يمكن أن يكون حرقان الصدر أمرًا مخيفًا، خاصة للأشخاص الذين تزيد لديهم احتمالية الإصابة بأمراض القلب أو النوبة القلبية.
ومع ذلك، يوجد العديد من الأسباب المحتملة لحرقان الصدر، بعضها غير خطير والبعض الآخر يحتاج للتدخل الطبي السريع، لذلك، سنوضح في هذا المقال الأسباب والحالات التي تحتاج استشارة الطبيب.
الأسباب الشائعة
تشمل هذه الأسباب ما يلي:
حرقة المعدة
يعد من أكثر أسباب حرقان الصدر شيوعاً الحموضة المعوية أو الارتجاع الحمضي، وقد يتراوح الإحساس من انزعاج خفيف إلى ألم شديد.
تحدث الحموضة المعوية عندما ينتقل حمض المعدة إلى المريء، وهو أكثر شيوعًا عند النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من مرض الجزر المعدي المريئي والذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز.
قد يؤدي تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية، مثل الطماطم إلى زيادة خطر الإصابة بالحموضة المعوية.
يمكن أن يؤدي تدخين التبغ أيضًا إلى زيادة المخاطر.
تشمل بعض الأعراض الأخرى للحموضة المعوية ما يلي:
- التجشؤ
- حرقان في الحلق
- ألم يبدأ بعد وقت قصير من تناول الوجبة
- ألم يزداد سوءًا عند الاستلقاء
- الشعور وكأن هناك كتلة في الحلق
- سعال
- صوت أجش
- مشكلة في النوم
التهاب المريء
يمكن أن تؤدي النوبات المتكررة من الارتجاع الحمضي إلى المريء في حدوث التهاب المريء، وقد تسبب الحساسية الغذائية والالتهابات وبعض الأدوية أيضاً التهاب المرئ.
حيث يصيب التهاب المريء المرتبط بالحساسية حوالي 10 من كل 100000 شخص كل عام.
بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التهاب المريء إلى تندب وضيق بطانة المريء، مما قد يؤثر على قدرة المريء على حمل الطعام إلى المعدة.
بالإضافة إلى حرقة الصدر والألم، يمكن أن يسبب التهاب المريء بعض الأعراض الأخرى والتي تشمل ما يلي:
- صعوبة في البلع
- شعور بألم عند البلع
- إحساس بطعام عالق في المريء
قرحة المعدة
تحدث قرحة المعدة نتيجة تآكل بطانة المعدة بسبب حمض المعدة، وعادة، ما يحدث ذلك نتيجة البكتيريا الحلزونية البوابية (Helicobacter pylori) والاستخدام المفرط لمسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.
يتركز الحرقان الناتج عن قرحة المعدة في الصدر أو المعدة، وقد يزداد الألم سوءًا في الليل أو بعد تناول الطعام.
تشمل الأعراض الأخرى:
- انتفاخ أو شعور بالامتلاء
- التجشؤ
- غثيان
اقرأ أيضاً: قرحة المعدة
فتق الحجاب الحاجز
يحدث الفتق الحجابي عندما يندفع جزء من المعدة من خلال ثقب في الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر.
تزداد احتمالية الإصابة بهذه الحالة في حالة التدخين والمعاناة من زيادة الوزن أو لدى الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 50 عامًا.
تتشابه أعراض فتق الحجاب الحاجز مع أعراض ارتجاع المريء، بما في ذلك حرقان الصدر:
- انتفاخ
- التجشؤ
- حرقة المعدة
- الشعور بطعم حامض في مؤخرة الحلق
- ألم في المعدة أو المريء
الالتهاب الرئوي
قد تكون عدوى الالتهاب الرئوي بسبب البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات.
يمكن أن يشعر المريض بحرقان الصدر الناتج عن الالتهاب الرئوي عند التنفس أو السعال.
تشمل الأعراض الأخرى:
- السعال
- ارتفاع درجة الحرارة
- قشعريرة
- ضيق في التنفس
- إعياء
- غثيان
- التقيؤ
اقرأ أيضاً: الالتهاب الرئوي
ذات الجنب
يعرف مرض ذات الجنب باسم التهاب الجنبة، وهو يعد التهاب في الغشاء الذي يحيط بالرئتين.
يمكن أن تسبب العدوى وبعض الأدوية واضطرابات المناعة الذاتية التهاب الجنبة، وقد يسبب التهاب الجنبة ألماً حاداً، الذي يزداد سوءًا عند الشهيق.
تشمل الأعراض ما يلي:
- حرقان الصدر
- سعال
- ضيق في التنفس
- ارتفاع درجة الحرارة
- ألم في الكتفين أو الظهر
الذبحة الصدرية
الذبحة الصدرية هي ألم في الصدر ناتج عن نقص الدم في القلب.
لا تعد الذبحة الصدرية مرضًا، ولكنها أحد أعراض أمراض القلب التاجية أو حالة أخرى تقيد تدفق الدم إلى القلب.
على الرغم من أن الذبحة الصدرية ليست نوبة قلبية، إلا أنها يمكن أن تبدو وكأنها نوبة قلبية، وقد تشمل أعراضها ألمًا وحرقان وضغطًا في الصدر، الذي يمكن أن ينتشر إلى الذراعين أو الكتف أو الرقبة أو الفك أو الظهر.
مثل النوبة القلبية، يمكن للألم أيضًا أن يشبه حرقة المعدة.
تشمل العلامات الأخرى للذبحة الصدرية ما يلي:
- إعياء
- ضيق في التنفس
- غثيان
- التعرق
- دوخة
اقرأ أيضاً: الذبحة الصدرية
القلق
تعد اضطرابات القلق من الأمراض النفسية الشائعة بشكل لا يصدق.
يمكن لأعراض نوبة القلق أن تعكس عن كثب أعراض النوبة القلبية، مما قد يسبب صعوبة في التمييز بين الاثنين، حيث يحدث كل من ألم وحرقان الصدر وخفقان القلب والدوخة، والتعرق مع كلتا الحالتين.
اقرأ أيضاً: القلق
الربو
تضيق الشعب الهوائية في الرئتين عند الإصابة بالربو، وبالتالي يمنع هذا الضيق وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الرئتين وإلى باقي أجزاء الجسم.
أثناء نوبة الربو، قد يشعر المريض بضيق وحرقان في الصدر، وقد يكون من الصعب عليك التقاط أنفاسه.
تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- السعال
- صوت أزيز
- صعوبة في النوم، عند المعاناة من نوبات الربو في الليل
اقرأ أيضاً: الربو
الأسباب الأقل شيوعاً
يمكن أن تتسبب بعض الحالات الأخرى في الشعور بالحرقان في الصدر، على الرغم من أنها أقل شيوعًا، تشمل هذه الأسباب ما يلي:
الانسداد الرئوي
يعد الانسداد الرئوي (PE) هو انسداد في أحد الأوعية الدموية في الرئة، عادة ما يحدث بسبب جلطة دموية تنتقل إلى الرئتين من الساق، (تجلط الأوردة العميقة) أو أجزاء أخرى من الجسم.
يمكن أن يسبب الانسداد الرئوي ألمًا وحرقان في الصدر يزداد سوءًا عند التنفس أو السعال أو الأكل أو الانحناء.
تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- ضيق في التنفس يزداد سوءا مع بذل المجهود
- السعال، وأحيانا يسعل المريض دم
- ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة
- دوخة
- تورم الساق
النوبة القلبية
تحدث النوبة القلبية بسبب انسداد أحد الأوعية الدموية التي تغذي القلب، وقد يؤدي نقص الدم الغني بالأكسجين إلى موت الأجزاء المصابة من عضلة القلب.
يبدو ألم الصدر الناتج عن النوبة القلبية بأنه ضغط أو حرق أو ألم في الجانب الأوسط أو الأيسر من الصدر، وقد يزول الألم ويعود.
يمكن أن ينتشر الألم أيضًا إلى الذراعين أو الظهر أو الرقبة أو الفك أو المعدة.
تشمل الأعراض الأخرى للنوبة القلبية ما يلي:
- ضيق في التنفس
- عرق بارد
- غثيان
- دوخة
علاج حرقان الصدر
يعتمد العلاج على علاج السبب الرئيسي وراء الحرقان.
على سبيل المثال، إذا كان سبب الأعراض هو حرقة المعدة، فإن تناول مضادات الحموضة وحاصرات الأحماض يمكن أن يقلل من إنتاج حمض المعدة ويساعد في حل الأعراض.
أما إذا كان السبب هو الربو، فإن استخدام جهاز الاستنشاق والحد من التعرض للمحفزات البيئية قد يكون أفضل علاج.
بغض النظر عن الحالة، فإن علاج السبب الكامن هو عادة أكثر الوسائل فعالية في علاج حرقة الصدر.
متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن حرقان الصدر قد يكون عرض بسيط، إلا أنه يمكن أن يكون خطيراً في بعض الحالات، وقد يشير إلى بعض الحالات الطارئة التي تحتاج إلى التدخل الطبي السريع.
لذلك، يجب على الأشخاص الغير متأكدين من سبب حرقان الصدر أن يطلبوا الرعاية الطبية الفورية.
وقد يحتاج البعض إلى الذهاب إلى غرفة الطوارئ في حالة ظهور الأعراض التالية:
- الشعور بألم حارق مفاجئ في الصدر.
- ألم في الصدر يصاحبه أعراض أخرى، مثل الارتباك أو فقدان الوعي أو صعوبة التنفس.
- ضغط شديد أو ألم في وسط الصدر.
- الذبحة الصدرية التي تختلف عن نمط الذبحة الصدرية المعتادة لدى الشخص.
- حرقان في الصدر الذي يزداد سوءًا أو لا يتحسن بالعلاج المنزلي.