تتعدد أسباب خسارة الحمل وعدم اكتماله، ومن هذه الأسباب قد يكون الحمل العنقودي، الذي يختلف تماماً عن الحمل الطبيعي، أثناء الحمل الطبيعي، تنمو المشيمة داخل الرحم، من أجل تغذية الجنين من خلال الحبل السري، ولكن، مع الحمل العنقودي، تصبح الأنسجة الموجودة في الرحم كتلة أو ورمًا غير طبيعي بدلاً من المشيمة، وفي هذا المقال سنوضح ما هو الحمل العنقودي وما هي أسبابه وعوامل الخطر وما هي أعراضه ومضاعفاته وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.
ما هو الحمل العنقودي؟
يطلق عليه أيضاً اسم الحمل الرحوي، ويعرف هذا النوع من الحمل في الإنجليزية باسم Molar pregnancy، يحدث هذا النوع من الحمل نتيجة خطأ جيني أثناء عملية الإخصاب، ويؤدي إلى نمو أنسجة غير طبيعية داخل الرحم.
وقد تنمو هذه الأنسجة الغير طبيعية بسرعة كبيرة مقارنة بنمو الجنين الطبيعي، تتشكل هذه الأنسجة على شكل مجموعة كبيرة وعشوائية من الخلايا التي تأخذ شكل عنقود العنب.
يوجد نوعان من الحمل العنقودي، وهما “الكامل” و “الجزئي”.
ما الفرق بين الحمل العنقودي الكامل والجزئي؟
يؤدي كل من هذين النوعين إلى نفس النتيجة، لذا فإن أحدهما ليس أفضل أو أسوأ من الآخر.
عموماً، كل منهما يعدان ورم حميد، ولا بسبب أي سرطان.
يحدث الحمل العنقودي الكامل عندما تنمو أنسجة المشيمة فقط في الرحم، مع عدم وجود أي علامة على وجود جنين على الإطلاق.
أما في النوع الجزئي، توجد أنسجة المشيمة وبعض أنسجة الجنين، لكن نسيج الجنين غير مكتمل ولا يمكن أن يتطور إلى طفل.
ما هي أسباب الحمل العنقودي؟
يمكن أن يحدث هذا النوع من الحمل للنساء من جميع الأعراق والأعمار.
فقد يحدث أحيانًا بسبب خلل في الجينات – الحمض النووي -، حيث تحتوي الخلايا البشرية الطبيعية على 23 زوجًا من الكروموسومات، مجموعة واحدة من الأم والأخرى من الأب، وأي خلل في عدد الكروموسومات قد يؤدي إلى الحمل العنقودي.
وتشمل الحالات التي قد تؤدي إلى الخلل في الجينات ما يلي:
- تخصيب البويضة لا تحتوي على كروموسومات بواسطة حيوان منوي، فينتهي الأمر بجينات من الأب، ولكن لا شيء من الأم.
- أو تخصيب البويضة بأكثر من حيوان منوي.
- تخصيب البويضة بحيوان منوي لا يحتوي على كروموسومات.
ما هي عوامل الخطر؟
على الرغم من أن الحمل العنقودي ممكن أي يحدث لأي امرأة، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوثه.
وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- عمر المرأة أقل من 20 عامًا أو أكبر من 35 عامًا.
- إذا تعرضت المرأة للحمل العنقودي في الماضي.
ما هي أعراض الحمل الرحوي؟
قد يبدو الحمل العنقودي وكأنه حملاً طبيعياً في البداية.
ومع ذلك، فمن المحتمل أن تظهر بعض العلامات والأعراض المعينة التي قد تشير إلى أن شيئًا ما مختلف، وتشمل هذه الأعراض والعلامات ما يلي:
- نزيف: قد يكون هناك نزيف لونه يتراوح ما بين الأحمر الفاتح إلى البني الداكن في الأشهر الثلاثة الأولى (حتى 13 أسبوعًا)، وتزداد احتمالية حدوث ذلك في حالة حدوث الحمل العنقودي الكامل، وقد يكون للنزيف تجمعات دموية شبيهة بالعنب.
- الغثيان والقيء الشديد: قد يحدث ذلك بسبب ارتفاع هرمون hCG الذي تفرزه المشيمة، وبما أن هناك المزيد من أنسجة المشيمة في الحمل العنقودي، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من هرمون hcg، مما يؤدي إلى الغثيان والقيء الشديد.
- الشعور بألم وضغط على الحوض: وذلك بسبب نمو الأنسجة في الحمل العنقودي بشكل أسرع مما ينبغي، خاصة في الثلث الثاني من الحمل، فقد تبدو بطن المرأة كبيرة جدًا بالنسبة لتلك المرحلة المبكرة من الحمل، مما قد يسبب الضغط والألم على الحوض.
قد يجد يكون هناك بعض العلامات الأخرى، مثل:
كيف يمكن تشخيص الحمل العنقودي؟
في بعض الأحيان، يمكن تشخيص الحمل الرحوي من خلال إجراء فحص الحمل بالموجات فوق الصوتية المعتادة.
في أوقات أخرى، يطلب الطبيب إجراء تحاليل دم وأشعة إذا كان هناك أعراض قد تكون ناجمة عن الحمل الرحوي.
عادةً ما تُظهر الموجات فوق الصوتية للحمل الرحوي مجموعة من الأنسجة والاوعية الدموية تشبه العنب.
قد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء تصوير آخر – مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية – لتأكيد التشخيص.
قد يكون ارتفاع مستويات هرمون hCG في الدم أيضًا علامة على الحمل العنقودي.
مع الأخذ في الاعتبار أن في بعض حالات الحمل الرحوي، قد لا ترفع مستويات الهرمون الموجهة للغدد التناسلية المشيمية.
وفي حالات أخرى، قد يكون ارتفاع هرمون الحمل أيضًا نتيجة لأسباب أخرى، مثل حمل التوائم.
ويعني ذلك أن الطبيب لا يشخص الحمل العنقودي بناءً على مستويات الهرمون الموجهة للغدد التناسلية المشيمية وحده.
ما هي مضاعفات الحمل الرحوي؟
بعد إزالة الحمل العنقودي، قد يبقى النسيج الرحوي ويستمر في النمو.
وهذا ما يسمى ورم الأرومة الغاذية الحملي المستمر(GTN).
يحدث هذا في حوالي 15٪ إلى 20٪ من حالات الحمل العنقودي الكامل، وما يصل إلى 5٪ من حالات الحمل الرحوي الجزئي.
إحدى علامات GTN المستمرة هي ارتفاع مستوى موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG) – هرمون الحمل – بعد إزالة الحمل العنقودي.
في بعض الحالات، يخترق الورم الطبقة الوسطى من جدار الرحم، مما يسبب نزيفًا مهبليًا.
يمكن دائمًا علاج GTN المستمر بنجاح، غالبًا باستخدام العلاج الكيميائي، أو قد يلجأ الطبيب إلى استئصال الرحم.
نادرًا ما يتطور شكل سرطاني من GTN يُعرف باسم سرطان المشيمة وينتشر إلى أعضاء أخرى.
كيف يمكن علاج الحمل العنقودي؟
لا يمكن أن يستمر الحمل العنقودي كحمل طبيعي لنمو جنين طبيعي.
لذلك، يجب إزالة أنسجة المشيمة الغير طبيعية لمنع حدوث مضاعفات.
يتكون العلاج عادةً من خطوة واحدة أو أكثر من الخطوات التالية:
- التوسيع والكشط: لعلاج الحمل العنقودي، يزيل الطبيب النسيج الرحوي من الرحم من خلال إجراء يسمى التوسيع والكشط، حيث يوسع الطبيب عنق الرحم ثم يزيل أنسجة الرحم باستخدام جهاز شفط.
- استئصال الرحم: نادرًا ما يقوم الطبيب بذلك، إذا كان هناك خطر متزايد من الإصابة بورم ورم الأرومة الغاذية الحملي (GTN) وليس هناك رغبة في الحمل في المستقبل، فقد يقوم الطبيب باستئصال الرحم.
- مراقبة نسبة هرمون hcg: بعد إزالة النسيج الرحوي، يكرر الطبيب قياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) حتى تعود إلى وضعها الطبيعي.
ففي حالة استمرار وجود هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) في دم المرأة، فقد تحتاج إلى علاج إضافي.
وبمجرد اكتمال علاج الحمل العنقودي، قد يستمر الطبيب في مراقبة مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) لدى المرأة لمدة ستة أشهر إلى سنة للتأكد من عدم وجود نسيج رحوي متبقي.
ونظرًا، لأن مستويات HCG أثناء الحمل تزداد أيضًا أثناء الحمل الطبيعي، فقد يوصي الطبيب بالانتظار من ستة إلى 12 شهرًا قبل محاولة الحمل مرة أخرى.
كيف يمكن الوقاية من تكرار الحمل العنقودي؟
يجب على المرأة التي تعرضت إلى الإصابة بالحمل الرحوي، استشارة الطبيب قبل الحمل مرة أخرى.
فقد يوصي بالانتظار لمدة ستة أشهر إلى سنة قبل محاولة الحمل.
فعلى الرغم من أن خطر تكرار هذا النوع من الحمل منخفض، إلا أنه أعلى من خطر النساء اللواتي ليس لديهن تاريخ سابق للحمل العنقودي.