أورام المخ: الأسباب والأنواع والأعراض وطرق العلاج.
أورام المخ: الأسباب، والأنواع، والأعراض، وطرق العلاج.
تمرجميع خلايا الجسم المختلفة بما يسمى دورة الحياة، إذ تموت الخلايا المسنة التي لم يعد الجسم بحاجة إليها لتحل محلها خلايا جديدة تؤدي وظيفتها بكفاءة، وهذا الأمر يحدث باستمرار ولكن في بعض الحالات المرضية، لا تموت بعض الخلايا بل تستمر في النمو بسرعة غير طبيعية دون الحاجة إليها، وتعرف هذه الخلايا باسم الخلايا السرطانية.
قد تؤثر الخلايا السرطانية على جميع أجزاء الجسم بما فى ذلك خلايا المخ، ويؤدي تراكم هذه الخلايا إلى تكون بعض الأورام، التي من الممكن أن تكون أورام حميدة أي أنها غيرقابلة للانتشار إلى أعضاء أخرى من الجسم، وقد تكون أورام سرطانية خبيثة مما يعنى أنها قد تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وأورام المخ يمكن أن تكون أورام سرطانية، أوحميدة كما يمكن أن تكون أولية، أوثانوية.
ما هي أعراض أورام المخ؟
هناك العديد من العلامات والأعراض التي قد تشير إلى احتمالية إصابة المريض بسرطان المخ والتي يعتمد كل منها على حجم الورم وموقعه.
والجدير بالذكر أن العديد من أعراض سرطان المخ يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الأخرى الأقل خطورة.
لذلك فلا داعي للقلق عند ملاحظة أي منها
ولكن من الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة السبب وراء هذه الأعراض.
وقد تسبب بعض الأورام تلفًا مباشرًا في أنسجة المخ، وقد يسبب البعض الآخر ضغطًا على الجمجمة،
وعادة ما يلاحظ المريض الأعراض عندما يضغط الورم المتزايد على أنسجة المخ.
ويعد الصداع هو أحد الأعراض الشائعة لسرطان المخ، الذي عادة ما يكون أكثر شدة في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم.
كما أنه من الممكن أن يزداد شدته أثناء القيام ببعض التمرينات الرياضية.
وتشمل أعراض سرطان المخ الأخرى الشائعة:
- الصداع، وتزداد شدته فى الصباح.
- غثيان مستمر.
- قيء متكرر.
- نقص التوازن.
- صعوبة المشي.
- ضعف الذاكرة.
- صعوبة في التفكير.
- مشاكل الكلام.
- مشاكل في الرؤية.
- تغيرات في الحالة المزاجية.
- حركات العين غير طبيعية.
- ارتعاش العضلات.
- نعاس.
- خدر أو وخز في الذراعين أو الساقين.
- تغيير في الأداء العقلي.
- تغير في القدرة على السمع أو التذوق أو الشم.
- انخفاض اليقظة ، والتي قد تشمل النعاس وفقدان الوعي.
- صعوبة في عملية البلع.
- بعض مشاكل العيون مثل تدلي الجفون.
- حركات لا يمكن السيطرة عليها.
- فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
ومن الممكن أن يلاحظ بعض المرضى أعراض إضافية خاصة عند وصول الورم إلى الغدة النخامية
ومنها:
- عدم انتظام فترات الحيض عند النساء.
- نمو أنسجة الثدي لدى الرجال، المعروف باسم التثدي.
- حساسية للحرارة أو البرد.
- زيادة كميات شعر الجسم.
- انخفاض ضغط الدم،
ما هي أسباب الإصابة بسرطان المخ؟
على الرغم من أن السبب الدقيق وراء الإصابة بسرطان المخ غير معروف
إلا أنه هناك بعض العوامل التى قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المخ مثل:
وتشمل العوامل الأخرى التي من الممكن أن تزيد من فرصة الإصابة بسرطان المخ ما يلي:
- التقدم فى العمر
- التعرض لجرعات عالية من الإشعاعات
- تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان المخ
- التدخين لفترات طويلة
- التعرض للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأسمدة
- التعرض لبعض العوامل التى تساهم فى زيادة فرصة الإصابة بالسرطان مثل الرصاص، والبلاستيك، والمطاط، والنفط وبعض المنسوجات
- الإصابة بعدوى فيروس إبشتاين بار
- السلالة: تعد أورام المخ بشكل عام أكثر شيوعًا بين القوقازيين، بالإضافة إلى أن الأشخاص من أصل أفريقي هم أكثر عرضة للإصابة بالأورام السحائية.
- الإصابة بأنواع أخرى من السرطان فى أجزاء أخرى من الجسم مثل: سرطان الرئة وسرطان الثدي وسرطان الكلى وسرطان المثانة أوسرطان الجلد.
ما هي أنواع أورام المخ؟
وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية يوجد أكثر من 130 نوع من أورام المخ وتم تقسيمها تبعا لنوع الخلايا التي تنشأ بها، وما مدى سرعة نموها وانتشارها،
وعامة يمكن تصنيف أورام المخ إلى صنفين أساسيين، وهما أورام المخ الأولية، وأورام المخ الثانوية.
● أورام المخ الأولية
تعد أورام المخ الأولية هى أورام المخ التي تظهر مباشرة في أنسجة وخلايا المخ والتي عادة ما تؤثر على:-
- خلايا الدماغ” الأورام الدبقية”
- الأغشية التي تحيط بالمخ، والتي تسمى السحايا
- الخلايا العصبية
- الغدة النخامية
وقد تكون الأورام الأولية التي تؤثرعلى المخ إما أورام حميدة أو سرطانية،
وفي البالغين يعد أكثر أنواع الأورام الأولية التى تؤثر على المخ الأورام الدبقية والأورام السحائية.
● الأورام الدبقية
تعد الأورام الدبقية من أكثر أنواع الأورام الخبيثة التى تؤثر على المخ شيوعًا بين البالغين، والتي عادة ما تكون عدوانية جدًا، مما يعني أنها قد تنمو بسرعة وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وعلى الرغم من أن سرطانات المخ ليست شائعة إلا أنها عندما تحدث فإن الأورام الدبقية تؤثرعلى نحو 4 من أصل 5 مرضى مصابين بسرطان المخ.
ويعد الرجال هم أكثر عرضة لتطور هذا النوع من سرطان المخ من النساء، كما تزداد فرصة الإصابة به مع التقدم فى العمر، وفى المتوسط عادة ما يتم تشخيص نحو 14000 حالة من ورم دبقي في الولايات المتحدة كل عام.
وتعد الخلايا الدبقية هي المسؤولة عن
- دعم هيكل الجهاز العصبي المركزي.
- توفير التغذية للجهاز العصبي المركزي.
- تنظيف النفايات الخلوية.
- تحطيم الخلايا العصبية الميتة.
ومن أنواع الأورام التي من الممكن ان تصيب الخلايا الدبقية
- الأورام النجمية والتي تنشأ في المخ ومصدرها الخلايا النجمية الداعمة، وتنتشر جدا في كبار السن دون الشباب.
- الورم الحليمي النخاعي (oligodendroglial)
الورم الحليمي النخاعي هو أكثر الأورام شيوعا، حيث يمثل نحو 2-5 ٪ من جميع أورام الدماغ الأولية
و 5-18 ٪ من الورم الدبقي، والذي يعد أكثر الأورام شيوعًا عند البالغين، خاصة في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا، والذي توجد في الغالب في الفص الصدغي الأمامي.
- ورم أرومي دبقي (glioblastomas ) الذي ينشأ في أنسجة المخ الداعمة
ومن أنواع أورام الدماغ الأولية الأخرى:
● أورام الغدة النخامية
توجد الغدة النخامية في قاعدة الدماغ وهي المسؤولة عن التحكم في الغدد الأخرى داخل الجسم والتي بدورها تتحكم في العديد من وظائف الجسم.
وعلى الرغم من أن أورام الغدة النخامية لا تندرج تحت فئة أورام المخ والجهاز العصبي المركزي، وتندرج تحت ما يسمى أورام نظام الغدد الصماء المسؤولة إلا أنها من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على بعض وظائف المخ المختلفة،
وعادة ما تكون معظم الأورام في الغدة النخامية.
وتعد أورام الغدة النخامية من اكثر الانواع شيوعا بالمقارنة ببعض أنواع سرطان المخ الأخرى
● الورم الدهليزي
يعد الورم الدهليزي المعروف أيضا باسم الورم العصبي السمعي، ورم دماغي منخفض الدرجة، إذ يمثل 8٪ من جميع أورام الدماغ الأولية، والذي عادة ما يؤثر على البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 60 عامًا، كما يعد من الأورام بطيئة النمو، التى نادراً ما تهدد الحياة.
وينمو هذا النوع من الورم على طول العصب القحفي الثامن في الدماغ، والمعروف أيضًا باسم العصب السمعي الذي تحكم في السمع والتوازن، لذلك يعد فقدان السمع في أذن واحدة، أو مشاكل في التوازن من الأعراض الشائعة المصاحبة له.
وينشأ هذا الورم فى نوع من الخلايا يسمى خلية شوان التى تنتج الغطاء الواقي” غمد المايلين” المسؤول عن حماية الأعصاب
● الأورام السحائية
ما يقارب من ربع أورام المخ لدى البالغين هي أورام سحائية، والتي تعد الأكثر شيوعا في كبار السن والنساء، كما أنها نادرة الحدوث في الأطفال.
وبينما غالبية الأورام السحائية منخفضة الدرجة وبطيئة النمو، إلا أن بعضها يمكن أن يكون أكثر عدوانية،
وتتشكل أورام المخ السحائية في مجموعة من ثلاثة أغشية تغطي وتحمي الدماغ والنخاع الشوكي داخل الجمجمة، التي تسمى باسم السحايا، ويطلق عليها: الأم الجافية، الأم العنكبوتية، والأم الحانية.
●الأورام الوعائية الدموية
تعد الأورام الوعائية الدموية هي أورام المخ التى تنمو من خلايا الأوعية الدموية فى المخ، وعلى الرغم من أنها عادة ما تكون منخفضة الدرجة، وبطيئة النمو ، إلا أنها قد تنمو في جذع الدماغ ومن ثم يصعب علاجها، وهى تمثل فى الغالب نحو2 ٪ من أورام المخ.
وتعد الأورام الوعائية الدموية هى الأكثر شيوعًا في الفئة العمرية ما بين 20 و 40 عامًا، وعلى الرغم من أنه يمكن ان يؤثر على أي أوعية دموية توجد في المخ، إلا أنه قد يؤثر بشكل كبيرعلى المخيخ.
ونظرا لحدوث هذا الورم فى الأوعية الدموية فمن الوارد جدا أن يحدث تمزق فيها الذي يكون مصحوبا بحدوث نزيف داخلى فى المخ
● أورام المخ الثانوية
على عكس أورام المخ الأولية تشكل أورام المخ الثانوية غالبية سرطانات المخ، وهى دائما أورام خبيثة،
وتبدأ أورام المخ الثانوية في جزء أخر من الجسم ثم تنتشر إلى المخ، ومن أنواع السرطان المختلفة التي من الممكن أن تنتشر إلى المخ ما يلي:
- سرطان الرئة
- سرطان الثدي
- سرطان الكلى
- سرطان الجلد
كيف يتم تشخيص أورام المخ؟
يبدأ تشخيص أورام المخ بإجراء فحص بدني وإلقاء نظرة على التاريخ الطبي للمريض.
وعادة ما يتضمن الفحص البدني فحص عصبي مفصل للغاية، لمعرفة ما إذا كانت الأعصاب فى الجمجمة سليمة أم لا؟
وذلك من خلال فحص العين بالمنظار والذي يسمح للطبيب بالتحقق من رد فعل المريض، بالإضافة إلى ملاحظة ما إذا كان هناك أي تورم على العصب البصري أم لا؟ وذلك لأنه عند حدوث ورم فى المخ، فإن ذلك يؤدى إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة، والتي بدورها يمكن أن تحدث تغييرات في العصب البصري.
كما يقوم الطبيب أيضا من خلال الفحص البدني ملاحظة وتقييم كلا من :-
- قوة العضلات
- ذاكرة المريض
- القدرة على القيام بالحسابات الرياضية
بعد إجراء الفحص البدني سوف يقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص ومنها:-
● الأشعة المقطعية للرأس
تساعد الأشعة المقطعية الطبيب في الحصول على فحص أكثر تفصيلًا لجسم المريض حتى أكثر من التفاصيل التي يمكن ملاحظتها باستخدام جهاز الأشعة السينية. كما يمكن القيام بذلك مع أو بدون وسط تباين، ويفضل استخدام صبغة التباين؛ وذلك لأنه يساعد الأطباء على رؤية بعض الهياكل الداخلية فى المخ، مثل الأوعية الدموية بشكل أكثر وضوحًا.
● التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس
يختلف التصوير بالرنين المغناطيسي عن الأشعة المقطعية، وذلك لأنه لا يستخدم الإشعاع فى الفحص، كما أنه يوفر صورًا أكثر تفصيلًا لهياكل المخ نفسه.
لذلك فهو يساهم بشكل كبير فى معرفة ما إذا كان يوجد فى المخ أى أورام أم لا.
● تصوير الأوعية الدموية
يتم إجراء هذا الفحص باستخدام صبغة معينة يتم حقنها في بعض الشرايين، والتى عادة ما تكون في منطقة الفخذ، ثم تنتقل هذه الصبغة من الشرايين التى توجد فى الفخذ إلى الشرايين التى توجد فى المخ،
مما يتيح للطبيب رؤية شكل إمداد الدم إلى الأورام، ويعد هذا الفحص هام جدا، خاصة قبل إجراء العملية الجراحية
● الأشعة السينية على الجمجمة
يمكن أن تسبب أورام المخ حدوث بعض الفواصل أو الكسور في عظام الجمجمة، وتساهم الأشعة السينية فى ملاحظة وجود أى من هذه الفواصل او الكسور، كما يمكن لهذه الأشعة السينية أيضًا التقاط صور لرواسب الكالسيوم، والتي توجد أحيانًا في بعض الأورام.
● الخزعة
إذا أكدت الفحوصات السابقة أن المريض يعاني من وجود ورم فى المخ.
فسوف يخضع المريض لاختبار آخر يسمى فحص الخزعة لتحديد ما إذا كان هذا الورم ورم حميد أو خبيث، وما إذا كان أولي أو ثانوي.
كيف يتم علاج أورام المخ؟
يعتمد علاج أورام المخ على عدة عوامل بما في ذلك:-
- نوع الورم
- حجم الورم
- موقع الورم
- صحة المريض العامة
-
الجراحة
ويعد العلاج الأكثر شيوعا لأورام المخ الخبيثة هو الجراحة والتي تهدف إلى إزالة أكبر قدر ممكن من السرطان دون التسبب في تلف الأجزاء السليمة من المخ.
وعلى الرغم من أن موقع بعض الأورام يمكن أن يسمح بالإزالة السهلة والآمنة للورم.
فقد توجد بعض الأورام الأخرى في مناطق معينة يمكن أن تحد من مقدار الورم الذي يمكن إزالته.
وعادة ما تكون جراحة إزالة الورم من المخ محفوفة ببعض المخاطر مثل العدوى والنزيف.
أما بالنسبة للأورام الحميدة التى توجد فى المخ فيمكن علاجها أيضا باستخدام لجراحة.
-
العلاج الإشعاعي
ويتم العلاج الإشعاعي باستخدام أشعة عالية الطاقة كالأشعة السنية، التي توجه عبر أجهزة خاصة نحو الورم الموجود بالمخ لقتل الخلايا السرطانية.
ويستخدم هذا النوع من العلاج في حالة انتشار الورم إلى أجزاء أخرى في المخ أو مناطق مختلفة من الجسم
قد يكون للعلاج الإشعاعي بعض الآثار الجانبية كالتعب الشديد والصداع والغثيان واضطراب الذاكرة.
-
العلاج الكيميائي
يتعرض المريض إلى العلاج الكيميائي عبر تناول أقراص خاصة تحتوي على مواد كيميائية خاصة تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية بالمخ والحد من نموها وانتشارها إلى مناطق أخري.
ويعد الغثيان والوهن وتساقط الشعر من أهم الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
-
العلاج التأهيلي المكمل
قد يحتاج مريض أورام المخ بعد تلقي العلاج المناسب له إلى تلقى بعض برامج العلاج التأهلية لتحسين الآثار الجانبية لأورام المخ ورحلة علاجها.
ويمكن أن يساعد العلاج الطبيعي، والعلاج المهني، وعلاج النطق على التعافي بعد الجراحة العصبية، والحد من الآثار الجانبية المصاحبة للعملية الجراحية.