حصوات المرارة
حصوات المرارة هي قطع صلبة تشبه الحصى وعادة ما تتكون من الكوليسترول أو البيليروبين والتي يمكن أن تتراوح في الحجم من حبة الرمل إلى كرة الغولف كما يمكن للمرارة الواحدة أن تصنع حصي كبيرة واحدة أو مئات من الحصوات الصغيرة أو كلا من الحصوات الكبيرة والصغيرة في نفس الوقت.
وعندما تسد حصوات المرارة القنوات الصفراوية فإن ذلك يمكن أن يتسبب فى حدوث ألمًا مفاجئًا في الجانب العلوي من البطن يسمى المغص المراري الصفراوي. الجدير بالذكر أنه إذا استمرت حصوات المرارة فى سد القناة الصفراوية، وتُركت دون علاج، فقد تتسبب حصوات المرارة في حدوث مضاعفات خطيرة.
إن معظم حصوات المرارة لا تسبب انسدادًا وفي الغالب لا تكون مؤلمة وهذه الحالة تعرف بالحصى الصامتة.
وعادة ما لا تحتاج حصى المرارة الصامتة إلى علاج طبي فسرعان ما يتخلص الجسم منها أو تبقى راكدة في المرارة ولا تسبب أى مشاكل للمريض.
وتعد حصوات المرارة من أكثر الأمراض شيوعا فى العالم حيث تؤثر على 10 إلى 15% من سكان الولايات المتحدة أي ما يقرب من 25 مليون شخص. وفي الغالب يحتاج حوالي ربع الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بحصى المرارة كل عام تقريبًا إلى علاج.
وفي معظم الأحيان يحتاج بعض المرضى إلى إجراء عمليات جراحية لاستئصال المرارة.
ما هي أنواع حصوات المرارة؟
هناك نوعان رئيسيان من حصى المرارة وهما:
-
-
حصى الكوليسترول.
-
حصي صبغة البيليروبين.
-
-
حصى الكوليسترول
عادة ما تكون حصى الكوليسترول ذات لون أصفر، أو أخضر، وهي مصنوعة من الكوليسترول.
وفي بعض البلدان، تشكل حصى الكوليسترول حوالي 80٪ من حصى المرارة.
ونظرًا لأنها لا تحتوي على الكالسيوم، فإنها عادة ما تكون غير مرئية بواسطة الأشعة السينية.
-
حصي صبغة البيليروبين
عادة ما تكون حصى صبغة البيليروبين داكنة اللون و أصغر حجما من حصى الكوليسترول
وتتكون من البيليروبين، الذي يأتي من الصفراء، وغالبا ماتكون مصحوبة بكثرة تكسير كرات الدم الحمراء
ما هي أسباب الإصابة بحصى المرارة؟
وفقًا لمنظمة هارفارد الصحية فإن 80٪ من حصى المرارة مصنوعة من الكوليسترول أما الـ 20 % الأخرى من حصوات المرارة الأخرى فهي مصنوعة من أملاح الكالسيوم والبيليروبين.
ومن غير المعلوم بالضبط ما هو السبب الأساسي الذي يحفز تكوين حصوات المرارة.
هناك بعض النظريات التى تشير إلى أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الصفراء يمكن أن يؤدي إلى تكوين حصوات الكوليسترول الصفراء، خاصة إذا كان الكبد يصنع الكثير من الكوليسترول، أو يتم الحصول عليه بكثرة من مصدر خارجي.
كما أنه من الممكن أن يؤدي ارتفاع نسبة البيليروبين في الصفراء إلى زيادة فرصة تكوين حصوات المرارة، و البيليروبين هو مادة كيميائية تُنتج عندما يدمر الكبد خلايا الدم الحمراء القديمة، وفى بعض الحالات مثل تلف الكبد.
عندما يزداد تكسير كرات الدم الحمراء في حالة بعض أمراض الدم مما يزيد من نسبة البيليروبين في الكبد وعندما يتعذر على المرارة تكسير البيليروبين الزائد يترسب فيها على هيئة حصوات.
ومن الممكن أن تتشكل حصوات المرارة عندما لا تستطيع المرارة افراز العصارة الصفراوية بشكل صحيح، والذي يؤدى إلى زيادة تركيز العصارة الصفراوية بداخلها مما يؤدي إلى تراكمها على هيئة حصوات.
ما هي أعراض الإصابة بحصوات المرارة ؟
عند إجراء الأشعة السينية
من الجدير بالذكر أن حصى المرارة نفسها لا تسبب الألم، وذلك لأنه عادة ما ينتج الألم المصاحب للمرارة عندما تمنع حصوات المرارة حركة الصفراء من المرارة، ووفقًا للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن 80 % من الناس لديهم ما يعرف بـ الحصى الصامتة، مما يعني أنهم لا يعانون من أى ألم أو عرض.
بشكل عام يمكن أن تؤدي حصوات المرارة التي تسبب انسداد القنوات الصفراوية إلى ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن. وعادة ما يزداد هذا الألم بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، ومن الممكن أن يستمر هذا الألم لبضع ساعات.
ومن الأعراض الأخرى المصاحبة للإصابة بحصوات المرارة:
- غثيان
- قيء
- البول الداكن
- آلام في المعدة
- التجشؤ
- إسهال
- عسر الهضم
من هم الأكثر عرضة للإصابة بحصى في المرارة؟
على الرغم من أن حصوات المرارة قد تؤثر على بعض الأشخاص في مختلف الأعمار.
إلا أن هناك مجموعات معينة من الناس لديهم خطر الإصابة بالحصوات المرارية أكثر من غيرهم ومنهم:
- تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة من الرجال، خاصة النساء اللائي يعانين من ارتفاع نسبة هرمون الاستروجين في الجسم بسبب الحمل أوالعلاج ببدائل الهرمونات أوحبوب منع الحمل.
- كبار السن
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من حصى المرارة
- الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض مثل:
- تليف الكبد، وهو حالة مرضية ينهار فيها الكبد ببطء ويتوقف عن العمل بسبب إصابة مزمنة أو طويلة الأمد بفيروسات الكبد مثل فيروس C فيروس B
- الالتهابات في القنوات الصفراوية
- فقر الدم الانحلالي: وهى حالة مرضية تتكسر فيها خلايا الدم الحمراء باستمرار، مثل فقر الدم المنجلي
- بعض الأمراض المعوية التي تؤثر على الامتصاص الطبيعي للمواد الغذائية، مثل مرض كرون
- ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم
- انخفاض نسبة الكوليسترول الحميد(HDL) في الدم
- مرض السكري
- مقاومة الأنسولين
ما هي عوامل الخطر المرتبطة بحصوات المرارة
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر تطور حصوات المرارة ومعظم هذه العوامل مرتبطة بالنظام الغذائي
وفي حين أن بعض العوامل لا يمكن السيطرة عليها مثل العمر والعرق والجنس وتاريخ العائلة والإصابة بمرض السكري في سن 60 عامًا أو أكبر.
إلا أنه هناك بعض عوامل الخطر في نمط الحياة التي لا يمكن السيطرة عليها مثل:
- زيادة الوزن
- تناول نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الكوليسترول
- إنقاص الوزن بسرعة في فترة زمنية قصيرة.
- تناول أدوية تحتوي على نسبة عالية من الإستروجين
كيف يتم تشخيص حصوات المرارة؟
عادة ما يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني يتضمن فحص لون العينين، والبشرة، لملاحظة ومعرفة ما إذا كان هناك تغيرات مرئية في اللون أم لا؟ و التي تكون علامة على إصابة المريض بالصفراء نتيجة ارتفاع نسبة البيليروبين في الجسم.
وهناك بعض الاختبارات التى تساهم فى تشخيص حصوات المرارة ومنها:
-
الموجات فوق الصوتية (Ultra Sounds)
يستخدم الطبيب المعالج الموجات الفوق الصوتية التي توفر صور داخلية لأعضاء المريض بما فى ذلك المرارة.
وتوضح هذه الصور ما إذا كان هناك حصوات في المرارة أم لا؟
كما يمكن أن تظهر أيضًا التشوهات المرتبطة بالتهاب المرارة الحاد.
-
مسح الكبدي الصفراوي (HIDA)
عادة ما يستغرق مسح الكبدي الصفراوي حوالي ساعة واحدة لإتمامه، ويتم من خلال حقن مادة مشعة في وريد المريض، حيث تنتقل هذه المادة المشعة عبر الدم حتى تصل إلى الكبد و المرارة. ويساعد هذا الفحص في تشخيص حصوات المرارة حيث أنه يوفر معلومات يمكن أن تشير إلى إصابة أو انسداد القنوات الصفراوية بالحصى.
-
اختبارات الدم
تساهم اختبارات الدم في تشخيص حصوات المرارة، حيث أنها توضح ما إذا كان هناك ارتفاع فى نسبة البيليروبين في الدم أم لا، كما تساعد أيضا فى معرفة ما إذا كان الكبد يعمل بشكل طبيعى أم لا
-
تشخيص الحصى المرارية بالمنظار (ERCP)
يعد هذا الأسلوب إجراءًا مهما لتشخيص حصوات المرارة.
ويجمع هذا الأسلوب بين استخدام المنظار والأشعة السينية لتشخيص المشكلات التي توجد في القنوات الصفراوية والبنكرياس.
لذلك فهو يساعد في اكتشاف حصوات المرارة العالقة في القناة الصفراوية.
كيف يتم علاج حصوات المرارة ؟
هناك العديد من الطرق المستخدمة لعلاج حصوات المرارة التى تساهم بشكل كبير في تخفيف الأعراض.
ومن خيارات العلاج المتاحة لعلاج حصوات المرارة:
-
تفتيت الحصوات المرارية من خارج الجسم (ESWL)
يستخدم هذا الجهاز فى التخلص من حصوات المرارة من خارج الجسم حيث يولد موجات تعمل على تكسير حصوات المرارة إلى قطع صغيرة جدا والتي يمكنها أن تمر عبر القنوات الصفراوية دون أن تتسبب في حدوث أي انسداد.
باستخدام هذه التقنية يعاني كثير من الأشخاص من نوبات من الألم الشديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن بعد العلاج، كما أنه لم تثبت فعالية ESWL في علاج حصوات المرارة بشكل كامل.
-
إذابة الحصوات
هناك بعض الأدوية المصنوعة من الأحماض الصفراوية المستخدمة في إذابة الحصوات مثل أورسوفالك، والجدير بالذكر أن إذابة الحصوات قد يستغرق فترة زمنية طويلة ربما تصل إلى بضعة أشهر أو حتى سنوات.
وعلى الرغم من أن هذة الأدوية تعمل بشكل أفضل في حصى الكوليسترول، إلا أنها من الممكن أن تسبب الإسهال الخفيف في كثير من الناس، وعادة ما يتم إستخدام هذا العلاج فقط فى الأشخاص الذين لا يستطيعون إجراء عملية جراحية.
-
الجراحة
إذا سمحت صحة المريض فمن المحتمل أن يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة المرارة بما تحتويه من حصوات.
وتساعد عملية الاستئصال الجراحي في منع حدوث آلام في البطن في المستقبل ومضاعفات أكثر خطورة مثل التهاب البنكرياس، وعدوى المرارة، والكبد.
وإذا لم يكن المريض يعاني من أى التهاب في البنكرياس فيمكن إجراء عملية إزالة المرارة على الفور.
وإذا كان هناك التهاب في البنكرياس أو التهاب فى المرارة فسيتم إدخال المريض إما إلى المستشفى لتلقي المضادات الحيوية الوريدية لعدة أيام قبل إجراء العملية.
ويتم ذلك من خلال:
-
إزالة المرارة بالمنظار
تتم إزالة المرارة بالمنظار من خلال فتحة صغيرة في البطن باستخدام أدوات تشبه الأنبوب الصغيرة والتي تحتوى على كاميرا وأدوات جراحية متصلة.
وهذا الإجراء يسبب ألم أقل من الجراحة المفتوحة.
ومن غير المحتمل أن يتسبب في حدوث مضاعفات، وسرعان ما يتعافى المريض بعد إجراء هذه العملية.
وعادة ما يستغرق هذا الإجراء من 20 دقيقة إلى ساعة واحدة.
-
إزالة المرارة بالجراحة المفتوحة
تتم إزالة المرارة بالجراحة المفتوحة في غرفة العمليات تحت التخدير العام وتتم إزالة المرارة أحيانًا من خلال شق من 3 إلى 6 بوصات في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
وعادة ما يتم استخدام الإجراء المفتوح فقط عندما لا تكون الجراحة التنظيرية غير ممكنة لشخص معين مثل الأشخاص المصابون بالعدوى في القناة الصفراوية والندبات الناتجة عن العمليات الجراحية السابقة.
حوالي 5 ٪ من جميع عمليات إزالة المرارة في الولايات المتحدة كجراحات مفتوحة.
كيف يمكن تجنب الإصابة بحصوات المرارة؟
هناك بعض العوامل التي تحد من خطر الإصابة بحصوات المرارة
ومنها:
- الحفاظ على وزن صحي.
- تجنب فقدان الوزن السريع.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول المكملات الغذائية مثل فيتامين C والحديد، وذلك حسب توجيهات الطبيب.
- التقليل من نسبة الدهون في النظام الغذائي.
- الامتناع عن الأطعمة والمشروبات المعروفة بأنها تسبب الإسهال ، بما في ذلك المشروبات المحتوية على الكافيين ، ومنتجات الألبان عالية الدسم.
- الحرص على شرب كمية كافية من الماء.