كيفية تشخيص السكتة الدماغية وطرق الوقاية منها
السكتة الدماغية هي حالة طارئة تحدث عندما تتمزق بعض الأوعية الدموية في الدماغ وتنزف بشكل حاد، أو عند انسدادها، بما يحول دون وصول الدم والأكسجين إلى أنسجة المخ. الأمر الذي يؤدي لاحقًا إلى تلف خلايا المخ والأنسجة وموتها في دقائق.
نتعرف في هذا المقال على أهم طرق التشخيص والعلاج، والأهم من ذلك كيف نتقي حدوث السكتة الدماغية.
تشخيص السكتة الدماغية
في البداية سيقوم طبيبك بسؤالك أنت أو أحد أفراد أسرتك عن الأعراض الخاصة بك، وماذا كنت تفعل عند ظهور هذه الأعراض.
سيستعلم عن تاريخك الطبي بحثًا عن عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
سوف يقوم أيضًا بالسؤال عن الآتي:
- الأدوية التي تتناولها.
- فحص ضغط دمك.
- الاستماع الى قلبك.
سيكون لديك أيضًا فحص جسدي، يقوم فيه الطبيب بتقييم ما يلي لديك:
- التوازن.
- التنسيق بين الحركات.
- الضعف.
- خدر في ذراعيك، وجهك، أو ساقيك.
- علامات الارتباك والتوهّم.
- مشاكل الرؤية.
سيقوم طبيبك بعد ذلك بإجراء بعض الاختبارات، حيث تستخدم مجموعة متنوعة من الاختبارات للمساعدة في تشخيص السكتة الدماغية.
أهمها يساعد بشكل كبير جدًا في تحديد:
- ما إذا كان لديك سكتة دماغية من عدمه.
- الأسباب المحتملة لهذه السكتة الدماغية.
- أي جزء من الدماغ قد تأثر.
- ما إذا كان لديك نزيف حالي في الدماغ.
ويمكن أن تحدد هذه الاختبارات أيضًا ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن شيء آخر.
اختبارات لتشخيص السكتات الدماغية
قد تمر بفحوصات مختلفة ليستطيع طبيبك تحديد ما إذا كنت مصابًا بسكتة دماغية ولكي يقوم كذلك باستبعاد الاحتمالات الأخرى.
وتشمل هذه الاختبارات:
تحاليل الدم: قد يسحب طبيبك الدم لعدة اختبارات، ويمكن لاختبارات الدم أن تحدد:
- مستويات السكر في الدم.
- إذا كان لديك عدوى.
- مستويات الصفائح الدموية الخاصة بك.
- مدى سرعة تجلط الدم لديك.
التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي: يمكنك إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو مسح التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو كليهما.
سوف يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في معرفة ما إذا كانت أنسجة المخ أو خلايا الدماغ قد تعرضت بالفعل للتلف، حيث توفر الأشعة المقطعية صورة مفصلة وواضحة لعقلك يظهر عادةً فيها نزيف أو تلف في الدماغ.
وقد تُظهر أيضًا أسبابًا أخرى لحالتك.
رسم القلب: قد يطلب طبيبك رسم القلب (ECG) أيضًا. يسجل هذا الاختبار البسيط النشاط الكهربائي في القلب، ويقوم بقياس إيقاعه وتسجيل مدى سرعة نبضه.
يمكن أن يحدد هذا ما إذا كنت تعاني من أي أمراض قلبية قد أدت إلى الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل النوبة القلبية السابقة أو الرجفان الأذيني.
تصوير الأوعية الدموية الدماغية: اختبار آخر قد يطلبه طبيبك لتحديد ما إذا كنت مصابًا بالسكتة الدماغية.
يقدم هذا صورة مفصلة على الشرايين في رقبتك ودماغك، ويمكن للاختبار إظهار الانسداد أو الجلطات التي قد تسببت في ظهور الأعراض.
الموجات فوق الصوتية: يمكن للموجات فوق الصوتية أن تظهر رواسب دهنية في الشرايين التي تمد الدم إلى كل من وجهك وعنقك ودماغك.
يمكن أن يُظهر أيضًا إذا كان هناك ضيق في الشرايين أو أنها قد انسدت تمامًا.
مخطط صدى القلب: مخطط صدى القلب يمكن أن يحدد مصادر للجلطات في قلبك، الجلطات التي ربما يتحرك البعض منها إلى الدماغ ويتسبب في حدوث السكتة الدماغية.
علاج السكتة الدماغية
التقييم الطبي السليم والعلاج الفوري أمران حيويان للشفاء من السكتة الدماغية.
وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، ينبغي على الجميع طلب المساعدة الطبية فورًا بمجرد إدراك أو حتى الشك في إصابته أو أحد أفراد أسرته بسكتة دماغية.
ويعتمد علاج السكتة الدماغية بشكل رئيسي على نوع السكتة الدماغية:
أولًا: نوبة نقص الدم العابرة (TIA)، والسكتة التي تحدث بسبب نقص الدم:
هذه الأنواع من السكتات الدماغية هي التي تحدث بسبب جلطة دموية أو انسداد ما في شرايين الدماغ. لهذا السبب، يتم التعامل مع كليهما بشكل مماثل إلى حد كبير.
ويشمل:
مضادات الصفائح الدموية ومضادات التجلط:
غالبًا ما يكون الأسبرين “مضاد الصفائح” خط الدفاع الأول ضد تلف السكتة الدماغية. يجب أن تؤخذ مضادات التجلط والأدوية المضادة للصفائح الدموية في غضون 24 إلى 48 ساعة بعد أن تبدأ أعراض السكتة الدماغية. من أشهر الأدوية المضادة للتجلط كذلك: عقارات الوارفارين (Jantoven، Coumadin).
أدوية إذابة الجلطة:
تقوم هذه الأدوية بتفتيت جلطات الدم في شرايين الدماغ، والتي تساعد في إيقاف السكتة الدماغية وتقلل من تلف المخ. يعتبر أحد هذه الأدوية الفعالة: منشط البلازمينوجين في الأنسجة ( Alteplase IV r-tPA )، خصوصًا خلال 3 إلى 4.5 ساعات بعد بدء أعراض السكتة الدماغية.
استئصال الجلطة عن طريق المنظار:
خلال هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإدخال قسطرة عن طريق وعاء دموي كبير داخل رأسك، ومن ثم يستخدم جهازًا معينًا ليقوم بسحب الجلطة من الوعاء الدموي. هذا الإجراء هو الأكثر نجاحًا فقط إذا تم إجراؤه بعد 6 إلى 24 ساعة من بدء السكتة الدماغية.
الدعامات:
إذا وجد طبيبك مكان ضعف في جدران الشرايين؛ فقد يقوم بإجراء لتوسيع الشريان الضيق مع تدعيم جدرانه.
الجراحة:
في الحالات النادرة التي لا تنجح فيها العلاجات الأخرى، قد يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة جلطة دموية أو بعض الترسيبات الدهنية من شرايينك.
قد يتم ذلك عن طريق قسطرة، وإذا كانت الجلطة كبيرة؛ فقد يفتح طبيبك شريانًا لإزالة الانسداد.
السكتة الدماغية النزيفية:
تتطلب السكتات الدماغية الناتجة عن النزيف أو التسربات في المخ استراتيجيات علاجية مختلفة.
وتشمل علاجات السكتة الدماغية النزيفية ما يلي:
الأدوية:
على عكس السكتة الدماغية الناتجة عن نقص الدم تمامًا، إذا كنت تعاني من سكتة دماغية نزيفية؛ فإن الهدف من العلاج تفسه سيكون تكوين جلطة دموية! لذلك؛ قد يتم إعطاؤك دواءً لمواجهة أي سيولة محتملة في الدم. يمكن كذلك وصف الأدوية التي من شأنها: أن تقلل من ضغط الدم، تخفيض الضغط في دماغك، منع النوبات، ومنع انقباض الأوعية الدموية.
الالتفاف:
خلال هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإدخال أنبوبًا طويلًا إلى منطقة النزيف أو الوعاء الدموي الضعيف. ثم يقوم بتثبيت جهاز ملتف في المنطقة التي يكون فيها جدار الشريان ضعيفًا. يمنع هذا تدفق الدم إلى هذه المنطقة، مما يقلل من النزيف.
التشبيك:
أثناء إجراء الأشعة، قد يكتشف الطبيب تمدد للأوعية الدموية لم يبدأ بعد بالنزيف أو قد توقف. ولمنع حدوث نزيف إضافي، قد يقوم الجراح بوضع مشبك صغير عند قاعدة تمدد الوعاء الدموي. يتسبب هذه في يقطع إمدادات الدم ومنع حدوث تمزق إضافي للوعاء وحدوث نزيف جديد.
الجراحة:
إذا وجد طبيبك أن تمدد الأوعية الدموية قد انفجر؛ فقد يقوم بإجراء عملية جراحية لقص الأوعية الدموية التالفة ومنع أي نزيف إضافي. كذلك قد تكون هناك حاجة إلى إزالة جزء من عظام الدماغ لتخفيف الضغط عليها بعد حدوث سكتة دماغية كبيرة.
بالإضافة إلى العلاج في حالات الطوارئ، سيقدم لك مقدمو الرعاية الصحية نصائح أخرى بشأن طرق منع حدوث الجلطات في المستقبل.
كيفية الوقاية من السكتة الدماغية
يمكنك اتخاذ خطوات للمساعدة في منع السكتة الدماغية من خلال اتباع نمط حياة صحي.
وهذا يشمل التدابير التالية:
- الإقلاع عن التدخين.
- عدم الإفراط في تناول الكحول.
- الحفاظ على الوزن باستمرار.
- إجراء الفحوصات المنتظمة لكولسترول وضغط الدم والبقاء على اتصال مع طبيبك.
- معالجة أي مشاكل في القلب قد تكون لديكم.
- إذا كنت مصابًا بمرض السكري، فقم باتخاذ خطوات للسيطرة عليه.
- سيساعد اتخاذ جميع هذه التدابير في جعلك في وضع آمن ويقيك بشكل كبير جدًا من حدوث السكتة الدماغية.
إذا كنت تشك في أنك تعاني من أعراض السكتة الدماغية، فمن الضروري أن تبحث عن علاج طبي فوري، حيث لا يمكن استخدام أدوية إذابة الجلطة إلا في الساعات الأولى بعد بدء ظهور علامات السكتة الدماغية.
العلاج المبكر هو أحد أكثر الطرق فعالية للتقليل من خطر المضاعفات طويلة الأجل والإعاقة. الوقاية كذلك ممكنة سواءً كنت تتقي حدوث السكتة الدماغية الأولى أو تحاول منع تكرارها. لذلك، استشر طبيبك لإيجاد استراتيجية وقائية مناسبة لك، تتضمن خلالها التدخل الطبي وتعديل نمط الحياة.