سرطان المرارة: الأسباب والأعراض
يعد سرطان المرارة من أقل أنواع السرطان شيوعاً في الولايات المتحدة؛ فمن ضمن 100.000 شخص يؤثر سرطان المرارة على شخصين فقط في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من ذلك فإنه شائع بشكل خاص في بعض الدول مثل أمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية، ووسط وشرق أوروبا، واليابان، وشمال الهند؛ وبالمثل فهو شائع الحدوث في بعض السلالات مثل الهنود الحمر الأمريكيين اللاتينيين.
ويعتقد أن سبب الإصابة بسرطان المرارة هو تراكم الحصوات في المرارة، والتي تعد أيضا السبب في حدوث حالة مرضية أخرى تُسمي المرارة الخزفية.
وأشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من المرارة الخزفية لديهم مخاطر عالية للإصابة بسرطان المرارة.
وعادة ما يصعب التعرف على هذا النوع من السرطان في مراحله الأولية.
وذلك لأنه عادة لا يكون مصحوب بأي أعراض
ويتم التعرف عليه بعد ظهور بعض المضاعفات على الشخص المريض مثل آلام البطن واليرقان والقيء،
وربما يتأخر اكتشافه حتى ينتقل إلى أعضاء أخرى من الجسم مثل الكبد.
ما هي أعراض الإصابة بسرطان المرارة؟
فى بعض الأحيان قد يعاني الأشخاص المصابون بسرطان المرارة من بعض الأعراض وفي أحيان أخرى لا يعاني الأشخاص المصابون بسرطان المرارة من أي أعراض.
وقد يكون سبب الأعراض الإصابة ببعض الأمراض الأخرى غير سرطان المرارة مثل فيروس المعدة
وذلك لأن أعراضه مشابهة بشكل كبير مع أعراض سرطان المرارة.
وعادةً لا تظهر الأعراض المميزة لسرطان المرارة حتى يتطور المرض بشكل كبير وخاصة عندما ينتقل إلى الأعضاء المجاورة والعقد الليمفاوية أو ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وتشمل أعراض ذلك:
- ألم في البطن، عادة في الجزء العلوي الأيمن منها
- اليرقان “الصفراء” بسبب ارتفاع مستويات البيليروبين بسبب انسداد القنوات الصفراوية
- ظهور بعض الكتل الصلبة فى البطن، والتي تحدث عندما تتوسع المرارة بسبب انسداد القنوات الصفراوية، أو عندما ينتشر السرطان إلى الكبد، وتظهر بشكل خاص في الجزء العلوي الأيمن من البطن
- غثيان
- القيئ المتكرر
- فقدان الوزن
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
- انتفاخ البطن
- البول الداكن
ماهي أسباب الإصابة بسرطان المرارة؟
لايعلم الأطباء حتى الآن ما الذي يسبب سرطان المرارة تحديدا.
إلا أن الأمر الذي لا شبهة فيه أنه يحدث مثل كل أنواع السرطانات الأخرى.
وذلك بسبب حدوث خطأ في بعض الجينات والذي يعرف باسم الطفرة.
ونتيجة لذلك تنمو خلايا المرارة بشكل غير طبيعي وغير منضبط، و بسرعة أكبر من المعتاد مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تشكلها على هيئة كتلة صلبة أو ورم.
ماهي عوامل الخطر المرتبطة بسرطان المرارة؟
هناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان المرارة، ومعظمها مرتبط بالتهاب المرارة على المدى الطويل، ومن الضروري أن ننوه أن وجود بعض هذه العوامل لدى بعض الأشخاص،
لا يعنى بالضرورة أن الشخص سيصاب بسرطان المرارة، و هذا يعني فقط أن فرصته في الإصابة بها قد تكون أعلى من أي شخص آخر
ومن هذه العوامل:
حصوات المرارة
حصوات المرارة هي قطع صغيرة من مادة صلبة تتشكل في المرارة عندما تحتوي الصفراء على الكثير من الكوليسترول أو البيليروبين –
وهي صبغة تتشكل عندما تتكسر خلايا الدم الحمراء-،
وعندما تسد الحصوات المرارية ممر القنوات الصفراوية خارج المرارة أو في الكبد، فإن ذلك يؤدى إلى التهاب المرارة.
و قد يصبح التهاب المرارة مشكلة حادة أومزمنة طويلة الأجل
ويمكن في نهاية المطاف أن يؤدى إلى الإصابة بسرطان المرارة،
ويعد الالتهاب المزمن الناجم عن التهاب المرارة هو أكبر عامل خطر لسرطان المرارة.
المرارة الخزفية
المرارة الخزفية هي حالة مرضية تبدو فيها المرارة بيضاء اللون مثل البورسلين وذلك لأنها تحدث عند ترسيب الكالسيوم في جدرانها.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لحدوثها غير واضح إلا أنه يُعتقد أنها ناتجة عن حصوات المرارة المفرطة.
وكما هو الحال مع مرض حصوات المرارة بشكل عام تحدث هذه الحالة في الغالب عند النساء، خاصة النساء اللائي يعانين من الوزن الزائد في منتصف العمر
كما أنها شائعة الحدوث بعد الإصابة بالتهاب المرارة المزمن.
و في عام 2001 قام بعض العلماء بإجراء دراستين على بعض المرضى، لتوضيح العلاقة بين المرارة الخزفية، و سرطان المرارة، وشملت الدراسة الأولى 10،741 عملية استئصال المرارة، ووُجد أن 88 مريضًا كانوا يعانون من سرطان المرارة لم يصابوا بالمرارة الخزفية، بينما لم يكن لدى مرضى المرارة الخزفية البالغ عددهم 510 شخص سرطان المرارة.
وشملت الدراسة الثانية 25900 عينة من المرارة، وأشارات إلى أن 150 مريض مصاب بالسرطان و 44 مريض يعانون من المرارة الخزفية، و أظهرت أيضا أن مجموعة معينة حوالى 7 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من المرارة الخزفية خاصة المرارة الخزفية الناتجة عن ترسب الكالسيوم فى الغشاء المخاطي الانتقائي يعانون من سرطان المرارة، وفى دراسة أخرى أجريت سنة 2013 شملت 340 مريضاً يعانون من المرارة الخزفي، أظهرت أن حوالي 21٪ من المرضى يعانون من سرطان المرارة
ومن العوامل الأخرى المرتبطة بخطر الإصابة بسرطان المرارة:
- أورام المرارة الحميدة: تشير بعض الدراسات أن حوالي 5 % من الأشخاص الذين يعانون من الأورام الحميدة فى المرارة، من الممكن أن يصابوا بسرطان المرارة
- الجنس: وفقًا لـ ACS، فإن النساء تصاب بسرطان المرارة بمعدل يصل إلى أربع مرات أكثر من الرجال.
- العمر: على الرغم من أن سرطان المرارة من الممكن أن يحدث فى أى مرحلة عمرية، ألا أنه شائع بشكل عام فى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
- مشاكل القناة الصفراوية: من الممكن أن تؤدى بعض المشاكل فى القنوات الصفراوية، والتي تمنع تدفق الصفراء إلى عودة الصفراء مرة أخرى إلى المرارة، ومع الوقت يمكن أن يؤدى ذلك إلى حدوث الالتهابات المرارة، والذى بدوره يزيد من خطر الإصابة بسرطان المرارة.
كيف يتم تشخيص سرطان المرارة؟
عادة لا يتم اكتشاف سرطان المرارة في مرحلة مبكرة؛ وذلك لأنه عادة ما لا يكون مصحوبا بأي أعراض.
لذلك، يمكن أن يكون من الصعب اكتشاف سرطان المرارة أثناء الفحوصات البدنية الروتينية.
وفي بعض الأحيان، يتم اكتشاف سرطان المرارة بالصدفة، بعد إزالة المرارة لسبب آخر، مثل حصى المرارة أو التهاب المرارة الحاد
وهناك العديد من الاختبارات التي يلجأ إليها الأطباء لتسخيص سرطان المرارة
ومنها:
● تحاليل الدم
تساهم اختبارات الدم بشكل كبير في تشخيص سرطان المرارة.
وذلك لأن اختبارات وظائف الكبد تُظهر مدى كفاءة القنوات المرارية، والقنوات الكبدية الصفراوية.
كما تعطي أدلة حول أسباب ظهور مثل هذه الأعراض على المريض.
● الموجات فوق الصوتية (Ultra Sounds)
توفر الموجات الفوق صوتية صور لكلا من المرارة والكبد، والذي بدوره يساهم فى معرفة وجود أي كتل سرطانية غريبة أم لا
● الأشعة المقطعية (C.T)
تُظهر الأشعة المقطعية صورا لكلا من المرارة والأعضاء المحيطة كما هو الحال بالنسبة للموجات الفوق صوتية، ولكن بصورة أوضح من تلك التي تصنعها الأشعة السينية (X rays )
● التصوير بالرنين المغناطيسي
يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي فى تشخيص سرطان المرارة.
وذلك لأنه يظهر تفاصيل أكبر للمرارة مقارنة مع غيره من الفحوصات الأخرى.
● تصوير الأقنية الصفراوية عن طريق الجلد (PTC)
يستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية فى تصوير المرارة، وذلك بعد حقن المريض بصبغة معينة والتي تظهر ما إذا كان هناك انسداد في القنوات الصفراوية أو الكبد، أم لا.
● فحص المرارة بالمنظار (ERCP)
في هذا الاختبار يتم إدخال أنبوب به كاميرا
يُعرف بالمنظار الداخلي من خلال الفم حتى يصل إلى الأمعاء الدقيقة.
ثم يقوم الطبيب بحقن المريض بصبغة معينة من خلال أنبوب صغير يوضع في القناة الصفراوية
ويتم استخدام الأشعة السينية لتصوير قنوات المرارة المشبعة بالصبغة المضيئة لمعرفة ما إذا كان هناك أي قنوات صفراوية مسدودة أم لا.
● الخزعة (Biopsy)
إذا شك الطبيب بنسبة كبيرة فى احتمالية إصابة المريض بسرطان المرارة فسوف يقوم بأخذ عينة من المرارة وإرسالها إلى المختبر لمعرفة ما إذا كانت تحتوى على اى خلايا سرطانية أم لا.
ما هي مراحل سرطان المرارة ؟
تساعد معرفة مرحلة السرطان في تحديد أفضل الطرق للعلاج.
وتم تقسيم سرطان المرارة إلى خمسة مراحل بناءً على مدى تطور السرطان إلى جدار المرارة وما مدى انتشاره.
ويتم ذلك باستخدام نظام التدريج التابع للجنة الأمريكية المشتركة لمكافحة السرطان TNM.
ويمتد هذا التدريج من 0 إلى 4، المرحلة 0 تعني أن الخلايا الغير الطبيعية التى توجد فى المرارة، ولم تنتشر من مكانها، حيث تشكلت لأول مرة.
ويسمى السرطان فى هذة المرحلة بالسرطان في الموقع،
أما بالنسبة للأورام الكبيرة التي توجد فى المرارة وتنتشر إلى الأعضاء المجاورة أو إلى أجزاء بعيدة من الجسم فتشمل المرحلة 4.
ويمكن تصنيف سرطان المرارة أيضا من خلال
TNM الذي يقدم مزيدًا من المعلومات حول انتشار السرطان كالتالى:
إذا أخذ الورم حرف T، فإن هذا يشير إلى نمو السرطان إلى جدار المرارة.
وإذا أخذ حرف N مما يعني انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة من المرارة.
وإذا أخذ الورم حرف M، مما يشير إلى انتشاره إلى أجزاء بعيدة من الجسم.
كيف يتم علاج سرطان المرارة؟
إذا تم اكتشاف سرطان المرارة مبكرًا، قبل أن ينتشر إلى الأعضاء المجاورة وأجزاء أخرى من الجسم كالغدد الليمفاوية القريبة منه فيمكن علاجه بسهولة من خلال استئصال المرارة.
ولسوء الحظ، تُظهر إحصائيات ACS أن شخصًا واحدًا من بين كل 5 أشخاص مصابون بسرطان المرارة يتم تشخيصهم قبل انتشار السرطان إلى أماكن أخرى من الجسم.
وتشمل الخيارات المتاحة لعلاج سرطان المرارة مايلي:
● الجراحة
يقوم الجراح بإزالة الورم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة أثناء العملية.
وفيما يلي أنواع العمليات الجراحية المستخدمة في علاج سرطان المرارة:
● استئصال المرارة (Cholecystectomy)
يُطلق على هذه الجراحة اسم استئصال المرارة البسيط.
ويشمل هذا الإجراء إزالة المرارة، مع نحو 1 بوصة أو أكثر من أنسجة الكبد الموجودة بجانب المرارة وجميع العقد اللمفاوية في المنطقة.
● استئصال المرارة الجذري (Radical gallbladder resection)
يتضمن هذا الإجراء إزالة المرارة، والقناة الصفراوية المشتركة بالإضافة إلى جزء من أو كل الأربطة بين الكبد والأمعاء، والعقد الليمفاوية حول البنكرياس والأوعية الدموية القريبة.
● الجراحة الملطفة (Palliative surgery)
قد يساعد هذا النوع من الجراحة في بعض الأحيان على تخفيف الأعراض الناجمة عن سرطان المرارة، حتى عندما يتم إزالة الورم بالكامل على سبيل المثال، قد تخفف بعض أنواع هذه الجراحات انسداد القنوات الصفراوية أو الأمعاء
● العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي هو أشعة سينية عالية الطاقة تستخدم لتدمير الخلايا السرطانية.
ويُطلق على النوع الأكثر شيوعًا من العلاج الإشعاعي لسرطان المرارة العلاج الإشعاعي الخارجي.
ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية.
وفي بعض الحالات، يتم إعطاء العلاج الإشعاعي أثناء الجراحة لاستهداف منطقة الورم مباشرة وحماية الأعضاء الصحية من آثار العلاج الإشعاعي التقليدي يسمى هذا الإجراء العلاج الإشعاعي أثناء العملية ( IORT).
والجدير بالذكر أن العلاج الإشعاعي لا يستخدم دائمًا لعلاج سرطان المرارة؛ نظراً لأنه عادة ما يكون مصحوب ببعض الآثار الجانبية
● العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو استخدام العقاقير الطبية؛ لتدمير الخلايا السرطانية عن طريق منع الخلايا السرطانية من النمو والانقسام بسرعة متزايدة.
ويجب أن يعطى العلاج الكيميائي بعد الجراحة مباشرة؛ لمنع نمو الورم من جديد.
وتوصي ASCO بالكابيتابين (Xeloda) لمدة 6 أشهر بعد الجراحة.
ومن الأدوية الأخرى التي تستخدم عادة لعلاج سرطان المرارة:
- جيمسيتابين (جيمزار)
- فلورويوراسيل (5-فو)
- سيسبلاتين (بلاتينول)
كيفية الوقاية من الإصابة بسرطان المرارة ؟
على الرغم من أن معظم عوامل الخطر، مثل العمر والجنس، والتى تساهم فى زيادة فرصة الإصابة بسرطان المرارة، لا يمكن تغييرها، إلا أنه هناك بعض العادات التى يمكن أن تحد من فرصة الإصابة بسرطان المرارة
ومنها:
1. الحفاظ على وزن صحي
يعد الحفاظ على وزن صحي من أحد الطرق الرئيسية للحد من مخاطر الإصابة بأنواع كثيرة من السرطان، بما في ذلك سرطان المرارة.
2. تناول نظام غذائي صحي
يمكن أن يساعد تناول النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات في تعزيز الجهاز المناعي، كما يمكن أن يساعد أيضا فى الحماية من الإصابة من بعض الأمراض بما في ذلك سرطان المرارة.
3. ممارسة الرياضة
تساهم التمارين الرياضية الدورية بشكل كبير فى الوصول إلى وزن صحي، بالإضافة إلى تقوية الجهاز المناعي، والذي بدوره يمكن أن يقلل من فرصة الإصابة بسرطان المرارة.