تعاني الكثير من السيدات من متلازمة تكيس المبايض، وهي اضطراب هرموني يسبب العديد من الأعراض بما في ذلك، عدم انتظام الدورة الشهرية وحب الشباب ونمو الشعر على الوجه والصدر وأجزاء أخرى من الجسم وترقق الشعر وزيادة الوزن، ويمكن أن تؤدي إلى العقم، وعلى الرغم من أن الباحثين لا يعرفون السبب الدقيق لمتلازمة تكيّس المبايض، إلا أنهم يشتبهون في أن تنظيم الهرمونات في الجسم، مثل الأنسولين والتستوستيرون، قد يكون مسؤولاً، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمتلازمة تكيس المبايض، إلا أن العديد من العلاجات الطبية، مثل حبوب منع الحمل، يمكن أن تساعد في إدارة أعراضه، وقد تساعد أيضاً بعض العلاجات الطبيعية في علاج تكيس المبايض.
وفي هذا المقال سنتناول طرق علاج تكيس المبايض من أدوية وعلاجات طبيعية.
ما هو علاج تكيس المبايض؟
يتضمن العلاج ما يلي:
الأدوية
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج أعراض تكيس المبايض، بما في ذلك ما يلي:
أدوية تنظيم الدورة الشهرية
ومنها الآتي:
- حبوب منع الحمل المركبة
هي تلك الحبوب التي تحتوي على كل من هرموني الإستروجين والبروجستين، حيث تعمل هذه الحبوب عن طريق تقليل إنتاج الأندروجين وتنظيم الإستروجين.
يمكن أن يقلل تنظيم الهرمونات من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم ويصحح النزيف الغير طبيعي ونمو الشعر الزائد وحب الشباب.
قد يستخدم البعض الحلقة المهبلية التي تحتوي على مزيج من الاستروجين والبروجستين بدلاً من الحبوب.
- العلاج بالبروجستين
يمكن أن يؤدي تناول البروجستين لمدة 10 إلى 14 يومًا كل شهر إلى شهرين إلى تنظيم الدورة الشهرية والوقاية من سرطان بطانة الرحم.
لا يؤدي العلاج بالبروجستين إلى تحسين مستويات الأندروجين ولن يمنع الحمل.
ولكن، قد تكون الأقراص التي تحتوي على البروجستين فقط أو اللولب الرحمي الذي يحتوي على البروجستين خيارًا أفضل في حالة الرغبة في تجنب الحمل.
أدوية تحفيز التبويض
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتحفيز التبويض أثناء علاج تكيس المبايض، ومنها ما يلي:
- كلوميفين
يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم خلال الجزء الأول من الدورة الشهرية، وهو مضاد للاستروجين.
- ليتروزول (فيمارا)
هو علاج لسرطان الثدي، ولكنه، قد يعمل على تحفيز المبايض.
- ميتفورمين
هو دواء يؤخذ عن طريق الفم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، حيث يعمل على تحسين مقاومة الأنسولين وتقليل مستويات الأنسولين.
قد يوصي الطبيب بتناول الميتفورمين في حالة عدم الحمل بعد تناول الكلوميفين.
وإذا كانت المرأة المصابة بمقدمات مرض السكري، فقد يساعد الميتفورمين على إبطاء تقدم مرض السكري من النوع 2 و إنقاص الوزن.
- الجونادوتروبين
يؤخذ هذا الدواء الهرموني عن طريق الحقن.
أدوية تقليل فرط نمو الشعر
يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لتقليل نمو الشعر الذي يحدث بسبب تكيس المبايض، بما في ذلك ما يلي:
- حبوب منع الحمل
تقلل هذه الحبوب من إنتاج الأندروجين الذي يمكن أن يسبب نموًا مفرطًا للشعر.
سبيرونولاكتون (الداكتون)
يمنع هذا الدواء آثار الأندروجين على الجلد.
يمكن أن يتسبب السبيرونولاكتون في حدوث عيوب خلقية، لذلك يجب استخدام وسائل منع الحمل الفعالة أثناء تناول هذا الدواء.
- الإيفلورنيثين
يمكن أن يبطئ هذا الكريم نمو شعر الوجه عند النساء.
- التحليل الكهربائي
وذلك عن طريق إدخال إبرة صغيرة في كل بصيلة للشعر، حيث ترسل الإبرة نبضة من التيار الكهربائي لإتلاف البصيلة وتدميرها في النهاية.
العلاجات الطبيعية
تشمل هذه العلاجات ما يلي:
خسارة الوزن الزائد
تعد خسارة الوزن الزائد والحفاظ على وزن صحي جزءًا مهمًا من ضمن علاج تكيس المبايض، والسيطرة على أعراضه.
وذلك، لأنه عادةً ما تعاني النساء المصابة بمتلازمة تكيس المبايض وزنًا زائدًا، مما قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب وغيرها من المشكلات المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
وحتى الآن، لا يعرف الأطباء ما إذا كانت متلازمة تكيس المبايض تجعل من الصعب إنقاص الوزن أو ما إذا كانت زيادة الوزن تؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة تكيس المبايض.
في كلتا الحالتين، قد يساعد فقدان 5٪ من وزن الجسم في تخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض.
يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة، مثل تناول نظام غذائي متوازن من الأطعمة الصحية وممارسة المزيد من النشاط البدني في إنقاص الوزن وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات صحية.
تغييرات في النظام الغذائي
يجب تغيير النظام الغذائي عند علاج تكيس المبايض، لأنه عادة، ما تعاني النساء المصابة بمتلازمة تكيس المبايض من نسبة عالية من الأنسولين – الهرمون الذي يستخدمه الجسم لخفض نسبة السكر المرتفعة في الدم -.
إذا كان الجسم يحتوي على مستويات عالية من الأنسولين باستمرار، فقد يتوقف عن الاستجابة للهرمون أيضًا.
ونتيجة لذلك، قد تظل مستويات السكر في الدم مرتفعة، ويعرف ذلك طبياً باسم مقاومة الأنسولين، التي تعد مقدمة لمرض السكري.
تعد مقاومة الأنسولين شائعة جدًا لدى النساء المصابة بمتلازمة تكيس المبايض، ويمكن أن تجعل الحفاظ على وزن صحي أمرًا صعبًا.
ترتفع مستويات الأنسولين والسكر في الدم إلى أعلى مستوى بعد تناول الشخص الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو السكر أو كليهما.
لذلك، يمكن أن يساعد التخلص من الكربوهيدرات البسيطة والسكر من النظام الغذائي على استقرار مستويات السكر في الدم والحفاظ على مستويات الأنسولين منخفضة.
وقد يعني هذا أنه يجب تجنب بعض الأطعمة عند علاج تكيس المبايض بما في ذلك:
- الخبز الأبيض
- المعكرونة البيضاء
- الأرز الأبيض
- الحبوب
- البسكويت
- المشروبات الغازية
- العصائر
على عكس الكربوهيدرات البسيطة، تحتوي الكربوهيدرات المعقدة على الألياف والمواد المغذية الأخرى، كما أنها لا ترفع مستويات السكر في الدم إلى المستوى المرتفع، وتتضمن بعض المصادر الشائعة للكربوهيدرات المعقدة ما يلي:
- الحبوب الكاملة
- الأرز البني
تناول المكملات
قد يساعد تناول بعض المكملات في علاج تكيس المبايض، وذلك لأن هذه المكملات قد تساعد في تنظيم الهرمونات ومقاومة الأنسولين والالتهابات المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض.
ولكن، يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية، لأنه يمكن أن يتداخل بعضها بالفعل مع علاجات وأدوية متلازمة تكيس المبايض الأخرى الموصوفة.
وتتضمن أمثلة المكملات التي يمكن تناولها من أجل علاج تكيس المبايض ما يلي:
- اينوزيتول
لقد وجد أن الاينوزيتول – إحدى فيتامينات ب – يمكن أن يساعد في تحسين مقاومة الأنسولين، كما وجد أنه يساعد في الخصوبة في بعض حالات متلازمة تكيس المبايض.
- الكروم
قد تعمل مكملات الكروم على تحسين مؤشر كتلة الجسم، مما قد يساعد في علاج تكيس المبايض.
بالإضافة إلى أنها قد تعمل أيضًا على استقرار مقاومة الأنسولين من خلال مساعدة الجسم على استقلاب السكر.
- القرفة
تنظم القرفة الدورة الشهرية للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وذلك بفضل تأثيرها القوي على مقاومة الأنسولين.
- الكُركُم
يحتوي الكركم على مادة فعالة تسمى الكركمين، والتي تعمل كمضاد للالتهابات وتقلل من مقاومة الأنسولين.
- الزنك
يعد من فوائد الزنك أنه يعزز الخصوبة وجهاز المناعة، ويمكن أيضاً أن يعمل على تحسين نمو الشعر الزائد والغير مرغوب فيه والثعلبة.
يمكن الحصول على المزيد من الزنك ضمن النظام الغذائي من خلال تناول اللحوم الحمراء والفاصوليا والمأكولات البحرية.
- زيت زهرة الربيع المسائية
استخدم زيت زهرة الربيع المسائية للمساعدة في تخفيف آلام الدورة الشهرية وعدم انتظام الدورة الشهرية.
ولكنه، قد يعمل أيضًا على تحسين مستويات الكوليسترول والإجهاد التأكسدي، وكلاهما مرتبط بـ تكيس المبايض.
- فيتامين د والكالسيوم
يعد نقص فيتامين د أمراً شائعًا عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
قد يعملا كل من فيتامين د والكالسيوم على انتظام الدورة الشهرية الغير منتظمة وتعزيز التبويض.
- زيت كبد الحوت
يحتوي زيت كبد الحوت على فيتامينات أ و د، بالإضافة إلى كميات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
يمكن أن تساعد هذه الأحماض في تحسين انتظام الدورة الشهرية والتخلص من الدهون حول الخصر.
- بربرين
هو عشب استخدم في الطب الصيني للمساعدة في مقاومة الأنسولين.
لذلك، في حالة المعاناة من متلازمة تكيس المبايض، فقد يزيد البربرين من عملية التمثيل الغذائي ويوازن استجابات الغدد الصماء في الجسم.
تناول الأعشاب الطبيعية
عندما لا يتمكن الجسم من تنظيم الأنسولين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الأنسولين في الجسم، ويسبب ذلك ارتفاع في نسبة الهرمونات الذكورية التي تسمى الأندروجينات.
وقد تساعد بعض الأعشاب الطبيعية في موازنة هذه الهرمونات في الجسم، وتخفيف الأعراض الأخرى لمتلازمة تكيس المبايض، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية.
ومن أمثلة هذه الأعشاب الطبيعية التي يمكن تناولها لعلاج تكيس المبايض ما يلي:
- عشبة الماكا
يستخدم نبات الماكا لزيادة الخصوبة والرغبة الجنسية، وقد يساعد في توازن الهرمونات وخفض مستويات الكورتيزول.
وقد يساعد أيضًا في علاج الاكتئاب، والذي يمكن أن يكون أحد أعراض متلازمة تكيس المبايض.
- الاشواغاندا
تسمى الاشواغاندا أيضا “الجينسنج الهندي”، ويمكن أن تساعد الاشواغاندا في تحقيق التوازن بين مستويات هرمون الكورتيزول، مما قد يحسن التوتر وأعراض متلازمة تكيس المبايض.
- الريحان المقدس
تعمل هذه العشبة على علاج الإجهاد الكيميائي والتمثيل الغذائي، ويشار إليها باسم “ملكة الأعشاب”.
يمكن أن يساعد الريحان المقدس في تقليل نسبة السكر في الدم ومنع زيادة الوزن، وخفض مستويات الكورتيزول.
- جذور عرق السوس
تحتوي جذور نبات عرق السوس على مركب يسمى الجليسريزين، والذي له العديد من الخصائص الفريدة.
فهو يعمل كمضاد للالتهابات، ويعمل على المساعدة في استقلاب السكر وتوازن الهرمونات.
- تريبولوس
لقد ثبت أن تريبولوس يساعد في تحفيز الإباضة ودعم الحيض الصحي، وقد يقلل أيضًا من عدد أكياس المبيض.
لذلك، يمكن استخدامه عند علاج تكيس المبايض.
- تشاستيبيري
استخدمت عشبة تشاستيبيري لعدة قرون للمساعدة في حالات الإنجاب، وقد تحسن هذه العشبة بعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
- البروبيوتيك
لا تساعد البروبيوتيك فقط في تحسين صحة الجهاز الهضمي والأمعاء، بل يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في علاج تكيس المبايض.
حيث تعمل البروبيوتيك على تقليل الالتهاب وتنظيم الهرمونات الجنسية مثل الاندروجين والاستروجين.
نصائح لعلاج تكيس المبايض
قد يساعد اتباع بعض الإرشادات في علاج تكيس المبايض، بما في ذلك ما يلي:
- الحفاظ على وزن صحي، للمساعدة في تقليل مقاومة الأنسولين وتنظيم الدورة الشهرية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
- ممارسة التمارين الرياضية، يمكن ممارسة اليوجا أو السباحة وقد يساعد التدريب المتقطع عالي الكثافة والجري لمسافات طويلة أيضًا في تحسين أعراض متلازمة تكيس المبايض.
- الانتظام في النوم، والنوم لمدة 8 ساعات كل يوم، مع تجنب المنشطات والأطعمة الغنية بالدهون قبل النوم.
- الابتعاد عن التوتر، حيث يمكن أن يؤدي تقليل التوتر إلى تنظيم الكورتيزول.
- الحد من مسببات اضطرابات الغدد الصماء أو تجنبها، مثل المواد الكيميائية أو المكونات التي تتداخل مع التفاعلات الهرمونية الطبيعية للجسم أو تمنعها.