هل يمكن أن يحدث الحمل بعد الاجهاض؟
كل ما تريد معرفته عن امكانية الحمل بعد الاجهاض
يزداد قلق المرأة من عدم قدرتها على الحمل مرة أخرى بعد حدوث الإجهاض، فقد تعتقد بعض النساء أن خصوبتهن قد قلت بعد الإجهاض، ولكن، هذا ليس صحيح، فبعد الإجهاض، من الممكن جدًا أن تصبح المرأة حاملاً، ويكون الحمل مكتمل المدة، وتلد في النهاية طفلًا سليمًا، فعادة، ما تحصل معظم النساء على حمل ناجح في المرة التالية التي يحملن فيها بعد إجهاضهن الأول، ومع ذلك، قد تقل احتمالات الحمل بعد الإجهاض لأكثر من مرة، لكنها لا تزال جيدة.
وفي هذا المقال، سنوضح أسباب الإجهاض وأفضل توقيت لحدوث الحمل بعد الإجهاض وهل يمكن أن يتكرر الإجهاض مرة أخرى وما هي الاختبارات اللازمة بعد الإجهاض المتكرر وكيف يمكن الحفاظ على الحمل والوقاية من الإجهاض.
ما هي أسباب الإجهاض؟
قد تبلغ نسبة حدوث الإجهاض 10 إلى 15 بالمائة من حالات الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى أو قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل.
وقد تقل نسبة حدوث الإجهاض في وقت مبكر من الثلث الثاني من الحمل، بين الأسبوعين 13 و19 إلى 1 إلى 5 في المائة.
ولكن، عموماً تصل نسبة الإجهاض إلى 50 في المائة من حالات الحمل، مع العلم أن كثيرٌ منها يحدث قبل أن تعرف المرأة أنها حامل.
قد يحدث الإجهاض لعدة أسباب بما في ذلك ما يلي:
- مشاكل في كروموسومات الجنين: مثل، تلف البويضة والحمل العنقودي.
- وجود مشاكل في الرحم أو عنق الرحم: مثل، الرحم المنفصل والأنسجة الندبية والأورام الليفية.
- مشاكل مع صحة الأم: مثل، أمراض المناعة الذاتية والاختلالات الهرمونية.
- الالتهابات: مثل، الأمراض المنقولة جنسياً و داء الليستريات.
في بعض الحالات، قد يحدث الإجهاض بشكل مفاجئ، حيث ترى المرأة دمًا ثم تمر بسرعة بعدها أنسجة الحمل.
ويمكن أن يحدث أيضاً إجهاض بدون أعراض في بعض الحالات، مثل حالات الإجهاض الفائتة، فقد لا تكتشف المرأة وجود أي علامات للإجهاض حتى تزور طبيبها لعمل موجات فوق الصوتية.
متى يمكن أن يحدث حمل بعد الإجهاض؟
يمكن أن تحمل المرأة بعد الإجهاض فوراً.
قد تتفاجأ معظم السيدات عندما تعلم أنه يمكنها الحمل بعد الإجهاض دون أن تكون لديها دورة شهرية طبيعية.
وذلك، لأن بعد الإجهاض، يبدأ الجسم في عملية العودة إلى روتينه الإنجابي المعتاد، وهذا يعني أنه عملية التبويض قد تحدث قبل الدورة الشهرية الأخرى.
حيث يمكن أن يحدث التبويض بعد أسبوعين من الإجهاض، ولكن، يفضل الانتظار شهرين قبل الحمل مرة أخرى بعد الإجهاض.
حيث يضمن الانتظار لمدة شهرين كاملين أو لدورة شهرية كاملة وطبيعية، – التي تستغرق عمومًا حوالي شهرين – إلى الآتي:
- إنخفاض هرمون الحمل إلى مستويات منخفضة للغاية بحيث لا يمكن اكتشافها.
- عودة بطانة الرحم إلى وضعها الطبيعي، مما يجعلها قابلة لاستقبال الجنين المخصب الجديد في المستقبل.
مع العلم أنه إذا حدث الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، قد تحتاج المرأة للانتظار وقتاً أطول حتى تضمن اختفاء هرمونات الحمل من جسمها وعودة بطانة الرحم إلى وضعها الطبيعي، فكلما تقدمت المرأة في الحمل، زادت نسبة هرمونات الحمل وسماكة بطانة الرحم.
إذا حاولت المرأة الحمل على الفور بعد الإجهاض دون الانتظار، قبل اختفاء هرمونات الحمل الناتجة عن الإجهاض من جسدها، فقد تتلقى نتيجة إيجابية كاذبة في اختبار الحمل.
على العكس من ذلك، قد يلاحظ طبيبها عن طريق الخطأ انخفاض مستويات هرمون الحمل من الإجهاض ويستنتج أنها تُجهض الحمل الثاني.
وتعد الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كانت هرمونات الحمل قد انخفضت تمامًا إلى “الصفر” هي إجراء فحص دم.
هل يمكن أن يحدث الإجهاض مرة أخرى؟
عادة، ما تحظى المرأة بصحة جيدة بعد تعرضها للإجهاض.
ولكن، قد تبلغ نسبة حدوث اجهاض مرة أخرى هي 1 من كل 100 امرأة مما يسمى بالإجهاض المتكرر، أو مرتين أو أكثر من حالات الإجهاض المتتالية.
يمكن أن يحدث الإجهاض المتكرر لعدة أسباب بما في ذلك ما يلي:
- مشاكل تخثر الدم
- مشاكل الهرمونات
- بعض اضطرابات المناعة الذاتية
- ارتفاع نسبة السكر في الدم
- متلازمة تكيس المبايض
إذا تعرضت المرأة لإجهاضين، فإن خطر التعرض مرة أخرى يرتفع إلى 28 بالمائة، وقد ترتفع نسبة خطر حدوث إجهاض أخر بعد ثلاث مرات من الإجهاض المتتالي إلى 43 في المائة.
لهذا السبب، توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بإجراء بعض التحاليل إذا تعرضت المرأة لثلاث حالات إجهاض أو أكثر على التوالي.
ما هي الاختبارات اللازمة بعد الإجهاض المتكرر؟
على الرغم من أن حوالي 75% من حالات الإجهاض المتكرر قد تكون لسبب غير معروف، إلا أن هناك بعض المشاكل الصحية التي قد تزيد من خطر حدوث الإجهاض المتكرر.
لذلك، لا بد من تحديد المشكلة الأساسية وعلاجها لضمان حدوث الحمل والبقاء فيه.
قد تشمل الاختبارات التي يجب إجراؤها بعد الإجهاض المتكرر ما يلي:
- تحاليل الدم: للتحقق من مستويات هرمون الغدة الدرقية وهرمون البروجسترون واضطرابات تخثر الدم أو اضطرابات المناعة الذاتية.
- الاختبارات الجينية: للبحث عن أي اختلافات جينية في أي من الشريكين والتي قد تؤثر على الكروموسومات عند الحمل.
- الموجات فوق الصوتية عبر المهبل أو البطن: لفحص الرحم والمبيضين وقناتي فالوب.
- مخطط الرحم والبوق: هو إجراء لتصوير الرحم وقناتي فالوب حيث يحقن الرحم بصبغة مشعة لقراءة الأشعة السينية.
- تنظير الرحم: يستخدم تنظير لتصوير عنق الرحم والرحم، حيث يدخل الطبيب أنبوب رفيع – منظار الرحم – في المهبل.
- تنظير البطن: وهو إجراء يستخدم لتصوير ما يوجد خارج الرحم وقناتي فالوب والمبيضين، وذلك من خلال إدخال كاميرا متخصصة (منظار داخلي) في الجسم من خلال شق في البطن.
ولسوء الحظ، أنه قد لا يستطيع أن يعرف الطبيب السبب الدقيق لحالات الإجهاض المتكرر بعد كل هذه الاختبارات.
كيف يمكن الوقاية من حدوث الإجهاض؟
يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن أبداً منع الإجهاض.
وذلك، لأن حوالي 50 في المائة من حالات الإجهاض تحدث بسبب مشاكل في الكروموسومات.
بجانب ذلك، تعد النساء فوق سن 35 أكثر عرضة للإجهاض لأن البويضات لديهم يميل إلى أن يكون لديه تشوهات أكثر مع تقدم العمر.
ومع ذلك، فإن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تعزيز الحمل الصحي.
ويمكن عمل ذلك من خلال اتباع بعض الإرشادات ومنها ما يلي:
- شرب الكثير من الماء، يوصي الخبراء بأن تشرب النساء حوالي 10 أكواب من السوائل يومياً.
- اتباع نظام غذائي متوازن، وتناول 300 سعرة حرارية إضافية كل يوم بدءًا من الثلث الثاني من الحمل لدعم الحمل.
- الالتزام بتناول الفيتامينات المتعددة يوميًا التي قد يصفها الطبيب مع حمض الفوليك.
- ممارسة الرياضة باعتدال يومياً لمدة 150 دقيقة على الأقل كل أسبوع.
عموماً، يفضل استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة.
- تجنب شرب الكحوليات.
- الإقلاع عن التدخين.
- يمكن شرب القهوة إذا كانت المرأة ترغب في ذلك، ولكن، يجب الالتزام بفنجان واحد على الأكثر.
- علاج أي مشكلة صحية قد تعاني منها الحامل، مع الالتزام بتناول العلاج الخاص بها.