يعد الإسهال من المشاكل الشائعة جداً عند الأطفال دون سن الخامسة، حيث يمكن أن يصيب حوالي 1.7 مليار طفل في جميع أنحاء العالم وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض، إذ يمكن أن يعاني الأطفال الرضع والأطفال الصغار من نوبة إسهال مرتين في السنة تقريبًا، قد يؤثر الاسهال على الأطفال الذين يرضعون من الثدي أو أولئك الذين يرضعون صناعياً، عادة، ما يختفي الاسهال عند الرضع من تلقاء نفسه، ولكنه قد يكون خطيراً في بعض الحالات.
لذلك، سنوضح في هذا المقال أسباب الاسهال عند الرضع وتأثيره على الأطفال وكيف يمكن علاجه في المنزل ومتى يجب استشارة الطبيب.
أسباب الاسهال عند الرضع
يمكن أن يصاب الطفل بالإسهال لأسباب عديدة، قد تكون هذه الأسباب عامة أو قد تكون بسبب الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
تشمل أسباب الاسهال ما يلي:
أسباب عامة
بغض النظر عن نوع الرضاعة التي يرضعها الطفل، يمكن أن يصاب الرضيع بالإسهال لعدد من الأسباب، تتضمن الأسباب الشائعة ما يلي:
- العدوى
يمكن للفيروسات والبكتيريا والكائنات الفطرية والطفيليات أن تسبب التهابات تؤدي إلى الإسهال عند الأطفال.
يمكن للأطفال في الحضانة وأولئك الذين يقضون وقتًا مع أطفال آخرين أن يصابوا بالجراثيم التي تنتشر بسهولة من خلال الاتصال ببعضهم البعض أو اللعب.
- تغيير النظام الغذائي
قد يؤدي تغيير النظام الغذائي للطفل إلى تغييرات في حركات الأمعاء لديه.
يمكن أن تسبب منتجات الألبان والبيض والغلوتين والفول السوداني والمحار الحساسية الغذائية والحساسية التي تؤدي إلى الإسهال.
- الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية إزعاجاً في المعدة عند إعطائها للأطفال، مما قد يسبب برازًا رخوًا، ومن أمثلة هذه الأدوية المضادات الحيوية.
- السفر
كما يمكن أن يصاب البالغون بالإسهال أثناء السفر، قد يصاب الأطفال أيضاً.
قد يزيد خطر الإصابة بالاسهال عند الرضع والأطفال الصغار في السفر، لذلك، يجب الحذر عند السفر مع الأطفال الصغار.
- الحالات الطبية
يمكن أن يكون سبب الاسهال لدى الرضع هو المعاناة من بعض الحالات الطبية مثل التهاب الأمعاء.
- التسنين
ليس من المحتمل أن يكون التسنين هو سبب الإسهال.
ومع ذلك، فإن الأطفال في مرحلة التسنين يضعون كل شيء في أفواههم، فيمكن أن تسبب الجراثيم الموجودة على الألعاب والأسنان والأيدي الصغيرة الإسهال عند الرضع.
الرضاعة طبيعية
إلى جانب الأسباب العامة المذكورة أعلاه، يمكن أن يكون سبب الاسهال هو الرضاعة الطبيعية، وقد يكون ذلك للأسباب التالية:
- النظام الغذائي للأم
قد تسبب بعض الأطعمة في النظام الغذائي الخاص بالأم المرضع الحساسية لطفلها الذي يرضع من الثدي.
ومن أمثلة هذه الأطعمة التي قد تسبب الحساسية الغذائية للطفل، حليب البقر والشوكولاته والأطعمة الغازية والأطعمة الغنية بالتوابل والكافيين.
وفي هذه الحالة، قد تضطر الأم إلى تقييم نظامها الغذائي لمحاولة معرفة ما إذا كان هناك شيء تأكله يمكن أن يسبب إسهال لطفلها أم لا.
- تناول الملينات
عادة، ما تكون ملينات البراز وبعض مكملات الألياف الخفيفة آمنة للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية.
- الفطام
قد يؤدي إدخال أطعمة جديدة في النظام الغذائي للرضع إلى مشاكل في المعدة بسبب الحساسية الغذائية.
ويعد حليب البقر من أكثر الأطعمة شيوعاً المسببة للحساسية الغذائية، التي يمكن أن تسبب الإسهال عند الرضع.
فإذا كانت الأم تفطم طفلها على حليب الأطفال، فيجب الأخذ في الاعتبار أن العديد من التركيبات مصنوعة من حليب البقر.
الرضاعة الصناعية
يمكن أن يصاب الأطفال الرضع الذين يرضعون صناعياً بالإسهال للأسباب التالية:
- الحساسية
قد يكون سبب الاسهال عند الرضع حديثي الولادة هو الحساسية تجاه نوع حليب الأطفال الذي يبدأون في تناوله.
تُصنع العديد من ماركات حليب الأطفال من حليب البقر، ويمكن أن يسبب البروتين الموجود في حليب البقر حساسية تجاه الطعام عند الأطفال.
- التلوث
يمكن للجراثيم أن تشق طريقها إلى حليب الأطفال بعدة طرق، منها تلوث بودرة اللبن أو تلوث الماء الذي يضاف إليه اللبن، وقد تنمو الكائنات الحية في حالة عدم اللبن بشكل صحيح.
تأثير الاسهال على الرضع
تخرج السوائل من الجسم، عندما يصاب الطفل بالإسهال، وإذا فقد الطفل سوائل أكثر مما يأخذه من خلال الرضاعة، يمكن أن يصاب بالجفاف.
مع العلم أنه يمكن أن يحدث الجفاف عند حديثي الولادة والأطفال الصغار بسرعة كبيرة.
تشمل أعراض الجفاف التي يجب الانتباه لها ما يلي:
- قلة التبول، فقد تقل عدد الحفاضات التى يستخدمها الطفل يومياً لأقل من ستة.
- جفاف الفم والشفتين.
- قلة الدموع عند بكاء الطفل.
- فقدان الشهية.
- وجود بقعة ناعمة غائرة أو منحنية لأسفل على الجلد.
- التعب والإرهاق.
- العصبية.
علاج الاسهال عند الرضع في المنزل
لا يمكن دائمًا إيقاف أو منع الإسهال لدى الطفل، ولكن يمكن المساعدة في جعل الطفل يشعر براحة أكبر، مع إمكانية الوقاية من الجفاف والمضاعفات الأخرى في المنزل.
في معظم الحالات، يتحسن إسهال الأطفال من تلقاء نفسه ولن يحتاج الطفل إلى علاج طبي.
ولكن، يمكن اتباع بعض العلاجات المنزلية عندما يصاب الطفل بالإسهال لتسريع عملية الشفاء والوقاية من المضاعفات، تشمل هذه العلاجات المنزلية ما يلي:
- الحفاظ على رطوبة جسم الطفل، وذلك من خلال الاستمرار في الرضاعة أي أن كانت طبيعية أم صناعية.
- استخدام محلول الجفاف، الذي يمكن أن يساعد في تعويض السوائل والأملاح المفقودة عند الأطفال المصابين بالإسهال.
- تغيير حفاضات الطفل كثيرًا، مع محاولة إبقائها جافة قدر الإمكان للمساعدة في منع حدوث طفح جلدي من الحفاض.
- إذا كان الطفل الصغير يأكل الأطعمة الصلبة، فقدم له أجزاء من الأطعمة التي قد تساعد في تهدئة الإسهال. ومنها، الحبوب والمعكرونة، والموز.
- تجنب إطعام الطفل بالأطعمة التي يمكن أن تجعل الإسهال أسوأ، مثل حليب البقر والأطعمة المقلية والاطعمة الحارة وعصير التفاح، وعصائر الفاكهة الأخرى.
- عدم إعطاء الطفل أي دواء مضاد للإسهال، ما لم يوصي طبيب الأطفال بذلك.
متى يجب استشارة الطبيب؟
في كثير من الأحيان، لا يسبب الاسهال عند الرضع أي مشاكل.
وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يكون الإسهال خطيرًا على حديثي الولادة والأطفال الصغار في بعض الحالات الآخرى لأنه يمكن أن يؤدي إلى الجفاف وفقدان الوزن.
لذلك، يجب الاتصال بطبيب الأطفال على الفور في حالات الاسهال التالية:
- الاسهال عند الرضع حديثي الولادة.
- معاناة الطفل من الحمى أو أعراض أخرى مع الإسهال.
- يوجد دم في براز الطفل.
- يبدو أن الطفل يعاني من الألم مع الاسهال.
- فقدان الشهية.
- الطفل نعسان بشكل مفرط.
- عدم اختفاء الإسهال خلال 24 ساعة.
- ملاحظة أي من علامات الجفاف المذكورة أعلاه.