كل ماتريد معرفته عن قصور الغدة الدرقية الأسباب والعلاج ؟
مرض قصور الغدة الدرقية يعني أن الغدة الدرقية لم يعد بإمكانها أن تنتج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية Thyroid gland للحفاظ على عمل الجسم بشكل طبيعي. ولكن ما هي الغدة الدرقية؟ ولماذا يحدث قصور الغدة الدرقية؟ وكيف يؤثر عليك وعلى وظائف جسدك؟ وما هي علاماته وأعراضه؟ وهل من السهل علاج تلك الحالة؟
في هذه المقالة نستفيض في الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها لنشرح أكثر ماهية ذلك المرض.
ما هي الغدة الدرقية؟
قبل أن نستفيض فيما يعنيه قصور الغدة الدرقية لنتعرف أولًا على ماهية الغدة الدرقية ودورها في تنظيم العمليات الحيوية بجسم الإنسان. الغدة الدرقية هي غدة صماء على شكل فراشة تقع عادة في الجزء السفلي من الرقبة. تتمثل وظيفة الغدة الدرقية في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية (T4 و T3) ، التي يتم إفرازها في الدم ثم نقلها إلى كل الأنسجة في الجسم. يساعد هرمون الغدة الدرقية الجسم على استخدام الطاقة وبقاء الجسم دافئًا والحفاظ على عمل المخ والقلب والعضلات والأعضاء الأخرى كما ينبغي.
ما الذي يسبب قصور الغدة الدرقية؟
يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب وراء عدم تمكن الخلايا الموجودة في الغدة الدرقية من إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
فيما يلي الأسباب الرئيسية من الأكثر إلى الأقل شيوعًا:
أمراض المناعة الذاتية:
في بعض أجساد الناس، يمكن لجهاز المناعة الذي يحمي الجسم من العدوى الغازية أن يخطئ في فهم خلايا الغدة الدرقية وإنزيماتها ويقوم بمهاجمتها. يحدث ذلك مع خلايا الغدة الدرقية حتى تفسد هي تفسد والأنزيمات المتبقية ولا تكفي لصنع الكمية المناسبة من هرمون الغدة الدرقية. هذا السبب أكثر شيوعا في النساء من الرجال. يمكن أن يبدأ التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي فجأة أو قد يتطور ببطء على مدار سنوات. الأشكال الأكثر شيوعا هي التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو والتهاب الغدة الدرقية الضموري.
الاستئصال الجراحي لجزء من أو كل الغدة الدرقية:
يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من عقيدات الغدة الدرقية أو سرطان الغدة الدرقية أو مرض غريفز إلى إزالة جزء من الغدة الدرقية أو جميعها. إذا تمت إزالة الغدة الدرقية بأكملها، فسيعاني هؤلاء المرضى بالتأكيد من قصور الغدة الدرقية. إذا تم ترك جزء من الغدة، فقد يكون قادرًا على إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية للحفاظ على مستويات الدم طبيعية.
العلاج الإشعاعي:
يتم علاج بعض الأشخاص المصابين بمرض غريفز، أو تضخم الغدة الدرقية العقيدية، أو سرطان الغدة الدرقية باليود المشع (I-131) لغرض تدمير الغدة الدرقية. كما يتم علاج المرضى الذين يعانون من مرض هودجكين أو سرطان الغدد الليمفاوية أو سرطانات الرأس أو الرقبة بالإشعاع. يمكن أن يفقد كل هؤلاء المرضى جزءًا أو كل وظائف الغدة الدرقية لديهم.
قصور الغدة الدرقية الخلقي (قصور الغدة الدرقية الذي يولد به الطفل):
يولد عدد قليل من الأطفال دون الغدة الدرقية، والقليل منهم يولد بجزء من الغدة الدرقية أو كلها في المكان الخطأ.
وفي بعض الأطفال، لا تعمل خلايا الغدة الدرقية أو إنزيماتها بشكل صحيح.
التهاب الغدة الدرقية:
وهو التهاب يصيب الغدة الدرقية، وعادة ما يتسبب في نوبة من مرض مناعي ذاتي أو عدوى فيروسية. التهاب الغدة الدرقية يمكن أن يجعل الغدة الدرقية تفرغ كامل إمداداتها من هرمون الغدة الدرقية المخزنة في الدم في وقت واحد مما يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية لفترة وجيزة؛ ثم تصبح بعدها الغدة الدرقية غير نشطة.
بعض الأدوية:
يمكن للأدوية مثل الأميودارون والليثيوم والإنترفيرون ألفا والإنترلوكين -2 أن تمنع الغدة الدرقية من تكوين هرمونها الطبيعي.
من المرجح أن تؤدي هذه الأدوية إلى قصور الغدة الدرقية لدى المرضى الذين لديهم ميل وراثي لمرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي.
كلًا من معدلات اليود العالية أو القليلة جدًا:
يجب أن تحتوي الغدة الدرقية على اليود لصنع هرمون الغدة الدرقية.
يدخل اليود إلى الجسم عن طريق الطعام وينتقل عبر الدم إلى الغدة الدرقية.
والحفاظ على توازن إنتاج هرمون الغدة الدرقية يتطلب كمية مناسبة من اليود.
لذلك، فتناول الكثير من اليود يمكن أن يسبب أو يزيد من قصور الغدة الدرقية.
ضرر يصيب الغدة النخامية “الغدة الرئيسية”:
ترسل الغدة النخامية إشارات لإخبار الغدة الدرقية عن مقدار الهرمون الذي يجب أن تصنعه.
وعندما تتضرر الغدة النخامية بسبب ورم أو إشعاع أو عملية جراحية، فقد لا تكون قادرة على إعطاء تعليمات إلى الغدة الدرقية.
وقد تتوقف الغدة الدرقية عن إنتاج ما يكفي من الهرمونات.
أعراض وعلامات قصور الغدة الدرقية:
علامات وأعراض قصور الغدة الدرقية تختلف من شخص لآخر، وهذا يتوقف على شدة نقص الهرمون. تميل الأعراض إلى التطور ببطء، وغالبًا ما تحدث على مدار عدة سنوات.
في البداية، قد تلاحظ بصعوبة بعض من أعراض قصور الغدة الدرقية ، مثل التعب وزيادة الوزن.
ولكن مع استمرار عملية الأيض في التباطؤ، فقد تتطور إلى مشاكل أكثر وضوحًا والتي قد تشمل:
- الإعياء.
- زيادة الحساسية للبرد.
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
- زيادة الوزن.
- بدانة الوجه.
- بحة في الصوت.
- ضعف العضلات.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
- آلام العضلات وتصلبها.
- تصلب أو تورم في مفاصلك.
- عدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات.
- الشعر الخفيف.
- تباطؤ معدل ضربات القلب.
- الاكتئاب.
- ضعف الذاكرة.
- تضخم حجم الغدة الدرقية.
كيف يتم علاج قصور الغدة الدرقية ؟
العلاج الهرموني الاستبدالي لهرمون الثيروكسين 4:
لا يمكن علاج قصور الغدة الدرقية. ولكن في كل مريض تقريبًا، يمكن السيطرة على قصور الغدة الدرقية بشكل كامل عن طريق استبدال كمية الهرمون التي لم يعد بإمكان الغدة الدرقية إنتاجها، لإعادة مستويات T4 و TSH إلى المستويات الطبيعية. لذلك، حتى لو لم تنجح الغدة الدرقية لديك في إفراز الهرمون، يمكن لهذا العلاج الاستبدالي استعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية في الجسم وبالتبعية استعادة الوظائف الحيوية.
تحتوي أقراص هرمون الغدة الدرقية الاصطناعية على هرمون يشبه تمامًا T4 الذي تصنعه الغدة الدرقية نفسها.
وبذلك، يمكن علاج جميع مرضى قصور الغدة الدرقية. أما بالنسبة للمرضى القلائل الذين لا يشعرون بأنهم طبيعيون تمامًا أثناء تناول المستحضر الصناعي من T4 وحده، قد تكون إضافة T3 (Cytomel) مفيدة.
المتابعة المستمرة لمرضى قصور الغدة الدرقية:
ستحتاج إلى فحص مستوى هرمون TSH من 6 إلى 10 أسابيع بعد تغيير جرعة هرمون الغدة الدرقية.
وقد تحتاج إلى اختباره أكثر من مرة إذا كنتِ حاملاً أو كنت تتناول دواءًا يتداخل مع قدرة جسمك على استخدام هرمون الغدة الدرقية. الهدف من العلاج هو الحصول على TSH والحفاظ عليه في المعدل الطبيعي. يجب على الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية الحصول على جميع علاجاتهم اليومية والتحقق من مستويات TSH لديهم أثناء نموهم، لمنع حدوث التخلف العقلي وتوقف النمو. بمجرد أن تستقر إلى جرعة هرمون الغدة الدرقية المناسبة، يمكنك العودة لاختبارات TSH مرة واحدة في السنة.
أنت بحاجة إلى العودة إلى طبيبك سريعاً إذا كان أي مما يلي ينطبق عليك:
- إذا شعرت بعودة الأعراض إليك.
- إذا كنت ترغب في تغيير جرعة هرمون الغدة الدرقية أو العلامة التجارية الخاصة بك، أو تغيير عادات تناول حبوبك مع أو بدون طعام.
- تغير الوزن بمقدار 10 كيلوجرام للزيادة أو النقص.
- إذا كان عليك أن تبدأ أو تتوقف عن تناول دواء يمكن أن يتداخل مع امتصاص هرمون الغدة الدرقية (مثل بعض مضادات الحموضة ومكملات الكالسيوم وأقراص الحديد)، أو يمكنك تغيير جرعتك من هذا الدواء. تؤثر الأدوية التي تحتوي على الإستروجين أيضًا على جرعات هرمون الغدة الدرقية، لذلك فإن أي تغيير في هذا الدواء يجب أن يدفع إلى إعادة تقييم جرعة هرمون الغدة الدرقية التي تتناولها.
- إذا فاتتك بعض الجرعات من حبوب هرمون الغدة الدرقية. عندها أخبر طبيبك بصراحة كم عدد الحبوب التي فاتتك.
- إذا كنت ترغب في محاولة وقف علاج هرمون الغدة الدرقية، وذلك إذا كنت تعتقد أنك بصحة جيدة بما يكفي لعدم الحاجة إلى علاج هرمون الغدة الدرقية، فجرّب ذلك فقط تحت إشراف طبيبك المباشر. وبدلاً من إيقاف الحبوب تمامًا، يمكنك أن تطلب من طبيبك محاولة خفض الجرعة. وفي حالة ارتفاع TSH مرة أخرى، ستعرف أنك بحاجة إلى مواصلة العلاج.
قد يبدو مرض قصور الغدة الدرقية مرضًا مقلقًا في البداية، ولكن على الرغم من تأثير هرمون الغدة الدرقية على الكثير من وظائف الجسد، فإنه مرض يمكن السيطرة عليه بسهولة. فقط عليك الالتزام بتعليمات طبيبك والالتزام بأخذ الجراعات المناسبة، ومتابعة حالتك باستمرار.