قد يؤثر تسوس الأسنان على جميع الفئات العمرية سواء الأطفال، أو البالغين، أو كبار السن.
ويحدث ذلك نتيجة تشكل البلاك على السطح الخارجي للأسنان الذي يتكون نتيجة نشاط بعض أنواع البكتيريا في الفم.
ماهو تسوس الأسنان؟
تسوس الأسنان هو تآكل الطبقة الخارجية للأسنان التي تعرف باسم مينا الأسنان والتي تعد أصلب مادة في جسم الإنسان، وتتكون هذه الطبقة من 96% مواد غير عضوية، 4% مواد عضوية وماء.
وعندما يختلط البلاك مع بعض الأطعمة السكرية فإن البكتيريا الموجودة في البلاك تنتج أحماض تهاجم مينا الأسنان.
ونتيجة الالتصاق المباشر بين البلاك والأسنان تؤثر هذه الأحماض بمرور الوقت على السطح الخارجي للسن مما يؤدي إلى تعرضها للتسوس.
وعلى الرغم من أن تسوس الأسنان أكثر شيوعًا بين الأطفال.
إلا أن التغييرات التي تحدث مع تقدم العمر تجعل تسوس الأسنان مشكلة بالغة لبعض الأشخاص، والتي عادة ما تؤدي إلى بعض المضاعفات الأخرى مثل تراجع اللثة بعيدًا عن الأسنان، جنبًا إلى جنب مع زيادة فرصة الإصابة بأمراض اللثة. كما أنه من الشائع للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أن يعانون من تسوس جذر السن؛ وذلك لأن العديد من كبار السن يفتقرون إلى فوائد الفلورايد ورعاية الأسنان الوقائية الحديثة.
وغالبًا ما يخضع كبار السن لحشوات الأسنان التي قد تضعف على مر السنين مما يجعلها تميل إلى التكسير والتسرب حول الحواف، مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا في هذه الشقوق الصغيرة والتي تساهم بشكل كبير في زيادة فرصة الإصابة بخطر تسوس الأسنان.
ما هي أسباب تسوس الأسنان؟
هناك عدة أسباب لحدوث تسوس الأسنان مثل:
- كثرة تناول الأطعمة العنية جدا بالسكريات.
إذ تعد الأطعمة السكرية والمشروبات اللاصقة الغنية بالسكريات السبب الرئيسي لتسوس الأسنان.
فكلما زاد استهلاك السكر، زاد افراز الحمض الذي يسبب تسوس الأسنان.
وتشير الدراسات أن في كل مرة يتناول فيها الشخص وجبة خفيفة من السكر تكون أسنانه عرضة للتلف من الأحماض لمدة 20 دقيقة بعد تناول الوجبة.
- تواجد بعض بقايا الطعام خاصة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية الكربوهيدرات بين الاسنان، والتي لا يتم إزالتها تمامًا بالفرشاة والخيط،
- فقدان المعادن في الأسنان، والذي يعرف باسم إزالة التمعدن.
العوامل الأخرى التي قد تزيد من فرصة تسوس الأسنان
● سوء نظافة الفم
إذ يسمح إهمال تنظيف الأسنان بالفرشاة بانتظام، للبلاك بالتراكم على مينا الأسنان ومهاجمته.
● البلاك
يتكون البلاك عندما يتحد كلا من البكتيريا والحمض وجزيئات الطعام واللعاب في الفم ثم يترسب على الأسنان ويتراكم بمرور الوقت.
ونتيجة لمهاجمة الأحماض التي توجد في البلاك لمينا الأسنان يعاني بعض الاشخاص من بعض الثقوب في الأسنان التي تعرف باسم التجاويف.
● جفاف الفم
يلعب اللعاب دورا هاما في حماية الأسنان من الإصابة ببعض الأمراض، بما في ذلك تسوس الأسنان.
حيث يعمل اللعاب على غسل البلاك من الأسنان.
لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من جفاف الفم هم أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان.
● تناول بعض الأطعمة
هناك بعض الأطعمة التي تساهم بشكل كبير في زيادة فرصة الإصابة بتسوس الأسنان خاصة الاطعمة التي تميل إلى التشبث بالأسنان.
لذلك من الضروري الحرص على تفريش الأسنان بانتظام بعد تناول أو شرب أي من هذه الأطعمة أو المشروبات مثل:
- الحليب
- الصودا
- الفواكه المجففة
- الحبوب الجافة
- الحلوى الصلبة
- الكراميل
- الزبيب
● الإصابة ببعض الأمراض
هناك بعض الأمراض التي تزيد من فرصة تسوس الأسنان خاصة الأمراض التي تؤدي إلى ارتجاع حمض المعدة إلى فم مثل الارتجاع المريء، و البوليميا”الشره المرضي”.
وقد تساهم بعض الأدوية في تسوس الأسنان مثل الأدوية التي تؤدي إلى الإصابة بجفاف الفم، وكذلك التعرض للإشعاع أثناء علاج بعض أنواع السرطانات خاصة السرطانات التي توجد في الرأس والرقبة،
حيث يعمل الإشعاع على تغير تركيب اللعاب مما يجعله أكثر قابلية لنمو بعض أنواع البكتيريا التي تساهم بشكل كبير في حدوث تسوس الأسنان.
ما هي أعراض الإصابة بتسوس الأسنان؟
من الجدير بالذكر أن تسوس الأسنان لا يكون مصحوبا بأي أعراض عند بداية حدوثه، وفي بعض الأشخاص ربما لا يعانون من أي أعراض حتى وصول التسوس لجذر السن، ومن هذه الأعراض:-
1.ألم في الأسنان
يعد ألم الأسنان واحد من أعراض تسوس الأسنان الأكثر شيوعا، خاصة عند وصول التسوس لعصب السن
2. حساسية الأسنان
يمكن أن تشير حساسية الأسنان التي تحدث عند زيادة الضغط على السن أثناء مضغ الطعام الى احتمالية اصابة الشخص بتسوس الاسنان
3. الثقوب
قد تتضمن أعراض الإصابة بتسوس الأسنان بعض الثقوب الملحوظة في السن، وفي بعض الأحيان يصعب ملاحظة هذة الثقوب بالعين المجردة، بينما يسهل ملاحظتها على الأشعة السينية
علاج تسوس الأسنان
قد يكون اكتشاف تسوس الأسنان في مراحله المبكرة كافي لعلاجه واتخاذ بعض التدابير الوقائية.
دون الحاجة إلى اتخاذ بعض الإجراءات الطبية فعلى سبيل المثال، قد يوصي طبيب الأسنان أن يتخذ المريض بعض الخطوات لتقليل تناول السكر، مما يساعد بشكل كبير في حماية الأسنان من التسوس.
وقد يوصي طبيب الأسنان أيضًا باستخدام معجون أسنان غني بالفلورايد لتقوية الأسنان، والمساعدة في مكافحة انتشار البلاك، كما ينصح بعض أطباء الأسنان الآخرون باستخدام فرشاة أسنان كهربائية، وذلك لأن حركاتها المنظمة قد تكون أكثر فعالية من الفرشاة اليدوية
ومن المهم علاج التسوس لتجنب مضاعفات تسوس الأسنان
و في نهاية الأمر قد يتخذ طبيب الأسنان بعض الخطوات العلاجية الأخرى لعلاج تسوس الأسنان وأهمها:-
● حشو الأسنان
يعد حشو الأسنان من أكثر العلاجات المستخدمة لعلاج تسوس الأسنان.
ومن خلال هذا الإجراء يقوم طبيب الأسنان بإعطاء المريض مخدر موضعي لتخدير اللثة وعصب السن حتى لا يشعر المريض بأي ألم اثناء ازالة التسوس.
ثم بعد ذلك يقوم طبيب الأسنان بمليء الفراغات ببعض مواد الحشو سواء أكانت من الفضة أو الخزف، ويتم تحديد نوعيتها وفقا لحجم التسوس وموقعه.
● تطعيم الأسنان inlays و onlays
قد لا يتمكن طبيب الأسنان من ملئ الفراغات في بعض الحالات بعد إزالة التسوس باستخدام مواد الحشو.
لذلك يلجأ إلى ما يعرف باسم التطعيم والذي يساعد على تقوية الاسنان بالاضافة الى سد الفراغات التي توجد بها.
ويعد الفرق بين كلا من onlays و inlays هو أن الأول يستخدم لعلاج التسوس في الجزء العلوي من تاج السن بينما يتعامل الثانى مع التسوس في الجزء المركزي من التاج.
● التيجان والجسور
يلجأ أطباء الأسنان إلى استخدم ما يعرف باسم التيجان، وذلك فى الحالات الأكثر شدة من تسوس الأسنان.
حيث تعمل التيجان على حماية الأسنان من المزيد من التدهور، وكما هو الحال مع الحشوات.
ويمكن لأطباء الأسنان توفير التيجان من مجموعة متنوعة من المواد سواء أكانت من الذهب أو الفضة.
ولكن بشكل عام، يفضل بعض المرضى التيجان الخزفية، وذلك لتشابهه الشديد مع أنسجة الأسنان.
أما إذا كانت المخاوف التجميلية ليست مشكلة كبيرة بالنسبة للمريض، فقد يفضل البعض الحصول على تاج مصنوع من مواد أخرى قد تكون أقل تكلفة.
●معالجة قناة الجذر
قد يتطلب انتشار التسوس بعمق داخل السن استخدام نوع آخر من العلاج يسمى علاج قناة الجذر لتجنب خلع السن.
وكما يوحي اسم هذا العلاج، فإنه ينطوي على تفريغ جذر السن من العصب ثم يقوم طبيب الأسنان بملأ هذه التجاويف باستخدام أنواع معينة من المواد.
وعادةً ما يتطلب الأمر عددًا من الجلسات الذي يمكن أن يكون مؤلمًا وغير مريح تمامًا حتى مع التخدير.
الجدير بالذكر أن هذا الإجراء مكلف للغاية
وإذا لم يستطع المريض القيام بذلك فإنه لم لديه خيار سوى خلع الأسنان.
● خلع اسنان
في الحالة المتقدمة من تسوس الأسنان، والتي يصعب على طبيب الأسنان إصلاح السن، يمكن لطبيب الأسنان أن يقرر أنه لا يوجد بديل للعلاج إلا خلع السن.
بعض العلاجات المنزلية لعلاج تسوس الأسنان
بدافع الخوف من أطباء الأسنان أو قلة الأموال أو الإيمان بالفعالية الطبيعية للعلاجات الطبيعية.
يفضل بعض الأفراد تجربة علاج تسوس الأسنان بالمنزل.
ومن أهم المواد الطبيعية المستخدمة لعلاج تسوس الأسنان:
1.الملح
يعرف الملح بخصائصه المطهرة وقدرته الفعالة على القضاء على بعض أنواع البكتريا.
لذلك فهو شائع الاستخدام للحد من تسوس الأسنان، ويمكن استخدامه من خلال خلط ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ لإنتاج غسول الفم، ثم يقوم المريض بالمضمضة به وتركيزه على السن المصاب حتى يهدأ الألم.
ومن الضروري الحرص على عدم ابتلاع اي من هذا المحلول.
2.الثوم
يعد الثوم مثال آخر على بعض المواد الطبيعية ذات الخصائص المضادة للالتهابات، والمثبتة علميا.
لذلك يمكن استخدامه في علاج تسوس الأسنان، إما من خلال عمل منه معجون ووضعه على السن المصاب وتركه في مكانه لمدة عشر دقائق قبل غسله بغسول الفم.
3.زيت السمسم
منذ زمن بعيد تم استخدام زيت السمسم لعلاج ومحاربة تسوس الأسنان وأثبتت الدراسات الحديثة قدرة زيت السمسم على منع تسوس الأسنان.
ويمكن استخدامه عن طريق وضع كمية صغيرة منه على السن المصاب لمدة 20 دقيقة تقريبًا.
وخلال هذا الوقت من الضروري أن يحرص المريض على عدم ابتلاع أي منه.
4.القرنفل
يحظى القرنفل بتقدير عالٍ في عالم الطب الطبيعي أيضا؛ وذلك لقدرتها على تقليل العدوى ومكافحة البكتيريا.
ويمكن استخدام القرنفل لعلاج تسوس والتهابات الأسنان من خلال رش مسحوق القرنفل في منطقة تسوس الأسنان ثم شطفه بالماء الدافئ بعد بضع دقائق.
كيفية الوقاية من تسوس الأسنان
كما يعلم الجميع فإن الوقاية خير من العلاج.
لذلك قام بعض أطباء الاسنان منذ زمن بعيد بوضع بعض التدابير التي يمكن اتخاذها للمساعدة في منع تسوس الأسنان.
وتتمثل الخطوة الأولى في منع تسوس الأسنان هي بدء ومتابعة روتين شامل لنظافة الفم، والتي تساهم بشكل كبير في التمتع بالفم الصحي والابتسامة الجميلة.
وذلك من خلال:-
●تفريش الأسنان
من الضروري المواظبة على تفريش الأسنان باستمرار، خاصة بعد تناول الوجبات لمنع تراكم البلاك على الأسنان.
كما يفضل اختيار فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة لها القدرة على الوصول إلى جميع الفراغات التى توجد في السن.
ويفضل استخدام فرشاة أسنان كهربائية بدلا من فرشاة الأسنان العادية،
أما بالنسبة لمعجون الأسنان يفضل استخدام معجون أسنان غني بالفلورايد.
●خيط تنظيف الأسنان
يعد تنظيف الأسنان بالخيط بانتظام أمرًا مهمًا للغاية.
حيث يعمل على إزالة جزيئات الطعام العالقة بين الاسنان، والتي يتعذر على فرشاة الأسنان الوصول إليها.
●غسول الفم
غالبًا ما يكون غسول الفم هو الخطوة الأخيرة في روتين تنظيف الأسنان.
فهو يساعد على قتل البكتيريا التي يمكن أن تسبب البلاك، وتساهم أيضا في الإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب اللثة.
