أسباب التهاب القولون التقرحي وطرق علاجه
التهاب القولون التقرحي هو مرض مزمن و طويل الأمد ويسبب العديد من الالتهابات والتقرحات تسمى القرحة على البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة، والتهاب القولون التقرحي هو مرض التهابي مزمن في الجهاز الهضمي، ويسمى مرض التهاب الأمعاء، وغالبًا ما يبدأ التهاب القولون التقرحي تدريجياً وقد يصبح أسوأ مع مرور الوقت إذ يمكن أن تبدأ الأعراض خفيفة ثم تزيد بشكل تصاعدي، كما أن معظم الأشخاص تختفي لديهم الأعراض وتظهر على فترات، وفي حالات أخرى يمكن أن تستمر لعدة أسابيع أو سنوات، ويتلقى معظم المصابين بالتهاب القولون التقرحي الرعاية من طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي ، و يصيب المرض في أغلب الأحيان الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 34 عامًا.
ما هي الأمعاء الغليظة؟
الأمعاء الغليظة هي جزء من القناة الهضمية ، وهي سلسلة من الأعضاء المجوفة المرتبطة في أنبوب طويل ملتوي من الفم إلى فتحة الشرج ، وهو فتحة يتخلص من خلالها الجسم من البراز، و يتكون الجزء الأخير من القناة الهضمية ، والذي يسمى الجزء الهضمي السفلي من الأمعاء الغليظة والتي تشمل الزائدة الدودية ، والقولون ، والمستقيم والشرج ، و يبلغ طول الأمعاء الغليظة حوالي 5 أقدام عند الأشخاص البالغين ، وتمتص الماء وأي أغذية متبقية من الطعام المهضوم جزئيًا .
ما الذي يسبب التهاب القولون التقرحي؟
السبب الدقيق لالتهاب القولون التقرحي غير معروف ، ولكن يعتقد الباحثون أن العوامل التالية قد تلعب دوراً في التسبب في التهاب القولون التقرحي:
- فرط نشاط الجهاز المناعي المعوي .
- الجينات .
- البيئة و الأدوية.
فرط نشاط الجهاز المناعي المعوي : يعتقد العلماء أن أحد أسباب التهاب القولون التقرحي قد يكون رد فعل مناعي غير طبيعي في الأمعاء، إذ أن الجهاز المناعي للجسم يحميه من العدوى عن طريق تحديد وتدمير البكتيريا والفيروسات ، و يعتقد الباحثون أن البكتيريا أو الفيروسات يمكن أن تؤدي عن طريق الخطأ إلى تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض.
الجينات :أظهرت الدراسات أن بعض الجينات الشاذة قد تظهر في الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي ومع ذلك ، لم يتمكن الباحثون من وجود صلة واضحة بين الجينات غير الطبيعية والتهاب القولون التقرحي.
البيئة و الأدوية : تشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأشياء في البيئة قد تزيد من فرصة إصابة الشخص بمرض التهاب القولون التقرحي ، كما أن الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية ،و المضادات الحيوية ، وسائل منع الحمل عن طريق الفم ، قد تزيد من فرصة الإصابة بالتهاب القولون التقرحي.
و تشير بعض الدراسات إلى أن التوتر قد يزيد من فرصة إصابة الشخص بمرض التهاب القولون التقرحي، و أيضًا ، قد يجد بعض الأشخاص أن بعض الأطعمة قد تؤدي إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لتطوير التهاب القولون التقرحي؟
يمكن أن يصيب التهاب القولون التقرحي الأشخاص من أي عمر، ولكن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به وهم :
- الأشخاص بين سن 15 و 35 عام.
- الأشخاص أكبر من 60 عام .
- الأشخاص الذين ليهم تاريخ عائلي من الإصابة بمرض التهاب الأمعاء أو مرض كورون.
ما هي علامات وأعراض التهاب القولون التقرحي؟
العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب القولون التقرحي هي الإسهال المصحوب بنزيف دموي ، وألم مزمن في البطن، وهناك علامات وأعراض أخرى تشمل :
- الشعور بالتعب .
- الغثيان .
- فقدان الشهية .
- فقدان الوزن .
- الحمى .
- فقر الدم .
وهناك أعراض أقل شيوعًا بين مرضى التهاب القولون التقرحي وهي :
- آلام في المفاصل .
- تهيج العين .
- الطفح الجلدي .
و يمكن أن تختلف الأعراض التي يتعرض لها الشخص اعتمادًا على شدة الالتهاب ومكان حدوثه في الأمعاء، ولكن عندما تظهر الأعراض لأول مرة ، تظهر على النحو التالي :
- معظم المصابين بالتهاب القولون التقرحي تظهر لديهم الأعراض السابق ذكرها بنسبة بسيطة في البداية.
- و يمكن أن يعاني حوالي 10 في المائة من الأشخاص من أعراض حادة ، مثل الحمى، والتشنج الشديد في البطن.
كيف يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي؟
يقوم الأطباء بتشخيص التهاب القولون التقرحي من خلال ما يلي:
- التاريخ الطبي والعائلي .
- اختبار بدني.
- فحوصات مخبرية.
- تنظير الأمعاء الغليظة.
إذ يقوم الأطباء بإجراء سلسلة من الاختبارات الطبية لاستبعاد اضطرابات الأمعاء الأخرى ، مثل متلازمة القولون العصبي ، أو مرض كرون ، أو مرض الاضطرابات الهضمية ، والتي قد تسبب أعراضًا مماثلة لأعراض التهاب القولون التقرحي.
التاريخ الطبي والعائلي :
أخذ التاريخ الطبي والعائلي يمكن أن يساعد الأطباء في تشخيص التهاب القولون التقرحي وفهم أعراض المريض، لذلك سوف يسأل الطبيب عن الحالات الطبية الحالية والسابقة والأدوية التي يتناولها المريض .
اختبار بدني:
قد يساعد الفحص البدني في تشخيص التهاب القولون التقرحي ، ويقوم الطبيب خلال الفحص بالإجراءات التالية :
- يتحقق من انتفاخ البطن ، أو التورم.
- يستمع إلى الأصوات داخل البطن باستخدام السماعة الطبية.
فحوصات مخبرية :
قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات مخبرية للمساعدة في تشخيص التهاب القولون التقرحي ، بما في ذلك اختبارات الدم والبراز.
تحاليل الدم :
يقوم فني المختبر بتحليل عينة الدم للكشف وجود :
- فقر دم.
- التهاب أو عدوى في مكان ما في الجسم.
- علامات تظهر وجود التهاب مستمر.
- انخفاض نسبة البروتين في الجسم وهو أمر شائع في المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي الحاد.
اختبارات البراز:
اختبار البراز يقوم خلاله فني مختبر بتحليل عينة البراز للتأكد من مرض آخر من أمراض الجهاز الهضمي ، مثل العدوى.
تنظير الأمعاء الغليظة :
تعد مناظير الأمعاء الغليظة من أكثر الطرق دقة لتشخيص التهاب القولون التقرحي ، واستبعاد الحالات الأخرى المحتملة ، مثل مرض كرون أو السرطان، و تشمل المناظير في الأمعاء الغليظة ما يلي :
تنظير القولون :
تنظير القولون هو عبارة عن اختبار يستخدم أنبوبًا طويلًا ومرنًا وضيقًا به كاميرا خفيفة وصغيرة في أحد طرفين الأنبوب ، و يطلق عليه منظار القولون يستخدم للنظر داخل المستقيم والقولون بأكمله ، و في معظم الحالات ، يساعد التخدير الخفيف للمرضى على الاسترخاء خلال فترة الاختبار .
وأثناء الاختبار سوف يستلقي المريض على طاولة أو نقالة بينما يقوم طبيب الجهاز الهضمي بإدخال منظار القولون في فتحة الشرج ويوجهه ببطء عبر المستقيم وفي القولون ، و يتم نفخ الأمعاء الغليظة بالهواء لمنح أخصائي الجهاز الهضمي رؤية أفضل، و ترسل الكاميرا صورة فيديو للبطانة المعوية إلى جهاز مما يسمح لأخصائي الجهاز الهضمي بفحص الأنسجة المبطنة للقولون والمستقيم بعناية .
و يمكن أن يُظهر تنظير القولون أنسجة متهيجة وقرحات ، ونمو غير طبيعي للأنسجة مثل البوليبات ، وهي عبارة عن قطع من النسيج التي تنمو على البطانة الداخلية للأمعاء ، و إذا اشتبه طبيب الجهاز الهضمي في التهاب القولون التقرحي ، فسيقوم بفحص خزعة القولون والمستقيم لدى المريض ، و الخزعة هي إجراء يتم خلاله أخذ قطع صغيرة من الأنسجة لفحصها بواسطة المجهر.
و سيقوم مقدمو الرعاية الصحية بإعطاء المرضى تعليمات كتابية لإعداد الأمعاء للخزعة في المنزل قبل الاختبار، كما سيقوم مقدم الرعاية الصحية أيضًا بتزويد المرضى بمعلومات حول كيفية العناية بأنفسهم باتباع الإجراءات .
تنظير السيني المرن :
التنظير السيني المرن هو اختبار يستخدم أنبوبًا مرنًا ضيقًا مع كاميرا خفيفة وصغيرة في أحد طرفي الأنبوب ، و يطلق عليه المنظار السيني ، ويستخدم للنظر داخل المستقيم والقولون ، وفي بعض الأحيان القولون الهابط ، و في معظم الحالات لا يحتاج المريض إلى التخدير خلال هذا الإجراء .
خلال الاختبار ، سوف يستلقي المريض على طاولة أو نقالة بينما يقوم مقدم الرعاية الصحية بإدراج المنظار السيني في فتحة الشرج ، ويوجهه ببطء عبر المستقيم والقولون السيني وأحيانًا القولون التنازلي ، و ترسل الكاميرا صورة فيديو للبطانة المعوية إلى جهاز مما يسمح لمقدم الرعاية الصحية بفحص الأنسجة المبطنة للقولون السيني والمستقيم ، وسيبحث مقدم الرعاية الصحية عن علامات الإصابة بأمراض مثل الأنسجة المهيجة والتورم والقرحة والأورام الحميدة.
و إذا اشتبه مقدم الرعاية الصحية في الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي ، فسيقوم بفحص خزعة القولون والمستقيم لدى المريض.
كيف يتم علاج التهاب القولون التقرحي؟
يعالج التهاب القولون التقرحي بواسطة :
- الأدوية .
- الجراحة .
العلاج الذي يحتاجه المريض يعتمد على شدة المرض والأعراض ، و في حين أنه لا يوجد دواء يعالج التهاب القولون التقرحي ، لكن كثير من الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي يحتاجون إلى علاج دوائي إلى أجل غير مسمى ، إلا إذا تم استئصال القولون والمستقيم جراحياً.
لذلك سوف يصف الأطباء للمرضى الأدوية التي تعالج أعراض المرض لدى الأشخاص وليس المرض نفسه وتشمل :
- Aminosalicylates
- الستيرويدات القشرية.
- المعدلات المناعية.
- حقنة شرجية والتي تقوم بضخ الدواء السائل في المستقيم باستخدام زجاجة خاصة ، و يعالج الدواء مباشرة التهاب الأمعاء الغليظة.
- رغوة المستقيم : هي مادة رغوية يضعها الشخص في المستقيم مثل حقنة شرجية ، و يعالج الدواء مباشرة التهاب الأمعاء الغليظة.
الأدوية التي تحتوي على حمض aminosalicyclic (5-ASA) ، الذي يساعد في علاج الالتهابات وتشمل :
- balsalazide
- ميسالازين .
- أولسالازين .
- سلفاسالازين .
الجراحة
سوف يحتاج بعض المرضى إلى عملية جراحية لعلاج التهاب القولون التقرحي عندما يكون لديهم الأعراض التالية :
- سرطان القولون.
- خلل في التنسج و وجود خلايا سرطانية في القولون.
- عدم تحسن الحالة الطبية للمريض على الرغم من العلاج.
- وجود آثار جانبية للأدوية تهدد صحة المريض .
وفي بعض الحالات يضطر الأطباء إلى إزالة القولون بأكمله ، بما في ذلك المستقيم ، و يمكن إجراء نوعين مختلفين من الجراحة لإزالة القولون وعلاج التهاب القولون التقرح وهما :
- استئصال المستقيم فقط .
- استئصال المستقيم و الخزان اللفائفي.
و قد يستغرق الشفاء التام من كلتا العمليتين من 4 إلى 6 أسابيع.
النظام الغذائي لمرضى التهاب القولون التقرحي :
لم يجد الباحثون أن الأطعمة والنظام الغذائي للمريض يتسببون في أيًا من أعراض التهاب القولون التقرحي ، ولكن التغذية الجيدة مهمة في علاج التهاب القولون التقرحي، إذ أن إجراء بعض التغييرات الغذائية يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض ، لذلك قد يوصي الطبيب ببعض التغييرات الغذائية مثل :
- تجنب المشروبات الغازية .
- تجنب الفشار والجلود النباتية والمكسرات وغيرها من الأطعمة الغنية بالألياف.
- شرب المزيد من السوائل .
- تناول وجبات ذات كمية أقل من المعتاد .
واعتمادًا على الأعراض أو الأدوية التي يتناولها مريض التهاب القولون التقرحي ، قد يوصي الطبيب بنظام غذائي معين ، مثل:
- اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية .
- اتباع نظام غذائي خال من اللاكتوز .
- نظام غذائي منخفض الدهون .
- نظام غذائي منخفض الألياف .
- نظام غذائي قليل الملح .
ما هي مضاعفات التهاب القولون التقرحي؟
يمكن أن تشمل مضاعفات التهاب القولون التقرحي
- نزيف مستقيمي : يحدث النزيف المستقيمي عندما تكون القرح في بطانة الأمعاء مفتوحة وتنزف ، و يمكن أن يسبب نزيف المستقيم فقر الدم ، لذلك فقد يحتاج الأشخاص الذين لديهم نزيف في الأمعاء خلال فترة زمنية قصيرة إلى إجراء عملية جراحية لوقف النزيف.
- الجفاف وسوء الامتصاص : و يحدث عندما تكون الأمعاء الغليظة غير قادرة على امتصاص السوائل والمواد الغذائية بسبب الإسهال والالتهابات، لذلك قد يحتاج المريض إلى السوائل الوريدية لتحل محل المواد الغذائية والسوائل المفقودة.
- التغيرات في العظام : و يمكن أن تسبب بعض الأدوية مثل كورتيكوستيرويد التي تعالج أعراض التهاب القولون التقرحي هشاشة العظام
التهاب القولون التقرحي وسرطان القولون :
الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون عندما يكون لديهم الأعراض الآتية :
- التهاب القولون التقرحي يؤثر على القولون بأكمله .
- إصابة الشخص بالتهاب القولون التقرحي لمدة 8 سنوات أو أكثر .
- التهاب مستمر في الأمعاء .
- التهاب الأقنية الصفراوية وهي حالة تؤثر على الكبد .
و يجب أن يتحدث الأشخاص المصابون بالتهاب القولون التقرحي مع الطبيب الخاص بهم عن عدد المرات التي يجب فيها فحص سرطان القولون.
و قد يوصي الأطباء بتنظير القولون كل سنة للأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي في ثلث القولون أو أكثر من الثلث ، أو في حال كان المريض مصابًا بالتهاب القولون التقرحي لمدة 8 سنوات .
وعلى الرغم من أن هذا الفحص لا يقلل من نسبة إصابة الشخص بسرطان القولون ، ولكن يمكن أن يساعد الفحص في تشخيص السرطان مبكراً وتحسين فرص الشفاء.