الصداع العنقودي.. تعرف على الأسباب وطرق العلاج

تحدث هجمات الصداع العنقودي عدة مرات في اليوم تبدأ بشكل مفاجئ وتستمر لفترة وتكون مؤلمة للغاية و تحدث الهجمات بشكل دوري، و يمكن أن تستمر نوبة من الهجمات المنتظمة بضعة أيام أو أسابيع أو أشهر. وتتضمن هذه الفترات أيام لا يوجد خلالها  صداع حسبما أفادت أبحاث طبية حديثة؛ فإن الصداع العنقودي ليس شائع إذ أنه يؤثر على1 من كل 1000 شخص و 6 من أصل كل 10 حالات مصابة بالصداع العنقودي رجال ومعظمهم من المدخنين. وعادة ما يبدأ بعد سن 20 سنة ويؤثر الصداع العنقودي عادة على جانب واحد من الرأس والمنطقة المحيطة بالعيون.

كما أكدت الأبحاث أن الصداع العنقودي أكثر شيوعًا خلال فصل الخريف مقارنة بباقي الفصول.

أعراض الصداع العنقودي

يؤثر الصداع العنقودي عادة على جانب واحد فقط من الرأس وغالبًا ما تظهر هجمات الصداع العنقودي فجأة وتدوم حوالي ساعة ثم تختفي فجأة.

وتتضمن الأعراض ألمًا شديدًا يبدأ سريعًا وعادةً دون سابق إنذار، وغالبًا ما يبدأ حول العين ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الرأس، بما في ذلك الوجه والعنق والكتفين.

وتشمل الأعراض أيضًا:

• الأرق.
• احمرار و تورم العين التي على جانب الألم.
• انسداد أو سيلان الأنف على جانب الألم.
• شحوب الوجه.
• تعرق الوجه.
• تدلى الجفن على جانب الألم.
• استيقاظ المريض من أثر الألم أثناء الليل.

ويمكن أن تستمر الهجمات من 15 دقيقة إلى عدة ساعات ولكن عادة لا تزيد عن ساعة.

و يتراوح عدد الهجمات من هجمة واحدة إلى ثلاثة في اليوم الواحد، وعلى الرغم من اختفاء الألم بعد الهجوم لكن الشخص قد يشعر بالتعب الشديد.

أسباب الصداع العنقودي

لم تتمكن الأبحاث الطبية من معرفة بالضبط ما هو سبب حدوث الصداع العنقودي.

ولكن وجدت الأبحاث أنه خلال أي هجوم يوجد نشاط كبير في المخ وتحديدًا في المنطقة المسؤولة عن التحكم في درجة حرارة الجسم والجوع والعطش.

لذلك يعتقد الأطباء أن هذه المنطقة تطلق مواد كيميائية تؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تدفق كمية أكبر من اللازم من الدم إلى المخ وهذا ما قد يسبب الصداع العنقودي.

كما أنه يسبب الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، خاصة بعد ممارسة الرياضة في الطقس الحار.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي غالباً ما يكون لديهم مستويات غير عادية من هرومنات الميلاتونين، وهرمونات الكورتيزول.

كما يعتبر الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية بانتظام مثل النتروجليسرين الذي يستخدم لعلاج أمراض القلب أكثر عرضة للإصابة به.

أنواع الصداع العنقودي

الصداع العنقودي العرضي:

هو عبارة عن سلسلة من الصداع الحاد تستمر عادة من أسبوع إلى 3 أشهر وفي بعض الحالات النادرة قد يستمر لمدة عام.

وعادة ما يتوقف الألم في فترة ما بين 6 إلى 12 شهرًا ثم يعود مرة أخرى من تلقاء نفسه.

الصداع العنقودي المزمن:

يمكن أن يستمر الصداع العنقودي المزمن لعدة أشهر أو سنة أو أكثر، يتخللها فترات قصيرة بدون ألم.

قد تتكون فترة هجمات الصداع من:

• هجوم واحد يوميًا يستمر من 15 دقيقة إلى 3 ساعات.
• الهجمات التي تحدث في نفس الوقت تقريبا كل يوم.
• الهجمات التي تحدث في الليل.

عوامل خطر الصداع العنقودي تشمل:

• الجنس: حوالي 6 في المئة من الناس الذين يعانون منه هم من الذكور.
• العمر: تبدأ معظم أنواع الصداع العنقودي بعد سن 20 عامًا.
• أصل عرقي: الصداع العنقودي شائع بشكل أكبر بين الناس من أصل أفريقي.
• التدخين: معظم الرجال الذين يعانون من الصداع العنقودي هم من المدخنين.
• استهلاك الكحول: الكحول يعتبر عامل رئيسي للإصابة بالصداع العنقودي.
• علم الوراثة: إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين يعاني من الصداع العنقودي، فهناك فرصة أكبر لأفراد نفس العائلة بالإصابة به.

علاج الصداع العنقودي 

لا يوجد علاج للصداع العنقودي ولكن يوجد عدد من المسكنات تهدف إلى تخفيف الأعراض وتقصير فترات الصداع.

وأحد هذه العلاجات عقار السوماتريبتان، وغيره من العلاجات بما في ذلك العلاج بالأكسجين الذي يمكن أن يساعد في الحد من شدة الهجمات.

وهناك مجموعة من مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين.

ولكن هذه العلاجات مع الأسف ليست فعالة لأن الألم يبدأ وينتهي بسرعة كبيرة وعندما يبدأ الدواء في العمل ربما تكون هجمة الصداع قد اختفت.

علاج الصداع العنقودي سريع المفعول:

تشمل العلاجات التي يمكن أن توفر الإغاثة السريعة:

استنشاق الأكسجين بنسبة 100 في المائة عبر قناع من 7 إلى 10 لترات في الدقيقة قد يؤدي إلى إحداث ارتياح كبير في غضون 15 دقيقة.

السوماتريبتان:

هي فئة من الأدوية يمكنها علاج الصداع النصفي، ويمكنه أيضًا أن يخفف من الصداع العنقودي، ويمكن تناول حقنتين منه خلال 24 ساعة كل حقنة على حدة.

ولكن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يصلح لهم هذا الدواء.

Dihydroergotamine:

هو مسكن ألم فعال، يمكن أن يؤخذ عن طريق الوريد أو الاستنشاق، ولكن على الأغلب سيعطيك الطبيب جرعة في الوريد لأنها أكثر فاعلية من الاستنشاق.

قطرات الأنف الموضعية : قطرات يدوكائين تعتبر علاج فعال للصداع العنقودي.

الجراحة:

قد تكون الجراحة خيارًا إذا لم تنجح العلاجات الدوائية، ويمكن إجراءها لمرة واحدة فقط وهي مناسبة للأشخاص الذين يعانون من الألم على جانب واحد فقط من الرأس.

تشمل العمليات الجراحية:

الجراحة التقليدية: قطع جزءًا من العصب الثلاثي الذي يخدم المنطقة خلف العين وحولها.

حقن الجلسرين: يتم حقن الجلسرين في أعصاب الوجه ويعتبرهذا العلاج الفعال أكثر أمانًا من العمليات الجراحية الأخرى.

ويجري الأطباء في الوقت الحالي التحقق فمن بعض خيارات العلاج الجديدة.

للوقاية من الصداع العنقودي

معظم الناس الذين يعانون من الصداع العنقودي يتناولون أدوية قصيرة وطويلة الأجل، ولكن في حالة حدوث هجمات بشكل متكرر أو إذا استمرت أحد الهجمات أكثر من 3 أسابيع، يوصى الأطباء بالعلاج الوقائي.

و سوف يأخذ الشخص العلاج فور بدء الصداع ، ويستمر حتى تنتهي فترة الصداع.

العلاج الطبيعي:

نظرًا لأن أسباب الصداع العنقودي لا تزال غير واضحة لا توجد تدابير معينة لمنع حدوثه.

ولكن الأطباء حددوا الأشياء التي يمكن أن تساعد في تقليل هجمات الصداع.

وتتمثل في:

• تجنب الكحوليات: في أوقات حدوث الصداع  قد يساعد الامتناع عن تناول الكحول في تقليل عدد هجمات الصداع.
• تجنب بعض الأدوية: يتسبب استنشاق النتروجليسرين في توسع الأوعية الدموية أو تكبيرها وهو مرتبط بنوبات الصداع العنقودية.
• تجنب ممارسة الرياضة في الطقس الحار لأنها قد تؤدي إلى حدوث صداع عنقودي.
• الحفاظ على درجة حرارة الجسم العادية: يمكن أن يؤدي الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم إلى حدوث صداع لدى الأشخاص المعرضين له.
• الإقلاع عن التدخين أو تجنبه: هناك نسبة أعلى بكثير من الأشخاص المصابين بصداع عنقودي هم من المدخنين مقارنةً بغير المدخنين، لذلك فإن الإقلاع عن التدخين قد يساعد في تقليل الهجمات.
• حافظ على نمط نوم منتظم: ارتبطت الصداع العنقودي بالتغيرات في روتين النوم.
• علاج الميلاتونين قد يساعد في علاج الهجمات التي تحدث في الليل، وهو عبارة عن بخاخات يتم تطبيقها داخل الأنف تساعد في تقليل عدد هجمات الصداع.