اضطرابات الأكل ، أنواعها وأعراضها
هناك ما يقرب من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من نوع ما من اضطرابات الأكل. البعض يسرف في تناول الطعام ويصبح بدينًا، والبعض الآخر لا يأكل ما يكفيه ويكون جائعًا طوال الوقت، في حين يقوم آخرون بتناول وجبة مفرطة ثم يقومون بتعويض ذلك من خلال تقيؤ الطعام أو استخدام طرق أخرى لتخليص أجسامهم من السعرات الحرارية الزائدة عن حاجتها. غالبًا ما يكون هناك تركيز شديد من جانب الأفراد على شكل أجسامهم وأوزانها. تكمن المشكلة الوحيدة التي تشترك فيها جميع اضطرابات الأكل – إلى جانب عدم التحكم في عادات الأكل – هي إمكانية أن تتطور وتتسبب في أضرار جسيمة بل دائمة لصحتك العقلية والبدنية؛ لهذا السبب من المهم التعرف على ما إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يظهر عليه علامات أو أعراض اضطراب الأكل، والتواصل للحصول على المساعدة المناسبة.
ما هي أنواع اضطرابات الأكل المختلفة ؟
هناك العديد من أنواع مشكلات الأكل، لكن هناك أربعة منها هم المعترف بهم في الإصدار الأخير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، وهي:
- اضطراب فقدان الشهية العصبي.
- اضطراب الشره المرضي العصبي.
- اضطراب الشراهة عند تناول الطعام.
- اضطراب تجنب تناول الطعام المقيد.
ويمكن أن يعاني أي شخصان مصابان باضطراب الأكل نفسه من أعراض مختلفة نوعًا ما، لكن بشكل عام، هذه هي العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا التي يمكن التعرف عليها والتي تفي بالمعايير التشخيصية لكل من اضطرابات الأكل الأربعة المعترف بها:
اضطراب فقدان الشهية العصبي :
- يتناول الشخص المصاب كميات محدودة جدًا من الطعام؛ مما يؤدي إلى انخفاض وزن الجسم جدًا بالنسبة لعمر الشخص وطوله.
- الخوف الشديد من زيادة الوزن والسمنة أو اتخاذ التدابير الشديدة – في بعض الأحيان – لمنع زيادة الوزن، على الرغم من أن الفرد يعاني أصلًا من نقص الوزن.
- مشاكل مع صورة الجسم أو إنكار أن حالة نقص الوزن هي مشكلة خطيرة في العموم.
اضطراب الشره المرضي العصبي :
- تناول الطعام بشكل متكرر وبكميات كبيرة جدًا منه، مع الشعور بعدم القدرة على السيطرة على سلوك الأكل أو على كميات الطعام التي يتم تناولها.
- الإفراغ المتكرر لمنع زيادة الوزن باستخدام طرق مثل التقيؤ الذاتي، المسهلات، مدرات البول، الصيام الروتيني أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
- زيادة القلق والاهتمام المفرط بوزن الجسم والشكل.
- تحدث هذه السلوكيات مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة 3 أشهر.
اضطراب الشراهة عند تناول الطعام :
- يحدث هذا الاضطراب مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة 3 أشهر.
- يتناول الشخص المزيد من الطعام في فترة زمنية محددة أكثر بكثير مما يأكله معظم الناس في نفس المدة.
- الشعور بعدم التحكم في سلوك الأكل وكميات الطعام الذي يتم تناولها.
- بالإضافة إلى ذلك، تتضمن نوبات الشراهة عند تناول الطعام ثلاثة على الأقل من هذه السلوكيات الخمسة:
- الأكل أسرع بكثير من المعتاد.
- الأكل حتى الامتلاء الكامل غير المريح.
- تناول كميات هائلة من الطعام حتى عندما لا تشعر بالجوع.
- الأكل سراً أو وحيدًا لتجنب الشعور بالخجل.
- المعاناة من مشاعر الاشمئزاز أو الاكتئاب أو الشعور بالذنب الشديد بعد الانغماس في تناول الطعام.
اضطراب تجنب تناول الطعام المقيد :
- هو عدم الاهتمام بـ أو تجنب تناول طعام معين بسبب الخصائص الحسية للطعام، مثل اللون والقوام. ويكون هذا التجنب مصحوبًا بأحد الأمور الآتية على الأقل: انخفاض كبير في الوزن، أو في الأطفال: الفشل في الوصول إلى الوزن والطول المتوقعين، نقص كبير في المغذيات، الاعتماد على المكملات الغذائية أو أنبوب التغذية عن طريق الفم، واضطراب الأداء النفسي والاجتماعي.
- ينبغي ألا تعزي الحالة إلى عدم توفر الأطعمة أوبسبب ممارسات الأكل المتعارف عليها ثقافيًا.
- عندما لا توجد مشاكل مبدأية في وزن الجسم أو صورة الجسم وألا يرتبط تجنب الطعام بفقدان الشهية أو الشره المرضي.
- عند عدم وجود أي اضطراب للأكل أو حالة طبية أخرى من شأنها أن تفسر تجنبه، أو أن يكون تجنبه أكثر تطرفًا مما قد يرتبط بحالة طبية أخرى.
ماذا عن مشاكل الأكل الأخرى ؟
هناك العديد من الأنواع المختلفة لمشكلات الأكل وصورة الجسم التي يمكن أن تؤثر على أي شخص في أي عمر، على الرغم من كونها أقل شيوعًا من اضطرابات الأكل الأربعة الرئيسية. وتشمل هذه الاضطرابات إضطراب القيء أو الاجترار: عندما يقوم شخص ما باجترار أو تقيؤ الطعام بعد الأكل باستمرار. هناك أيضًا إضطراب تناول الطعام الصحي المعروف باسم Othorecia: وهو شكل من أشكال إدمان الطعام الصحي أو النظيف، ويحدث عندما لا يستطيع شخص ما التحكم في تناول أنواع معينة من الأطعمة أو المكونات. بالإضافة إلى أي سلوكيات أخرى غير طبيعية أو مفرطة تتعلق بالنظام الغذائي أو صورة الجسم، فهي حتمًا ظروف تتطلب تدخلًا وعلاجًا في الكثير من الأحيان لمنع الأعراض من التفاقم.
من هو أكثر عرضة لـ اضطرابات الأكل المختلفة ؟
غالبًا ما ترتبط اضطرابات الأكل بالإناث أثناء فترة المراهقة وسن البلوغ، ولكن يمكن لأي شخص: غنيًا أو فقير، شابًا أو كبيرًا، ومن أي عرق أو ثقافة أو جنس أن تظهر لديه أعراضًا لاضطرابات الأكل. وتلعب الجينات والبيئة والأعراف الاجتماعية والصحة النفسية جميعها دورًا مهمًا أيضًا. فالأشخاص الذين يعانون من تحديات الصحة العقلية والسلوكية الأخرى: مثل الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات والكحول، هم أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات الأكل غير الصحية. فضلًا عن المواقف عالية الضغط، بما في ذلك ضغط الأقران، والأنشطة التي تشجع على اتباع نظام غذائي أكثر صرامة – مثل المشاركة في الألعاب الرياضية أو الرقص أو أي مهنة تتطلب حفاظًا ضروريًا على شكل ووزن الجسم – يمكن أن تزيد من المخاطر أيضًا.
كيف أعرف ما إذا كان صديقًا أو أحد أفراد الأسرة يعاني من اضطراب في الأكل ؟
يمكن فقط لطبيب أو أخصائي في الصحة العقلية أن يقدم تشخيصًا دقيقًا، ولكن إليك بعض العلامات التي قد تلاحظها إذا كنت أنت أو أي من أحبائك يعانون من أحد اضطرابات الأكل :
- تناول الطعام سرًا أو ترك وجبات الطعام للذهاب إلى الحمام.
- التعبير عن الشعور بالذنب تجاه عادات الأكل.
- التحدث باستمرار عن الوزن أو فقدان الوزن.
- الهوس بتناول الأطعمة الصحية.
- تخطي الوجبات باستمرار.
- ممارسة مفرطة للتمارين.
- الوقوف بشكل مطول أمام المرآة.
- الاستخدام غير المعتدات للمكملات الغذائية أو المسهلات.
كيف تؤثر اضطرابات الأكل على حياتك ؟
بالإضافة إلى تعطيل الأنشطة اليومية، يمكن أن تؤثر اضطرابات الأكل على صحتك العقلية والشعورية. قد تجد نفسك تشعر بالقلق المستمر من عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها أو أنك تخجل من وزنك. قد تبدأ كذلك في العزلة عن أصدقاءك وعائلتك الذين يعربون بشكل متكرر عن قلقهم بشأن صحتك؛ وقد تؤدي هذه العزلة إلى الاكتئاب.
يمكن أن يكون التأثير البدني لاضطراب الأكل كبيرًا. فبمرور الوقت، يمكن أن تتسبب سلوكيات الأكل غير المنتظمة في تلف الجهاز الهضمي والجلد والعظام والأسنان، وكذلك يؤثر على عمل مختلف الأعضاء الأخرى المهمة كالقلب. اضطرابات الأكل لديها أعلى معدلات الوفيات بين حالات الصحة العقلية، خاصة اضطراب فقدان الشهية. وعمومًا، فإن خطر الوفاة المبكرة لمن يعانون من فقدان الشهية أعلى 18 مرة من غيرهم من الناس العاديين. لهذا السبب من الضروري جدًا التعرف المبكر على أعراض الاضطراب وتلقي العلاج المناسب.
المصادر :
1- National Association of Anorexia Nervosa and Associated Disorders.