يعد الغثيان الصباحي من أولى علامات الحمل، فهو يصيب حوالي 80٪ من جميع الحوامل، وقد تعاني الحامل المصابة بالغثيان الصباحي من التعب والغثيان والقيء، على الرغم من أنه نادراً ما يكون خطيراً إلا أنه قد يكون مزعجًا للغاية، ولكن، يمكن السيطرة على الغثيان الصباحي اثناء الحمل من خلال بعض العلاجات المنزلية.
وفي هذا المقال، سنوضح ما هو الغثيان الصباحي اثناء الحمل، ومتى يبدأ ومتى ينتهي وما هي أسبابه والعوامل التي تزيد من خطر حدوثه، وهل يمثل الغثيان الصباحي خطراً على الأم أو الجنين وما هي مضاعفاته ومتي يجب استشارة الطبيب وكيف يمكن علاجه.
اقرأ أيضاً: أعراض الحمل المبكرة
ما هو غثيان الصباح في الحمل؟
على الرغم من أنه أسمه غثيان الصباح، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم، وقد يشمل الغثيان والقيء أو كليهما.
ولكن، أطلق عليه غثيان الصباح، لأن الأعراض قد تكون شديدة في أول الصباح.
ومع ذلك، يفضل الكثيرون تسميته “غثيان أي وقت”، لأن الغثيان يمكن أن يأتي ويختفي (أو حتى يكون أسوأ في أوقات أخرى من اليوم، مثل المساء).
ويعد الغثيان الصباحي أكثر شيوعًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
عادة، ما يكون الغثيان الصباحي اثناء الحمل هو أن المرأة الحامل تتقيأ بمجرد ارتطام قدميها بالأرض في الصباح، لكن معظم الأمهات يبلغن عن مجموعة متنوعة من الأعراض.
قد تتقيأ بعض الحوامل بشكل متكرر، والبعض الآخر قد يشعر بالغثيان طوال اليوم، والبعض الآخر قد يشعر بالغثيان بسبب بعض روائح أو تناول أطعمة معينة.
متى يبدأ الغثيان الصباحي في الحمل؟
غالباً، ما يبدأ الغثيان الصباحي اثناء الحمل في الأسبوع السادس من الحمل.
ولكن، قد تعاني بعض الحوامل من الغثيان في وقت مبكر من الحمل، في حدود الأسبوع الرابع من الحمل (أي بعد أسبوعين فقط من الحمل!).
قد تبدأ الأعراض بشكل معتدل إلى حد ما في حوالي الأسبوع السادس، وقد تزداد سوءًا وتبلغ ذروتها في حوالي 9 إلى 10 أسابيع، ثم تنخفض كلما اقتربت من الأسبوع 12 إلى 14.
متى ينتهي غثيان الصباح في الحمل؟
في معظم الحالات، يبدأ الغثيان الصباحي اثناء الحمل في التحسن في حوالي الأسبوع 12 إلى 14 (أي في بداية الثلث الثاني من الحمل تقريبًا).
ولكن، قد يختفي تمامًا في حدود الأسبوع 16 إلى 20.
وعلى الرغم من ذلك، قد تظل تعاني ما يصل إلى 10 بالمائة من النساء الحوامل من الغثيان حتى الولادة.
في بعض الأحيان، قد يعاود الغثيان الظهور في الثلث الثالث من الحمل حيث يكبر الجنين، ويضغط على المعدة والأمعاء، مما قد يعرقل عملية الهضم.
ما هي أسباب الغثيان الصباحي اثناء الحمل؟
لايعرف حتى الآن الأسباب الدقيقة لغثيان الصباح، ومع ذلك، قد تلعب التغيرات الهرمونية دورًا رئيسيًا.
حيث يمكن أن يكون من أسباب الغثيان الصباحي في الحمل ما يلي:
- ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين
قد تساهم زيادة مستويات هرمون الاستروجين في الجسم في الإصابة بغثيان الصباح.
- ارتفاع مستويات البروجسترون
تزيد نسبة هرمون البروجستيرون أيضًا أثناء الحمل.
يعمل هذا الهرمون إلى إرخاء عضلات الرحم لمنع الولادة المبكرة.
ومع ذلك، قد يؤدي أيضًا إلى إرخاء المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة حمض المعدة ومرض الارتجاع المعدي المريئي، وكل ذلك قد يسبب الغثيان الصباحي اثناء الحمل.
- موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية
ترتفع أيضًا مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، الذي قد يسبب القيء.
تفرز المشيمة هذا الهرمون بعد فترة وجيزة من الحمل، وقد تصل مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG) إلى ذروتها في الأسابيع من 9 إلى 12.
وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات قد وجدت أن هناك علاقة بين زيادة هرمون الحمل والغثيان والقيء، إلا أن السبب الدقيق للهرمون في غثيان الصباح لا يزال غير واضح.
- حاسة الشم
عادة، ما تصبح الحامل أكثر حساسية للروائح.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى المبالغة في تحفيز مسببات الغثيان المنتظم في الجسم، مما قد يؤدي إلى الغثيان والقيء.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر المعاناة من الغثيان الصباحي في الحمل؟
قد يزداد خطر الإصابة بالغثيان الصباحي اثناء الحمل في الحالات الآتية:
- إذا كانت المرأة قبل الحمل، تعاني من الغثيان مع القيء أو بدونه لأي من الأسباب الآتية :
- دوار الحركة.
- الصداع النصفي.
- تذوق بعض الأطعمة.
- شم بعض الروائح.
- تناول حبوب منع الحمل.
- المعاناة من مرة واحدة على الأقل غثيان الصباح خلال الحمل السابق.
- الحمل في أكثر من طفل.
هل يختلف غثيان الصباح في حالة الحمل في توائم؟
على الرغم من أن غثيان الصباح قد يتأخر في البدء في حالة الحمل في توائم، إلا أنه قد يكون أكثر حدة بمجرد أن يبدأ.
والسبب في ذلك، هو هرمونات الحمل مثل، هرمون البروجسترون وهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG) التي تنتجها المشيمة، المسئولان عن الغثيان الصباحي اثناء الحمل، قد تزيد نسبتهم بكثرة في حالة الحمل في توائم.
هل الغثيان الصباحي اثناء الحمل خطير؟
قد يكون الغثيان الصباحي مزعجًا للغاية، لكنه، نادراً ما يكون ضارًا للأم أوللجنين.
أظهرت دراسة أجريت عام 2016، من المعاهد الوطنية للصحة، أن النساء اللاتى يعانين من غثيان الصباح قد يكونن أقل عرضة للإجهاض.
حيث يشير غثيان الصباح إلى أن المشيمة بصحة جيدة، لأنها تنتج الكثير من الهرمونات الداعمة للحمل.
تعاني نسبة صغيرة جدًا من النساء من نوع شديد من غثيان الصباح يسمى القيء الحملي.
تشمل هذه الحالة الغثيان والقيء الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه والذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن واختلال توازن الكهارل وسوء التغذية والجفاف.
وقد يكون القيء الحملي ضارة للأم والجنين إذا ترك بدون علاج.
ما هي مضاعفات الغثيان الصباحي اثناء الحمل؟
يعد القيء الحملي هو شكل نادر وشديد من غثيان الصباح.
وعادة، ما يختفي القيء الحملي بحلول الأسبوع العشرين من الحمل، ولكنه، قد يستمر في بعض الحالات إلى ما بعد الولادة.
قد تشمل أعراض القيء الحملي ما يلي:
- عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل، بسبب القيء الشديد.
- الجفاف.
- فقدان الوزن الغير مبرر.
- القلاء، وهو انخفاض خطير في حموضة الدم.
- انخفاض نسبة البوتاسيوم في الدم.
كيف يمكن تشخيص غثيان الصباح في الحمل؟
إذا كانت المرأة حامل وتعاني من الغثيان والقيء دون سبب أساسي آخر، فإن تشخيص غثيان الصباح يكون عادةً واضحًا.
ولكن، يعد تشخيص القيء الحملي أكثر تعقيدًا، حيث يبحث الطبيب عادة عن الأعراض الآتية:
- الغثيان والقيء لفترات طويلة.
- فقدان الوزن قبل الحمل بأكثر من 5٪.
- عدم توازن المنحل الكهربائي في الدم.
- الجفاف.
متى يجب الاتصال بالطبيب؟
يجب على الحامل الاتصال بالطبيب في الحالات الآتية:
- إذا كان الغثيان أو القيء أو كلاهما شديد.
- البول أغمق من المعتاد.
- قلة التبول.
- عدم الاحتفاظ بالسوائل.
- المعاناة من الدوار عند الوقوف.
- الإغماء عند الوقوف.
- سرعة ضربات القلب.
- وجود دم في القيء.
كيف يمكن علاج غثيان الصباح في الحمل؟
في حين أن الغثيان الصباحي اثناء الحمل هو جزء طبيعي تمامًا من الحمل الصحي، إلا أنه قد يكون من الصعب على الحامل أن تظل تعاني لمدة 3 أشهر من الغثيان دون علاج.
ولكن، يمكن تجربة بعض العلاجات للحصول على بعض الراحة، ومن أمثلة هذه العلاجات ما يلي:
- تناول من 5 إلى 6 وجبات صغيرة أفضل من ثلاث وجبات كبيرة.
- تناول الكثير من البروتينات والكربوهيدرات.
- تجنب تناول الأطعمة الثقيلة والدهنية.
- تناول الطعام ببطء، مع مضغ الطعام جيداً.
- الجلوس منتصبًا أثناء تناول الطعام.
- تجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة.
- استخدام الوسائد لرفع الرأس والكتفين.
- شرب شاي الزنجبيل أو امضغ حلوى الزنجبيل.
- تناول شاي النعناع أو زيت النعناع الأساسي.
- شرب السوائل على مدار اليوم.
- تناول البسكويت المملح أو الخبز المحمص الجاف قبل النهوض من السرير في الصباح.
- تجنب الروائح القوية إذا أمكن ذلك.
- تناول الأطعمة التي لا تحتاج إلى طهي مثل السلطة أو عصير فواكه.
- شرب عصير الليمون أو استنشق بعض عصير الليمون.
- تجنب السخونة الزائدة.
- الالتزام بممارسة التمارين الرياضية مثل المشي أو اليوجا أو السباحة.
- الحصول على قدر كافي من الراحة.
- ارتداء ملابس فضفاضة.
- إذا أمكن تجنب التواجد في المطبخ أو بالقرب منه أثناء تحضير الطعام.
- تناول مكملات فيتامين ب 6 (10 إلى 25 مجم 3 مرات في اليوم) حيث يمكن أن يقلل ذلك من أعراض الغثيان الصباحي الخفيف إلى المتوسط.