زراعة الكبد ما هي أسبابها؟ وكيف تتم؟ وما هي المضاعفات المصاحبة لها؟
أصبحت عملية زراعة الكبد من العمليات الحيوية لإنقاذ حياة مريض الكبد في مراحله المتأخرة.
حيث تعد عملية زراعة الكبد هي الأمل الأخير في علاج أمراض الكبد المزمنة (طويلة الأجل) وأمراض الكبد الحادة (المفاجئة) الشديدة.
إذ يؤدي الكبد العديد من المهام الحيوية بالجسم مثل تنقية الدم وإزالة السموم من الجسم، تنشيط الجهاز المناعي بالجسم ضد أي عدوى خارجية،انتاج أنواع البروتين المسؤولة عن تجلط الدم، إفراز الصفراء المساعدة في امتصاص الدهون والكوليسترول وبعض أنواع الفيتامينات.
وتتضمن عملية زراعة الكبد استئصال جراحي للكبد المريض بالكامل ثم استبداله بجزء سليم من المتبرع سواء أكان هذا الشخص حي أوميت.
فوفقًا لمؤسسة الكبد الأمريكية، يتم إجراء حوالي 8000 عملية جراحية لزراعة الكبد في الولايات المتحدة كل عام.
ما هي أسباب زراعة الكبد ؟
يلجأ الأطباء إلى زراعة الكبد لبعض الأشخاص المصابين بفشل الكبد الحاد أو المزمن والذي يصعب علاجه باستخدام الأساليب العلاجية المختلفة.
كما يحتاج بعض المرضى المصابين بسرطان الكبد إلى إجراء عملية زراعة كبد لاستبدال الكبد المصاب.
وتتضمن الأسباب الرئيسية لتليف الكبد والتي تؤدي إلى الفشل الكبدي وزراعة الكبد ما يلي:
- التهاب الكبد B ,c
- التهاب الكبد الكحولي.
- مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول.
- الأمراض الوراثية التي تصيب الكبد مثل مرض ويلسون
- بعض الأمراض التي تصيب القنوات الصفراوية مثل تليف الكبد الصفراوي الأولي والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولى، و رتق القناة الصفراوية الذي يعتبر السبب الأكثر شيوعا لزراعة الكبد بين الأطفال.
ومن الامراض الاخرى التى قد تتطلب زراعة الكبد:-
- التهاب الكبد المناعي الذاتي
- التهاب الكبد المصلي
- التليف الكيسي للكبد
- بعض عيوب التمثيل الغذائي في الكبد التى من الممكن أن تؤدى إلى تلف بعض الأعضاء الأخرى مثل الدماغ والكلى
- اضطرابات دورة اليوريا
- متلازمة كريغلر – نجار
- مرض تخزين الجليكوجين
- عيوب أكسدة الأحماض الدهنية
- بعض اضطرابات الميتوكوندريا
- التهاب الكبد المناعي الذاتي
- نقص صباغ الدم فى حديثي الولادة
- أورام الكبد الأولية غير القابلة للاكتشاف
- ورم أرومي الكبدي
- الساركوما الجنينية
ما هي أنواع زراعة الكبد ؟
هناك أربع أنواع رئيسية لزراعة الكبد وهم:-
- زرع كبد من متبرع متوفي
- زراعة كبد من متبرع حي
- التبرع الجزئي
- زرع الكبد الإضافي
● زرع كبد من متبرع متوفي
كانت أول عمليات زرع الكبد التي أجريت قبل أكثر من 50 عامًا هي عمليات زرع الكبد الكامل التي تعرف أيضا باسم زرع الكبد المثلي. كما يوحي الاسم، فإن هذا النوع من عمليات الزرع يتطلب استبدال كبد المريض بكبد آخر صحي كامل من المانحين، الذي عادة ما يكون من متبرع تعهد بأعضائه للتبرع به قبل الوفاة وليس لديه أي أمرض أو سرطانات يمكن نقلها إلى المريض.
و بالنسبة للجراحة، يقوم الجراح بعمل شق فوق البطن، ومن خلاله يزيل الكبد المصاب ثم يستبدله بكبد المتبرع، ثم يصله بجميع الأوعية الدموية الحيوية له والقنوات الصفراوية. وتعد هذه الطريقة هي الأكثر استخداما فى عمليات زرع الكبد في الأطفال، ونظرا لصعوبة توفير الكبد كاملا في معظم الأوقات فإن ذلك أجبر جراحي زراعة الأعضاء على تطوير طرق أكثر ابتكارًا للزرع مثل زراعة كبد من إنسان حي، والتبرع بجزء من الكبد وليس بكامل الكبد، زرع الكبد الإضافي.
● زراعة كبد من متبرع حي
تتضمن عملية زرع من المتبرع الحي أخذ جزء من كبد متبرع حي على عكس عملية زرع الكبد الكامل.
حيث يقوم المتبرع بإجراء العملية أولاً لإزالة الجانب الأيسر أو الأيمن (الفص) من الكبد، وعادة ما يوصي
بعمليات زرع الفص الأيمن للبالغين بينما يتم استخدام الفص الأيسر في الأطفال.
وذلك لأن الفص الأيمن أكبر وأكثر ملاءمة للبالغين، بينما الفص الأيسر أصغر وأكثر ملاءمة للأطفال.
ثم بعد ذلك يقوم الطبيب باستخراج الكبد المصاب من بطن المريض واستبداله بالجزء الذي تم أخذه من المتبرع على أن يتم إجراء اتصالات مع الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية كما هو الحال في زرع الكبد الكامل.
يجدد الفص المزروع نفسه بسرعة، حتى بالنسبة للمانحين بعد عملية الزرع، فإن الجزء الذي تمت إزالته من الكبد ينمو مرة أخرى، وفي الحالات العادية عادة ما ينمو الفص الجديد إلى 85٪ من حجم الكبد الأصلي بعد شهرين تقريبا من اجراء العملية.
● التبرع الجزئي
تشمل عملية التبرع المجزَّأ عملية زرع كبد من شخص متوفٍ مؤخرًا إلى بعض المرضى، وذلك إذا كان هناك توافق بين المريض والشخص المتبرع سواء أكان طفل أم رجل بالغ. وفي هذا الاجراء يتم تقسيم كبد المتبرع إلى فصين الفص الأيسر والفص الأيمن.
على أن يتلقى الشخص البالغ الفص الأيمن الأكبر والطفل على الفص الأيسر الأصغر.
وكما هو الحال مع عمليات زرع المتبرع الحي، فإن أجزاء الكبد المزروعة تنمو إلى الحجم الأصلي من خلال التجديد.
ومن خلال هذا الأمر يمكن لمتبرع واحد أن يساهم في إنقاذ حياة شخصين.
● زرع الكبد الإضافي
زرع الكبد الإضافي هو مجموعة متنوعة من عمليات زرع الكبد والتي تتضمن عدم إزالة كبد المريض بالكامل،
ويعد الغرض من ذلك هو الاحتفاظ بالكبد الأصلي إذا كان هناك احتمال للعلاج الجيني في المستقبل في حالات أمراض الكبد الوراثية أو الأيضية باستثناء الأكسدة الأولية أو مرض ويلسون التي يزداد فيها خطر الإصابة بالسرطان في الجزء من كبد المريض المتبقي.
كيف يتم اختيار المرشحين لزراعة الكبد؟
من الجدير بالذكر أنه ليس كل المصابين بالفشل الكبدي مرشحون لإجراء عملية زراعة الكبد.
ويتم اختيار المرضى المرشحين من قبل مجموعة متخصصة من الأطباء فى مختلف المجالات لتحديد ما إذا كانت عملية زرع الكبد مناسبة للمريض أم لا؟
ويتم تحديد ذلك من خلال مراجعة التاريخ الطبي للمريض، واجراء بعض الاختبارات.
وقد يشمل هذا الفريق:
- أخصائي الكبد.
- جراحين زرع الأعضاء.
- منسق زراعة الأعضاء.
- أخصائي اجتماعي لمناقشة شبكة الدعم الخاصة بالمريض من العائلة والأصدقاء، والتاريخ الوظيفي، والاحتياجات المالية.
- طبيب نفسي لمساعدة المريض في التعامل مع بعض المشاكل النفسية التى تواجهه مثل القلق والاكتئاب، والتي عادة ما ترافق المرضى الذين يخضعون لعملية زراعة الكبد.
- أخصائي العلاج الكيميائي، لمساعدة المرضى الذين لديهم تاريخ من تعاطي الكحول أو المخدرات.
ما هي الفحوصات التي يتوجب على المريض إجراءها قبل الخضوع للعملية؟
هناك بعض الاختبارات والإجراءات المحددة التي لابد أن يخضع لها المريض قبل إجراء عملية زراعة الكبد، ومنها:-
● الاختبارات المعملية
والتى تتضمن اختبارات الدم والبول، لتقييم صحة أعضاء المريض، بما في ذلك الكبد.
كما تساهم أيضا فى تحديد بعض الأمور الأخرى مثل قدرة الدم على التخثر، والوضع الكيميائي الحيوي للدم، وقياس وظائف الكبد، ووظائف الكلى المختلفة.
● اختبارات التصوير
هناك العديد من اختبارات التصوير التى من الممكن أن يخضع لها المريض منها:
- التصوير المقطعي، أو الأشعة المقطعية، التي تستخدم الأشعة السينية وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور للكبد، والتى ساهم بشكل كبير فى تشخيص بعض الأمراض الأخرى التى من الممكن أن يعانى منها المريض، كما تساهم أيضا في تقييم الحالة الصحية لكل من قلب ورئتي المريض.
- الموجات فوق الصوتية دوبلر لتحديد ما إذا كانت الأوعية الدموية من وإلى الكبد مفتوحة، او بها اى خلال أم لا.
● اختبارات القلب
يلجأ الأطباء إلى إجراء بعض الاختبارات لتحديد صحة القلب والأوعية الدموية بما في ذلك رسم القلب
● فحص صحي عام
بما في ذلك اختبارات الكشف عن السرطان الروتينية لتقييم صحة المريض العامة والتحقق من أي أمراض أخرى قد تؤثر على نجاح عملية الزرع.
- بعض الاختبارات التي تستخدم للكشف عن صحة الرئة، لتحديد قدرة الرئتين على تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
كيف يتم اختيار المتبرعين؟
يقيم الطبيب جميع الأشخاص التى ترغب فى التبرع بالكبد لمعرفة الحالة الصحية للمتبرع وما إذا كان يعانى من بعض الأمراض أم لا مثل أمراض الكبد أو السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الأمراض المعدية وما إذا كان المتبرع يتناول المخدرات او الكحول أم لا؟ وإذا لم تكشف هذه الفحوصات عن أي مشاكل في الكبد، ستتم مطابقة المتبرعين والمستفيدين وفقًا لنوع فصيلة الدم وتوافق أنسجة الجسم بينهما، ولا يعتمد ذلك على العمر أوالجنس.
كيف تتم عملية زراعة الكبد؟
عادة ما تستغرق عملية زرع الكبد 12 ساعة.
وأثناء العملية، سيزيل الجراحون الكبد بعد فصل الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية عنه من الشخص المصاب عبر شقا جراحيا في منطقة البطن يختلف طوله وحجمه طبقا لأسلوب الجراحة المتبع في تلك العملية واستبداله بجزء من كبد المتبرع السليم ثم توصيله بالأوعية الدموية والقنوات الصفراوية ليبدأ عمله في جسم المتلقي الجديد.
ما المضاعفات المرتبطة بعملية زرع الكبد؟
تتضمن عملية زراعة الكبد بعض المخاطر مثل:
- النزف الشديد
- التهابات القنوات الصفراوية
- فشل عمل الكبد الجديد
- الجلطات الدموية المتنوعة
- الرفض
نظرا لأن الجهاز المناعي يعمل على مهاجمة المواد الغريبة التي تغزو الجسم كما أنه لا يستطيع التمييز بين الكبد المزروع وبعض الأجسام الغريبة التى تغزو الجسم مثل الفيروسات والبكتيريا.
لذلك من الوارد جدا أن يهاجم الجهاز المناعي لدى المريض الكبد الجديد وهذا ما يسمى الرفض.
ويعد الرفض حالة شائعة جدا بعد اجراء عملية زرع الكبد، فنحو 60٪ من جميع المرضى الذين خضعوا لعملية زرع الكبد لديهم درجة من رفض الأعضاء، والتى عادة ما تظهر خلال الـ 90 يومًا الأولى من عملية الزرع،
و لتجنب ذلك يتم إعطاء المريض بعض الأدوية المضادة للرفض والتي تعمل على تثبيط الجهاز المناعي.
● العدوى
نظرًا لأن العقاقيرالمضادة للرفض تثبط الجهاز المناعي ضرورية لمنع تعرض الكبد للرفض.
فإن المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الخارجية سواء كانت بكتيرية أو فيروسية.
وقد يصاب المريض ببعض المضاعفات الأخرى مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم، هشاشة العظام.
متى يتم التعافي من هذه العملية؟
تختلف مدة بقاء المريض في المستشفي من مريض لآخر، فقد يخرج بعض المرضى من المستشفى بعض إجراء العملية بوقت قصير.
بينما قد يحتاج آخرون البقاء المستشفى لفترة أطول،
وذلك اعتمادًا على المضاعفات التي من الممكن أن يعانى منها المريض.
ولكن بشكل عام متوسط البقاء في المستشفى بعد عملية زرع الكبد هو من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.