يعتقد الكثير أن الحساسية تصيب الجلد فقط وتسبب احمرار وحكة، ولكن في حقيقة الأمر يوجد أنواع كثيرة من الحساسية والتي تختلف باختلاف المسببات، الأمر الذي جعل رد الفعل التحسسي من أكثر الأمراض شيوعاً على مستوى العالم، وفي هذا المقال سنتناول الحساسية وأنواعها وأعراضها وأسبابها وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها والوقاية منها.
الحساسية
تحدث هذه الحالة التي تسمى حساسية عندما يبالغ جهاز المناعة في رد فعله تجاه المواد التي عادة ما تكون غير ضارة.
عادة لا يعاني الشخص من هذه الحالة، عندما يتعرض لأي من مسببات الحساسية لأول مرة، حيث يستغرق الجهاز المناعي وقتًا لبناء رد فعل تحسسي تجاه المادة.
مع مرور الوقت، يصنع جهاز المناعة أجسام مضادة ضد هذه المسببات، ويصبح من السهل التعرف عليها وتذكرها عندما يتعرض الجسم لها مرة أخرى.
أنواع الحساسية
تختلف أنواع رد الفعل التحسسي باختلاف نوع المسبب كالآتي:
التهاب الأنف التحسسي
يحدث هذا النوع نتيجة مجموعة متنوعة من المواد المثيرة للحساسية التي تتحرك عبر الهواء.
حساسية الطعام
قد يصاب بها الشخص عند تناول طعام معين، بسبب رفض الجسم لهذا النوع من الطعام.
وتعد حساسية الألبان من أشهر أنواع حساسية الطعام، حيث يصاب البعض برد فعل تحسسي عند تناول من منتجات الالبان بسبب وجود اللاكتوز فيها والذي يرفضه جسم المريض.
لذلك يجب تجنب تناول جميع منتجات الألبان في حالة المعاناة من هذا النوع من الحساسية.
حساسية لدغة النحل (حساسية سم الحشرات)
تعد واحدة من أخطر ردود الفعل التحسسية وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة من لسعات النحل.
ويجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية النحل والحشرات أن يحملوا معهم دائماً حقن أدرينالين (ابينفرين) معهم في جميع الأوقات في حالة تعرضهم للسعة مفاجأة.
حساسية الأدوية
يعاني بعض الناس من الحساسية من مواد كيميائية موجودة في الأدوية مثل البنسلين وأدوية السلفا والأدوية المضادة للصرع والأسبرين.
حساسية الجلد
وهو رد فعل تحسسي ناجم عن التلامس المباشر مع مسبّب للحساسية.
تعد الأسباب الشائعة لهذا النوع من رد الفعل التحسسي الآتي:
- المواد الحمضية والقلوية مثل الصابون والمنظفات والمذيبات والمواد اللاصقة والمواد الكيميائية الصناعية الأخرى.
- الأدوية الموضعية مثل المضادات الحيوية ومواد التخدير والعطور ومستحضرات التجميل والأقمشة مثل الصوف.
أعراض الحساسية
يسبب رد الفعل التحسسي التهابًا وتهيجًا، ومع ذلك، تختلف الأعراض باختلاف نوع مسببات الحساسية.
على سبيل المثال، قد يحدث رد فعل تحسسي في الأمعاء أو الجلد أو الجيوب الأنفية أو المسالك الهوائية أو العيون أو الممرات الأنفية.
تشمل الأعراض التي قد تحدث ما يلي:
حمى القش
والتي تسمى أيضًا التهاب الأنف التحسسي، ومن أعراضها:
- احتقان وانسداد الأنف
- حكة في العين والأنف
- سيلان الأنف
- انتفاخ العين
- زيادة إفراز الدموع من العين
- سعال
حساسية الطعام
- القئ
- انتفاخ اللسان
- وخز في الفم
- تورم في الشفتين والوجه والحلق
- تقلصات في المعدة
- ضيق في التنفس
- نزيف المستقيم، وخاصة عند الأطفال
- حكة في الفم
- إسهال
حساسية لدغات الحشرات
- صوت أزيز عند التنفس
- تورم كبير في موقع اللدغة
- انخفاض مفاجئ في ضغط الدم
- حكة في الجلد
- ضيق في التنفس
- أرق
- طفح جلدي أحمر اللون شديد الحكة ينتشر في جميع أنحاء الجسم
- دوخة
- سعال
- ضيق في الصدر
حساسية الأدوية
- أزيز عند التنفس
- انتفاخ اللسان والشفتين والوجه
- طفح جلدي
- حكة
أعراض الحساسية المفرطة
هي نوع من أنواع الحساسية، ولكنها حالة طبية طارئة يمكن أن تهدد الحياة.
قد تتطور الحساسية المفرطة بسرعة، وتظهر الأعراض في غضون دقائق أو ساعات من التعرض لمسببات الحساسية.
تشير الأبحاث إلى أن الحساسية المفرطة تؤثر بشكل شائع على الجلد والجهاز التنفسي.
تشمل بعض أعراض الحساسية المفرطة ما يلي:
- احمرار
- حكة
- أزيز
- تورم في الجسم
- انخفاض ضغط الدم
- تغيرات في معدل ضربات القلب
- دوخة وإغماء
- صعوبة في التنفس
- فقدان الوعي
أسباب الحساسية
عندما يحدث رد فعل تحسسي، ترتبط المواد المسببة للحساسية بالأجسام المضادة التي ينتجها الجسم والتي تسمى الغلوبين المناعي (IgE).
تهاجم الأجسام المضادة المواد الغريبة والتي يحتمل أن تكون ضارة في الجسم، وبمجرد ارتباط المادة المسببة للحساسية بـ IgE، تفرز أنواع معينة من الخلايا مواد كيميائية تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية.
يعد الهستامين إحدى هذه المواد الكيميائية، والذي يسبب انقباض في عضلات الممرات الهوائية وجدران الأوعية الدموية، بالإضافة إلى ذلك فإنه يحث بطانة الأنف على إنتاج المزيد من المخاط.
تشمل مسببات الحساسية الشائعة ما يلي:
- المسببات التي تنتقل عبر الهواء: مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات والغبار والعفن.
- بعض الأطعمة: وخاصة الفول السوداني والقمح وفول الصويا والأسماك والمحار والبيض والحليب.
- لدغات الحشرات: مثل النحلة أو الدبور.
- الأدوية: وخاصة البنسلين أو المضادات الحيوية التي تنتمي لعائلة البنسلين.
- الملابس أو المواد الأخرى التي تلمسها: والتي يمكن أن تسبب تفاعلات حساسية في الجلد.
العوامل التي تزيد من خطر حدوث الحساسية
قد يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة بحساسية إذا كان:
- لديه تاريخ عائلي للإصابة بالربو أو الحساسية، مثل حمى القش أو الأكزيما.
- أقل من 18 عاماً.
- يعاني من الربو.
مضاعفات الحساسية
تزيد الإصابة بالحساسية من خطر الإصابة ببعض الحالات الطبية الأخرى، بما في ذلك:
الحساسية المفرطة
يزيد خطر الإصابة بالحساسية المفرطة في حالة المعاناة من حساسية شديدة.
تعتبر الأطعمة والأدوية ولسعات الحشرات من أكثر مسببات الحساسية المفرطة شيوعًا.
الربو
إذا كنت تعاني من حساسية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالربو.
يحدث ذلك لأن رد فعل الجهاز المناعي يؤثر على الشعب الهوائية والتنفس. في كثير من الحالات، يحدث الربو نتيجة التعرض لمسببات الحساسية في البيئة.
التهاب الجيوب الأنفية والتهابات الأذنين أو الرئتين
يزيد خطر الإصابة بهذه الحالات في حالة المعاناة من حمى القش أو الربو.
تشخيص الحساسية
يعتمد تشخيص الرد الفعل التحسسي على الآتي:
- الفحص البدني.
- معرفة الأعراض من المريض وقت ظهورها.
- معرفة الأطعمة التي تناولها المريض في حالة حساسية الطعام.
- التحاليل الطبية.
تشمل التحاليل التي يمكن استخدامها في تشخيص الحساسية ما يلي:
- تحليل الدم: يقيس هذا التحليل نسبة الأجسام المضادة IgE لمسببات الحساسية المحددة في جهاز المناعة.
- اختبار الحساسية: يتضمن هذا الاختبار وخز الجلد بكمية صغيرة من مسببات الحساسية المحتملة، وفي حالة تفاعل الجلد وأصبح حاكًا أو أحمر أو منتفخًا، فقد يكون لدى الشخص حساسية من هذا المسبب.
علاج الحساسية
أفضل طريقة لتجنب الحساسية هي الابتعاد عن كل ما يسبب رد فعل تحسسي، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، يمكن علاج رد الفعل التحسسي من خلال تناول أدوية الحساسية أو من خلال استخدام العلاجات البديلة.
أدوية الحساسية
تشمل هذه الأدوية ما يلي:
- مضادات الهيستامين مثل: ديفينهيدرامين
- الستيرويدات القشرية المعروفة بأسم الكورتيزون
- السيتريزين مثل: زيرتيك
- لوراتادين مثل: كلاريتين
- كرومولين الصوديوم
- مزيلات الاحتقان
- معدلات الليكوترين (سينجيولار)
العلاجات البديلة
يمكنك تناولها على شكل كبسولات أو قطرات أو شاي.
تشمل العلاجات البديلة التي يمكن استخدامها في علاج الحساسية ما يلي:
الشاي الأخضر
يعد الشاي الأخضر مضاد طبيعي للهستامين، وقد يكون قوي بما يكفي للتدخل في اختبار حساسية الجلد.
يفضل شرب كوبين في اليوم قبل بدء موسم الحساسية باسبوعين، للمساعدة على تجنب احتقان الأنف.
جذور العرقسوس
يمكن استخدامه في علاج رد الفعل التحسسي لأنه يساعد على زيادة نسبة الستيرويدات التي تنتج بشكل طبيعي في الجسم.
وبالإضافة إلى ذلك قد يساعد العرقسوس أيضًا في تليين المخاط، وبالتالي يسهل عملية التنفس ويقلل من السعال.
ولكن يجب استخدم العرقسوس بحذر لأنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية كالآتي:
- ارتفاع ضغط الدم
- مشاكل في القلب
يجب على النساء الحوامل تجنب تناول مكملات العرقسوس.
علاج الحساسية المفرطة
في حالة حدوث هذه الحالة المهددة للحياة، يمكن أخذ حقنة واحدة من الإبينفرين لحين وصول المساعدة الطبية.
الوقاية من الحساسية
يعتمد منع حدوث رد فعل تحسسي على نوع الحساسية التي يعاني منها الشخص.
تشمل التعليمات العامة التي يجب اتباعها للوقاية ما يلي:
- تجنب التعرض لمسببات الحساسية المعروفة، على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من حساسية من حبوب اللقاح، يجب عليه البقاء بالمنزل مع غلق النوافذ والأبواب عندما تزداد حبوب اللقاح في الجو.
- تحديد أسباب الحساسية والأسباب التي تؤدي إلى تفاقم أعراضها، وذلك من خلال تتبع نشاط اليومي وما تأكله، ومتى تحدث الأعراض وما يبدو أنه يساعد.
موضوعات ذات صلة
- حساسية الصدر
- حساسية الطعام
- حساسية الصدر عند الأطفال
- حساسية الألبان عند الأطفال
- الحساسية للضوء
- حساسية حبوب اللقاح
- حساسية الأنف