يعد من مشاكل الحمل الشعور بألم البطن اثناء الحمل، الذي قد يكون أمراً طبيعياً في معظم الحالات، بسبب توسع الرحم وتمدد الأربطة وغيره، ولكن، في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يشير ألم البطن إلى شيء خطير، لذلك، سنوضح في هذا المقال أسباب آلام البطن الغير خطيرة والخطيرة، ومتى يجب استشارة الطبيب.
أسباب آلام البطن الغير خطيرة
ألم الغازات
يمكن أن تسبب الغازات آلامًا شديدة في البطن اثناء الحمل، قد يظل هذا الألم في مكان واحد أو ينتقل عبر البطن أو الظهر أو الصدر.
وقد تعاني الحوامل من زيادة الغازات أثناء الحمل بسبب زيادة هرمون البروجسترون، الذي يعمل على استرخاء عضلات الأمعاء وإطالة الوقت الذي يستغرقه الطعام في الأمعاء، وبالتالي تتكون الغازات نتيجة بقاء الطعام في القولون لفترة أطول.
ومع تقدم الحمل، يضع الرحم المتضخم ضغطًا إضافيًا على أعضاء الجهاز الهضمي، مما قد يبطئ عملية الهضم بشكل أكبر ويسبب تراكم الغازات.
علاج الغازات
إذا كان ألم البطن اثناء الحمل ناتجًا عن الغازات، فيمكن الحد من المعاناة من الغازات من خلال اتباع بعض الإرشادات، بما في ذلك ما يلي:
- تناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
- شرب الكثير من الماء طوال اليوم.
- ممارسة بعض التمارين مثل، المشي للمساعدة في تسريع عملية الهضم.
- تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات، ومنها الأطعمة المقلية والدهنية، وكذلك الفاصوليا والكرنب.
- عدم شرب المشروبات الغازية.
ألم رباط الرحم المستدير
يوجد نوعان من الأربطة المستديرة الكبيرة التي تمتد من الرحم عبر الفخذ.
تعمل هذه الأربطة على دعم الرحم، حيث تتمدد هذه الأربطة، عند تمدد الرحم لاستيعاب نمو الجنين.
قد يسبب تمدد هذه الأربطة ألمًا حادًا أو خفيفًا في البطن أو الوركين أو الفخذ اثناء الحمل.
يمكن أن يؤدي تغيير الوضع أو العطس أو السعال إلى حدوث ألم في الرباط المستدير.
وعادة، ما يحدث هذا عادة في النصف الأخير من الحمل.
علاج ألم رباط الرحم المستدير
يمكن تقليل أو التخلص من ألم البطن اثناء الحمل بسبب الأربطة المستديرة، من خلال الآتي:
- النهوض ببطء بعد الجلوس أو الاستلقاء.
- ثني الوركين في حالة العطس أو السعال، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الضغط على الأربطة.
- تعد أيضاً تمارين الإطالة اليومية أيضًا طريقة فعالة لتقليل آلام الرباط المستدير.
الإمساك
يعد الإمساك من أكثر مشاكل الحمل شيوعاً بين معظم النساء الحوامل.
قد يسبب الإمساك ألمًا شديدًا في البطن اثناء الحمل، وغالبًا ما يوصف بأنه تشنج أو ألم حاد أو طعن في البطن.
تتعدد أسباب الإمساك في الحمل، ومنها:
- تغيير الهرمونات.
- تناول نظام غذائي يفتقر الألياف.
- عدم شرب كمية كافية من السوائل.
- قلة التمارين.
- تناول حبوب الحديد.
- الشعور بالقلق.
علاج الإمساك
قد يساعد الآتي في علاج الإمساك في الحمل، وبالتالي تخفيف ألم البطن الناتج عنه:
- زيادة كمية الألياف في النظام الغذائي الخاص بالحامل.
- شرب ما لا يقل عن 8 إلى 10 أكواب من الماء كل يوم.
المخاض الكاذب
المخاض الكاذب هو تقلصات كاذبة في البطن، تسمى باسم انقباضات براكستون هيكس، تحدث هذه الانقباضات عندما تنقبض عضلات الرحم لمدة تصل إلى دقيقتين.
لا تعد هذه الانقباضات مخاض، فهي غير منتظمة ولا يمكن التنبؤ بها، قد تسبب هذه الانقباضات الم في البطن اثناء الحمل، لكنها جزء طبيعي من الحمل.
غالبًا ما تحدث انقباضات براكستون هيكس في الثلث الثالث من الحمل، ويمكن التفرقة بينها وبين انقباضات المخاض، فهي تسبب ألماً ثابت لا يزداد مع مرور الوقت مثل انقباضات المخاض.
أسباب الم البطن اثناء الحمل الخطيرة
الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم عندما تنغرس البويضة في مكان آخر غير الرحم، غالبًا ما يحدث في قناة فالوب.
تعد نسبة حدوث الحمل خارج الرحم هي واحدة من كل 50 حالة.
قد يسبب الحمل خارج الرحم، ألم شديد في البطن اثناء الحمل ونزيف بين الأسبوعين السادس والعاشر من الحمل، وذلك، بسبب تمدد الأنبوب.
لا يمكن أن يستمر الحمل خارج الرحم، فهو يحتاج إلى تدخل طبي فوري.
الإجهاض
عندما تعاني النساء من ألم في البطن أثناء وقت مبكر من الحمل، فيمكن أن يكون ذلك بسبب الإجهاض.
تشمل أعراض الإجهاض النزيف والتقلصات التي يمكن أن تكون منتظمة أو تشبه تقلصات الدورة الشهرية.
الولادة المبكرة
قد تشير الانقباضات المنتظمة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل المصحوبة بآلام الظهر المستمرة، إلى حدوث الولادة المبكرة.
وفي هذه الحالة، يجب طلب العناية الطبية الفورية.
قد تحدث هذه الانقباضات مع تسرب السائل المهبلي أو الدم أو انخفاض في حركة الجنين.
مع الأخذ في الاعتبار، أنه قد يكون من الصعب على كثير من الحوامل التفرقة بين الم البطن اثناء الحمل الناتج عن براكستون هيكس وألم الولادة المبكرة الحقيقية.
انفصال المشيمة
يعد انفصال المشيمة عن جدار الرحم إحدى مضاعفات الحمل الأكثر شيوعاً خلال الثلث الثالث من الحمل.
يوصف الألم الناتج عن انفصال المشيمة بأنه ألم حاد ومستمر يتفاقم تدريجيًا في أسفل البطن اثناء الحمل.
في بعض الحالات، قد تدخل المرأة في المخاض عندما تنفصل مشيمتها، وفي هذه يولد الطفل بعملية قيصرية طارئة.
ولكن، إذا كان الانفصال خفيفًا، فقد يسمح الطبيب باستمرار الحمل حسب حالة الحامل والجنين.
تسمم الحمل
يمكن أن يحدث تسمم الحمل بعد 20 أسبوعًا من الحمل، وهو يتميز بارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول.
يسبب ضغط الدم المرتفع ضيق في الأوعية الدموية في الرحم التي تزود الجنين بالأكسجين والمواد المغذية، مما قد يؤدي إلى بطء نمو الجنين.
تزيد مقدمات الارتعاج أيضًا من خطر حدوث انفصال المشيمة، حيث تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة.
قد تعاني النساء المصابات بمقدمات الارتعاج الشديدة أيضًا من ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن والغثيان والصداع والتورم، والاضطرابات البصرية مثل الأضواء الساطعة.
يجب طلب العناية الطبية الفورية في حالة الشك بالإصابة بتسمم الحمل.
عدوى المسالك البولية (UTI)
يصاب ما يصل إلى 10 في المائة من الحوامل بعدوى المسالك البولية (UTI) في مرحلة ما أثناء الحمل.
تشمل الأعراض النموذجية لعدوى المسالك البولية ما يلي:
- الرغبة المفاجئة في التبول.
- الألم أو الحرقان عند التبول.
- وجود دم في البول.
قد تعاني بعض الحوامل اللاتي يعانين من التهاب المسالك البولية من آلام في البطن اثناء الحمل.
تكمن خطورة عدوى المسالك البولية أثناء الحمل هي أنها يمكن أن تتطور إلى عدوى في الكليتين مما يزيد من خطر الولادة المبكرة.
ولكن، يمكن علاج التهاب المسالك البولية بسهولة بواسطة المضادات الحيوية، إذا اكتشف مبكرًا.
التهاب الزائدة الدودية
قد يكون من الصعب تشخيص التهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل، لأنه مع تضخم الرحم، تسحب الزائدة الدودية بالقرب من السرة أو الكبد.
وعلى الرغم من أن السمة المميزة المعتادة لالتهاب الزائدة الدودية هي الألم في الربع السفلي الأيمن من البطن، إلا أن الحامل قد تشعر به في مكان أعلى في البطن.
تشمل الأعراض الأخرى المصاحبة لالتهاب الزائدة الدودية هي:
- قلة الشهية
- الغثيان والقيء
- ارتفاع درجة الحرارة
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب على الحامل الاتصال بالطبيب على الفور، إذا كان لدى الحامل أي من هذه الأعراض الآتية:
- ألم في البطن مع أو بدون نزيف قبل 12 أسبوعًا من الحمل.
- نزيف أو تقلصات قوية.
- أكثر من أربع تقلصات فى الساعة لمدة ساعتين.
- ألم شديد في البطن.
- اضطرابات بصرية.
- صداع حاد.
- تورم شديد في اليدين أو الساقين أو الوجه.
- ألم أثناء التبول أو صعوبة في التبول أو دم في البول.
- ارتفاع في درجة الحرارة أو قشعريرة.
