تعرف على كل ما يتعلق بمرض المياه البيضاء على العين
المياه البيضاء على العين أو إعتام عدسة العين عبارة عن تكون مناطق غائمة في عدسة العين التي عادة ما تكون في غاية الشفافية والنفاذ. وتعد هي السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا. يتسبب إعتام عدسة العين في حدوث مشاكل في الرؤية على مستوى العالم أكثر من أي حالة مرضية أخرى – خاصة بالعيون، ويزداد حدوثها بازدياد عدد السكان المتقدمين في العمر. ففي الولايات المتحدة في عام 2010، كان هناك 20.48 مليون حالة. وارتفعت إلى 24.41 مليون حالة في عام 2015. ثم بحلول عام 2050، من المتوقع أن يصاب حوالي 50 مليون أمريكي بالمياه البيضاء على العين.
تؤدي المياه البيضاء على العين إلى أن يصبح جزءً من العدسة معتمًا أو غائمًا، لا يمرر الضوء بسهولة من خلاله. وتصبح الرؤية ضبابية، تمامًا مثل النظر من خلال نافذة ضبابية. وكلما كانت العدسة أكثر ضبابية، كلما كانت الرؤية أسوأ. ربما يكون إعتام عدسة العين عيبًا خلُقيًا موجودًا عند الولادة، أو قد يظهر بعد فترة وجيزة منها، أو في وقت ما أثناء الطفولة. إلا أن المياه البيضاء على العين المرتبطة بالتقدم في العمر هي النوع الأكثر شيوعًا.
أسباب المياه البيضاء على العين
يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض المياه البيضاء على العين، حيث أن أكبر عامل للخطر هو العمر.
في الولايات المتحدة، هناك أكثر من 40 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 عامًا أو أكثر يعانون من درجة ما من إعتام العدسات. بل إن أكثر من نصف جميع الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا أو أكثر يعانون من إعتام عدسة العين بشكل ملحوظ يؤثر على رؤيتهم.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى التي قد تزيد من فرصة الإصابة بإعتام عدسة العين ما يلي:
- العمر.
- تاريخ عائلي للإصابة.
- داء السكري.
- التعرض الطويل لأشعة الشمس الساطعة.
- التهاب سابق للعين.
- إصابة سابقة للعين.
أنواع المياه البيضاء على العين
هناك أنواع مختلفة من المياه البيضاء على العين، بعضها يرتبط بالعمر والآخر ليس له علاقة به.
وتتضمن أهم الأنواع:
إعتام عدسة العين الثانوي : يمكن أن يحدث هذا النوع بعد جراحات العين المختصة بعلاج حالات أخرى، مثل: الجلوكوما (المياه الزرقاء على العين)، أو نتيجة لمشاكل صحية مثل مرض السكري. كذلك الاستخدام الزائد من عقارات الستيرويد قد يزيد من خطر الإصابة بهذا النوع.
إعتام عدسة العين بسبب إصابة حادة: قد تؤدي إصابة العين إلى إعتام عدسة العين، حتى بعد عدة سنوات من الإصابة.
إعتام عدسة العين بسبب الإشعاع: قد يؤدي التعرض إلى نوع معين من الإشعاع إلى إعتام لعدسة العين.
إعتام عدسة العين الخلُقي : قد يحدث إعتام عدسة العين عند الولادة، وغالبًا ما يكون في كلتا العينين. ولا يؤثر غالبًا على الرؤية، ولكن إذا أثرت؛ فقد تكون هناك حاجة للجراحة.
أهم أعراض المياه البيضاء على العين
عادة ما تستغرق المياه البيضاء على العين سنوات من التطور حيث تصبح العدسة تدريجيًا غائمة. وغالبًا ما تميل إلى الظهور في سن أكبر وتؤثر على كلتا العينين، إلا أنه من النادر جدًا أن تتأثر كلتا العينان بنفس الدرجة. يمكن أن يصعّب إعتام عدسة العين من مهمة القراءة أو قيادة السيارة، خاصة أثناء الليل. كذلك يصبح من الصعب رؤية تعبيرات أوجه الناس بشكل واضح. ولا يعرف معظم الناس أن لديه هذه المشكلة في البداية، ولكن مع تطور الإصابة، تزداد الرؤية سوءً.
وقد يعانون كذلك من بعض الأعراض التالية:
- غمامة أو سحابة أو ضبابية الرؤية.
- تأثر الرؤية بوجود البقع الصغيرة أو النقاط.
- يرى المريض بقع صغيرة تطمس أجزاء من مجال الرؤية.
- تسوء الرؤية عندما تكون الأضواء خافتة.
- تكون الرؤية في بعض الأحيان أسوأ كذلك مع الضوء الساطع الوهاج.
- تبدو الألوان أقل وضوحًا وتتلاشى.
- تصبح القراءة أصعب بالتدريج وفي النهاية مستحيلة.
- تغيير النظارات بشكل مستمر، ويصبح ارتداءها بالأخير أقل فعالية.
- في حالات نادرة، يرى الشخص هالات حول الأجسام الساطعة، مثل: المصابيح الأمامية للسيارة، أو مصابيح الشوارع، أو رؤية مزدوجة في بعض الأحيان بعين واحدة.
تشخيص المياه البيضاء على العين
يجب على أي شخص يعاني من مشاكل في الرؤية زيارة الطبيب، الذي قد يحيله بدوره إلى طبيب العيون.
يقوم طبيب العيون بإجراء فحص شامل للعينين، بالإضافة إلى بعض الاختبارات التي يمكن أن تكشف عن وجود إعتام في عدسة العين.
وتشمل هذه الاختبارات:
- اختبار حدة البصر، لمعرفة مدى وضوح الرؤية لدى المريض، حيث يحاول فيه المريض قراءة لوحة من العلامات عبر الغرفة.
- فحص قرنية وقزحية العين والعدسة باستخدام ضوء معين، ويساعد أيضًا في معرفة المسافة بين القزحية والقرنية.
- قياس الضغط الداخلي للعين.
- يتم إجراء فحص شبكية العين بعد استخدام قطرات توسيع العين.
في إجراء فحص الشبكية، تساعد قطرات توسيع العين في ظهور مجال أكبر من العينين.
ومن ثم يقوم الطبيب بفحص العدسة بحثًا عن علامات المياه البيضاء على العين، ومعرفة مدى شدة الإعتام.
علاج المياه البيضاء على العين
إذا كان التأثير خفيفًا، فقد لا تكون هناك حاجة للعلاج الجراحي. خصوصًا خلال المراحل المبكرة،
قد تساعد النظارات القوية والإضاءة الجيدة على تحسين الرؤية.
وقد تساعد النصائح التالية الأشخاص الذين ليسوا مستعدين بعد لإجراء الجراحة:
- تأكد من أن أي نظارات ترتديها هي عالية الكفاءة والدقة في تحديد مقاسها عن طريق الطبيب.
- استخدم عدسات مكبرة للقراءة.
- احصل على مصابيح أكثر جودة وإشراقًا للمنزل، مثل مصابيح الهالوجين.
- ارتدي النظارات الشمسية للحد من الوهج في الأيام المشمسة.
- تجنب القيادة ليلا.
هذه تدابير مؤقتة، لأن المياه البيضاء على العين ستستمر في التطور وسوف يزداد البصر سوءًا مع الوقت.
سيجد المريض كذلك صعوبة في تنفيذ المهام اليومية، مما يأخذنا إلى الإجراء الوحيد الفعال في هذه الحالة وهو العلاج الجراحي، الذي عادة ما يكون خيارًا آمنًا وفعالًا.
جراحة المياه البيضاء على العين
تعد هذه الجراحة عملية روتينية في الوقت الحاضر، بل وأكثر أنواع جراحة العيون شيوعًا.
ويوصي الطبيب عادة بإجراء جراحة إعتام عدسة العين عندما:
- يواجه المريض مشكلة في رعاية نفسه أو شخص آخر.
- لا يمكن له أن يقود السيارة أو يجد صعوبة في قيادتها.
- لديه مشاكل في مغادرة المنزل.
- يجد صعوبة في رؤية أو التعرف على وجوه الناس.
- لديه مشاكل في أداء أعماله.
- لا يمكنه القراءة أو مشاهدة التلفزيون بشكل صحيح.
ويجب أن يدرك المرضى الذين يتناولون مضادات مستقبلات ألفا كدواء، أو يفكرون في تناول مضادات ألفا أن هذه الأدوية قد تزيد من صعوبة جراحة المياه البيضاء على العين.
طرق الوقاية من المياه البيضاء على العين
لتقليل مضاعفات إعتام عدسة العين، يجب على الناس إجراء فحوصات العين بانتظام، خصوصًا مع تقدمهم في السن.
كما يمكن أن تساعد النصائح التالية في الحد من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين :
- الإقلاع عن التدخين : التدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض العين بشكل عام. وهناك دلائل تشير إلى أن المدخنين قد يعانون من أعراض المياه البيضاء في مرحلة عمرية مبكرة عن غيرهم.
- التغذية : الغذاء الصحي السليم يقلل من خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك مشاكل العين.
- السيطرة على السمنة ومرض السكري : تزيد السمنة بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وهو عامل في غاية الخطورة في الإصابة بإعتام عدسة العين. الحفاظ على وزن صحي والسيطرة على مرض السكري بالطبع سيساعد في تقليل المخاطر.
هناك بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تساعد أيضًا في الحماية من إعتام عدسة العين وهي:
- ارتدي النظارات الشمسية التي تمنع الأشعة فوق البنفسجية عند تواجدك في ضوء الشمس.
- احصل على ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم الجيد المستمر كل ليلة.
- أشارت الأبحاث إلى أن مادة بيكنوجينول – وهي مستخلصات لحاء الصنوبر – قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالمياه البيضاء على العين.
- احرص كذلك على زيارة طبيبك للفحص باستمرار ضمانًا لسلامتك.