تعرف على أشهر أسباب فقدان الشهية
فقدان الشهية بشكل عام هو فقدان الاهتمام أو الرغبة في الطعام.
عندما يسمع بعض الناس كلمة “فقدان الشهية” فإنهم يفكرون تلقائيًا في مرض فقدان الشهية العصبي لكن هناك اختلافًا بين الاثنين.
ففقدان الشهية العصبي لا يسبب بنفسه فقدانًا للشهية.
إذ أن الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي يتجنبون الطعام عمداً لمنع زيادة وزنهم.
بخلاف الذين يعانون من فقدان الشهية المعني هنا، الذين يفقدون الاهتمام بالطعام عن غير قصد منهم.
وغالبًا ما تحدث هذه الحالة كنتيجة لسبب طبي معين.
أسباب فقدان الشهية
نظرًا لأن فقدان الشهية غالبًا ما يكون أحد أعراض المشكلة الطبية
فمن المهم جدًا التحدث مع طبيبك إذا لاحظت انخفاضًا كبيرًا في شهيتك. لأنه بشكل عام من الممكن أن تؤدي أية مشكلة طبية إلى فقدان للشهية.
وإليك بعض الأسباب الشائعة التي قد تسبب هذا:
الاكتئاب
أثناء نوبات الاكتئاب قد يفقد الشخص اهتمامه بالطعام أو قد ينسى تناوله.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى فقدان الوزن وإلى سوء التغذية.
لعل السبب الحقيقي لفقدان الشهية هنا غير معروف.
خصوصًا وأنه يمكن للأشخاص المصابين بالاكتئاب أن يتناولوا طعامهم بشكل طبيعي أو ربما حتى أكثر من المعتاد.
السرطان
يمكن أن يسبب السرطان في مراحل متقدمة فقدانًا للشهية،
لذلك فإنه من المتوقع جدًا بالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان في مراحله النهائية أن يكون لديهم تراجع في تناول الطعام.
يرجع ذلك إلى أنه مع تقدم المرض؛ يبدأ جسم الشخص المريض بالسرطان في هذه المرحلة بالحفاظ على الطاقة. خصوصًا وأن الجسم يصبح غير قادرًا على استخدام الطعام والسوائل بشكل صحيح؛ مما يسبب فقدان الشهية عادة مع اقتراب نهاية الحياة.
لذلك إذا كنت من مقدمي الرعاية، فلا تشعر بالقلق الشديد حيال عدم تفضيل هذا المريض لتناول الطعام، أو إذا كان يفضل فقط تناول السوائل مثل العصائر والآيس كريم.
الآثار الجانبية الناجمة عن بعض علاجات السرطان (الإشعاع والعلاج الكيميائي) يمكن أن تؤثر أيضا على الشهية فقد يفقد الأشخاص الذين يتلقون هذه العلاجات شهيتهم إذا كانوا يعانون بشكل مستمر من الغثيان، وصعوبة في البلع، وصعوبة في المضغ، وتقرحات الفم.
الالتهاب الكبدي الوبائي (التهاب فيروس سي الكبدي)
التهاب فيروس سي هو التهاب كبدي وبائي ينتشر من شخص لآخر عن طريق ملامسة الدم المصاب.
هذه العدوى إذا تركت دون علاج؛ فإنه من الممكن أن تتسبب في تلف الكبد.
وتلف الكبد المتقدم يمكن أن يسبب الغثيان والقيء؛ مما يؤثر على الشهية.
لذلك من المهم إذا كنت تعاني من فقدان الشهية أن يتحقق طبيبك من وجود فيروس التهاب الكبد الوبائي في دمك.
أيضًا يمكن لأنواع أخرى من التهابات الكبد أن تسبب فقدانًا للشهية بنفس الطريقة.
الفشل الكلوي
الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي غالباً ما يكون لديهم حالة تسمى (يوريميا) – ما يعني تواجد زائد للبروتين في الدم.
وعادةً ما يتم التخلص من هذا البروتين في البول، إلا أن الكلى التالفة تكون غير قادرة على التخلص منه بشكل صحيح الأمر لذي يؤدي إلى الشعور بالغثيان، وبالتالي عدم الرغبة في تناول الطعام. بل إنه في بعض الأحيان يسبب هذا الأمر تغيرًا في حاسة تذوق الطعام.
مما يعني أنه قد يجد البعض أطعمة لطالموا كانت مفضلة بالنسبة لهم، على غير ما اعتادوها أو أحبوها.
فشل القلب
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب أيضًا فقدانًا للشهية.
يحدث هذا بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي، مما يسبب مشاكل في عملية الهضم. الأمر الذي يجعل عملية هضم الطعام غير مريحة؛ مما يحد من رغبة تناول الطعام.
فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز
فقدان الشهية هو أيضًا أحد الأعراض الشائعة لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
وهناك أسباب مختلفة لفقدان الشهية الحادث بسبب فيروس نقص المناعة البشرية.
لعل أشهرها أنه يتسبب في حدوث تقرحات مؤلمة في الفم واللسان. وبسبب هذا الألم يقلل بعض الأشخاص من تناول الطعام أو يفقدون رغبتهم في تناول الطعام تمامًا.
كذلك يمكن للغثيان الناجم عن الإيدز أو فيروس نقص المناعة البشرية أن يؤثر على الشهية.
كما يمكن أن يكون الغثيان أيضًا أحد الآثار الجانبية للدواء المستخدم لعلاج الحالة.
لذلك تحدث إلى طبيبك إذا أصبت بالغثيان أو فقدان الشهية بعد بدء العلاج حيث يمكنه وصف دواء مختلف لمساعدتك في التغلب على هذا الغثيان.
مرض الزهايمر
بالإضافة إلى الأعراض الأخرى المعروفة يعاني بعض المصابين بمرض الزهايمر من فقدان للشهية.
وفقدان الشهية لدى الأشخاص المصابين بالزهايمر لديه عدة تفسيرات محتملة. فبعض الناس يصابون بالاكتئاب في معركتهم مع الزهايمر، مما يسبب لهم فقدان الاهتمام أو الرغبة في تناول الطعام كما تبين. هذا المرض أيضًا يمكن أن يصعب من مهمة الأشخاص في التعبير عن الألم. ونتيجة لذلك؛ قد يفقد هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من آلام في الفم مثلًا أو صعوبة في البلع اهتمامهم بالغذاء، دون أن يستطيعوا شرح ذلك. قد يحدث كذلك انخفاض الشهية في مرض الزهايمر بشكل شائع بسبب مرض المهاد، وهو منطقة المخ التي تعمل على تنظيم الشعور بالجوع والشبع.
قد يبدأ التغير في الشهية في التطور قبل سنوات من التشخيص، ويصبح أكثر وضوحًا بعد التشخيص.
أخيرًا يمكن أن يحدث فقدان الشهية إذا كان الشخص المصاب بالزهايمر غير نشط أو لا يقوم جسمه بحرق سعرات حرارية كافية طوال اليوم.
نصائح للحصول على التغذية المناسبة
يمكن أن يتسبب فقدان الشهية في حدوث مضاعفات مثل فقدان الوزن غير المقصود وسوء التغذية.
وعلى الرغم من أنك ربما لا تشعر بالجوع أو الرغبة في تناول الطعام، إلا أنه لا يزال من المهم محاولة الحفاظ على وزن صحي وتغذية جسمك بشكل جيد.
وإليك بعض النصائح التي يجب عليك ممارستها خلال اليوم عندما تكون شهيتك منخفضة:
- تناول 5-6 وجبات صغيرة يوميًا بدلاً من 3 وجبات كبيرة قد تشعرك بالامتلاء بسرعة كبيرة.
- تتبع الأوقات خلال اليوم التي تشعر فيها بأقصى درجة من الجوع.
- تناول وجبة خفيفة كلما كنت جائعا، واختر الوجبات الخفيفة التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والبروتين مثل الفواكه المجففة، الزبادي، المكسرات، زبدة الجوز، والجبن، والبيض، والبروتين، والبودينج.
- تناول الطعام في محيط لطيف يجعلك تشعر بالراحة.
- تناول الأطعمة اللينة، مثل البطاطا المهروسة أو العصائر إذا كان فقدان شهيتك بسبب الألم.
- احتفظ بوجباتك الخفيفة المفضلة دائمًا معك حتى تتمكن من تناولها أثناء تنقلك.
- أضف التوابل لجعل الطعام أكثر جاذبية وبمعدل أعلى من السعرات الحرارية.
- اشرب الكثير من السوائل بين الوجبات حتى لا تسبب لك الامتلاء أثناء تناولك للطعام.
- قم بمقابلة أخصائي تغذية لوضع خطة وجبات مناسبة لك.
متى ينبغي عليك الاتصال بالطبيب ؟
فقدان الشهية من حين لآخر ليس مدعاة للقلق.
لكن عليك الاتصل بالطبيب إذا كان فقدان الشهية يسبب لك خسارة كبيرة في الوزن أو إذا كانت لديك علامات على سوء التغذية
مثل:
- الضعف البدني.
- الصداع.
- الدوخة.
سوء التغذية يجعل من الصعب على الجسم أن يعمل بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب نقص الطعام أيضا فقدان لكتلة العضلات في الجسم.
نظرًا لأن مختلف الأمراض يمكن أن تقلل من الشهية، فقد يسأل طبيبك عدة أسئلة بخصوص صحتك الحالية.
يمكن أن تشمل هذه الأسئلة مثل:
- هل تتناول حاليا أي أدوية لأي حالات طبية؟
- هل كانت هناك تغييرات حديثة في وزنك؟
- هل فقدان شهيتك هو عرض جديد أو قديم؟
- هل هناك أي أحداث في حياتك حاليا تسبب لك الإزعاج؟
ربما تشمل الاختبارات المستخدمة لتشخيص مشكلة طبية كامنة اختبار تصوير (الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي)، الذي يلتقط صوراً تفصيلية لداخل جسدك. يمكن لاختبارات التصوير التحقق من وجود الالتهابات والخلايا السرطانية.
وقد يقوم الطبيب كذلك بطلب فحص الدم، أو فحص البول للاطمئنان على وظائف الكبد والكلى.
كذلك إذا ظهرت عليك علامات سوء التغذية، فقد يتم إدخالك إلى المستشفى لتلقي المواد الغذائية عن طريق الوريد.
غالباً ما يتضمن التغلب على مرض فقدان الشهية علاج السبب الأساسي.
بالإضافة لذلك قد يقترح طبيبك العمل مع اختصاصي تغذية للحصول على اقتراحات بشأن تخطيط وجباتك وتلقي التغذية المناسبة.
كما يمكنك أيضًا التحدث مع طبيبك المعالج حول تناول عقارات الستيرويد عن طريق الفم للمساعدة في تحفيز شهيتك، إذا كان ذلك ممكنًا.
