قد تلاحظ معظم الأمهات أن طفلها يقشط الطعام بعد الرضاعة، وقد تشعر بالقلق من أن الطفل مريض ولا يحصل على ما يكفي من الطعام، وقد تخشى تغيير ملابسها وملابس طفلها للمرة الثالثة اليوم أو تضطر إلى تنظيف السجاد للمرة العاشرة هذا الأسبوع، وقد تشعر أيضًا بالحزن والعجز لأنه لا يبدو أن هناك أي شيء يمكن القيام به لوقف القشط عند طفلها، مع وجود الكثير من المشاعر التي تدور في رأس الأم، قد يكون من الصعب معرفة: هل هذا طبيعي أم لا، وفي هذا المقال، سنوضح ما هو القشط عند الرضع وما هي أسبابه وما الفرق بين القشط والقئ ومتى يجب استشارة الطبيب مع تقديم بعض النصائح للحد من القشط.
ما هو القشط الطبيعي عند الرضع؟
يعد القشط تدفقًا سريعًا وسلسًا للسوائل من المعدة لأعلى وللخارج أثناء الرضاعة أو بعدها بفترة قصيرة.
عادة، لا يؤدي القشط عند الرضع إلى فقدان الوزن، على الرغم من أنه يبدو وكأن الطفل يخسر كمية كبيرة من الطعام، إلا أنه في معظم الحالات يكون في الواقع كمية صغيرة فقط.
إنه من الطبيعي جداً لمعظم الأطفال قشط حليب الثدي أو اللبن الصناعي من حين لأخر.
قد يحدث القشط عند معظم الأطفال، وعلى الرغم من أن ذلك إلا أن المضاعفات التي يُطلق عليها مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) يمكن أن تحدث لدى بعض الأطفال فقط.
وقد تشير بعض العلامات إلى أن ما يعاني منه الطفل ليس قشط طبيعي ولكنه ارتجاع المريء، وتشمل هذه العلامات ما يلي:
- الاختناق من البصق عند خروجه
قد يبدو وأن الطفل غير سعيد وغير مرتاح بسبب حرقة واضحة في المعدة أو ارتجاع مؤلم طوال اليوم.
- زيادة ضعيفة في الوزن
لذلك، يجب استشارة الطبيب إذا ظهرت أي علامات ارتجاع المريء أو علامات أي مرض آخر بما في ذلك القيء.
ما هي أسباب القشط؟
بما أن الجهاز الهضمي لدى الأطفال حديثي الولادة مازال في نمو مستمر، فقد يكون هناك المزيد من القشط عند الرضع في الأشهر القليلة الأولى.
عندما يرضع الأطفال، ينزل الحليب من الحلق إلى المريء ثم المعدة، حيث يرتبط المريء بالمعدة بواسطة حلقة عضلية تسمى العضلة العاصرة للمريء السفلية.
تفتح هذه العضلة العاصرة للسماح للحليب بالدخول إلى المعدة ثم تغلق احتياطيًا على الفور.
ولكن، في حالة الأطفال الأقل من 6 أشهر، قد تكون هذه العضلة غير ناضجة تماماً، وقد يسبب ذلك ارتجاع الحليب مما يؤدي إلى القشط.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ثلاثة أسباب رئيسية تسبب القشط عند الرضع، بما في ذلك ما يلي:
- الإفراط في تناول الطعام
يمكن أن يكون تناول الكثير من الطعام بسرعة كبيرة هو السبب في القشط، لأن معدة الأطفال صغيرة.
قد تمتلئ معدة الطفل الذي يتناول الكثير من الحليب في كل رضعة، وتخرج الحليب الإضافي الذي لا تستطيع بطنه تحمله.
- الحساسية تجاه بعض الأطعمة أو المشروبات في نظام الغذائي الخاص بالأم
قد تنتقل المواد المسببة للحساسية إلى حليب الثدي وتتسبب في القشط.
- ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة
الطفل الذي يشرب بسرعة كبيرة يبتلع الهواء مع الحليب، ويعد ذلك صحيح بشكل خاص إذا كان هناك إفراط في تناول الحليب.
ما الفرق بين القشط والقيء؟
على الرغم من أنه من الهام جداً، تحديد ما إذا كان بصق الطفل قشط طبيعي أم قئ، إلا أنه قد يكون من الصعب التفرقة بينهم.
يوجد العديد من العلامات المميزة التي يمكن أن تساعد عادة في معرفة الفرق بينهما، وتشمل هذه العلامات ما يلي:
القشط
عادة ما يظهر القشط بسرعة ولا يصدر الطفل صوتاً عند حدوثه، وعادة، ما يكون الرضع الذين يبصقون سعداء بشكل عام قبل وأثناء وبعد.
ويعد القشط عند الرضع أكثر شيوعًا في الأشهر الأولى من حياة الطفل، حيث يبدأ القشط عادة قبل أن يبلغ الطفل 6 أشهر.
لكنه عادةَ ما يحدث بشكل أقل عندما يقترب الطفل من عمر سنة وما بعده.
القئ
غالبًا ما يكون القيء مجرد عرض واحد من أعراض حالة مرضية، وليس مرضًا في حد ذاته، لذلك، يظهر القيء عادةً مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل الحمى أو الإسهال.
في معظم الحالات، تأتي نوبات القيء بسرعة وتنتهي بسرعة، لأنها مرتبطة بالمرض الأساسي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يصدر الطفل صوتاً عند القيء، بجاب أنه لونه قد يميل للأخضر بسبب العصارة الصفراوية من الكبد.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يمكن عادةً التعامل مع القشط الطبيعي في المنزل ولا يتطلب الاتصال بطبيب الأطفال الخاص بالطفل.
في معظم الحالات، يعد القشط عند الرضع أمراً طبيعياً، ولكن، في بعض الحالات، قد يشير القشط إلى وجود مشكلة ما.
لذلك، يجب استشارة الطبيب في حالة ظهور الأعراض التالية:
- خسارة الوزن.
- يبدو متعباً طوال اليوم بسبب الانزعاج.
- خروج سوائل من المعدة بألوان مختلفة مثل، الأحمر الوردي أو الأصفر الغامق أو الأخضر الصفراوي.
- إذا كان الطفل يقشط بعد 12 شهرًا من عمره، أو إذا كان القشط يتزايد، أو يبدو أنه يفقد وزنه.
- في حالة قشط أو تقيؤ دمًا أو صفراء.
- إذا كان الطفل يختنق بالحليب إلى النقطة التي يتحول فيها إلى اللون الأزرق.
- في حالة قيء الأطفال الأقل من 12 أسبوعًا.
يستطيع طبيب الأطفال قادرًا على النظر في الأعراض وإجراء الاختبارات لتحديد ما إذا كان الطفل قد أصيب بمرض ارتجاع المريء أو تضيق البواب أو أي مرض محتمل آخر.
إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يصف الطبيب بعض الأدوية و / أو العلاجات الطبية للتدخل.
يمكن أن يكون القيء خطيرًا، خاصة في الأشهر الأولى من الحياة، لأن، خلال فترات المرض، قد تزيد احتمالية اصابة الأطفال الرضع بشكل خاص بالجفاف.
سواء كان الطفل يقشط أو يتقيأ، من المهم أن تراقب الطفل للتأكد من احتفاظ الطفل بالسوائل الكافية إذا كان مريضًا.
هل يمكن أن يؤثر القشط على نمو الطفل؟
لا يتعارض القشط الطبيعي عند الرضع مع صحة الطفل، طالما أن الطفل يبدو مرتاحًا ويأكل بشكل جيد ويزداد وزنه.
فلا داعي للقلق، إذا كان الطفل يكتسب وزنًا، ولن يتضرر من السعرات الحرارية التي يفقدها من خلال القشط.
مع الأخذ في الاعتبار، أنه من السهل تقدير الكمية التي يقشطها الطفل بناءً على حجم بقعة القشط.
متى يتوقف القشط؟
عادة، ما يتوقف القشط عند الرضع في عمر 12 شهرًا.
نصائح للوقاية من القشط
يمكن اتباع بعض الإرشادات للحد من القشط عند الرضع، بما في ذلك ما يلي:
- إعطاء وجبات صغيرة للرضع.
- الحفاظ على بقاء الطفل مستقيماً بهدوء لمدة 20 إلى 30 دقيقة بعد الرضاعة، مع تجنب الحركات السريعة والقوية.
- إبطاء الرضاعة وأخذ فترات راحة متكررة للتجشؤ.
- تجنبي الملابس والحفاضات الضيقة التي يمكن أن تضغط على معدة الطفل.
- تغيير النظام الغذائي الخاص بالأم، حيث يمكن تجربة إزالة بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان.
- تجنب وضع الطفل على بطنه أو على ظهره.
- عدم إضافة الأطعمة الصلبة إلى الببرونات، ما لم يوصي الطبيب بذلك.
- إذا كان الطفل يقشط، لكنه سعيد ويزداد وزنه، فلا داعي للاندفاع لإطعامه مرة أخرى على الفور.