يعمل جهاز القلب والأوعية الدموية أو ما يعرف باسم الدورة الدموية بتزويد الجسم بالدم، حيث يتكون هذا الجهاز من القلب والشرايين والأوردة والشعيرات الدموية، ولكن تتعدد الأمراض التي قد تصيب القلب والأوعية الدموية المختلفة مما دعى إلى وجود قسم طبي متخصص في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية (cardiovascular diseases)، وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض المزمنة المسببة للوفاة المبكرة دون سن 65 عاماً وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية حيث تتسبب فى وفاة ما لا يقل عن 17.9 مليون شخص حول العالم سنوياً.
وفي هذا المقال سنتناول أمراض القلب والأوعية الدموية.
أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية
تتعدد الأمراض التي تندرج تحت قسم أمراض القلب والأوعية الدموية. فقد تصيب بعض الأمراض القلب كعضو منفصل عن أوعيته الدموية والعكس؛ أي قد تصاب بعض الأوعية الدموية بضيق أو أي مشاكل أخرى دون حدوث ضرر مباشر في القلب.
ولكن في النهاية يتأثر كل من القلب والأوعية الدموية في حالة إصابة إحداهما.
أمراض القلب
تشمل الأمراض التي قد تصيب القلب ما يلي:
- الذبحة الصدرية (Angina): وهي نوع من ألم الصدر يحدث بسبب انخفاض تدفق الدم إلى القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmia): يتضمن هذا النوع وجود اضطرابات في عدد ضربات القلب مما يؤثر على كمية الدم التى يستطيع القلب ضخها، ويتضمن هذا الإضراب أما بطء في عدد ضربات القلب (Bradycardia) أو تسارع في ضربات القلب (tachycardia).
- التهاب بطانة القلب (Endocarditis): ينتج التهاب بطانة القلب بسبب عدوى جرثومية تصيب الجدار الداخلي للقلب (endocardium).
- أمراض صمامات القلب ( Heart valve problems ): يحتوي القلب على أربع صمامات وهي الصمام الأورطى والصمام الميترالي والصمام الرئوي والصمام الهلالي أو ثلاثي الشرف، وتعمل هذه الصمامات على تنظيم مسار الدم داخل القلب ومن ثم ضخه واستقباله خارج وداخل القلب، وفي حالة حدوث أي خلل في إحدى تلك الصمامات تسبب خلل في مسار الدم وتدفقه.
- أمراض القلب الخلقية (Congenital heart disease): حيث توجد مشكلة في وظائف القلب أو بنيته منذ الولادة.
- مرض الشريان التاجي (Coronary artery disease): يُعد الشريان التاجى هو أكبر الشرايين المغذية لعضلة القلب، ويؤدي تلف هذا الشريان أو انسداده أو التهابه إلى عدم تغذية عضلة القلب بشكل سليم مما يؤدي إلى الكثير من المضاعفات الخطيرة.
- نوبة قلبية (Heart attack): تحدث النوبة القلبية بسبب انسداد بعض الأوعية الدموية القلبية التي تغذي القلب مما يؤدي إلى تلف تلك المنطقة.
- فشل القلب (Heart failure): يُعد هذا النوع من الأمراض القلبية المزمنة التي تتطور بمرور الوقت، ويتميز هذا النوع بعدم قدرة القلب على ضخ الكمية المناسبة من الدم إلى باقى أنحاء الجسم بسبب وجود بعض السوائل حول القلب مما يعيق قدرته على الانقباض بكفاءة. مما يؤدي إلى زيادة عمل القلب لتعويض هذا النقص مسبباً مشاكل عدة.
- اعتلال عضلة القلب التوسعي Dilated cardiomyopathy): وهو نوع من قصور القلب، يتضخم فيها القلب ولا يمكنه ضخ الدم بكفاءة.
- اعتلال عضلة القلب الضخامي (Hypertrophic cardiomyopathy): حيث تتكاثف جدران عضلة القلب وتتطور مشاكل في استرخاء العضلات وتدفق الدم وعدم الاستقرار الكهربائي.
- ارتجاع الصمام التاجي (Mitral regurgitation): يتسرب الدم مرة أخرى عبر الصمام التاجي للقلب أثناء الانقباضات.
- تدلي الصمام التاجي (Mitral valve prolapse): ينتفخ جزء من الصمام التاجي في الأذين الأيسر للقلب أثناء انقباضه، مما يتسبب في ارتجاع الصمام الميترالي>
- تضيق رئوي (Pulmonary stenosis): يؤدي تضيق الشريان الرئوي إلى تقليل تدفق الدم من البطين الأيمن (حجرة الضخ إلى الرئتين) إلى الشريان الرئوي (الأوعية الدموية التي تنقل الدم غير المؤكسد إلى الرئتين).
- تضيق الأبهر (Aortic stenosis): وهو تضيق في صمام القلب يمكن أن يتسبب في انسداد تدفق الدم الخارج من القلب>
- الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation): وهو إيقاع غير منتظم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- أمراض القلب الروماتيزمية (Rheumatic heart disease): أحد مضاعفات التهاب الحلق الذي يسبب التهابًا في القلب ويمكن أن يؤثر على وظيفة صمامات القلب.
أمراض الأوعية الدموية
تشمل الأمراض التي قد تصيب الأوعية الدموية بما في ذلك الشرايين أو الأوردة أو الشعيرات الدموية في جميع أنحاء الجسم وحول القلب ما يلي:
- مرض الشريان المحيطي (Peripheral artery disease): والذي يتسبب في ضيق الشرايين ويقلل من تدفق الدم إلى الأطراف.
- تمدد الأوعية الدموية (Aneurysm): وهو انتفاخ أو تضخم في الشريان يمكن أن يتمزق وينزف.
- تصلب الشرايين (Atherosclerosis): في هذا النوع، تترسب بعض المواد الدهنية التي تتكون أغلبها من الكوليسترول بالإضافة إلى بعض المنتجات الخلوية والكالسيوم والفيبرين في الشرايين. وتعمل هذه الترسبات على تضييق مجرى الدم داخل الشريان مما يؤدي إلى ضخ كمية أقل من الدم مسبباً الكثير من المشاكل.
- مرض الشريان الكلوي (Renal artery disease): الذي يؤثر على تدفق الدم من الكلى وإليها ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- مرض رينود (Raynaud’s disease): الذي يسبب تشنج الشرايين وتقييد تدفق الدم بشكل مؤقت.
- مرض وريدي محيطي (Peripheral venous disease): هو تلف عام في الأوردة التي تنقل الدم من القدمين والذراعين إلى القلب، مما يسبب تورم الساقين والدوالي.
- السكتة الدماغية الإقفارية (Ischemic stroke): حيث تنتقل الجلطة الدموية إلى الدماغ وتسبب الضرر.
- جلطات الدم الوريدية (Venous blood clots): والتي يمكن أن تنفصل وتصبح خطيرة إذا انتقلت إلى الشريان الرئوي.
- اضطرابات تخثر الدم (Blood clotting disorders): حيث تتكون الجلطات الدموية بسرعة كبيرة أو ليس بالسرعة الكافية وتؤدي إلى نزيف مفرط أو تخثر الدم.
- مرض بورغر (Buerger’s disease): الذي يؤدي إلى تجلط الدم والالتهابات غالبًا في الساقين، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالغرغرينا.
أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية
تختلف أعراض وطرق تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية باختلاف نوع المرض وجنس المريض سواء كان ذكر أو أنثى.
ومع ذلك، تشمل الأعراض الأساسية لكل من أمراض القلب والأوعية الدموية ما يلي:
- ألم أو ضغط في الصدر قد يشير إلى الذبحة الصدرية.
- ألم أو إزعاج في الذراعين أو الكتف الأيسر أو المرفقين أو الفك أو الظهر.
- ضيق في التنفس.
- الغثيان والتعب.
- الدوار أو الدوخة.
- عرق بارد.
أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية
تحدث العديد من أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية كمضاعفات لتصلب الشرايين.
يمكن أن ينتج تلف الجهاز الدوري أيضًا عن مرض السكري وحالات صحية أخرى، مثل الفيروس أو عملية التهابية مثل التهاب عضلة القلب أو مشكلة هيكلية موجودة منذ الولادة (أمراض القلب الخلقية).
غالبًا ما ينتج مرض القلب والأوعية الدموية عن ارتفاع ضغط الدم الذي لا ينتج عنه أي أعراض، لذلك من الضروري أن يخضع الأشخاص لفحوصات منتظمة لارتفاع ضغط الدم.
عوامل الخطر
قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بكل من أمراض القلب والأوعية الدموية ، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم
- تصلب الشرايين
- العلاج الإشعاعي
- التدخين
- قلة النوم
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم
- داء السكري
- اتباع نظام غذائي عالي الدهون والكربوهيدرات
- قلة النشاط والحركة
- السمنة
- توقف التنفس أثناء النوم
- الإفراط في تناول الكحوليات
- الضغط العصبى
- تلوث الهواء
- اضطراب الانسداد الرئوي المزمن
علاج أمراض القلب والأوعية الدموية
يعتمد علاج أمراض القلب والأوعية الدموية على حسب نوع المرض.
ومع ذلك، تشمل طرق علاج أمراض القلب والأوعية الدموية ما يلي:
- الأدوية: مثل أدوية تقليل الكوليسترول أو تحسين تدفق الدم أو تنظيم ضربات القلب.
- الجراحة: مثل تطعيم مجازة الشريان التاجي أو إصلاح الصمام أو جراحة استبداله.
- إعادة تأهيل القلب: بما في ذلك الوصفات الرياضية والاستشارات المتعلقة بنمط الحياة.
يهدف علاج أمراض القلب والأوعية الدموية إلى:
- تخفيف الأعراض.
- تقلل من خطر عودة الحالة أو المرض أو تفاقمه.
- منع المضاعفات، مثل قصور القلب أو السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو الوفاة.
- اعتمادًا على الحالة، قد يسعى الطبيب أيضًا إلى تثبيت إيقاعات القلب وتقليل الانسداد وإرخاء الشرايين لتمكين تدفق الدم بشكل أفضل.
الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية
يمكن الوقاية من العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال الحد من عوامل الخطر.
لذلك، يجب اتباع بعض الإرشادات للحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كما يلي:
- التوقف عن شرب الكحوليات.
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول الفاكهة والخضروات الطازجة.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتعددة غير المشبعة وأوميجا 3، مثل الأسماك الزيتية.
- تقليل تناول الملح والسكر والدهون المشبعة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- خسارة الوزن الزائد.
الأسئلة الشائعة
هل الأسبرين يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية؟
يتناول الكثير من الأشخاص الأسبرين يوميًا كإجراء روتيني للحماية من الأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولكن لا يوصى بذلك لبعض الاشخاص، لأنه قد يؤدي إلى حدوث نزيف.
ومع ذلك، قد يصف الطبيب الأسبرين إذا كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية وانخفاض خطر النزيف.
قد يصف الأطباء أسبرين أيضاً للأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
لذلك، يجب على أي شخص يتناول جرعة يومية من الأسبرين لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أن يسأل طبيبه عما إذا كان يجب عليه الاستمرار أم لا.