متلازمة القولون العصبي الأسباب والعلاج
متلازمة القولون العصبي (IBS) من أشهر مشاكل الجهاز الهضمي التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث، فهي من أهم ما يعبر به جسم الإنسان عن ما يواجهه من ضغوط نفسية واجتماعية. لذا سنتناول بشيء من التفصيل كل ما تحتاج أن تعلمه عن القولون العصبي.
ماهي متلازمة القولون العصبي؟
متلازمة القولون العصبي هي مجموعة من اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثرعلى الأمعاء الغليظة، ومن أشهر أعراضها انتفاخ البطن المتكرر، وآلام البطن، و الإمساك و الإسهال.
أسباب متلازمة القولون العصبي
السبب الرئيسي لمتلازمة القولون العصبي غير معلوم تحديداً للأطباء إلى الآن، ولكن يعتقد العلماء أن اختلال التواصل العصبي بين الدماغ والأمعاء يحفز الأمعاء تجاه أي مؤثر خارجي كالغازات المتراكمة في الأمعاء أوالطعام صعب الهضم مما يسبب أعراض القولون العصبي كالإمساك أو الإسهال أو الانتفاخات المتكررة.
هناك العديد من العوامل التي تساعد على اختلال التواصل العصبي بين الدماغ والأمعاء مثل
- عدوى بكتيرية شديدة في الجهاز الهضمي، نتيجة الإصابة بالتهابات بالمعدة سابقة.
- أسباب نفسية واجتماعية، كمرض الاكتئاب والتوتر والأرق وضغوط العمل.
- أسباب وراثية كوجود تاريخ عائلي للإصابة بالقولون العصبي في أفراد العائلة.
- الحساسية تجاه بعض الأطعمة كحساسية اللاكتوز.
- التغيرات الهرمونية الشديدة فى الجسم خاصة عند النساء.
- تناول بعض الأدوية كأدوية ارتفاع ضغط الدم.
أعراض القولون العصبي
تختلف اعراض القولون العصبي من شخص لأخر،فقد تزداد شدة هذه الأعراض ثم تقل تدريجيا والعكس، ومن أشهر تلك الأعراض:
- آلام البطن المتكررة خاصة بعد الأكل للتغير المفاجئ في حركة الأمعاء.
- الإسهال والإمساك المتكرر أو التبادل بينهم من وقت لأخر.
- الانتفاخات المتكررة نتيجة تراكم الغازات فى الأمعاء.
- وجود مخاط أبيض أو أصفر في البراز.
كيفية تشخيص القولون العصبي
يشخص الطبيب القولون العصبي بسؤال المريض عن بعض الأعراض المميزة لمتلازمة القولون العصبي ليميز بينه وبين بعض الأمراض الاخرى التي قد تسبب بعض الأعراض المتشابهة مثل:
- هل تقل آلام البطن بعض التغوط؟
- قوام البراز هل متماسك أم مائي؟
- حركة الأمعاء طبيعية أم مختلفة؟
- هل تلك الأعراض مستمرة؟
- متى ظهرت تلك الأعراض بالتحديد؟
بعد ذلك يسأل الطبيب المريض بعض الأسئلة الأخرى ليستبعد بعض الأمراض الخطيرة مثل سرطان القولون مثل:
- وجود دم فى البراز.
- وجود نزيف من المستقيم.
- فقدان ملحوظ فى الوزن.
- انيميا.
- لون غريب للبراز كالأسود أو الأحمر.
هل أحد أفراد العائلة يعاني من أحد أمراض الجهاز الهضمي كسرطان القولون؟
ماهى الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص متلازمة القولون العصبي؟
قد يحتاج الطبيب بعض الفحوصات الطبية لتأكيد تشخيص متلازمة القولون العصبي واستبعاد بعض الأمراض الأخرى.
- فحص الدم: قد يحتاج الطبيب فحص الدم لفحص بعض الأمراض الأخرى مثل مرض انيميا نقص الحديد (فقر الدم).
- فحص البراز: قد يطلب منك الطبيب فحص البراز للتأكد من وجود دم أو بكتيريا في البراز أم لا للتميز بين القولون العصبي وبعض الأمراض الأخرى.
هل يصيب القولون العصبي الرجال أكثر أم النساء؟
رغم أنه لا اختلاف بين الرجل والمرأة فى تركيب الجهاز الهضمي، فقد أظهرت بعض الدراسات الطبية أن نسبة الإصابة بمتلازمة القولون العصبي أكثر فى النساء عن الرجال وكذلك شدة الأعراض والاستجابة للعلاج.
فقد أشارت هذه الأبحاث أن ذلك الاختلاف قد يكون لعدة أسباب من أهمها اختلاف نسبة الهرمونات المختلفة بين الرجل والمرأة مثل:
- ارتفاع نسبة بعض الهرمونات عند المرأة خاصة هرمونات الاستروجين والبروجسترون التي تلعب دور هاما فى انقباضات الأمعاء وانبساطها مما يؤثر فى شدة ظهور الأعراض كالإمساك والإسهال.
- هرمونات الذكورة عند الرجل كالأندروجين تجعله أكثر تحملاً لآلام البطن المختلفة. لذا تختلف شدة الأعراض ونسبة حدوثها بين المرأة والرجل.
مضاعفات متلازمة القولون العصبي
اذا لم تعالج أعراض القولون العصبي المتكررة بشكل جيد قد تسبب بعض المضاعفات مثل:
- الإسهال أو الإمساك المتكرر قد يصيب المريض بالبواسير.
- آلام البطن المتكررة قد تصيب المريض بالقلق وسوء الحالة المزاجية ومن ثم الاكتئاب أحيانا.
علاج القولون العصبي
قبل بدء العلاج يجب أن يعلم المريض أن كل شخص له نمط علاج مختلف طبقا لشدة الأعراض واستمرارها، فقد يوجه الطبيب المريض إلى تغير ما يأكله أو نمط حياته أو يوجهه تناول بعض الأدوية المناسبة لحالته.
-
تغير نمط الحياة:
تشير العديد من الأبحاث الطبية أن تغيير نمط الحياة اليومي إلى الأفضل قد يحسن من أعراض القولون العصبي، لذا على المريض أن يغير من بعض عاداته اليومية الخاطئة مثل:
١- ممارسة الرياضة بشكل يومي مما يقلل من ضغوطك النفسية، مما يقلل كثيرا من شدة الأعراض.
٢- النوم لفترة كافية لتحظى بحالة مزاجية جيدة تقيك من أعراض القولون العصبي.
٣- التحكم بإنفعالاتك العصبية بقدر الإمكان.
-
تغيير العادات الغذائية
قد ينصحك الطبيب بتغيير عاداتك الغذائية لتخفف من أعراض القولون العصبي، فقد ينصحك بالآتي:
-
تناول وجبات غنية بالألياف
فالألياف تقلل من حدة الإمساك لذا ينصح الأطباء بتناول (22 -34) جرام من الألياف يوميا. يفضل تناول الألياف بجرعاتها اليومية المحددة لأن الكثير منها قد يسبب اسهال وتراكم الغازات بالأمعاء.
-
تناول وجبات فقيرة بالكربوهيدرات (النشويات)
ينصح الأطباء غالبا مرضى القولون العصبي بتناول أطعمة فقيرة بالكربوهيدرات لأن الكربوهيدرات من الصعب هضمها جيدا مما يزيد من أعراض القولون العصبي.
من الأغذية الفقيرة بالكربوهيدرات مثل:
- الفاكهة مثل المانجو والتفاح والبطيخ وعصير الفاكهة الطازج
- الخضراوات مثل البصل والخرشوف و البقوليات والثوم
- منتجات الألبان مثل الجبن واللبن والزبادي
- منتجات القمح
- العسل الأبيض
-
استعمال الأدوية
قد يصف لك الطبيب بعض الادوية التي قد تقلل من حدة القولون العصبي مثل أدوية تقلل من حدة الإسهال.
- أدوية تقلل من شدة الإمساك.
- أدوية تهدئ من آلام البطن وتشنجات القولون المتكررة.
- وفى بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى استعمال مضادات الاكتئاب.
ولا تستخدم أي من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
من كل ما سبق يظهر لنا أن متلازمة القولون العصبي من السهل التعامل معه رغم صعوبة أعراضه المتلازمة له باللجوء إلى الطبيب حتى يصف لنا ما يناسبنا من طرق علاجية.