كيف تتعاملين مع نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء فترة حملك؟
كل ما يحدث لك لا يؤثر فقط على صحتك بل يؤثر على صحة جنينك أيضا
عندما تصبحين حاملاً فإن كل ما يحدث لك لا يؤثر فقط على صحتك، بل يؤثر على صحة جنينك أيضا، هذه الفكرة ربما تجعل التعامل مع أي مرض أكثر تعقيدًا، بالإضافة إلى ذلك تصبح الإصابة بعدوى بسيطة مثل نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء الحمل أمرًا يستدعي الاهتمام.
في الماضي، إذا كنتِ مصابة بنزلة برد أو مرضتِ بالإنفلونزا فمن السهل عليك دائمًا اللجوء إلى مضادات الاحتقان وخوافض الحرارة التي تصرف حتى بدون وصفات طبية.
ولكن الآن قد تتساءلين ما إذا كان هذا آمنًا! على الرغم من أن الأدوية يمكن أن تقوم بدورها المعتاد في تخفيف أعراض نزلات البرد لديك، إلا أنك حتمًا لا تريدين أن يسبب الدواء مشاكل أو مضاعفات لطفلك.
في هذه المقالة سوف نناقش كيفية التعامل مع نزلات البرد أثناء فترة الحمل ومدى خطورتها، والحد من أعراضها وطرق الوقاية منها.
الإنفلوانزا ونزلات البرد
نزلات البرد هو عدوى فيروسية خفيفة شائعة جدًا في الأنف والحنجرة والجيوب الأنفية والممرات الهوائية العليا.
يمكن أن تتسبب نزلات البرد في انسداد الأنف تليها سيلان الأنف والعطس والتهاب الحلق والسعال.
يستمر البرد عادةً لمدة أسبوع تقريبًا حيث يحارب الجسم العدوى.
لا يوجد علاج لنزلات البرد، على الرغم من أنه يمكنك عادة تخفيف أعراض نزلات البرد في المنزل عن طريق تناول الأدوية دون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول، وشرب الكثير من السوائل.
أعراض نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء الحمل
تعاني الحامل عادة من نفس أعراض الانفلوانزا الشائعة التي تبدأ بارتفاع درجة الحرارة والتعب الملحوظ مصحوبًا بسيلان أو انسداد الأنف، فضلًا عن العطس الشديد والتهاب الحلق، والسعال، وأحيانًا التذبذب أو القشعريرة وقد يكون لديك بعض الإسهال أو القيء في مراحل متقدمة.
تختلف هذه الأعراض فيما بينها من حيث الجدية والخطورة إلا أن هناك بعضًا منها لا ينبغي فيه التهاون: كالتعب حد الدوخة وصعوبة التنفس، كذلك الأمر عند الإسهال أو القيء الشديد، الارتفاع المبالغ والمستمر لدرجة الحرارة، بالإضافة لآلام الصدر، النزيف المهبلي أو انخفاض حركة الجنين.
كلها أمور يجب عندها اللجوء إلى الطبيب مباشرةً دون تأجيل.
العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بـ نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء الحمل
تحدث الإصابة بمرض الأنفلوانزا عادة عن طريق الرذاذ الذي ينتقل إليك مباشرة من خلال شخص مصاب بالفعل أو عن طريق استنشاقه من الهواء أو من أي سطح ملوّث. ويرجع شيوع مرض الأنفلوانزا إلى التطور الجيني المستمر لهذه السلالة من الفيروسات والذي يجعل من الصعب تكوين مناعة مضادة لها لفترة طويلة من دون أن تتطور وتتغلّب على هذه المناعة.
علاج نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء الحمل
وفقًا للنظام الصحي بجامعة ميشيغان ومعظم نساء OB-GYNs، من الأفضل تجنب جميع الأدوية في أول 12 أسبوعًا من الحمل، فهذا وقت مهم جدًا لتكوّن الأعضاء الحيوية لطفلك. كما يوصي العديد من الأطباء بالحذر أيضًا بعد 28 أسبوعًا.
لذا ينبغي عليك أولًا التحدث مع طبيبك قبل تناول أي دواء إذا كنتِ حاملاً أو كنت مقبلة على الحمل.
قبل العلاج الطبي لا بد وأن هناك علاجات أو إجراءات منزلية للبرد والإنفلوانزا تستطيعين اتباعها.
فعندما تمرضين أثناء الحمل، يجب أن تكون خطواتك الأولى هي:
- الحصول على الكثير من الراحة.
- شرب الكثير من السوائل.
- غرغرة بالماء المالح الدافئ، إذا كان لديك التهاب في الحلق أو سعال.
إذا تفاقمت الأعراض، فقد ترغبين في محاولة:
- قطرات الأنف المالحة والبخاخات لتخفيف المخاط الأنفي وتهدئة الأنسجة الأنفية الملتهبة.
- تنفس هواء دافيء ورطب للمساعدة في تخفيف الاحتقان؛ بخار ساخن للوجه، أو الحصول على دش ساخن.
- حساء الدجاج: للمساعدة في تخفيف الالتهابات وتهدئة الاحتقان.
- إضافة العسل أو الليمون إلى كوب دافيء من الشاي منزوع الكافيين أيضًا لتخفيف التهاب الحلق.
- كمادات ساخنة وباردة للأنف للتخفيف من آلام الجيوب الأنفية.
هذا بالنسبة للعلاج المنزلي ولكن بالحديث عن الدواء؛ فالعديد من الأدوية تعتبر آمنة بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل
ومنها تستطيعين تجربة:
- فرك المنثول على صدرك، وجوار عينيك، وتحت الأنف.
- شرائط الأنف التي تساعد على فتح الشعاب الهوائية.
- قطرات السعال.
- الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين (تايلينول) للأوجاع والآلام والحمى.
- مهدئ للسعال في الليل وطارد للبلغم أثناء النهار.
- كربونات الكالسيوم أو الأدوية المماثلة لحرقة أو اضطراب المعدة والغثيان.
- شراب السعال ديكستروميثورفان (Robitussin) وديكستروميتورفان جوايفينيسين (Robitussin DM).
ما لا يجب تناوله عند الإصابة بـ نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء الحمل
بشكل عام، من الأفضل لك تجنب أدوية “الكل في واحد” التي تحتوي على مكونات عدة لمعالجة مختلف الأعراض.
بدلاً من ذلك، يمكنك اختيار الأدوية الفردية التي تتعامل مع كل عرض على حدة. كما يجب عليك أيضًا تجنب الأدوية التالية تمامًا أثناء الحمل إلا إذا أوصى طبيبك بذلك.
حيث أنها تزيد من خطر حدوث بعض المشاكل غير المرجوة أثناء فترة الحمل
- الأسبرين (باير).
- ايبوبروفين (أدفيل، موترين).
- نابروكسين (أليف، نابروسين).
- المخدرات المستخرجة من الأفيون.
- المضاد الحيوي (باكتريم).
مضاعفات الإصابة بـ نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء فترة الحمل
يقوم الحمل بإحداث الكثير من التغيرات في جسدك، ولكن أحد أهم هذه التغيرات هو أن نظام المناعة لديك يصبح أضعف بكثير، حيث يساعد الجهاز المناعي الأضعف في منع جسم المرأة من رفض الطفل الذي لم يولد بعد.
مع ذلك، فإنه يترك الأمهات الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الفيروسية والبكتيرية.
تكون النساء الحوامل أيضًا أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا ونزلات البرد، وقد تشمل هذه المضاعفات الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية أو التهابات الجيوب الأنفية.
المضاعفات الأخرى ليست شائعة، ولكنها تشمل:
- عدوى الأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى).
- عدوى الدم التي تسبب انخفاض حاد في ضغط الدم (الصدمة الإنتانية).
- التهاب الدماغ والنخاع الشوكي (التهاب السحايا).
- التهاب الدماغ (التهاب الدماغ).
- التهاب عضلة القلب (التهاب الشغاف).
في حالات نادرة، قد تؤدي الإصابة بنزلات البرد والإنفلوانزا لإن يولد الطفل قبل أوانه أو يولد منخفض الوزن، ويمكن أن يؤدي إلى ولادة جنين ميت أو موت الطفل في الأسبوع الأول من عمره، مما يجعل الوقاية من حدوث الإصابة أمرًا هامًا.
كيفية الوقاية من الإصابة بـ نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء الحمل
لا داعي للقلق بشأن مضاعفات نزلات البرد والإنفلوانزا أثناء الحمل، فالأمر الجيد هنا أن الحصول على لقاح الأنفلونزا يقلل كثيرًا
من خطر حدوث العدوى والمضاعفات، حيث يساعد التطعيم ضد الإنفلونزا – وفقًا لمراكز القضاء على الأم
راض والوقاية منها (CDC) – على حماية النساء الحوامل وأطفالهن لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد الولادة.
لذلك، من المهم أن تتناول المرأة الحامل هذه التطعيمات وأن تكون على علم بمواعيدها وفقًا بما ينصح به الطبيب.
أشياء أخرى يمكنك القيام بها للحد من خطر الإصابة:
- اغسلي يديك كثيرًا.
- احصلي على قسط كاف من النوم.
- تناولي نظام غذائي صحي.
- تجنبي الاتصال الوثيق مع الأفراد المصابين بالعدوى.
- مارسي الرياضة بانتظام.
- حاولي الابتعاد عن مسببات القلق والتوتر قدر الإمكان.
في النهاية
فإن الحمل هو مرحلة استثنائية في حياة المرأة يتعرض فيها الجسم للعديد من التغيرات الفسيولوجية.
هذا يجعل من أي مرض شائع أمرًا يجب أن نعيره الكثير من الاهتمام أثناء فترة الحمل.
ننصحك أن تتابعي حالتك الصحية عن كثب في تلك الفترة، وأن تستشيري طبيبك فورًا عند ملاحظة أي أعراض غريبة عليك أو قبل تعاطي أي دواء.