تعد مشكلات النوم من المشاكل الشائعة أثناء الحمل، خاصة في الثلث الثالث من الحمل، حيث قد يكون العثور على وضع نوم مريح أمرًا صعبًا، قد تشعر بعض النساء الحوامل بالقلق أيضًا من أن بعض وضعيات النوم قد تؤثر على صحتهن أو صحة الجنين، وعادة ما يتساءلن عن أفضل وضعية للنوم للحامل، لذلك، سنوضح في هذا المقال أهمية النوم للحامل وما هي المشاكل التي يمكن أن تواجهها وما هي مضاعفات قلة النوم للحامل وما هي وضعيات النوم التي يجب تجنبها وما هي أفضل وضعية للنوم أثناء الحمل مع تقديم بعض النصائح للحصول على نوم أفضل للحامل.
ما هي أهمية النوم للحامل؟
يعد النوم هو الوقت الذي يعيد فيه الجسم ضبط نفسه وإصلاح ذاته، لذلك يعد النوم أمراً ضرورياً وخاصة للحامل، لأنه يساعد على:
- إصلاح الأوعية الدموية، وهو أمر مهم بشكل خاص للحامل، لأن الأوعية الدموية في الحمل تتعرض لضغط متزايد من تدفق الدم الإضافي المطلوب لدعم الجنين.
- تعزيز صحة الجهاز المناعي.
- التحكم في كيفية تفاعل الجسم مع الأنسولين، حيث يؤدي عدم إفراز كمية مناسبة من الأنسولين، إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل.
اقرأ أيضاً: سكري الحمل وتأثيره على الجنين
ما هي مشاكل النوم أثناء الحمل؟
يوجد العديد من المشاكل التي قد تعرقل صفو نوم الحامل، ومن ضمن مشاكل النوم أثناء الحمل ما يلي:
- زيادة حجم الجنين
يعد ذلك هو السبب الأول وراء مشاكل النوم أثناء الحمل، مما يجعل من الصعب العثور على وضع نوم مريح.
فإذا كانت الحامل تحب النوم على ظهرها أو بطنها، فقد تواجه مشكلة في التعود على النوم على جانبها (كما يوصي الأطباء).
أيضًا، يصبح التقلب في السرير أكثر صعوبة مع تقدم الحمل وكبر حجم البطن.
- الرغبة المتكرر للتبول
إذ تعمل الكلى بكفاءة أعلى لتصفية الحجم المتزايد للدم الذي يتحرك في جسم الحامل، وينتج عن هذه العملية المزيد من البول.
ومع نمو حجم الجنين وتضخم الرحم، يزداد الضغط على المثانة، وهذا يعني زيادة عدد مرات التبول، مما قد يقلق الحامل أثناء نومها للذهاب إلى المرحاض.
- زيادة معدل ضربات القلب
يزداد معدل ضربات القلب أثناء الحمل لضخ المزيد من الدم عبر الجسم.
وذلك، بسبب زيادة إمدادات الدم إلى الرحم، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لإرسال كمية كافية من الدم إلى باقي الجسم.
تؤدي زيادة هرمونات الحمل إلى التنفس بعمق أكبر، وقد تشعر الحامل أنها تعمل بجهد أكبر للحصول على الهواء.
ومع مرور الحمل، قد يصبح التنفس أكثر صعوبة حيث يشغل الرحم المتضخم مساحة أكبر، مما يؤدي إلى الضغط على الحجاب الحاجز (العضلة الموجودة أسفل الرئتين مباشرة).
- آلام الساق والظهر
قد يسبب الوزن الزائد بسبب الحمل آلام في الساقين أو الظهر.
أثناء الحمل، يصنع الجسم أيضًا هرمونًا يسمى ريلاكسين، والذي يساعد في تحضير الجسم للولادة، قد يسبب هذا الهرمون ارتخاء في جميع أربطة الجسم.
الأمر الذي قد يجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة، خاصة في ظهرها.
- حموضة المعدة والإمساك
تعاني العديد من النساء الحوامل من حرقة المعدة، بسبب عودة حمض المعدة إلى المرئ.
بالإضافة إلى بطء حركة الجهاز الهضمي أثناء فترة الحمل، مما يؤدي إلى إبقاء الطعام بأكمله في المعدة والأمعاء لفترة أطول، الأمر الذي قد يسبب حرقة في المعدة أو الإمساك.
يمكن أن يزداد الأمر سوءاً في وقت لاحق من الحمل، عندما يكبر الرحم ويضغط على المعدة أو الأمعاء الغليظة.
اقرأ أيضاً: 9 طرق لعلاج حموضة المعدة
- التوتر والقلق
عادة، يزداد شعور الحامل بالتوتر والقلق، بشأن صحة طفلها، أو بسبب الخوف من الولادة نفسها، وكل هذه المشاعر، قد تعرقل صفو نومها، وتجعلها مستيقظة طوال الليل.
مضاعفات قلة النوم على الحامل
قد تسبب المعاناة من قلة النوم بعض المشاكل للنساء الحوامل، كالآتي:
- الشعور بالتعب الجسدي والنفسي، الذي قد يؤدي إلى صعوبة العمل أو إنجاز المهام اليومية.
- اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب.
- تقييد نمو الجنين.
- تسمم الحمل.
ما هي وضعية النوم الخاطئة التي يجب أن تتجنبها الحامل؟
يجب على الحامل تجنب بعض وضعيات النوم الخاطئة، والتي تتضمن ما يلي:
النوم على البطن
قد تخاف العديد من النساء الحوامل من النوم على بطونهن اعتقاداً منهم أن ذلك قد يؤذي الجنين.
ولكن، في حقيقة الأمر، لا يؤثر ذلك على الجنين حيث يحميه الرحم جيداً.
لذلك، يمكن النوم على البطن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
ولكن مع تقدم الحمل والوصول إلى الأسبوع 16، يزيد حجم البطن، ما يجعل النوم عليها أمراً صعباً ومستحيلاً، إذ يشعر بعضهم أنهم ينامون فوق بطيخة.
بالنسبة للنساء الحوامل اللاتي ما زلن يفضلن النوم على البطن أو اللاتي لا يستطعن النوم على جانبهن، فلا داعي للقلق.
فذلك، فالنوم على البطن لا يؤذي الجنين، ولكن قد يساعد استخدام وسادة نوم للبطن في جعل النوم على البطن أكثر راحة.
النوم على الظهر
يعد النوم على الظهر من وضعيات النوم الخاطئة التي يجب على الحامل في الثلث الثالث من الحمل ( تقريباً من الأسبوع 28) تجنبها.
وذلك، لأن هذه الوضعية تسبب الكثير من المشاكل، مثل:
- آلام الظهر
- ضيق التنفس
- مشاكل في الهضم
- البواسير
- توقف التنفس أثناء النوم
- انخفاض ضغط الدم، وبالتالي انخفاض الدورة الدموية لقلب الأم والجنين.
الوضعية المناسبة لنوم الحامل
الأشهر الثلاثة الأولى
يمكن أن تنام الحامل على أي وضع تشعر بالراحة فيه خلال هذه الفترة، سواء كان على ظهرها أو جانبها أو بطنها.
وذلك، لأن بطنها لم تكبر بالشكل الذي قد يتعارض مع نومها.
ومع ذلك، قد تواجه الحامل بعض الصعوبات في النوم خلال هذه الفترة، للأسباب التالية:
- التغيرات الهرمونية
- الجوع الليلي
- الغثيان
- الحموضة
- أعراض الحمل الأخرى
الثلث الثاني والثالث من الحمل
يعد النوم على الجانب الأيسر هو أفضل وضعية مناسبة للنوم للحامل خلال هذه الفترة.
تساعد هذه الوضعية على زيادة تدفق الدم إلى الرحم دون الضغط على الكبد.
يمكن أن تجد النساء اللاتي يعانين من آلام في الفخذ أو الظهر أثناء الحمل بعض الراحة عند تجربة أي من الطريقتين الآتيتين الآتية:
- وضع وسادة أو اثنتين بين الركبتين.
- ثني الركبتين أثناء النوم.
تتضمن بعض أوضاع النوم الأخرى التي قد تساعد في حل المشكلات الشائعة أثناء الحمل ما يلي:
- رفع الجزء العلوي من الجسم ببعض الوسائد لتقليل حرقة المعدة.
- رفع الساقين بالوسائد للمساعدة في التخلص من التورم وألم الساق.
- استخدام وسادة الجسم أو وسادة الحمل لتهدئة الجسم وتوفير دعم إضافي للظهر.
نصائح لنوم الحامل
قد يساعد اتباع بعض الإرشادات في نوم أفضل للحامل، وتشمل هذه النصائح والإرشادات ما يلي:
- الحد من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة أو الشاي بعد الساعة 3 مساءً.
- شرب الكثير من الماء طوال اليوم، مع تقليل تناوله قبل النوم بساعتين حتى لا تضطر إلى الاستيقاظ والذهاب إلى الحمام.
- ممارسة بعض التمارين المناسبة للحامل لمدة 30 دقيقة، حيث تساعد التمارين على النوم بشكل أفضل، لكن يجب عدم ممارسة الرياضة قبل النوم بأربع ساعات.
- أخذ حمام دافئ قبل النوم أو تدليك القدم أو الكتف، للمساعدة على الاسترخاء.
- الحفاظ على غرفة نوم هادئة ومظلمة وباردة في الليل، وذلك للمساعدة على النوم بشكل مريح.
- تجنب وضعيات النوم الخاطئة التي وضحنا إياها.