صعوبة التعلم: الأسباب وطرق العلاج
تعرف صعوبة التعلم بأنها مجموعة من الظروف التي تؤثر على قدرة الفرد على اكتساب المعرفة والمهارات بنفس معدل أقرانه، وقد يكون سبب ذلك عائق عقلي أو اضطراب إدراكي.
والجدير بالذكر أن الشخص الذي يعاني من صعوبة في التعلم لا يعني بالضرورة أنه أقل ذكاءً، فهذا يعني فقط أنه يتعلم بطريقة مختلفة لهذا السبب يحتاج الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم غالبًا إلى تدريب استراتيجي محدد ودروس مخصصة للتغلب على التحديات وإحراز تقدم في بيئة تعليمية أكاديمية.
وعلى الرغم من أن صعوبات التعلم من الممكن أن تؤثر على الأشخاص في مختلف الأعمار، إلا أنها تنتشر بشكل شائع في الأطفال الذين في مرحلة تعلم كيفية القراءة والكتابة.
مراحل صعوبة التعلم
صعوبة التعلم لها العديد من المراحل المتنوعة فقد تكون صعوبة التعلم خفيفة أو متوسطة أو شديدة، فبعض الأشخاص الذين يعانون من صعوبة تعلم خفيفة يمكنهم التحدث بسهولة ورعاية أنفسهم ولكن قد يحتاجون إلى وقت أطول قليلاً من المعتاد لتعلم مهارات جديدة، كما يمكن لبعض البالغين الذين يعانون من صعوبات في التعلم أن يصبحوا قادرين على العيش بشكل مستقل، بينما يحتاج آخرون إلى المساعدة في المهام اليومية، ويعتمد ذلك على قدرات الشخص ومستوى الرعاية والدعم الذي يتلقاه.
ما هي أهم أسباب صعوبات التعلم؟
تحدث حالة صعوبة التعلم عندما يتأثر نمو دماغ الشخص سواء قبل ولادته، أوأثناء ولادته، أو في مرحلة الطفولة المبكرة.
ويمكن أن يحدث ذلك بسبب عدة أمور ومن أهمها:
- بعض الأمراض التي قد تتعرض لها الأم أثناء فترة الحمل.
- بعض المشاكل المرتبطة بعملية الولادة مثل نقص كمية الأوكسجين التي تمد المخ.
- بعض العوامل الوراثية.
- الإصابة الأطفال ببعض الأمراض التي قد تؤثر على قدراتهم الذهنية مثل:
- التهاب السحايا.
- متلازمة داون.
- الشلل الدماغي
- التوحد
- الصرع حيث يعاني حوالي 30٪ من المصابين بالصرع يعانون من إعاقة في التعلم.
ما هي أنواع صعوبات التعلم؟
تنقسم صعوبات التعلم عامة إلى صعوبات تعلم نمائية وصعوبات تعلم أكاديمية
- صعوبات تعلم نمائية
وهي صعوبات التعلم المرتبطة بالمراحل الأربعة لمعالجة المعلومات المستخدمة في التعلم وهي :
- الإدخال
- الدمج
- التخزين
- الإخراج
الإدخال
وتعني إدخال المعلومات من خلال الحواس مثل الإدراك البصري والسمعي، وعند حدوث أى خلل فى هذه الحواس يمكن أن يعاني الشخص من صعوبة فى عملية التعلم، حيث يمكن أن تتسبب الصعوبات في الإدراك البصري في حدوث مشاكل عند التعرف على شكل أو موضع أو حجم العناصر المرئية سواء الحروف أو الأرقام، كما يمكن أن تسبب الصعوبات في الإدراك السمعي صعوبة لدى الشخص المصاب في تمييز الأصوات التي تدور من حوله، من أجل التركيز على أحدها، مثل صوت المعلم في الفصل الدراسي، والذي بدوره يمكن أن يرتبط بصعوبة التعلم.
الدمج
تعد عملية الدمج هي المرحلة التي يتم خلالها تفسير المدخلات، وتصنيفها، ومن الممكن أن ترتبط عملية الدمج بحدوث صعوبة في التعلم، وذلك لأن بعض الطلاب الذين يعانون من مشاكل في هذه العملية، قد يعانون من عدم سرد قصة بالترتيب الصحيح، كما لا يمكنهم حفظ تسلسل المعلومات مثل أيام الأسبوع، وجدول الضرب.
كما أنهم من الممكن أن يكونوا قادرين على فهم موضوع ما جيدا، ولكنهم غير قادرين على دمجه بمجالات التعلم الأخرى، أو قد يكون قادرًا على اكتساب معلومات جديدة ولكن لا يمكنه تجميع تلك المعلومات معًا لرؤية “الصورة الكبيرة” للأمور.
التخزين
هناك نوعان من الذاكرة ذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة طويلة المدى، وعادة ما لا يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بالذاكرة ضعيفة المدى التذكر جيدا، حيث تحدث معظم صعوبات الذاكرة مع الذاكرة قصيرة المدى، مما يجعل من الصعب تعلم مواد جديدة دون تكرار أكثر من المعتاد.
- صعوبات التعلم الأكاديمية
وهي صعوبات التعلم المرتبطة بالمشاكل الناتجة عن العجز في عملية معالجة المعلومات الجديدة وهي كالتالي:
صعوبة القراءة (Dyslexia)
تعد صعوبة القراءة هى من أشهرأنواع صعوبات التعلم؛ فمن بين جميع الطلاب ذوي صعوبات التعلم ، يعاني 70 إلى 80٪ من عجز في القراءة، ونظرًا لأن القراءة والكتابة عنصران أساسيان في معظم المناهج المدرسية، فقد يمكن للأطفال الذين يعانون من صعوبة القراءة غير المشخص أن يتخلفوا بسرعة عن أقرانهم لأنهم يعانون من مشاكل في تدوين الملاحظات والقراءة والواجبات المنزلية ومهام الكتابة والتقييمات.
وعلى الرغم من أنه لا توجد علاقة بين صعوبة القراءة، وضعف الذكاء، إلا أن الصعوبات اللغوية يمكن أن تجعل الأطفال يعتقدون أنهم أقل ذكاءً من أقرانهم وينتج عن ذلك ضعف الثقة والعزلة والإنطواء.
وتشمل بعض علامات صعوبة القراءة الشائعة: مشاكل في قراءة التهجئة بصوت عالٍ، ومن الممكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من صعوبة التعلم قادرين على تهجئة الكلمة في يوم ما، ولا يستطيعون قراءتها في اليوم التالي.
صعوبات الانتباه
غالبًا ما يعاني الأطفال من ذوي فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبات في الحفاظ على التركيز لفترات طويلة، مما يحد من قدراته الذهنية على اكتساب مهارات جديدة وإضافة معلومات جديدة لذاكرته المنهكة من فرط الحركة والتشتت.
صعوبة الكتابة (Dysgraphia)
يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبة الكتابة صعوبة نقل الأفكار إلى الورق ووسائل الإيضاح الأخرى، وقد تستغرق صعوبة الكتابة وقتًا طويلاً، لذا فهى عادة مرتبطة بالإحباط والتوتر.
ومن أهم علامات صعوبة الكتابة: صعوبة الكتابة في خط مستقيم، كما قد يكون من الصعب أيضًا استخدام علامات الترقيم والبقاء على الهامش، وقد يكون تكوين الحروف بحد ذاته مشكلة لديهم.
وقد تكون الكتابة على الكمبيوتر الحل الأفضل والأنسب بكثير لهؤلاء الطلاب خاصة فى المدرسة، حيث غالبا ما يخشى الأطفال المصابين بخلل الكتابة من الكتابة اليدوية خاصة أمام أقرانهم، فقد يشعرون بالحرج عند الكتابة على السبورة.
صعوبة في عمليات الحساب (Dyscalculia)
في بعض الأحيان تسمى الصعوبة فى عملية الحساب ب “عسر الحساب”، والذي يتضمن بعض الصعوبات مثل العد بالترتيب وتعلم مفاهيم الرياضيات مثل الكمية، وصعوبة تنظيم الأرقام.
صعوبات في الأداء (Dyspraxia)
غالبًا ما تظهر صعوبات الأداء غير اللفظية في ضعف المهارات التي تحتاج إلى حركة كمسك القلم جيدا أو استخدام أدواته التعليمية المختلفة، بالإضافة إلى ضعف المهارات التنظيمية، إلا أنه قد يكون لهؤلاء الأفراد نقاط قوة في بعض المجالات مثل الكلام المبكر، والقدرة على حفظ المفردات الكبيرة، والقراءة المبكرة، ومهارات الإملاء والذاكرة الاحتياطية الممتازة.
ماهي أهم أعراض صعوبات التعلم؟
قد يعاني الأطفال من ذوي صعوبات التعلم من بعض الأعراض مثل:
- الإرهاق السريع.
- عدم القدرة على توضيح الأفكار جيدا.
- التشتت وعدم التركيز.
- ضعف الذاكرة.
- صعوبة اكتساب مهارات جديدة
- فرط الحركة الشديدة
- عدم القدرة على مسك القلم
- صعوبة حفظ الأرقام والحروف
- بطيء التطور اللغوي
- ضعف العلاقات الاجتماعية
- العدوانية مع أقرانه
- ضعف الثقة في النفس
- القلق والتوتر الشديد
كيفية التعامل مع صعوبة التعلم؟
عند ظهور أعراض صعوبة التعلم على الأطفال، يجب على الوالدين اتباع بعض الخطوات اللازمة للحد من تلك الأعراض مثل:
- استشارة أصحاب التخصص في هذا المجال للبدء مبكرا جدا مع الأطفال في أساليب تعليمية تناسبهم.
- تعلم كل ما هو ضروري من برامج تعليمية خاصة بهم.
- التعاون الشديد مع معلمات الأطفال لرصد حالة الطفل أول بأول.
- الحفاظ على نظام غذائي للأطفال غني بكل العناصر الغذائية الهامة لنموالقدرات الذهنية للطفل.
- الملاحظة الشديدة لحالة الطفل النفسية.
- محاولة التخفيف من آثار صعوبة التعلم النفسية كالإحباط والإنطواء.
يجب أن يحصل الأطفال الذين يواجهون صعوبة أثناء العملية التعليمية برامج تعليمية خاصة بقدراتهم، إذ يعد التعليم الخاص هو العلاج الأكثر شيوعا لعلاج صعوبات التعلم.
فبموجب قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة (IDEA)، يحق لجميع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم في الولايات المتحدة الحصول على خدمات تعليمية خاصة مجانًا في المدارس العامة، بعد إجراء تقييم لتحديد نوعية المشاكل التي يواجهها الطفل أثناء العملية التعليمية.
وسوف يقوم فريق من المعلمين المتخصصين بإنشاء برنامج تعليمي فردي (IEP) للطفل يحدد الخدمات الخاصة التي يحتاجها الطفل للنمو في المدرسة، كما يساعد المعلمون الطفل في تلك البرامج على الاستفادة من نقاط قوته وتعليمه بعض الطرق الأخرى التي تعوضه عن نقاط ضعفه في صعوبة التعلم.
قد يمارس المعلم بعض الأساليب الهامة للحد من أعراض صعوبات التعلم في مراحله المختلفة مثل:
أثناء صعوبة الكتابة
- استعمال الكمبيوتر بدلا من القلم أثناء الكتابة
- الأهتمام بمستوى الكتابة وليس الكمية
- اجراء الامتحانات شفهيا وليس تحريريا للحفاظ على صحته النفسية
أثناء صعوبة القراءة
- استخدام أسلوب التكرار أثناء القراءة
- استخدام أكثر من حاسة أثناء العملية التعليمية
- دمجه في مجموعات صغيرة من أقرانه
أثناء صعوبة الحساب
- استخدام القلم الرصاص لسهولة المسح والإعادة
- استخدام الآلة الحاسبة في بعض الأوقات
- استعمال تطبيقات الهاتف المساعدة
- استعمال وسائل الإيضاح المناسبة له.