تؤثر تربية الطفل وتنشئته منذ الصغر على شخصيته وسلوكه عند الكبر، حيث يحتاج الطفل للشعور بالحب والشعور بعاطفة أبويه تجاهه، قد يؤدي عدم الاستقرار العاطفي لدى الطفل منذ الصغر إلى حدوث مشاكل نفسية وعقلية عند الكبر ومنها اضطراب الشخصية الحدية ((borderline personality disorder (BPD) الذي يعد واحداً من الاضطرابات العقلية، وفي هذا المقال سنتناول هذا الاضطراب وأسبابه وأعراضه ومضاعفاته وكيفية تشخيصه وعلاجه.
اضطراب الشخصية الحدية
هو اضطراب في الصحة العقلية يؤثر على طريقة التفكير والشعور تجاه النفس والآخرين مما يسبب مشاكل في أداء أنشطة الحياة اليومية.
تشمل مشاكل الشخصية الحدية صعوبة إدارة المشاعر والسلوك ونمط من العلاقات غير المستقرة، حيث يشعر المريض دائماً بخوف شديد من الهجر أو عدم الاستقرار وصعوبة في تحمل الوحدة.
ومع ذلك، فإن الغضب الغير المناسب والاندفاع والتقلبات المزاجية المتكررة قد تدفع بالآخرين بعيدًا، على الرغم من أنه يريد علاقات دائمة.
عادة يبدأ اضطراب الشخصية الحدية في بداية البلوغ، ولكن تزداد الحالة سوءًا في مرحلة الشباب وقد تتحسن تدريجياً مع تقدم العمر.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
تلعب ثلاثة عوامل دورًا في تطوير اضطراب الشخصية الحدية، وهم:
- الوراثة: تشير بعض الدراسات التي أجريت على التوائم والعائلات إلى أن اضطرابات الشخصية قد تكون موروثة أو مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باضطرابات الصحة العقلية الأخرى بين أفراد الأسرة.
- العوامل البيئية (الاجتماعية): هناك علاقة وثيقة بين العلاقات الأسرية غير المستقرة وسوء تربية ومعاملة الأطفال والإهمال بزيادة خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.
- مشاكل المخ: قد تطور الشخصية الحدية نتيجة تغيرات في أجزاء معينة من المخ المسؤولة عن العاطفة.
وجد أن العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لديهم قريب من العائلة مصاب بمرض عقلي مثل الآتي:
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- الاضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب.
- الفصام.
أعراض وصفات اضطراب الشخصية الحدية
أعراض الشخصية الحدية
تشمل أعراض اضطراب الشخصية الحدية ما يلي:
ضعف في الشخصية
- الهوية الشخصية: شخصية ضعيفة أو غير مستقرة وغالبًا ما تكون شديدة النقد للذات.
- التوجيه الذاتي: تغيير الأهداف أو القيم أو التطلعات أو الخطط المهنية.
ضعف في العلاقات الإجتماعية
- التعاطف: عدم القدرة على التعرف على مشاعر واحتياجات الآخرين.
- العلاقة العاطفية: علاقات وثيقة وغير مستقرة، تتميز بعدم الثقة والصراع والعوز والخوف بشأن التخلي، تتقلب العلاقات العاطفية بين الإفراط في الاهتمام والانسحاب.
صفات الشخصية الحدية
تشمل صفات الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية الآتي:
- عواطف متغيرة للغاية.
- تقلبات مزاجية بين السعادة والضيق والقلق.
- الخوف من الانفصال مما يدفعهم إلى اتخاذ إجراءات متطرفة تجنباَ للانفصال.
- الشعور بالاكتئاب في كثير من الأحيان.
- التصرف باندفاع.
- المخاطرة.
- العداء.
- التفكير في الانتحار وأذية النفس، غالبًا نتيجة الخوف من الانفصال والبعد.
- رؤية الأشياء أبيض أو أسود أي لا يعتقدون في الوسطية.
مضاعفات الشخصية الحدية
قد يزيد اضطراب الشخصية الحدية من خطر الإصابة باضطرابات ومشاكل أخرى كالآتي:
- الاكتئاب.
- القلق.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
- تعاطي المخدرات.
يمكن أن تؤدي أعراض اضطراب الشخصية الحدية أيضًا إلى حدوث الآتي:
- مشاكل في العمل.
- ترك التعليم.
- مشاكل في العلاقات.
- مشاكل زوجية يمكن أن تؤدي إلى الطلاق.
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
- إيذاء النفس مثل الجرح أو الحرق.
- انتحار.
- الوقوع في حادث سيارة.
- الدخول في معارك جسدية نتيجة السلوك المتهور.
- السقوط ضحية لجرائم عنيفة.
تشخيص الشخصية الحدية
يصعب تشخيص اضطراب الشخصية الحدية لأن أعراض الحالة تتداخل مع أعراض اضطرابات عقلية أخرى.
لذلك، قد يحتاج الطبيب النفسي استبعاد أعراض الاضطرابات الآخري قبل تشخيص الشخصية الحدية.
تشخص اضطرابات الشخصية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الحدية بناءً على الآتي:
- التقييم النفسي الذي قد يشمل استكمال الاستبيانات.
- التاريخ الطبي.
- العلامات والأعراض.
علاج الشخصية الحدية
يتضمن علاج اضطراب الشخصية الحدية بشكل أساسي العلاج النفسي ولكن يمكن إضافة الأدوية، وفي بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى إذا كانت سلامته في خطر.
من الضروري أيضًا علاج أي اضطرابات عقلية أخرى تحدث غالبًا جنبًا إلى جنب مع الشخصية الحدية مثل الاكتئاب أو تعاطي المخدرات.
قد يشعر المريض بتحسن مع العلاج وقد يعيش حياة أكثر استقرارًا، وذلك لأن العلاج يساعده في تعلم مهارات التعامل مع حالته.
العلاج النفسي
يسمى أيضًا العلاج بالكلام، وهو علاج أساسي لاضطراب الشخصية الحدية.
قد يساعد العلاج النفسي مريض اضطراب الشخصية الحدية في الآتي:
- التركيز على قدرة المريض الحالية على العمل.
- تعلم كيفية إدارة المشاعر التي يشعر بها المريض.
- الحد من الاندفاعات والتهور من خلال تعلم ملاحظة المشاعر التي يشعر بها بدلاً من التصرف وفقاً لها.
- تحسين العلاقات من خلال إدراك المشاعر ومشاعر الآخرين.
الأدوية
قد تساعد بعض الأدوية في علاج الاضطرابات والمشاكل المصاحبة لاضطراب الشخصية الحدية مثل الاكتئاب أو الاندفاع أو العدوانية أو القلق.
تشمل هذه الأدوية الآتي:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- الأدوية التي تساعد على استقرار الحالة المزاجية.
العلاج في المستشفى
قد يحتاج مريض اضطراب الشخصية الحدية في بعض الأحيان للعلاج في مستشفى الأمراض العقلية لحماية نفسه من إيذاء النفس أو الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
اقرأ أيضاً: الشخصية النرجسية