D dimer فى الدم، وهي عبارة عن جزء صغير من بروتين معين يوجد في الدم بعد أن يُفكك الجسم جلطة.
-
الأشعة السينية على الصدر
تتيح الأشعة السينية للأطباء رؤية كلا من القلب، والرئتين، وأى مشاكل من الممكن أن تتواجد في العظام المحيطة بالرئتين.
-
رسم القلب الكهربائي (ECG)
يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب المريض، مما يساهم فى معرفة ما إذا كان يصل إلى القلب كمية كافية من الدم أم لا.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي
يستخدم هذا الاختبار الموجات اللاسلكية والمجال المغناطيسي لإنتاج صور مفصلة للرئتين مما يساهم في تشخيص الجلطة الرئوية، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى هذا الفحص فى بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون إجراء بعض الفحوصات الأخرى التي تعتمد على صبغة التباين مثل السيدات الحوامل ومرضى الكلى.
-
الفحص بالأشعة المقطعية
يمنح هذا الفحص الطبيب القدرة على رؤية صور مقطعية للرئتين، مما يساهم فى معرفة ما إذا كان هناك أى مشكلة فى الرئة أم لا، ويعد هذا الفحص نوع خاص من اختبار الأشعة السينية، والذي يعد الطريقة الرئيسية التي يستخدمها الأطباء لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من جلطة رئوية أم لا، ومن خلال هذا الفحص يقوم الطبيب بحقن المريض بمادة تعرف بصبغة (“التباين”) ، والتي بدورها تجعل الأوعية الدموية في الرئتين أكثر وضوحا على الأشعة السينية.
-
تصوير الأوعية الرئوية
يتضمن هذا الاختبار إجراء شق صغير حتى يتمكن الطبيب من توجيه أنبوب طويل رفيع (قسطرة) في الوريد الكبير في الفخذ وفي الشرايين داخل الرئة، ثم يقوم بحقن الصبغة من خلال القسطرة، والتى تجعل الأوعية الدموية داخل الرئة أكثر وضوحا على صور الأشعة السينية، ويعد هذا الاختبار هو الأكثر دقة للكشف عن الجلطة الرئوية، والذي يمكن استخدامه إذا لم تظهر الاختبارات الأخرى نتائج واضحة.
-
الموجات فوق الصوتية الوريدية المزدوجة
يستخدم هذا الاختبار موجات الراديو لتصور تدفق الدم والتحقق مما إذا كانت توجد جلطات دموية في ساقي المريض أم لا
-
فحص التهوية / التروية (V / Q).
يتم استخدام هذا الاختبار في بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون إجراء فحص الأشعة المقطعية، ويعتمد هذا الإختبار على استخدام مادة مشعة لإظهار بعض الأجزاء من الرئتين التي تتدفق من خلالها الهواء (التهوية)، والدم (التروية).
إذا كان هناك انخفاض في تدفق الدم إلى منطقة معينة ولكن تدفق الهواء بها طبيعي، فهذا دليل على وجود جلطة دموية فى الرئة
كيف يتم علاج الجلطة الرئوية؟
هناك العديد من الخيارات المتاحة لعلاج الجلطة الرئوية ومنها:
-
مضادات التخثر
تعد مضادات التخثر هى العلاج الأكثر شيوعًا للتجلط الدموي في الرئة، وذلك لأنها تعمل على منع تكون أى جلطة جديدة، كما تعمل أيضا على منع زيادة نمو الجلطة فى الحجم.
والجدير بالذكر أن مضادات التخثر لا تعمل على تحلل الجلطة المتكونة، فعادة ما يتخلص الجسم منها من تلقاء نفسه بمرور الوقت، ومن أدوية مضادات التخثر الأكثر شيوعا:-
-
الوارفارين (الكومادين ، جانت وفن)
-
الهيبارين
يعد الهيبارين من الأدوية المضادة للتخثر التى تتميز بوزنها الجزيئي المنخفض، كما أنه يستخدم على نطاق واسع لمنع تجلط الدم، ومن الأدوية التي تحتوي على الهيبارين: تينزابارين (Innohep)
-
القسطرة
يلجأ الأطباء إلى استخدام القسطرة لعلاج الجلطة الرئوية في بعض حالاتها الخطيرة، ومن خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن في الوريد في فخذ أو ذراع المريض، حتى يصل إلى الرئة، ليتمكن الطبيب من خلاله من إزالة الجلطة.
-
مرشح الوريد الأجوف السفلي
يعد الوريد الأجوف السفلي هو الوريد الكبير الذي ينقل الدم من أسفل الجسم إلى القلب، وفى بعض الأشخاص المعرضون لخطر متزايد للإصابة بالجلطة الرئوية يلجأ الاطباء الى اجراء ما يعرف باسم مرشح الوريد الأجوف السفلي الذي يعمل على ترشيح الدم العائد من جميع أنحاء الجسم إلى القلب مما يمنع مرور أي جلطة إلى الرئة.
المصادر والمراجع:
www.webmd.com
www.mayoclinic.org