الصيام للحوامل : أشياء ينبغي على الحامل أن تضعها في الاعتبار
يعد الصيام واحدًا من الأعمدة والركائز الأساسية في معظم الديانات. ويعمد المسلمون إلى صيام شهر رمضان الذي نحن بصدده. في هذا المقال نتناول أهم الموضوعات الخاصة بـ الصيام للحوامل. وما إذا كان ينبغي عليهن الصوم أو لا.
ما هي احتياجات المرأة الغذائية المعتادة أثناء الحمل؟
ينبغي علينا أولًا فهم احتياجات المرأة الحامل من الغذاء. بشكل عام يجب أن تحصل المرأة على:
- ثلاثة مصادر غنية بالكالسيوم يوميًا مثل: (لبن، زبادي، جبن، خضروات، لوز).
- أغذية تحتوي على عناصر غنية بالطاقة في كل وجبة مثل: (100٪ من منتجات القمح الكامل، الخضروات النشوية، الفواكه، الحليب، الزبادي، الفاصوليا، العدس، الشعير)
- 5-9 حصص من الخضار والفواكه.
- البروتين الخالي من الدهون في كل وجبة، أو الوجبات التي تحتوي على دهون صحية (السمك، البيض، الفاصوليا، العدس، الدواجن، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، المكسرات، الأفوكادو، والزيوت النباتية).
ما هي مخاطر الصيام للحوامل ؟
تختلف النتائج البحثية بشكل كبير جدًا حول سلامة الصيام للحوامل. فبعض الدراسات لا تكاد تظهر أية تأثيرات على الأم والطفل. في حين قد وجدت دراسات أخرى أن النساء اللواتي يصمن ربما يحدث لهن بعض المشاكل. وأهم المشاكل المذكورة هي المخاض (الولادة) قبل الأوان، أو انخفاض الوزن عند الولادة، أو قصر القامة. لكن ربما كانت أكثر النتائج المسجلة لدى الأجنة أثناء الصيام هي انخفاض عملية التنفس في الجنين، الأمر الذي يزول بمجرد تناول الأم الطعام. كما أظهرت بعض الأبحاث كذلك أن الامتناع عن تناول الطعام بشكل مطول يمكن أن يسبب إنتاج أجسام كيتون. وهي جزيئات ينتجها الكبد خلال فترات قلة تناول الطعام والتي قد يكون لها تأثيرًا سلبيًا على الجنين.
من الناحية الغذائية، يكون خطر الجفاف بالطبع أكبر في النساء الحوامل. خصوصًا اللواتي يصمن في البلاد ذات الطقوس الحارة ولفترات زمنية أطول من 12 ساعة. لكن قد أظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي يتناولن وجبات منتظمة قبل الفجر وبعد الإفطار خلال شهر رمضان: لم يكن لديهن تغيرات في كمية السائل الأمنيوسي (السائل الذي يحيط بالجنين). ويعد هذا أمرًا جيدًا. بشكل عام، أهم شيء يجب القيام به هو التحدث إلى طبيب التوليد حول إمكانية الصوم بالنسبة لك. قد يعتمد ذلك على عوامل معينة مثل: في أي مدة أنت من حملك، وما إن كان هناك حالات طبية كامنة لديك أنت وطفلك.
إذا خططت المرأة الحامل للصيام، فماذا تفعل للاستعداد لذلك ؟
من الضروري جدًا مبدأيًا شُرب الماء بانتظام، وعدم التعرض للجفاف. تأكدي من شرب 8 أكواب من الماء على الأقل يوميًا وتجنب أي نشاط شاق قد يسبب فقدان السوائل. يمكنك شرب الماء بانتظام لعدة أيام حتى قبل أن تخططي للصيام. بالإضافة إلى الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الفواكه والخضروات. وعند الإفطار، يمكن أن يساعد تناول بعض الفواكه المجففة كالتمر في تعويض الماء.
متى يمنع منعًا باتًا الصيام للحوامل ؟
يجب أن تُنصح الحوامل المصابات بالحالات الآتية بعدم الصيام مطلقًا:
- فقر الدم (الأنيميا).
- ضغط دم غير طبيعي (منخفض أو مرتفع).
- داء السكري (الحمل أو ما قبل الحمل).
- العدوى النشطة، مثل التهاب المعدة والأمعاء أو عدوى المسالك البولية.
- ضعف أو تعب.
- زيادة غير كافية في الوزن.
- الغثيان / القيء أثناء الحمل.
- الحمل المزدوج في الثلث الثاني والثالث.
- تاريخ لولادة سابقة قبل الأوان أو انقباضات حالية للرحم.
- سابقة تأخر النمو في العائلة.
- سابقة اضطراب من اضطرابات الأكل.
هل تصوم المرأة إذا كانت ترضع ؟
قد يؤثر الصيام على إمدادات الحليب في المرأة، كما يقلل من الإمدادات الغذائية المطلوبة للرضاعة الطبيعية. لذلك، فالنساء اللواتي يرضعن؛ يعفين بشكل مطلق من الصيام الديني. لا تشعري أبدًا بالذنب إن كنتِ تنتظرين مولودًا، أو كنت ترضعين جنينك طبيعيًا واخترت عدم الصيام على الإطلاق. فكل الأديان تمنح الأمهات الحوامل والمرضعات تيسيرات بهذا الشأن. ولا شك أن سلامتك وسلامة أطفالك دائمًا هي الأولوية القصوى!