كيف تتجنب الصداع في نهار رمضان ؟
لشهر رمضان الكثير من الخصوصية، فهو شهر يتغير به نمط حياتك بالكامل. تتغير مواعيد النوم والأكل والكثير من العادات الأخرى. ولكن هل تساءلت يومًا عن كيف يتفاعل جسدك مع كل تلك التغييرات التي تطرأ عليه؟ كيف يتكيف معها لمدة شهر كامل؟ ما السبب الذي يجعل البعض يعانون من أعراض مثل الصداع والشعور بالإعياء؟ وكيف بإمكانك أن تفهم جسدك بشكل أدق فتحظى بصوم صحي مع متاعب أقل. نتحدث في تلك المقالة تحديدًا عن أسباب الصداع في نهار رمضان وكيفية تجنبه؟
الصداع في نهار رمضان :
يعاني العديد من الأشخاص الذين يصومون شهر رمضان من صداع خفيف إلى معتدل نتيجة عوامل عدة.
أهمها نقص السكر في الدم، وانسحاب الكافيين، وتغيير أنماط النوم وضغط الصيام نفسه.
في دراسة استطلاعية أجريت على مدى أربعة أشهر في جامعة مالايا. (قبل رمضان بشهرين، وأثناء شهر رمضان وبعده بشهر واحد).
تم إعطاء 83 حالة مذكرات يومية ليدونوا بها مدى شدة الصداع.
وفي نهاية كل شهر تم قياس شدة الصداع باستخدام مقياس الألم المزمن.
ووجدوا أن شدة الألم زادت في 48٪ من الأشخاص.
وخلصوا إلى أن الصيام في شهر رمضان كان عاملاً مهماً في الصداع.
غالبًا ما يحدث ظهور الصداع في فترة ما بعد الظهر أو في المساء قبل الإفطار مباشرة. عادة ما يزداد تكرار الصداع طوال فترة الصيام.
ومن المرجح أن يصاب هؤلاء الأشخاص بالصداع في أوقات أخرى من العام بخلاف شهر رمضان. ومع ذلك هناك بعض المرضى الذين يعانون من الصداع خلال هذا الوقت ليس لديهم تاريخ مرضي من الصداع أو الصداع النصفي.
أسباب الصداع في نهار رمضان :
انسحاب الكافيين:
يسلط العديد من الأطباء الضوء على انسحاب الكافيين باعتباره السبب الأكثر شيوعًا للصداع أثناء الصيام.
يمكن للمرضى في كثير من الأحيان منع الصداع عن طريق تقليل استهلاك الكافيين في الأسابيع التي تسبق شهر رمضان.
بينما قد يمنع فنجان من القهوة القوية قبل بدء الصيام خلال اليوم من الصداع الناتج عن الكافيين.
انخفاض نسبة السكر في الدم :
يمكن أن يسبب انخفاض نسبة السكر في الدم الصداع لدى العديد من الأشخاص. يحدث ذلك إذا تم تناول وجبة تحتوي على نسبة عالية من السكر قبل بدء صيام اليوم. فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم يتبعه انخفاض سريع قد يؤدي إلى الصداع.
تناول وجبة تحتوي على نسبة منخفضة من السكر قبل الصيام قد يمنع ظهور الصداع خلال النهار.
الجفاف:
الجفاف هو عامل آخر شائع. تناول كمية كافية من السوائل قبل بداية الصيام يمكن أن يمنع الصداع في نهار رمضان.
يحتوي دماغ الإنسان على أكثر من 75 ٪ من الماء. وهو حساس للغاية لكمية المياه المتاحة له.
عندما يكتشف الدماغ أن إمدادات المياه منخفضة للغاية، فإنه يبدأ في إنتاج الهيستامين.
هذه العملية هدفها تقنين وحفظ المياه. وذلك من أجل حماية الدماغ في حالة استمرار نقص المياه لفترة طويلة.
يتسبب الهيستامين بشكل مباشر في الشعور بالألم والإرهاق. يوصي الأطباء بإن يحاول المصابون بالصداع تجنب التعرض لمحفزات أخرى مثل احتباس السوائل والإجهاد وقلة النوم خلال نهار رمضان.
فالراحة والنوم في كثير من الأحيان يساعدان في منع التعرض للصداع. ويختفي الألم الناتج عن زيادة الهيستامين غالبًا عند الإفطار.
الأدوية الوقائية لتجنب الصداع في نهار رمضان:
يشمل الدواء الوقائي الذي يستمر لمدة اثنتي عشرة ساعة كاملة مستحضرات مثل قرص نابروكسين الصوديوم. هذا الدواء يؤخذ كجرعة وحيدة من 500 ملغ قبل بدء الصيام. تباع هذه الأقراص دون وصفة طبية في الصيدليات.
متى تتصل بطبيبك؟
يجب عليك ذلك إذا استمر شعورك بالصداع بعد رمضان أو زادت شدته. وعليك أن تعلم أنه لا يوجد تخصص طبي واحد قد يغطي جميع الأسباب الجسدية والنفسية للصداع.
فإذا أصبح شعورك بالصداع عرضًا مزمنًا لا يتعلق بالصوم، فعليك البدء في طلب الاستشارة الطبية لمعرفة سبب صداعك.
في النهاية، فإن الصداع في نهار رمضان من أكثر الأعراض شيوعًا لأسباب عدة. ولحسن الحظ هناك العديد من الوصايا والعادات الصحية السليمة التي لو اتبعت فإنها تهون الكثير من متاعب الصيام.