قد يؤدي إهمال علاج مرض السكر إلى زيادة نسبة السكر في الدم، والتي بالتابعية قد تؤدي إلى ظهور كثير من المضاعفات الخطيرة، قد تحدث بعض هذه المضاعفات على المدى القصير، أما الاخرى فهي تحدث على المدى الطويل نتيجة لتلف الأوعية الدموية بسبب زيادة نسبة السكر في الدم، لذلك، سنوضح في هذا المقال مضاعفات مرض السكر قصيرة المدى والأخرى طويلة المدى مع توضيح طرق الوقاية للحد من حدوث هذه المضاعفات.
مضاعفات مرض السكر قصيرة المدى
تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
نقص سكر الدم
يعني ذلك انخفاض نسبة السكر في الدم، حيث يمكن أن يحدث ذلك إذا كان المريض يتناول الأنسولين أو أحد أدوية السلفونيل يوريا.
إذا أكل المريض أقل من المعتاد أو بذل نشاطاً أكثر مع هذه الأدوية، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لنقص السكر في الدم تناول بعض الأدوية، مثل الأسبرين، على سبيل المثال، قد ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم في حالة تناول جرعة تزيد عن 81 مجم.
يجب التعرف على أعراض انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم لأنها من مضاعفات مرض السكر الشائعة، والتي تشمل ما يلي:
- ضربات قلب سريعة
- التعرق
- بياض الجلد
- الشعور بالقلق
- خدر في أصابع اليدين والقدمين والشفتين
- النعاس
- الالتباس
- الصداع
- كلام غير واضح
يمكن علاج الحالات الخفيفة من نقص السكر في الدم عن طريق شرب عصير البرتقال أو تناول أقراص الجلوكوز، حيث يؤدي ذلك إلى رفع مستوى السكر في الدم بسرعة.
لذلك، يجب على مريض داء السكري من النوع 2 الذي يأخذ الأنسولين، أن يحمل معه حلوى مسكرة لتناوله سريعاً في حالة نقص السكر في الدم.
متلازمة فرط الأسمولية اللاكيتونية لفرط سكر الدم
يعد من مضاعفات مرض السكر قصيرة المدى، متلازمة اللاكيتونية لفرط سكر الدم (HHNS)، لكنها من الحالات النادرة جدًا.
ولكن يجب على كل مريض أن يكون على دراية بها ومعرفة كيفية التعامل معها في حالة حدوثها.
HHNS هي حالة تحدث عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم بشكل كبير، وإذا لم تعالج، فقد يؤدي ذلك إلى الوفاة.
عادة، ما يصاب بمتلازمة HHNS كبار السن الذين يعانون من مرض السكري.
فعندما يبدأ مستوى الجلوكوز في الدم في الارتفاع، سيحاول الجسم التخلص من كل الجلوكوز الزائد من خلال التبول المتكرر، مما يؤدي إلى جفاف الجسم والشعور بالعطش.
تتميز متلازمة فرط الأسمولية السكري بارتفاع مستوى السكر المفرط في الدم.
حيث تزيد مستويات السكر في الدم عن 600 ملغ/ديسيلتر، بجانب ارتفاع أسمولالية الدم إلى 320 ميلي أسمول/كجم فأكثر، وفقدان كبير جداً للسوائل من الجسم مع عدم زيادة حموضة الدم كما هو الحال في الحماض الكيتوني.
مضاعفات مرض السكر طويلة المدى
يمكن تجنب مضاعفات السكري طويلة المدى من خلال الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم في نطاق صحي، وذلك عن طريق الالتزام بالدواء وتنظيم الوجبات والنشاط البدني والأدوية.
قد تتطور هذه المضاعفات طويلة المدى على مدار سنوات عديدة وتتعلق جميعها بكيفية تأثير مستويات الجلوكوز في الدم على الأوعية الدموية.
بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم إلى تلف الأوعية الدموية في الجسم، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
وقد يؤدي تلف الأوعية الدموية الدقيقة إلى تلف الأوعية الدموية الكبيرة.
تشمل مضاعفات مرض السكر طويلة المدى ما يلي:
أمراض القلب
تزيد احتمالية تعرض الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 لخطر الإصابة بأمراض القلب، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
لذلك، يساعد الانتباه إلى عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب ومعالجتها في تقليل المخاطر، تشمل عوامل الخطر الرئيسية ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم
- زيادة نسبة الدهون
- الخمول البدني
- عدم تناول نظام غذائي صحي
- التدخين
- زيادة الوزن أو السمنة
- شرب الكثير من الكحول
السكتة الدماغية
تعد السكتة الدماغية من مضاعفات مرض السكر.
فقد يكون الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بمقدار 1.5 مرة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بهذه الحالة، وفقًا لجمعية السكري الأمريكية (ADA).
لذلك، يجب على مرض السكري التعرف على علامات التحذير من السكتة الدماغية، والتي تشمل ما يلي:
- خدر في جانب واحد من الجسم
- الدوخة
- الالتباس
- الصداع
- صعوبة الكلام
- مشاكل في الرؤية
يمكن أن يساعد الالتزام بخطة العلاج التي يحددها الطبيب لمريض السكري من النوع 2 في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ويمكن أيضاً أن يساعد اتباع نظام حياة صحي من ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الطعام الصحي في تقليل الخطر.
أمراض الكلى
قد يكون مرض الكلى من مضاعفات مرض السكر الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
وذلك، بسبب العلاقة بين نسبة السكر في الدم، والتي تسمى أيضًا جلوكوز الدم والكلى.
فعندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة للغاية، تبذل الكلى مجهوداً لتصفية الدم، مما قد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية داخل الكلى.
تشمل أعراض أمراض الكلى ما يلي:
- تراكم السوائل
- الضعف
- الغثيان
- قلة النوم
- صعوبة التركيز
تعد إدارة مستويات السكر في الدم جزءًا أساسيًا من تقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى، كما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الكلى.
تلف العين
تزيد احتمالية تعرض الأشخاص المصابون بداء السكري للإصابة بمضاعفات مرض السكر في العين، مثل الجلوكوما وإعتام عدسة العين.
ومن المضاعفات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على العين اعتلال الشبكية، وهي التي تحدث عندما تتسبب مستويات السكر المرتفعة في الدم في تلف الأوعية الدموية في شبكية العين.
وفي حالة إهمال علاج داء السكري، فإن اعتلال الشبكية في أشد أشكاله يمكن أن يسبب فقدان كامل للرؤية.
مشاكل القدم
يمكن أن يسبب داء السكري من النوع 2 الكثير من مضاعفات مرض السكر التي تؤثر على القدمين.
تحدث معظم مضاعفات مرض السكري المرتبطة بالقدم، بسبب تلف الأعصاب، الذي يعرف باسم بالاعتلال العصبي.
يسبب الاعتلال العصبي الإحساس بعدم الراحة في القدمين، مثل الوخز والحرقان والوخز.
يمكن أن يقلل الاعتلال العصبي أيضًا من قدرة المريض على الشعور بأحاسيس مثل الألم والحرارة والبرودة.
وهذا قد يزيد من خطر تعرض الشخص لإصابات يمكن أن تؤدي إلى الإصابة.
في الحالات المتقدمة، قد يؤدي الاعتلال العصبي إلى تغيير شكل القدمين وأصابع القدمين، مما يتطلب أحذية أو نعلًا خاصًا.
يمكن أن يقلل الحفاظ على مستويات السكر في الدم في نطاق صحي من خطر الإصابة باعتلال الأعصاب.
قد يكون من المفيد أيضًا ممارسة الرياضة بانتظام وارتداء أحذية مريحة.
خزل المعدة
يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بخزل المعدة، الذي قد يؤدي إلى تلف أعصاب المعدة وتوقف المعدة عن العمل بشكل صحيح.
حيث يؤدي ذلك إلى استغراق المعدة وقتًا طويلاً لإفراغ محتوياتها ويجعل من الصعب التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم.
في بعض الأحيان، يمكن أن يساعد تغيير النظام الغذائي وتناول بعض الأدوية في علاج خزل المعدة.
الضعف الجنسي
يزيد مرض السكري من فرصة الإصابة بضعف الانتصاب أو الضعف الجنسي لدى الرجال.
بالنسبة لبعض الرجال، قد يكون اتباع أسلوب حياة أكثر صحة، مثل الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بانتظام وتقليل التوتر، هو كل ما هو مطلوب لحل ضعف الانتصاب.
المشاكل الجلدية
ما يصل إلى ثلث مرضى السكري يعانون من مضاعفات مرض السكر من أمراض جلدية مرتبطة بمرضهم في وقت ما من حياتهم.
توفر المستويات العالية من الجلوكوز في الدم أرضًا خصبة لتكاثر البكتيريا والفطريات ويمكن أن تقلل من قدرة الجسم على شفاء نفسه.
لحسن الحظ، يمكن منع معظم الأمراض الجلدية وعلاجها بنجاح في حالة اكتشافها مبكرًا.
لذلك، على مريض السكري الاعتناء بشكل صحيح بجلده، حيث يمكن أن تتحول حالة الجلد البسيطة إلى مشكلة خطيرة ذات عواقب وخيمة محتملة.
العدوى
يبطئ داء السكري من النوع 2 من قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
حيث يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى ارتفاع مستويات السكر في أنسجة الجسم، وعندما يحدث ذلك، تنمو البكتيريا ويمكن أن تتطور العدوى بسرعة أكبر.
لذا، يعد من مضاعفات مرض السكري تكرار العدوى، وقد تشمل الأماكن الشائعة للإصابة بالعدوى هي ما يلي:
- المثانة
- الكلى
- المهبل
- اللثة
- والقدمين
- الجلد
مشاكل الأسنان
يواجه الأشخاص المصابون بالسكري خطرًا أعلى من المعتاد للإصابة بمشاكل صحية خطيرة في الأسنان والفم.
كلما زادت نسبة السكر في الدم، زادت احتمالية ظهور مضاعفات مرض السكر من مشاكل صحة الفم والأسنان.
وذلك لأن مرض السكري الغير متحكم فيه يضعف خلايا الدم البيضاء، التي تعد خط الدفاع الرئيسي للجسم ضد الالتهابات التي يمكن أن تحدث في الفم.
بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي اللويحات غير المعالجة إلى تسوس الأسنان وأمراض اللثة (التهاب اللثة) والتهاب دواعم الأسنان وفقدان الأسنان.
لذلك، يجب الاحتراس من علامات مشاكل اللثة، بما في ذلك تورم اللثة ونزيفها، سواء كنت مصابًا بداء السكري أم لا.
عموماً، يجب التأكد من تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط والشطف بغسول الفم المطهر يوميًا.
الوقاية من مضاعفات مرض السكر
قد يساعد اتباع بعض العادات الصحية في منع الكثير من مضاعفات السكري، وتشمل هذه العادات ما يلي:
- الحفاظ على نسبة السكر في الدم، فهي أفضل طريقة لتجنب مضاعفات مرض السكري، حيث يجب أن تظل مستويات السكر في الدم في هذه النطاقات الصحية قدر الإمكان:
- بين 70 و 130 مجم / ديسيلتر قبل الوجبات
- أقل من 180 مجم / ديسيلتر بعد ساعتين من بدء الوجبة
- مستوى الهيموجلوبين السكري أو A1C حوالي 7٪
- مراقبة ضغط الدم والكولسترول، حيث يجب الحفاظ على ضغط الدم أقل من 140/90 وإجمالي الكوليسترول عند 200 أو أقل.
- الالتزام بإجراء فحوصات منتظمة، فقد يوصي الطبيب بإجراء تحليل الدم والبول وبعض التحاليل الأخرى لاكتشاف أي مضاعفات لمرض السكر، حيث تُعد هذه التحاليل ذات أهمية خاصة، نظرًا لأن العديد من مضاعفات مرض السكري لا تظهر عليها علامات تحذيرية واضحة.
- الإقلاع عن التدخين.
- حماية العينين، من خلال إجراء فحص عليهما سنوياً.
- فحص القدمين كل يوم، وذلك للبحث عن أي جروح أو قروح أو خدوش أو بثور أو احمرار أو تورم.
- غسل القدمين وتجفيفها بعناية كل يوم، لتجنب جفاف الجلد أو الكعب المتشقق.
- ارتداء حذاء مناسب على الرصيف الحار أو على الشاطئ، كما يجب ارتداء الجوارب والأحذية في الطقس البارد.
- اختبار درجة حرارة ماء الاستحمام قبل الدخول من أجل تجنب حروق القدمين.
- الالتزام بتقليم الأظافر بشكل مستقيم.
- الاهتمام بالجلد، والحفاظ عليه نظيفاً وجافاً.
- استخدام بودرة التلك في الأماكن التي قد تحتك فيها البشرة ببعضها مثل الإبطين.
- عدم الاستحمام بمياه ساخنة جدًا.
- الحفاظ على رطوبة الجلد، من خلال ترطيب الجلد بغسول الجسم واليدين.
- البقاء دافئًا في أشهر الشتاء الباردة.