الجذام من الأمراض القديمة جدا تاريخيا، تسمع عنه فى كثير من القصص التاريخية، وذكر الاسم يثير الرعب في النفوس من قديم الأزل، قد.يعتقد البعض أنه قد اختفى تماما من العالم في وقتنا الحالي، ولكن للأسف ما زال موجودا فى بعض البلدان العربية والإفريقية وتحاول الحكومات جاهدة القضاء عليه نهائيا، في مقالنا هذا نتحدث عن مرض الجذام وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
تعريف المرض:
الجذام مرض ينشأ عن عدوى ببكتيريا ميكوباكتيريام ليبرا، المثير للدهشة أن معظم البشر لديهم مناعة ذاتية ضد هذه البكتيريا ولكن هناك نسبة ضئيلة يصابون بالمرض عند تعرضهم للبكتيريا وذلك بالاتصال المباشر لفترة مع المريض وليس مجرد التعامل مرة واحدة.
طرق انتقال العدوى:
ينتقل عادة للأشخاص الذين يتعاملون باستمرار مع المريض عن طريق إفرازات الفم والأنف لذا فإن عائلة المريض أكثر عرضة للإصابة، لذا تفحص وحدات مكافحة الجذام المريض وكل أفراد عائلته لسرعة اكتشاف المرض وعلاجه في اقرب وقت.
أعراضه:
للأسف فإن أعراض المرض في بدايته تشبه بعض الأمراض الجلدية الأخرى ولكن هناك علامات مميزة له يؤكدها التحليل.
أهم الأعراض
- بقع جلدية تصيب مناطق متفرقة في الجسم مثل اليد والقدم واحيانا الفم والوجه ولها شكل مميز قد تكون فاتحة عن لون الجسم أو غامقة.
- تنميل في أماكن البقع لأنه يصيب الأعصاب الطرفية ويؤدي إلى فقدان الإحساس بها وهي علامة مميزة جدا وتستخدم في تشخيص المرض قبل إجراء التحليل.
هناك نوعان من المرض حسب استجابة جهاز المناعة للمرض
- الجذام الدرني: يتميز بعدد قليل من البقع ودرجة العدوى تكون أقل.
- الجذام الورمي: وهنا عدد البقع أكثر و درجة العدوى أكثر حدة وإذا لم يعالج تحدث مضاعفات الجذام الخطيرة.
مضاعفاته:
عدم اكتشاف المرض مبكرا والإهمال في العلاج والمتابعة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أهمها:
المياه البيضاء على العين كما قد يؤدي إلى العمى.
تآكل في الأطراف(اليدين والقدمين) بسبب القرح المنتشرة في حالة عدم الاهتمام بها لفترة طويلة مع فقدان الإحساس بها.
تغير في شكل الوجه خاصة الأنف لذا يسمى بمرض الأسد.
وهن في العضلات خاصة عضلات القدمين.
هذه المضاعفات تجعل مريض الجذام موصوم في المجتمع ويخاف الناس من التعامل معه بصورة طبيعية لذا يفضل الإختفاء معظم الوقت.
علاج الجذام:
بما أن المرض عرف قديما لذا يتوفر العلاج الآن بكثرة وهناك حالات شفيت منه تماما.
يساعد الالتزام بالعلاج بانتظام كثيرا في الشفاء ومنع المضاعفات الخطيرة، وتختلف مدة العلاج حسب نوع المرض وعدد البقع قد يستغرق ستة أشهر أو سنة، وأحيانا بعد الشفاء يحدث ما يسمى تفاعل أى عودة المرض مرة أخرى ويحتاج إلى جرعات أخرى من العلاج.
علاج الجذام متوفر في البلاد العربية ومنها مصر بدعم من الدولة ومتابعة لصيقة للحالات في عيادات الجذام والمستعمرة لضمان تناول المريض للجرعات بانتظام ومتابعة تطور الحالة، كما يتابع الطبيب الأهل والمرافقين لضمان عدم نشر العدوى.
الأدوية المستخدمة للعلاج:
- العلاج يعتمد على استخدام أنواع مختلفة من المضادات الحيوية لضمان عدم حدوث مقاومة المضاد خاصة مع طول مدة العلاج والتي قد تصل إلى سنتين في الحالات الشديدة.
- المضادات المستخدمة هي دابسون ، ريفامبيسين، كلوفازيمين.
هناك بعض الأدوية الأخرى والتي تستخدم لعلاج آثار ومضاعفات المرض مثل:
مضاد حيوي موضعي للجروح.
مسكنات للألم أقراص وحقن و كريمات موضعية.
مضادات الحساسية.
قطرات للعين.
أدوية للكحة.
أدوية للمعدة للحماية من آثار تناول المسكنات والمضادات باستمرار.
مرض الجذام قضي عليه في كثير من البلدان وأصبح مرضا تاريخيا يدرس فى الكتب، نتمنى أن تكلل الجهود المبذولة للقضاء عليه في بلادنا بالنجاح في القريب العاجل.