يوجد بجسم الإنسان العديد من الأوتار التي تربط العضلات بالعظام، ومن أكبر هذه الأوتار وتر اكيلس أو ما يعرف باسم وترالعرقوب، ولكن قد يتعرض هذا الوتر في حالات كثيرة للالتهاب مما يؤثر على الحركة، وفي هذا المقال سنوضح ما هو وتراكيلس وما هي أسباب التهاب هذا الوتر وأعراض الالتهاب ومضاعفاته وكيفية تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.
وتر اكيلس
هو أكبر وتر في جسم الإنسان، ويسمى أيضاً بأسم وتر العرقوب أو وتر أخيل، وهو الوتر الذي يربط عضلات الساق بعظم الكعب، ويستخدم هذا الوتر عند القفز والمشي.
يمكن أن يتحمل هذا الوتر قوة كبيرة، ولكن يمكن أن يؤدي وضعه تحت ضغط زائد مثل ممارسة النشاط البدني المستمر والمكثف إلى حدوث التهاب مؤلم في وتر العرقوب، يُعرف هذا الالتهاب باسم التهاب وتر العرقوب أو التهاب وتر اكيلس أو التهاب وتر أخيل.
أسباب التهاب وتر اكيلس
تشمل أسباب التهاب وتر العرقوب ما يلي:
- ارتداء أحذية غير مناسبة عند الجري أو ممارسة الرياضة.
- عدم إجراء تمارين الإحماء بشكل صحيح قبل ممارسة الرياضة.
- زيادة شدة التمرين بسرعة كبيرة.
- الجري على أسطح صلبة أو غير مستوية.
- إصابة عضلة الربلة( العضلة الخلفية في الساق) مما يزيد من الضغط على وتر اكيلس.
- البدء في ممارسة نشاط بدني مكثف فجأة.
عوامل الخطر
قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بوتر اكيلس ومنها الآتي:
- النوع وذلك لأن هذا الالتهاب أكثر شيوعاً في الرجال.
- يزيد خطر الإصابة بالتهاب وتر العرقوب مع تقدم العمر.
- تزيد الأقدام المسطحة (فلات فوت) أو الأقواس المتساقطة من الضغط على الوتر، مما يزيد من خطر الإصابة بوتر العرقوب.
- وجود نتوءات عظمية عند التقاء الوتر بالعظم، حيث يمكن أن تحتك هذه النتوءات بأوتار العرقوب، مما قد يلحق بها ضرراً كبيراً.
- يزيد تناول المضادات الحيوية التي تحتوي على الفلوروكينولون مثل: سيبرو وسيبروفوكساسين وجيميفلوكساسين من خطر الإصابة بالتهاب وتمزق الأوتار بما في ذلك وتر اكيلس مما جعل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تطلب إضافة هذا إلى الآثار الجانبية للدواء.
- يمكن أن تؤدي السمنة إلى إجهاد وتر أخيل.
- يزيد التهاب الأوتار في الطقس البارد أكثر من الطقس الدافئ.
- الأشخاص المصابون بالصدفية أو ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب وتر العرقوب.
أعراض التهاب وتر اكيلس
يتمثل العرض الرئيسي لالتهاب وتر العرقوب هو الشعور بألم الذي يزداد سوءًا مع مرور الوقت.
تشمل أعراض التهاب وتر اليكس الأخرى ما يلي:
- الشعور بألم على بعد بضعة سنتيمترات من مكان التقاء الوتر مع عظم الكعب.
- تيبس الجزء السفلي من الساق.
- الشعور بألم خفيف في الجزء الخلفي من الساق بعد الجري أو ممارسة الرياضة ولكن يزداد هذا الألم مع الوقت.
- ظهور ألم في الوتر أثناء الجري أو بعده بساعتين.
- ازدياد الألم عند الجري لفترة طويلة أو عند صعود السلالم.
- تورم وتر العرقوب.
مضاعفات التهاب وتر اكيلس
يمكن أن يؤدي التهاب وتر العرقوب إلى تمزق الوتر، وهي حالة تنكسية تسبب ألماً شديداً حيث يتغير فيها هيكل الوتر ويصبح عرضة للتلف الشديد.
التشخيص
تتشابه أعراض التهاب وتر اكيلس مع أعراض حالات كثيرة، لذا لابد من استشارة الطبيب من أجل التشخيص الدقيق.
يشخص الطبيب التهاب وتر العرقوب عن طريق الآتي:
- سؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها.
- إجراء فحص بدني من خلال الكشف على الجزء الخلفي من الكاحل والأوتار برفق لتحديد مصدر الألم أو الالتهاب.
- يختبر الطبيب أيضًا القدم والكاحل لمعرفة هل هناك تغير في الحركة والمرونة.
- قد يطلب الطبيب إجراء الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الفحص بالموجات فوق الصوتية، للتأكد من سبب الألم والتورم ومن أجل تحديد الضرر الذي أصاب الوتر.
علاج التهاب وتر اكيلس
يعتمد اختيار العلاج على شدة الحالة وشدة الضغط على الوتر أي إذا كان المريض رياضيًا محترفًا أم لا.
يعد الهدف من العلاج هو تخفيف الألم وتقليل التورم.
تشمل طرق علاج التهاب وتر اكيلس ما يلي:
- كمادات الثلج: قد يساعد وضع كمادات الثلج على الوتر عند الشعور بالألم أو بعد التمرين إلى تخفيف الألم والالتهاب.
- أخذ قسط من الراحة: لإعطاء الأنسجة الوقت الكافي للشفاء دون وضع أي ضغط عليها، يعتمد وقت الراحة المطلوبة على شدة الأعراض، أي في الحالات الخفيفة يمكن تقليل شدة التمرين فقط و لكن في الحالات الشديدة قد يحتاج المريض للراحة الكاملة لأيام أو أسابيع.
- رفع القدم: يمكن أن يقلل رفع القدم فوق مستوى القلب من التورم.
- مسكنات الآلم: يمكن تناول الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDS)، مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم والتورم.
- حقن الكورتيزون: قد يصف الطبيب في بعض الحالات حقن الكورتيزون لعلاج الالتهاب وتخفيف التورم ولكنه يرتبط أيضًا بخطر أكبر للإصابة بتمزق الأوتار.
- ضمادات الضغط: يمكن أن تساعد هذه الضمادات في التعافي لأنها تزيل الضغط عن الوتر.
الجراحة
قد يلجأ الطبيب لإجراء جراحة بهدف إصلاح الضرر الذي لحق بالوتر نتيجة التهاب وتر اكيلس، ولكن توصي الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام (AAOS) بالجراحة فقط إذا استمر الألم لمدة 6 أشهر أو أكثر.
تتضمن العملية الأكثر شيوعًا إطالة إحدى العضلتين اللتين تشكلان الربلة لمنح الكاحل نطاقًا أوسع من الحركة.
ممارسة تمارين الإطالة
يمكن اللجوء إلى اخصائي العلاج الطبيعي لتعليم تمارين الإطالة لتحسين المرونة وزيادة قوة ربلة الساق.
ومن أمثلة هذه التمارين ما يلي:
تمرين تمدد ربلة الساق
- الانحناء للأمام مع وضع اليدين على الحائط.
- وضع قدم واحدة على الأرض مع الحفاظ على استقامة الرجل، ووضع القدم الأخرى أمامها مع ثني الركبة.
- دفع الوركين نحو الحائط مع الاستمرار في ذلك لمدة 10 ثوانٍ.
- الاسترخاء ثم تكرار ذلك 20 مرة لكل قدم.
طرق الوقاية
يعد من الصعب الوقاية من الإصابة بالتهاب وتر اكيلس ولكن يمكن اتباع بعض النصائح للحد من عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة به.
تشمل هذه النصائح الآتي:
- زيادة مستوى وشدة النشاط تدريجيًا عند البدء في ممارسة أي نشاط بدني، يجب البدء ببطء وزيداة مدة النشاط وشدته تدريجياً.
- تجنب الأنشطة التي تسبب ضغطًا مفرطًا على الأوتار مثل الجري على المرتفعات.
- إجراء تمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة.
- اختيار أحذية مناسبة التي توفر توسيدًا مناسبًا للكعب ويجب أن يكون لها دعامة قوية للتقوس للمساعدة في تقليل الضغط على الوتر.
- لابد من ممارسة تمارين الإطالة يومياً لتمديد عضلات ربلة الساق في الصباح وقبل ممارسة التمارين الرياضية وبعد ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على المرونة، ومن أجل تجنب تكرار التهاب وتر العرقوب.
- تقوية عضلات ربلة الساق.
- التناوب بين الأنشطة عالية التأثير مثل الجري والقفز مع الأنشطة منخفضة التأثير مثل ركوب الدراجات والسباحة.