عادة، ما يصاب الجسم بالخدر والتنميل عندما تتضرر الأعصاب أو تضغط عليها أو تتهيج، وقد يؤدي هذا الخدر إلى فقدان الشعور والإحساس في الجزء المصاب من الجسم، ومن أجزاء الجسم التي قد تصاب بالخدر الوجه، حيث تتحكم مجموعات مختلفة من الأعصاب في كيفية تحرك الوجه، يمكن أن تؤدي أي مشكلة في هذه الأعصاب إلى تنميل الوجه، مثل ما يحدث بعد جراحة الأسنان أو الإصابة أو حتى النوم في وضع غريب، وقد تسبب بعض الحالات الطبية أيضًا خدرًا في الوجه.
وفي هذا المقال، سنوضح الأسباب الطبية التي قد تسبب تنميل الوجه.
اقرأ أيضاً: أسباب تنميل الأطراف في اليدين والقدمين
أسباب تنميل الوجه
تشمل هذه الأسباب ما يلي:
الصداع النصفي
يوجد أنواع عديدة من الصداع النصفي، منها الصداع النصفي المفلوج، الذي يمكن أن يسبب تنميلاً في جانب واحد من الجسم، بالإضافة إلى تنميل الوجه.
تشمل أعراض الصداع النصفي المفلوج ما يلي:
- دوخة
- مشاكل في الرؤية
- صعوبات الكلام
عادةً ما تختفي أعراض هذا النوع من الصداع النصفي بعد 24 ساعة.
التصلب المتعدد
يعد التصلب المتعدد (MS) حالة مرضية تؤثر على الأعصاب، وهي حالة مزمنة، لكنها تتطور بمعدلات مختلفة، حيث يختلف معدل التطور من شخص للأخر.
يعاني معظم المصابين بمرض التصلب المتعدد من فترات قصيرة من تفاقم الأعراض تليها فترات طويلة من الأعراض القليلة جدًا.
غالبًا ما يكون تنميل الوجه أحد الأعراض الأولى لمرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن، لا يكفي خدر الوجه وحده لإجراء اختبار لمرض التصلب العصبي المتعدد.
يمكن أن تشمل الأعراض المبكرة الأخرى ما يلي:
- خلل في التوازن
- فقدان السيطرة على المثانة
- عدم وضوح الرؤية أو فقدانها
- تشنجات مؤلمة في الساقين أو الذراعين
إذا كان الشخص يعاني من تنميل الوجه مع أعراض أخرى للتصلب المتعدد، فقد يشتبه الطبيب في الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، وقد يطلب إجراء عدة اختبارات لاستبعاد الاحتمالات الأخرى.
من المرجح أن يجري الطبيب فحص جسدي وفحص عصبي شامل وتاريخ عائلي مفصل وفحص بالرنين المغناطيسي.
يتضمن علاج نوبات التصلب المتعدد أدوية الستيرويد التي تثبط جهاز المناعة مؤقتًا.
ولكن، على المدى الطويل، قد تساعد الأدوية التالية في تنظيم وإبطاء تقدم مرض التصلب العصبي المتعدد:
- أوكريليزوماب
- ثنائي ميثيل فيوميرات
- خلات الغلاتيرامر
شلل الوجه النصفي
شلل الوجه النصفي حالة تسبب عادةً تنميلاً في جانب واحد من الوجه، حيث يبدأ شلل الوجه النصفي فجأة، وينتج على الأرجح بسبب فيروس الهربس.
عند الإصابة بشلل الوجه النصفي، يحدث تنميل الوجه بسبب تلف الأعصاب في الوجه.
لتشخيص شلل الوجه النصفي، يحتاج الطبيب إلى استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لخدر الوجه.
يحدد التصوير العصبي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، ما إذا كانت الأعصاب التي تتحكم في الوجه قد تعرضت للتلف.
غالبًا ما يكون شلل الوجه النصفي حالة مؤقتة، ولكن يمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات.
السكتة الدماغية
قد يصاب الشخص بتنميل في جانب واحد من الوجه أو الوجه بالكامل بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، التي تحدث بسبب انسداد الشرايين.
يمكن أن يحدث التنميل أو الوخز أو فقدان السيطرة على عضلات الوجه مع أعراض أخرى مثل:
- الصداع الشديد
- صعوبة في الكلام أو البلع
- فقدان الرؤية المفاجئ في إحدى العينين أو كلتيهما
يستطيع الطبيب معرفة ما إذا كان الشخص قد أصيب بسكتة دماغية أم لا بناءً على الأعراض التي تعاني منها.
في بعض الحالات، تختفي الأعراض في الوقت الذي يصل فيه المريض إلى المستشفى.
يعتمد علاج السكتة الدماغية على منع الإصابة بها مرة أخرى، وذلك من خلال وصف مسيلات الدم.
قد تكون التغييرات في نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين وفقدان الوزن جزءًا من خطة العلاج.
العدوى
يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية والبكتيرية إلى تنميل الوجه.
قد تسبب مشاكل الأسنان أيضاً، بما في ذلك التهابات اللثة والتهابات جذور الأسنان، خدر في الوجه.
ومن أمثلة الالتهابات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تنميل في جانب واحد من الوجه أو في الوجه بأكمله ما يلي:
- انسداد الغدد اللعابية
- الحزام الناري
- تورم الغدد الليمفاوية
الأدوية
يمكن أن يكون تنميل الوجه أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي قد يتناولها الشخص.
تشمل الأدوية والمواد الأخرى التي يمكن أن يكون لها هذا التأثير ما يلي:
- مضادات الهيستامين
- أدوية العلاج الكيميائي
- أميتريبتيلين (ايلافيل) ومضادات الاكتئاب الأخرى
إصابة الرأس
يمكن أن تؤدي الضربة المباشرة على الرأس والارتجاج والصدمات الأخرى إلى تلف الأعصاب في الحبل الشوكي وقاعدة الدماغ، التي تتحكم في عملية الشعور في الوجه، وبالتالي، يحدث تنميل الوجه.
في معظم الحالات، لا تسبب إصابة الرأس تنميل في الوجه، ولكنه قد يحدث في بعض الحالات القليلة.
قد يحدث تنميل الوجه على أحد جانبي الوجه أو كلاهما لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد صدمة الرأس.
يجب وصف الإصابة بالتفصيل للطبيب، الذي قد يطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي على المخ بعد الفحص البدني الأولى.
مع العلم أن العلاج يختلف من شخص للأخر وفقًا لشدة تلف الأعصاب.
ردود الفعل التحسسية
يمكن أن يكون التنميل في الوجه أو الفم ناتجًا عن الإصابة بالحساسية.
في حالة حساسية الطعام، يمكن أن يصاحب خدر الوجه تنميل أو وخز في اللسان والشفتين.
عموماً يرتبط تنميل الوجه من هذا النوع ارتباطًا مباشرًا بالتعرض لمسببات الحساسية، ويجب أن يختفي من تلقاء نفسه في غضون 24 ساعة.
مرض لايم
مرض لايم هو عدوى بكتيرية، تنتقل من خلال لدغات القراد.
يجب أن يظل القراد على الجلد لمدة 24 ساعة على الأقل لنقل البكتيريا المسببة للعدوى إلى مجرى الدم.
يمكن أن يكون تنميل الوجه أحد أعراض مرض لايم الغير معالج.
عندما يشعر المريض بخدر في الوجه نتيجة لمرض لايم، يكون الطفح الجلدي الناتج عن لدغة القراد قد اختفى لفترة طويلة وستظهر أعراض أخرى لهذه الحالة، يمكن أن تشمل هذه الأعراض ما يلي:
- صعوبة في التركيز
- إعياء
- وخز أو خدر في أجزاء أخرى من الجسم
إذا شك الطبيب في الإصابة بمرض لايم، سيطلب إجراء اختبارات الدم والسائل النخاعي لتحديد ما إذا كان الجسم قد أنتج أجسامًا مضادة لمحاربة البكتيريا المسببة للحالة.
يمكن أن يساعد علاج داء لايم في تخفيف بعض الأعراض، بما في ذلك تنميل الوجه.
قد يصف الطبيب المضادات الحيوية عن طريق الفم لعلاج العدوى من البكتيريا.
الحالات التي تحتاج للذهاب للطوارئ
قد تستدعي بعض حالات تنميل الوجه زيارة الطبيب فوراً، أو طلب الرعاية الطبية الطارئة، تشمل هذه الحالات ما يلي:
- خدر في الوجه بعد إصابة الرأس.
- خدر يبدأ فجأة ويشمل الذراع أو الساق بأكملها بالإضافة إلى الوجه.
- صعوبة التحدث أو فهم الآخرين.
- الغثيان والدوخة.
- صداع شديد.
- فقدان البصر في إحدى العينين أو كلتيهما.
اقرأ أيضاً: أسباب تنميل اليدين
