سرطان المبيض: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

يعد المبيض  غدة تناسلية لا قنوية بحجم حبة اللوز، يوجد على جانبي الرحم على أسفل البطن وهو المسؤول عن إفراز الهرمونات التناسلية الأنثوية مثل هرمون الاستروجين والبروجستيرون، والتي تنظم دورة الحيض وتتحكم في تطور الأعضاء الجنسية، ومن بين أنواع سرطان الجهاز التناسلي المختلفة يعد سرطان المبيض السبب الرئيسي للوفاة بين النساء، وقد يحدث سرطان المبايض عندما تبدأ بعض خلاياه في التكاثر خارج نطاق السيطرة وبسرعة.

ويعد سرطان المبايض من أنواع السرطان التي يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من جسم وذلك عند إهمال علاجه،ففي عام 2017 تم تشخيص أكثر من 22000 امرأة في الولايات المتحدة بسرطان المبايض.

ما هي اعراض سرطان المبيض؟

في معظم الحالات المصابة بسرطان المبايض عادة ما لا يتم التشخيص مبكرا حتى يتقدم السرطان إلى مرحلة متقدمة.

فطبقا لجمعية السرطان الأمريكية يتم تشخيص نحو 20 % فقط من الحالات في مرحلة مبكرة وذلك لعدم ظهور أعراض سرطان المبيض في المراحل المبكرة من المرض.

كما أنها من الممكن أن تحاكي بعض المشكلات الشائعة في المعدة والجهاز الهضمي.

وتظهر أعراض سرطان المبايض بمجرد انتشار السرطان خارج المبيض وبالأخص إلى الغدد الليمفاوية أو الطحال أو السائل المحيط بالرئتين أو الأمعاء أو المخ.

ومن الأعراض الأولية المصاحبة لسرطان المبايض:-

• انتفاخ البطن والألم.
• الامتلاء غير طبيعي بعد الأكل.
• زيادة عدد مرات التبول.
• عسر الهضم.
• حرقة في المعدة.
• الإمساك.
• ألم في الظهر.
• اضطرابات الحيض.
• ألم أثناء الجماع.

ما هي أنواع سرطان المبيض؟

على الرغم من أن سرطان المبايض يمكن أن يُصنف إلى أكثر من 30 نوعًا مختلفًا إلا أن معظمها يتم تحديده بناءً على اسم الخلية التي نشأ فيها السرطان.

وتشمل الأنواع الرئيسية لسرطان المبيض:-

1. سرطان النسيج الطلائي، الذي يشكل الطبقة الخارجية للمبيض. 
2. النوع الثاني هو سرطان الخلايا الجرثومية، التي تشكل البيض. 
3. سرطان الخلايا اللحمية التي تنتج وتفرز الهرمونات.

• سرطان النسيج الطلائي Ovarian epithelial cancer

على الرغم من أن معظم أورام النسيج الطلائي للمبيض من النوع الحميد إلا أنها من الممكن أن تتحول إلى سرطان.

وفى حقيقة الأمر يمثل سرطان النسيج الطلائي للمبيض نحو 85 % إلى 90 % من سرطان المبايض.

وعادة ما يؤثر هذا النوع من سرطان المبايض على  النساء الأصغر سنا كما أنه عادة ما لا ينتشر خارج المبيض.

وفي الغالب سرعان ما يستجيب هذا النوع بشكل جيد للعلاج.

• أورام الخلايا الجرثومية Germ cell tumors

 يتشكل هذا النوع من سرطان المبايض إما في الخلايا الجرثومية أو الخلايا المنتجة للبويضات.

ويشكل هذا النوع أقل من 2 % من سرطانات المبيض وتعتبر  النساء في العشرينات من العمر أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من سرطان المبايض.

• أورام الحبل اللحمي الجنسي Sex cord-stromal tumors

يعد هذا النوع من الأنواع النادرة من سرطان المبيض حيث يشكل نحو 1 % من سرطان المبيض ويتطور فى خلايا الأنسجة السدى التي تنتج هرمونات الإناث الاستروجين والبروجستيرون.

لأن الأورام اللحمية في الحبل الجنسي تؤدي إلى زيادة فى إفراز هرمون الإستروجين، فإنها غالباً ما تسبب نزيفًا مهبليًا غير طبيعي.

ما هي أنواع سرطان المبيض الأقل شيوعا ؟

هناك بعض الأنواع النادرة من سرطان المبيض التى تحدث بشكل نادر جدا ومنها:

• ساركوما المبيض

 على عكس الأنواع الأخرى من سرطان المبيض تتطور أورام ساركوما المبيض في الأنسجة الضامة التى تبطن خلايا المبيض، ومن أهم أنواعه:

•  ساركوما سرطانية carcino sarcoma
• سرطانات غدية adeno sarcoma

• أورام كروكنبيرغ Krukenberg

يحدث هذا النوع من سرطان المبيض عندما ينتقل السرطان من أعضاء أخرى إلى المبايض.

وعادة يكون مصدر تلك الخلايا السرطانية هو الجهاز الهضمي. 

• سرطان المبيض المتكرر  Recurrent ovarian cancer

يحدث سرطان المبايض المتكرر أو الراجع، عندما تعاود الخلايا السرطانية النمو مرة أخرى بعد الانتهاء من علاجات السرطان مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي لفترة من الزمن.

وقد يعود سرطان المبايض المتكرر في مكانه الأصلي أو قد يوجد في مكان آخر في الجسم.

ويحدث هذا  النوع عادة عندما ينجو عدد صغير من الخلايا السرطانية من عملية العلاج ولكن لا يتم اكتشافها في الاختبارات.

كيف يتم تشخيص سرطان المبيض؟

 يستخدم الأطباء مجموعة متنوعة من الاختبارات لتشخيص سرطان المبيض وتحديد نوع ومرحلة السرطان بما في ذلك:

• فحوصات التصوير

قد تشمل فحوصات التصوير لسرطان المبيض:

• الأشعة المقطعية (C.T)

 فى بعض الحالات، بعد إجراء الفحص البدني يلجأ الأطباء إلى إجراء الفحص بالأشعة المقطعية لتحديد مكان الورم قبل الجراحة.

كما قد يستخدم الأطباء أيضًا التصوير المقطعي المحوسب لتحديد حجم الورم، وما هي الأعضاء الأخرى التي من الممكن أن تكون تأثرت بسرطان المبيض، وكذلك لملاحظة ما إذا كان هناك تضخم فى  الغدد الليمفاوية أم لا.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

غالبًا ما يتم دمج التصوير بالرنين المغناطيسي مع اختبارات أخرى كجزء من عملية التقييم التشخيصي.

كما يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسى فى تشخيص سرطان المبيض بدرجة أكبر من التصوير المقطعي خاصة عندما ينتقل الورم من المبيض إلى أعضاء أخرى من الجسم؛ وذلك لأنه لديه تباين  للأنسجة اللينة مما يجعلها مفيدة في الكشف عن الأورام فى مناطق أخرى من الجسم، مثل الرأس.

• فحص PET / CT

 تستخدم هذه التقنية أحيانًا للمساعدة في تشخيص سرطان المبايض أو قناة فالوب أو السرطان البريتوني.

ويعتمد هذا الفحص على قدرة الورم على استخدام الجلوكوز.

حيث تستخدم الخلايا الأسرع نموًا المزيد من السكر مما يجعلها تظهر بشكل أكثر وضوحا على فحص PET / CT، مما يساعد فى  تشخيص سرطان المبيض قبل اكتشافه بوسائل أخرى.

• الموجات فوق الصوتية (Ultra Sounds)

تستخدم هذه التقنية الموجات فوق الصوتية لإنشاء صورة للأعضاء الداخلية بما في ذلك المبايض والرحم وعنق الرحم.

ويعتمد هذا الفحص، على أن الموجات فوق الصوتية التي ترتد من الأنسجة السرطانية تختلف عن تلك التي ترتد من الأنسجة السليمة.

قد يسمح ذلك للموجات فوق الصوتية بالتمييز بين الأنسجة الطبيعية وبعض الأورام.

كما يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل لقياس تدفق الدم المتزايد إلى المبايض، والذي قد يكون بمثابة مؤشر آخر على وجود الأنسجة السرطانية فى الرحم.

• فحوصات مخبرية (Lab tests)

تشمل الفحوصات المخبرية التي تستخدم  لتشخيص سرطان المبيض ما يلي:-

• الاختبارات الجينية المتقدمة Advanced Genomic Tests

يُستخدم هذا الفحص للبحث عن أي تغييرات للحمض النووي التي قد تؤدي إلى نمو السرطان من خلال تحديد الطفرات التي تحدث في جينوم الخلية السرطانية والذي يساهم فى فهم سلوك الورم بشكل أفضل.

كما قد يساهم فى اختيار أفضل الطرق للعلاج.

• اختبار CA-125 

في هذا الاختبار يتم قياس نسبة بروتين معين موجود في الدم.

وقد تشير الكميات الكبيرة من CA-125 إلى سرطان المبايض أو قناة فالوب أو سرطان الصفاق.

وقد يشير CA-125 إلى بعض الحالات الأقل خطورة، مثل التهاب بطانة الرحم.

وعادة ما يُستخدم هذا الاختبار غالبًا مع طرق تشخيص أخرى.

كما يتم أيضًا مراقبة مستويات CA-125 أثناء علاج السرطان، وذلك لأن انخفاض مستويات CA-125 المرتفعة في الدم دليل هام جدا على استجابة مريض سرطان المبايض للعلاج. 

• فحص الحوض

يعد فحص الحوض عادةً من الخطوات الأولى لتقييم المريض المصاب بتشخيص معروف أو مشتبه به لسرطان المبايض.

وأثناء فحص الحوض، سيقوم الطبيب بفحص منطقة البطن والحوض يدويًا بحثًا عن أي تكتلات.

وعلى الرغم من أن فحوصات الحوض قد تكون مفيدة إلا أنه من الصعب اكتشاف أورام المبيض المبكرة دون استخدام أدوات تشخيصية أخرى.

هل السونار يكشف سرطان المبيض؟

يتساءل البعض إذا كان يمكن الكشف عن سرطان المبايض بالسونار.

نعم، بالفعل يمكن للسونار الذي يعرف باسم الموجات فوق الصوتية في الكشف عن وجود تكتلات غير طبيعية في المبايض، وبعد رؤية هذه التكتلات، قد يشك الطبيب في الإصابة بسرطان المبيض.

لذلك، قد يأخذ الطبيب خزعة من المبايض، لمعرفة ما إذا كانت هذه التكتلات سرطان أم لا.

إذا يعد السونار هو أول اختبار يجريه الطبيب في حالة الشك في وجود مشكلة في المبيض.

ما هي مراحل سرطان المبيض؟

يتم تحديد مراحل سرطان المبايض بناءً على مدى انتشار السرطان، وقد تم تقسيم سرطان المبايض إلى أربع مراحل.

ولكل مرحلة مراحل فرعية كالتالي:

• المرحلة الأولى 

تشمل المرحلة الأولى من سرطان المبايض ثلاث مراحل فرعية كالتالي:-

1.  أ: يقتصر السرطان على مبيض واحد فقط.
2.  ب:  في هذه المرحلة يؤثر السرطان على كلا المبيضين.
3.  ج:  يؤثر السرطان على المبيضين، بالإضافة، إلي انتقال الخلايا السرطانية إلى خارج المبيض.

• المرحلة الثانية

في هذة المرحلة تنتشر الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من الحوض، والتي يمكن أن تشمل مرحلتين فرعيتين كالتالي:-

1. المرحلة2 أ: انتشر السرطان إلى الرحم أو قناة فالوب.
2. المرحلة2 ب: انتشار السرطان إلى المثانة أو المستقيم.

• المرحلة الثالثة

 تمثل المرحلة الثالثة من سرطان المبايض ثلاث مراحل فرعية كالتالي

• المرحلة 3 أ

تمثل هذه المرحلة سرطان المبايض الذي انتشر خارج الحوض إلى الغشاء المبطن للبطن والغدد الليمفاوية التي توجد بداخلها.

• المرحلة 3 ب

تمثل هذة المرحلة سرطان المبايض الذي انتشر خارج الطحال أو الكبد.

• المرحلة 3 ج

فى هذة المرحلة تظهر أورام السرطان على الأقل على حوالى  3/4 بوصة على الغشاء المبطن للبطن أو خارج الطحال أو الكبد، ومع ذلك، فإن السرطان لم يصل بعد إلى داخل الطحال أو الكبد.

• المرحلة الرابعة

تشمل المرحلة الرابعة من سرطان المبايض، السرطان الذي انتشر وراء الحوض والبطن والغدد الليمفاوية ليصل إلى الكبد أو الرئتين، وتشمل هذة المرحلة مرحلتين فرعيتين وهما:-

• المرحلة 4 أ 

والتى تدل على سرطان المبايض الذي وصل إلى السائل المحيط بالرئتين.

• المرحلة 4 ب 

تعدرهذه المرحلة هي المرحلة الأكثر تقدمًا من سرطان المبايض، والتي تشمل سرطان المبايض الذي وصلت خلاياه السرطانية إلى داخل الطحال أوالكبد أوحتى أعضاء أخرى بعيدة مثل الجلد أو الدماغ.

كم يعيش مريض سرطان المبيض؟

تعتمد إحصائيات البقاء على قيد الحياة على المرحلة التي اكتشف فيها المرض، كالآتي:

المرحلة 1

ما يقرب من 95 امرأة من أصل 100 (حوالي 95٪) ستنجو من السرطان لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد التشخيص.

 الثانية

ما يقرب من 70 من كل 100 امرأة (ما يقرب من 70٪) ستنجو من السرطان لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد التشخيص.

المرحلة 3

ستنجو أكثر من 25 امرأة من أصل 100 (أكثر من 25٪) من السرطان لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد التشخيص.

المرحلة الرابعة

ما يقرب من 15 من كل 100 امرأة (ما يقرب من 15٪) ستنجو من السرطان لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد التشخيص.

كيف يتم علاج سرطان المبيض؟

يعتمد علاج سرطان المبيض عادة على العديد من العوامل بما في ذلك نوع ومرحلة السرطان والآثار الجانبية المحتملة، وعمر المرأة وما إذا كانت تخطط لإنجاب أطفال في المستقبل، أم لا؟

وتشمل الخيارات المتاحة لعلاج سرطان المبايض:-

• العلاج الكيميائي

  

يشمل العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج سرطان المبيض استخدام بعض الأدوية الكيميائية المختلفة، والتى غالبا ما يتم تحديد نوعيتها باستخدام الاختبارات الجينية المتقدمة.

وعادة ما يتم إعطاء المريض العلاج عن طريق الفم، أومن خلال الوريد، أو يتم إمداد المريض بها مباشرة في البطن من خلال قسطرة تستهدف المبايض ومنطقة البطن بتركيز أعلى من أدوية العلاج الكيميائي.

وهذه التقنية تعرف باسم العلاج الكيميائي من داخل الصفاق.

• العلاج بالهرمونات

يشمل هذا النوع من العلاج استخدام بعض الأدوية التي تمنع الهرمونات التي يحتاجها سرطان المبيض للنمو، بما في ذلك هرمون الاستروجين.

وغالبًا ما يـُستخدم العلاج الهرموني لسرطان المبايض مع العلاج الكيميائي والعلاجات الأخرى.

وفي بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الهرموني لزيادة مستويات هرمون البروجسترون، مما قد يمنع الخلايا السرطانية من النمو.

• تجميد البويضات

تتم عملية تجميد البويضات قبل علاج السرطان حتى تتمكن النساء من الإنجاب لاحقًا.

حيث يعد الحفاظ على الخصوبة هو مصدر قلق مشترك للنساء المصابات بالسرطان، وخاصة النساء المصابات بالسرطان الذي يؤثر على الجهاز التناسلي.

ففي بعض الحالات المصابة بسرطان المبيض قد تتطلب جراحة إزالة الورم إزالة المبايض، أو قناة فالوب، أوعنق الرحم أو الرحم.

حتى بدون جراحة، فإن العلاجات مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي قد تلحق الضرر بهذه الأعضاء مما يقلل من فرصتهن في الإنجاب.

وقد يوفر الحفاظ على البويضات مجمدة فرصة الإنجاب بعد العلاج إذا لم تكن التقنيات الإنجابية الأخرى المساعدة مثالية لوضعهن الصحي.

• الجراحة

تعد الجراحة هي العلاج الرئيسي لسرطان المبيض، والتي تتمثل في إزالة الورم من المبيض.

ولكن غالبًا ما يكون استئصال الرحم أو الإزالة الكاملة للرحم ضروريًا، وذلك عندما يشك الطبيب باحتمالية انتشار السرطان إليهم.

كما قد يوصي الطبيب أيضًا بإزالة كل من المبيضين وقناتي فالوب والغدد اللمفاوية القريبة وغيرها من أنسجة الحوض.

ودائما ما يوصى باستخدام العلاج الكيميائي بعد الجراحة لمنع نمو الخلايا السرطانية مرة أخري أو القضاء على بقايا الخلايا السرطانية بعد الجراحة.