لا يستطيع أحد تقدير شعور الحامل عندما تشعر بأول حركة لجنينها بداخلها، فهو شعور مثير لا يمكن وصفه، فهذه اللحظة من أكثر اللحظات إثارة ومتعة في الحمل، هي عندما تشعر الأم بتلك الحركات الصغيرة الأولى، إذ تساعد هذه الحركات في التأكد على نمو الطفل بشكل سليم، لذا، فلابد من من أن تكوني على دراية بكل شئ يخص حركة الجنين.
وفي هذا المقال، سنوضح لكي متى تبدأ حركة الجنين، وكيف تبدو، وما هي العوامل التي تؤثر عليها، ومتى تزداد، وكيفية زيادتها، وما هو عددها الطبيعي، وكيفية متابعته ومتى يجب استشارة الطبيب.
متى تبدأ حركة الجنين؟
تبدأ حركة الجنين خلال الثلث الثاني من الحمل، ما بين 16 و 22 أسبوعًا، وقد تصف الحامل هذه الحركات بأنها رفرفة أو ركلة.
ولكن، قد تجد المرأة التي لم تحمل من قبل صعوبة في معرفة أن هذه الأحاسيس هي حركات الجنين حتى الأسبوع ال20-22، وذلك، لأنها تشبه تقلصات عضلات البطن.
مع ذلك، قد تتعرف النساء التي حملن من قبل على هذه الحركات مبكراً عند قدوم الأسبوع 16.
وعلى العموم، تزداد حركة الجنين قوة مع تقدم الحمل، وقد تستمر مدة الحركة الواحدة لمدة 20-40 دقيقة، وقد لا يتحرك الجنين أثناء النوم.
كيف تبدو حركة الجنين؟
حركة الجنين من 16 الأسبوع إلى 19
قد تلاحظ الأم في هذه الفترة بحركات خافتة في رحمها.
ولكن، إذا كانت حاملاً من قبل، فستكون أكثر دراية بهذا الإحساس وستتمكن بشكل أسرع من التعرف على هذه الحركات.
أما إذا كان هذا هو حملها الأول، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول قليلاً قبل أن تدرك أن تلك الأحاسيس الخافتة هي حركة طفلها.
حركة الجنين من 20 إلى 23 أسبوعًا
يمكن ملاحظة ضربات وركلات خفيفة بداية من الأسبوع ال20.
ومع مرور الأسابيع، تصبح الضربات أقوى، وستتعرف الأم على نمط نشاط جنينها.
إذا لم تشعر الأم بأي حركة بحلول الأسبوع 22، فلابد من استشارة الطبيب وإخباره بهذا الأمر.
حركة الجنين من 24 إلى 28 أسبوعًا
قد تشعر الأم أن طفلها الصغير يقوم بألعاب بهلوانية داخل رحمها.
وقد تبدو حركات الأطراف مؤلمة، بينما قد تكون حركات الجسم بالكامل أكثر سلاسة.
يمكن ملاحظة أيضاً قفز الطفل في الرحم عند صدور أصوات مفاجئة، أو قد تشعرين بحركات اهتزاز متكررة عندما يصاب الطفل بالفواق.
حركة الجنين من 29 إلى 31 أسبوعًا
من المرجح أن يقوم الطفل بحركات أصغر حجماً وأكثر وضوحًا وأكثر تحديدًا، مثل الركلات والدفعات القوية.
حركة الجنين من 32 إلى 35 أسبوعًا
عندما ينمو الجنين ويكون لديه مساحة أقل للحركة، قد تلاحظ الأم تغير نوع الحركة، والتي ربما تصبح أبطأ ولكنها تستمر لفترة أطول.
حركة الجنين من 36 إلى 40 أسبوعًا
مع اقتراب موعد الولادة، يكبر حجم الطفل، ولن يكون لديه مساحة كافية للحركة بحرية.
وقد تشعر الأم بركلات في أماكن جديدة مثل أسفل الضلوع، وذلك، عندما يتغير وضع رأس الجنين لأسفل استعداداً للولادة.
وقد تشعر بأن حركات الطفل أصبحت أبطأ ولكنها أقوى وأقوى، وقد تشعر بالضيق من أذرعهم والركلات من أرجلهم.
يعد من الأمور الطبيعية ملاحظة تغير في نوع حركة الجنين في أواخر الحمل، ولكن، يجب أن تشعر الأم بحركة الطفل بشكل صحيح حتى وأثناء الطلق نفسه.
ما هي العوامل التي تؤثر على حركة الجنين؟
يمكن أن تؤثر مجموعة متنوعة من العوامل على وقت حدوث حركات الطفل ومدى شدة شعور الأم بها. من بين هذه العوامل:
- وزن الأم
أكدت بعض الدراسات عام 2017 أن كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم (BMI) للأم انخفضت حركة الطفل بداخلها.
- موقع المشيمة
حيث ترتبط المشيمة “الأمامية” بمقدمة الرحم، بينما تتربط المشيمة “الخلفية” بالظهر.
لذلك، في حالة المشيمة الأمامية، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى تلاحظ الأم الحركة.
- نشاط الأم
قد يكون من الصعب اكتشاف أي حركة للجنين أثناء القيام بعمل أو نشاط.
وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن النساء اللاتي يعملن خارج المنزل في نهاية الثلث الثالث من الحمل أكثر عرضة للإبلاغ عن انخفاض حركة الطفل بداخلها.
- الحمل السابق
يمكن أن تبدو الحركات الأولى كأنها ارتفاعات صغير، لا تختلف عن مشاعر الهضم أو الغازات.
نتيجة لذلك، قد يكون من الأسهل على النساء اللآتي تعرضن لحمل سابق التعرف على حركات الجنين في وقت مبكر.
هل تستمر حركة الجنين أثناء الطلق؟
غالبًا ما تستمر حركة أثناء الطلق.
وجدت دراسة عام 1991 أجريت على 22 امرأة، أن 65.9٪ من هؤلاء النساء شعروا بحركة أطفالهن بينما يعانون أيضًا من تقلصات الرحم.
متى تزداد حركة الجنين؟
قد يكون الجنين أكثر نشاطاً في الحالات الآتية:
- عندما تستلقي الأم أو تسترخي.
- بعد تناول وجبة خفيفة، وذلك، لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يزيد من طاقة الجنين.
- في حالة توتر الأم، حيث يمكن أن يؤثر هرمون الأدرينالين على الجنين، ويمنحه مزيداً من الطاقة.
- عندما يعاني الجنين من الفواق.
كيف يمكن زيادة حركة الجنين؟
قد ترغب بعض الأمهات للشعور بحركة الطفل في رحمها للاطمئنان عليه، وفي هذه الحالة يمكن زيادة الحركة بأي من هذه الطرق التالية:
- تناول وجبة خفيفة أو شرب شيئًا حلوًا مثل عصير البرتقال.
- النهوض والتحرك.
- وضع مصباحًا على البطن.
- التحدث إلى طفل.
- تحريك البطن حركة خفيفة بلطف.
ما هي عدد حركات الجنين الطبيعية؟
يبدأ الطفل في التحرك بداخل رحم أمه عادةً في الثلث الثاني من الحمل، ومع نمو الطفل وتطوره، تصبح حركته أوضح وأكثر انتظاماً.
و قد يكون الطفل أكثر نشاطًا في أوقات معينة من اليوم، أو بعد تناول وجبة، أو عندما يكون هناك ضوضاء عالية.
بدءًا من حوالي 28 أسبوعًا، يوصي العديد من الأطباء بحساب عدد الركلات في فترة من 2-3 ساعات، وذلك، لمتابعة نمو الجنين، والاطمئنان على سلامته.
إذا تغير عدد الحركات بعد ذلك بشكل ملحوظ، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة.
غالبًا، ما يقوم الجنين السليم بعشر حركات ملحوظة في فترة 2-3 ساعات، على الرغم من إمكانية حدوث بعض الانخفاضات، خاصة أثناء النوم.
يمكن أن تشير الفترات الطويلة من الحركات القليلة أو المنعدمة إلى وجود مشكلة ما، لذا، يجب في هذه الحالة، طلب العناية الطبية الفورية.
هل يجب متابعة حركة الجنين؟
يجب متابعة حركة الطفل في الرحم، بمجرد القدرة على تحديد حركته جيداً، وعادة، ما يحدث ذلك بحلول الأسبوع 28.
حيث يوصي بعض الأطباء بتتبع كل تلك اللكمات والركلات الصغيرة للتأكد من أن الجنين لا يزال يتطور كما ينبغي.
يُعرف هذا بتقييم حركة الجنين، أو حساب عدد ركلات الجنين.
ولكن، لا يوجد أي دليل علمي حقيقي لإثبات ما إذا كانت هذه الطريقة مؤشرًا جيدًا على صحة الجنين، لذا يفضل استشارة الطبيب لمعرفة ما يوصون به.
كيف يمكن حساب حركة الجنين؟
قد يكون حساب الحركات أمراً أكثر صعوبة في حالة الحمل في توأم، لأنه قد يصعب على الأم معرفة أي طفل يتحرك.
على الحامل اتباع الخطوات التالية عند حساب عدد الحركات:
- اختيار الوقت الذي عادة ما يكون الطفل أكثر نشاطاً، والذي غالبًا، ما يكون بعد تناول الطعام مباشرةً.
- اتخاذ وضعًا مريحًا إما بالجلوس على كرسي مريح أو الاستلقاء على جانبها.
- ملاحظة الوقت الذي يستغرقه الطفل للقيام بـ 10 حركات، حيث يجب أن تشعر بما لا يقل عن 10 حركات في غضون ساعتين.
ما هي أسباب انخفاض حركة الجنين؟
يمكن أن تنخفض حركة الطفل في رحم أمه لأسباب طبيعية، مثلما يحدث أثناء نومه، وفي هذه الحالة، يمكن بدء عدد الحركات في وقت أخر عندما يكون الطفل أكثر نشاطًا.
ولكن هناك أسباب أكثر خطورة، قد تكون السبب في انخفاض عدد حركات الطفل، ومنها ما يلي:
- بطء نمو الجنين.
- وجود مشكلة في المشيمة طفل أو الرحم.
- التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين.
قد يجري الطبيب بعض التقييمات الإضافية للاطمئنان على الجنين، مثل:
- قياس معدل ضربات قلب الجنين وحركته.
- الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، والتي يمكن أن تعطي نظرة جيدة على حالة الجنين ونموه وتطوره ونشاطه.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا مرت فترة طويلة بشكل غير عادي بدون أي حركة، فيمكن تجربة شرب شيء حلو أو التحرك، ولكن، إذا كان الطفل لا يزال لا يتحرك، فلابد من استشارة الطبيب.
يجب طلب العناية الطبية الفورية، إذا توقفت الحركة تماماً، بالإضافة إلى وجود أي مما يلي:
- ألم.
- تقلصات.
- خروج سائل، وخاصة إذا كان دم من المهبل.
عليكي استشارة الطبيب في أي من الحالات الآتية:
- إذا لم تكن هناك أي حركة عند الأسبوع 24.
- انخفاض حركة الجنين بين الأسبوع 24 و 28.
- عند انخفاض حركة الطفل بعد الأسبوع 28.