يحتوي الجسم على كثير من الغدد التي تفرز الهرمونات المسئولة عن التحكم في وظائف الجسم المختلفة، ومن ضمن هذه الغدد الغدة الدرقية، التي تعمل على تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، ولكن، قد تصاب الغدة بمشكلة تؤدي إلى حدوث فرط نشاط بها أو قصور، مما يؤدي إلى ظهور الكثير من الأعراض، وفي هذه الحالة قد يطلب الطبيب إجراء تحليل الغدة الدرقية لتشخيص المشكلة بها وعلاجها.
لذلك، سنوضح في هذا المقال، ما هي الغدة الدرقية وما هو تحليل الغدة الدرقية ومتى يطلب الطبيب إجرائه وهل إذا كان التحليل يحتاج إلى صيام وكيف يمكن إجراء التحليل وما هي مخاطره وكيف يمكن قراءة نتائجه ومتى يمكن تكرار التحليل وهل الدورة الشهرية تؤثر عليه وما هي علاقته بزيادة الوزن.
ما هي الغدة الدرقية؟
هي غدة صغيرة توجد في الجزء السفلي الأمامي من الرقبة، هي مسؤولة عن المساعدة في تنظيم العديد من العمليات الجسدية، مثل التمثيل الغذائي وتوليد الطاقة و تظبيط المزاج.
تنتج الغدة الدرقية نوعين من الهرمونات الرئيسية هما:
- T3
- T4
قد يؤدي الخلل في إنتاج الهرموني إلى ظهور الكثير من الأعراض.
فإذا لم تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هذه الهرمونات، فقد تظهر أعراضًا مثل زيادة الوزن ونقص الطاقة والاكتئاب، وتسمى هذه الحالة بقصور الغدة الدرقية.
أما في حالة إفراز الكثير من الهرمونات، فقد يعاني الشخص من فقدان الوزن ومستويات عالية من القلق والرعشة، وتعرف هذه الحالة باسم فرط نشاط الغدة الدرقية.
تُنظم كمية T4 و T3 التي تفرزها الغدة الدرقية بواسطة الغدة النخامية التي تقع تحت الدماغ.
حيث تستشعر الغدة النخامية مستوى هرمونات الغدة الدرقية في مجرى الدم، تمامًا كما يستشعر منظم الحرارة في غرفة المعيشة درجة الحرارة.
إذا انخفض مستوى هرمونات الغدة قليلاً عن المعدل الطبيعي، تتفاعل الغدة النخامية عن طريق إفراز هرمون يسمى هرمون الغدة الدرقية (TSH)، والذي ينشط الغدة الدرقية لإنتاج المزيد من T4.
عندما ترتفع مستويات هرمون الغدة الدرقية عن المعدل الطبيعي، تتوقف الغدة النخامية عن إفراز هرمون الغدة الدرقية TSH، وذلك لتتوقف الغدة الدرقية عن إفراز هرمون T3.
لذلك، عندما يشك الطبيب في وجود مشكلة ما في الغدة الدرقية، فقد يطلب تحليل الغدة الدرقية.
ما هو تحليل الغدة الدرقية؟
هي مجموعة من اختبارات الدم المستخدمة لقياس مدى كفاءة عمل الغدة الدرقية، وقد يتضمن تحليل الغدة ما يلي:
- T3
- T4
- TSH
في معظم الحالات، يُقاس مستوى TSH أولاً، لأنه إذا كان طبيعيًا، فمن المحتمل جدًا أن تعمل الغدة الدرقية بشكل طبيعي.
مع الاستثناء من ذلك هو عند الاشتباه في وجود مشكلة في الغدة النخامية نفسها، وفي هذه الحالة يجب قياس T4 أيضًا.
عادة، ما يُقاس T4 بالإضافة إلى TSH عند الأطفال، حيث أن T4 ضروري لنمو الدماغ.
تستخدم العديد من المعامل نظام “التسلسل”، كالآتي:
إذا كان مستوى TSH أعلى من المعدل الطبيعي، سوف يُقاس T4 في الدم.
أما إذا كان مستوى TSH أقل من المعدل الطبيعي، فسوف يُقاسT4 وT3 في الدم.
متى يطلب الطبيب إجراء تحليل الغدة الدرقية؟
قد يطلب الطبيب إجراء تحليل الغدة في الحالات الآتية:
- ظهور أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها.
- تورم في الرقبة.
- معدل ضربات قلب غير منتظم أو سريع.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول الذي يسبب تصلب الشرايين وتراكم الدهون في الشرايين.
- هشاشة العظام.
- وجود مشاكل في الخصوبة.
- عدم انتظام دورات الحيض غير الطبيعية.
- حدوث إجهاض متكرر.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- تاريخ عائلي اضطرابات المناعة الذاتية، مثل مرض السكري من النوع 1، والبهاق، وما إلى ذلك.
- الشعور بتوعك بعد الولادة.
- التخطيط للحمل أو في بداية الحمل، ولكن مع وجود تاريخ عائلي أو تاريخ شخصي لاضطرابات الغدة الدرقية، أو تاريخ سابق من التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، أو داء السكري من النوع 1.
قد يوصي الطبيب بإجراء تحليل الغدة الدرقية مرة في السنة، أو أكثر من مرة خلال العام في بعض الحالات، بما في ذلك ما يلي:
- تشخيص الإصابة باضطراب في الغدة الدرقية.
- أخذ علاج لفرط نشاط الغدة الدرقية في الماضي، أي أن كان نوعه (اليود المشع، جراحة الغدة الدرقية، الأدوية).
- التعرض للإشعاع في الرأس والرقبة بعد الجراحة لسرطان الرأس والرقبة.
- قبل تلقي العلاج بالأميودارون أو الليثيوم أو اليمتوزوماب، من 6 إلى 12 شهرًا أثناء العلاج و 12 شهرًا بعد العلاج.
هل تحليل الغدة الدرقية يحتاج صيام؟
لا يحتاج هذا التحليل إلى الصيام أو إجراء أي استعدادات له.
كل ما هو عليك، إذا طلب منك الطبيب إجراء التحليل، فاذهب إلى معمل التحاليل على الفور.
كيفية إجراء تحليل الغدة الدرقية؟
تؤخذ عينة دم من وريد الذراع، حيث تسحب عينة الدم بواسطة إبرة تدخل في الوريد من الداخل، ويجمع الدم في أنبوب، وترسل إلى المختبر لتحليلها.
ما هي مخاطر تحليل الغدة؟
لا يسبب تحليل الغدة الدرقية أي مخاطر خطيرة، فسحب الدم هو إجراء روتيني طفيف التوغل وليس له العديد من المخاطر.
ولكن، قد يلاحظ الشخص كدمات أو وجعاً طفيفاً في مكان إدخال إبرة السحب خلال الأيام التي تلي سحب الدم مباشرة.
يمكن أن يساعد وضع كيس ثلج على المنطقة المصابة أو تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية في تخفيف الألم.
كيف تقرأ نتائج تحليل الغدة الدرقية؟
يمكن تقسيم نتائج التحليل إلى ما يلي:
- إذا فشلت الغدة الدرقية، فإن تركيزات T4 و T3 تسقط مما يؤدي إلى زيادة إطلاق TSH من الغدة النخامية.
- أما إذا أصبحت الغدة الدرقية مفرطة النشاط، ستزيد نسبة هرمونات الغدة الدرقية في الدم، وستقل نسبة هرمون TSH.
- ولكن، في حالة مجموعة متنوعة من الأمراض التي لا تؤثر بشكل مباشر على الغدة الدرقية، قد لا تعمل آلية إطلاق هرمون TSH بشكل صحيح، لذلك قد يقل إطلاق TSH وقد ينخفض T4 و T3 في الدم نتيجة لذلك، وبما أن الغدة النخامية لا تستجيب، فإن هرمون TSH لا يرتفع.
- في بعض حالات فشل الغدة النخامية، لا يحدث إنتاج هرمون TSH بشكل طبيعي (غالبًا ما يرتبط بانخفاض أو زيادة إنتاج الهرمونات الأخرى).
- يمكن في حالات نادرة جداً، قد تزداد تركيزات TSH بسبب ورم في الغدة النخامية، وفي هذه الحالة تنتج الغدة الدرقية وتطلق كميات متزايدة من T4 و T3، وقد يعاني المريض من أعراض مرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
يلخص الجدول التالي قراءة تحليل الغدة الدرقية وتفسير نتائجه:
| TSH | T4 | T3 | التفسير |
| عالي | طبيعي | طبيعي | قصور خفيف في الغدة الدرقية |
| عالي | منخفض | منخفض أو طبيعي | قصور الغدة الدرقية |
| منخفض | طبيعي | طبيعي | فرط خفيف في نشاط الغدة الدرقية |
| منخفض | عالي أو طبيعي | عالي أو طبيعي | فرط نشاط الغدة الدرقية |
| منخفض | منخفض أو طبيعي | منخفض أو طبيعي | مرض غير الغدة الدرقية، حيث نادراً ما يحدث قصور الغدة الدرقية بسبب مرض الغدة النخامية. |
متى يمكن تكرار تحليل الغدة الدرقية؟
إذا كان هناك حاجة إلى تكرار التحليل، فيجب تكراره في غضون 3 إلى 6 أسابيع بعد أول تحليل وليس قبل ذلك.
لأنه عادة ما تتغير الغدة الدرقية ببطء، يعني ذلك أنه نادراً ما يتغير حال الغدة الدرقية بسرعة إلى النشاط المفرط أو الخمول.
فقد يستغرق الأمر بضعة أسابيع على الأقل، أو حتى بضعة أشهر.
هل تؤثر الدورة الشهرية على تحليل الغدة الدرقية؟
لا تؤثر الدورة الشهرية على التحليل ونتيجته، فيمكن عمل التحليل في حالة الحيض.
إذا طلب الطبيب إجراء تحليل الغدة الدرقية لتشخيص مشكلة ما، فيجب عدم إهمال ذلك، بل إجراء التحليل في أسرع وقت ممكن للحصول على العلاج المناسب قبل حدوث أي مضاعفات.
ما هي العلاقة بين تحليل الغدة الدرقية وزيادة الوزن؟
إذا كان هناك زيادة غير مبررة في الوزن مع المعاناة من أعراض أخرى مثل الشعور بالكسل والبرودة، فقد يطلب الطبيب إجراء تحليل الغدة، للتأكد ما إذا كان هناك قصور في الغدة الدرقية أم سبب زيادة الوزن عامل أخر.
