قد يسمع البعض صوتاً من الركبة، مما يثير قلقهم، وقد يصفون هذا الصوت بأنه صوت فرقعة أو طقطقة أو نقر أو تشقق، ولكن، تعد كلمة طقطقة الركبة هي المصطلح المندرج بين معظم الأشخاص، قد تحدث هذه الطقطقة لأسباب عديدة، بعضها أسباب طبيعية لا تحتاج إلى تدخل طبي والبعض الأخر، قد يكون لوجود مشكلة طبية.
لذلك، سنوضح في هذا المقال أسباب طقطقة الركبة، وهل هذه الطقطقة خطيرة أم لا.
ما هي أسباب طقطقة الركبة؟
لا تدل طقطقة الركبة في بعض الأحيان على وجود مشكلة صحية، فاحياناً تكون سبب لأمور طبيعية، وفي أوقات أخرى، تشير إلى مشكلة صحية تحتاج لعلاج، وذلك يرجع إلى سبب حدوث هذا الصوت.
تشمل الأسباب ما يلي:
فقاعات الغاز
قد تتراكم الغازات في المناطق المحيطة بالمفصل مع مرور الوقت، مكونًا فقاعات صغيرة في السائل الزليلي، وعند ثني الركبة، تنفجر بعض الفقاعات وتصدر صوتاً.
ومع ذلك، هذا أمر طبيعي ويحدث للجميع من وقت لآخر، فهو لا يسبب أي ألم أو انتفاخ.
تلف مفصل الركبة
في بعض الأحيان،قد يكون سبب طقطقة الركبة، هو وجود مشكلة أساسية، على سبيل المثال، تلف الأنسجة.
وفي هذه الحالة، قد يكون العلاج ضروريًا.
إذا كان هناك ألم أثناء تحريك الركبة أو ثنيها، فقد يكون ذلك بسبب النسيج الندبي أو تمزق الغضروف المفصلي أو أن الوتر يتحرك فوق عظم بارز داخل مفصل الركبة.
يمكن أن يكون الألم أو التورم علامة على مشكلة أكثر خطورة، مثل متلازمة ألم الفخذ الرضفي (PFS)، أو تمزق في الغضروف أو الأنسجة الرخوة الأخرى، أو التهاب المفاصل (OA).
متلازمة آلام الفخذ الرضفي
عندما يزيد الضغط بين الرضفة وعظم الفخذ أكبر من المعتاد، يمكن أن يبدأ الغضروف في المفصل في التليين والتآكل.
نظرًا لأنه يفقد مرونته، يمكن أن يؤدي إلى حالة تسمى متلازمة آلام الفخذ الرضفي (PFS).
تؤدي هذه الحالة إلى إصدار صوت طقطقة الركبة عند صعود السلالم أو بعد الجلوس لفترة طويلة مع ثني الركبتين، بالإضافة إلى الشعور بالألم وتورم وانتفاخ الركبة وتصلبها.
يمكن أن تحدث متلازمة الفخذ الرضفي للأسباب التالية:
- ممارسة التمارين القاسية، مثل الركض على سطح مائل والقرفصاء وصعود السلالم.
- الزيادة المفاجئة في النشاط البدني، مثل ممارسة الرياضة بشكل متكرر أو الجري لمسافة أطول أو على تضاريس أكثر وعورة من المعتاد.
- إصابة الركبة، قد يكون هذا بسبب السقوط أو اصطدام الركبة على لوحة القيادة في السيارة في حادث مروري.
علاج متلازمة آلام الفخذ الرضفي
يتضمن الخط الأول لعلاج هذه المتلازمة التي تسبب صوت طقطقة الركبة هو الراحة ووضع الثلج والضمادات على الركبة.
يمكن للأدوية المضادة للالتهابات وتمارين العلاج الطبيعي أن تخفف من ذلك أيضًا.
إذا لم يساعد ذلك، فقد يكون من الضروري التجبيس أو إجراء الجراحة أو كليهما، فقد يساعد ذلك في إعادة تنظيم جزء من الركبة.
لمنع هذه المشكلة، يجب على أي شخص يمارس الرياضة أو يشارك فيها التأكد من أنه يستخدم دائمًا التقنيات والأحذية والمعدات المناسبة، والتأكد من إجراء تمارين الإحماء قبل البدء في ممارسة الرياضة.
تمزق الغضروف
يمكن أن تكون طقطقة الركبة أيضًا علامة على تمزق الغضروف المفصلي.
حيث يمكن أن يتمزق الغضروف المفصلي أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، مثل عندما يلف الشخص ركبته.
وقد يحدث هذا أيضًا مع تقدم الناس في السن وتآكل الغضروف المفصلي.
تشمل الأعراض ما يلي:
- التورم
- تصلب الركبة
- صعوبة في مد الركبة
توضح الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام (AAOS) أنه عند تمزق الغضروف المفصلي، قد يشعر الفرد بـ “فرقعة”.
عادة، لا يزال بإمكان الشخص استخدام الركبة، ولكن قد يظهر تصلب وتورم خلال اليومين إلى الثلاثة أيام القادمة.
يعد الخط الأول في العلاج هو تناول الأدوية المضادة للالتهابات، وفي بعض الأحيان قد يكون التدخل الجراحي أمراَ ضروريًا.
التهاب المفاصل
إذا كان هناك صوت طقطقة في الركبة مع الشعور بألم، فقد يكون هذا علامة مبكرة على التهاب مفصل الركبة.
عادة ما ينتج التهاب المفاصل عن تآكل الغضروف، وقد يتطور الأمر و يتفاقم مع تقدم العمر.
يتآكل الغضروف الذي يغطي أطراف العظام في المفاصل تدريجيًا، فيزيد احتكاك العظام على هذا السطح الخشن، مما يؤدي إلى مشاكل في الحركة والألم.
تزداد احتمالية الإصابة به بين الأشخاص المصابين بالسمنة أو أولئك الذين تعرضوا لإصابة في الماضي.
وجدت دراسة نُشرت في مجلة Osteoarthritis and Cartilage أن النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 45 و 60 عامًا اللائي يعانين من آلام الفخذ والرضفة لديهن فرصة بنسبة 72 بالمائة للإصابة بالتهاب المفاصل، على الرغم من أنهم لم يشخصوا بعد بالتهاب المفاصل.
تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن 49.6 بالمائة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا وما فوق مصابون بالتهاب المفاصل.
علاج التهاب المفاصل
يفضل استخدام علاجات غير جراحية لإبطاء عملية تطور التهاب المفاصل وتحسين الحركة، في حالة تشخيصه مبكراً، تشمل هذه العلاجات ما يلي:
- فقدان الوزن الزائد
- ممارسة الرياضة
الجراحة أو الصدمة
أظهرت الأبحاث أن ما يصل إلى 18 في المائة من الأشخاص الذين لديهم تقويم مفصل الركبة الكلي (TKA) أو استبدال الركبة، يسمعون صوت طقطقة الركبة.
قد يكون هذا بسبب تصميم الركبة الجديد وملاءمتها.
عادة، لا يحتاج ذلك إلى أي تدخل طبي، ومع ذلك، إذا استمرت هذه المشكلة، فقد يوصي الطبيب بإجراء جراحي بسيط لإزالة الحطام من حول المفصل.
وقد يكون سبب طقطقة الركبة بعد الجراحة هو التليف المفصلي، أو تطور النسيج الندبي، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى ألم وتيبس المفصل، وقد يحدث ذلك بعد الإصابة أيضاً.
إذا شعر الشخص بألم وتيبس بعد الإصابة أو الجراحة، فعليه استشارة الطبيب.
ومع ذلك، في كثير من الأحيان، قد يكون صوت طقطقة الكربة الذي يتبع الإصابة أو الجراحة ليس خطيرًا.
يقترح الأطباء أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون صوت الطقطقة موجودًا من قبل، ولكن زيادة التركيز مع الركبة بعد العملية، يجعل الصوت أكثر وضوحًا الآن.
هل طقطقة الركبة خطيرة؟
لا داعي للقلق بشأن صوت الطقطقة، فعادة، ما يكون ذلك أمر شائع وغير مؤلم.
ومع ذلك، في حالة المعاناة من ألم مرتبط بأصوات الطقطقة والفرقعة، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة ما.
تعد طقطقة الركبة من الأعراض الشائعة للآتي:
- التهاب المفاصل
- إصابات الركبة
- التهاب المفاصل الروماتويدي
نصائح للحفاظ على صحة الركبة
قد يساعد اتباع بعض النصائح في الحفاظ على الركبة والحد من صوت الطقطقة، وتشمل هذه النصائح ما يلي:
- الانتظام في ممارسة التمارين التي تقوي الساقين والركبتين مرتين على الأقل في الأسبوع.
- القيام بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، حيث يمكن أن يؤدي التمرين المكثف بدون إحماء مع برودة العضلات والمفاصل إلى الإصابة.
- المحافظة على مرونة الجسم، وذلك من خلال تجربة تمارين الإطالة الديناميكية قبل ممارسة الرياضة، والتي تعتمد على تحريك العضلات عبر نطاق كامل من الحركة، أما بعد ممارسة الرياضة، يفضل أداء تمارين الإطالة الثابتة لمدة 30 ثانية، حيث يساعد كل ذلك على منع الإصابة، وشد عضلات الجزء الأمامي والخلفي من الفخذ.
- في حالة ممارسة الرياضة بالفعل، فابدأ في العمل ببطء للحصول على تمارين أطول وأصعب.
- ارتدِاء الأحذية المناسبة.
- الحفاظ على وزن صحي، لتقليل الضغط الواقع على الركبتين، إذ تعد زيادة الوزن عامل خطر رئيسي في الإصابة بالتهاب المفاصل المبكر للركبة.