سرطان البلعوم
البلعوم هو أنبوب يمتد من خلف الأنف حتى بداية العنق، ويتكون البلعوم من عدة أجزاء وهي البلعوم الأنفي والبلعوم الفموي والبلعوم الحنجري.
يحتوي البلعوم على صندوق الصوت والأحبال الصوتية، لذا أي خلل في البلعوم قد يغير من صوت المريض.
ويعد سرطان البلعوم من أهم أنواع سرطان الرأس والرقبة، فماهو سرطان البلعوم وماهي أهم أسبابه؟
ما هو سرطان البلعوم؟
سرطان البلعوم هو نمو للخلايا السرطانية في الخلايا السطحية المبطنة للبلعوم.
وقد يصيب السرطان أي جزء من البلعوم كالبلعوم الأنفي أو البلعوم الفموي أو قد يصيب الأحبال الصوتية نفسها.
يعد سرطان البلعوم من أندر أنواع السرطان ومن أصعب الأنواع في التشخيص، ذلك لصعوبة الوصول لتلك المنطقة بالأدوات التشخيصية.
ما هي أسباب الإصابة بسرطان البلعوم؟
يعد الأطباء الطفرات الجينية هي السبب الرئيسي لنمو الخلايا السرطانية بمنطقة البلعوم، مما يجعل الخلايا، خاصة السطحية المبطنة لجدار البلعوم تنقسم بسرعة جدا، مما يجعلها تتراكم فوق بعضها البعض ككتلة سرطانية.
ماهي عوامل الخطر التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البلعوم؟
أشار العلماء في بعض الدراسات الطبية الحديثة أن هناك بعض العوامل الخارجية التي تسرع من ظهور تلك الطفرات الجينية المسببة لسرطان البلعوم ومن أهمها:
- التدخين الشديد، فأن المدخنين هم أكثر الناس عرضة للإصابة بسرطان البلعوم.
- شرب الكحوليات بكثرة.
- اتباع نظام غذائي غير صحي وخالي من الفواكهة والخضروات.
- الإصابة بفيروس الحليمي البشري (HPV).
- الإصابة بارتجاع المريء باستمرار.
- وجود تاريخ عائلي لإصابة أحد أفراد الأسرة بسرطان البلعوم.
ما هي أعراض سرطان البلعوم؟
- سعال جاف ومستمر.
- تغيرات في نبرة الصوت كالبحة.
- التهاب الإذن.
- صعوبة شديدة أثناء البلع.
- التهابات شديدة في الحلق كالتقرحات.
- فقدان للوزن غير مبرر.
- وجود دم في اللعاب.
- إفرازات دموية من الأنف.
- تورم في الغدد الليمفاوية القريبة من البلعوم.
ما هي أنواع سرطان البلعوم؟
يشتمل سرطان اليلعوم على العديد من الأنواع، وفقا للمكان التي تنشأ فيه الخلايا السرطانية كالتالي:
- سرطان البلعوم الأنفي، حيث تنمو الخلايا السرطانية في الجزء الأنفي من البلعوم الموجود خلف الأنف.
- سرطان البلعوم الفموي، حيث تنمو الخلايا السرطانية في الجزء الفموي من البلعوم، وهو الموجود خلف الفم مباشرة، ويحتوي على اللوزتين.
- سرطان البلعوم الحنجري، وتنمو الخلايا السرطانية فيه في الجزء الحنجري من البلعوم الموجود قبل المريء.
- سرطان المزمار، وهو السرطان الذي يصيب لسان المزمار والأحبال الصوتية.
ما هي مضاعفات سرطان البلعوم؟
قد يعاني مريض سرطان البلعوم من العديد من المضاعفات، خاصة إذا بدأ سرطان البلعوم في الانتشار دون علاج كالتالي:
- انتشار الخلايا السرطانية من البلعوم إلى الغدد الليمفاوية المحيطة به، مما يضعف الجهاز المناعي تماما أمام أي عدوى.
- قد تنشتر الخلايا السرطانية من البلعوم إلى الرئتين، مما يسبب العديد من الاضطرابات التنفسية كضيق التنفس.
- قد تنتشر الخلايا السرطانية إلى العظام، مما يسبب آلام رهيبة بالعظام.
تشخيص سرطان البلعوم
قد يستخدم الطبيب المعالج بعض الأساليب والإجراءات التشخيصية ومن أهمها.
- سؤال المريض على الأعراض التي يعاني منها بالتفصيل.
- الفحص البدني: إذ يبدأ الطبيب بفحص الغدد الليمفاوية المحيطة بالبلعوم لفحص مدى تورمها.
- المنظار: إذ يستخدم الطبيب المنظار الأنفي لفحص البلعوم جيدا، والتحقق من أى أورام غريبة به، وقد يحتاج الأمر إلى تخدير موضعي.
- الخزعة(Biopsy): ويستخدم الطبيب المنظار الداخلي لأخذ جزء من نسيج البلعوم، لفحص الخلايا السرطانية تحت المجهر.
قد يطلب الطبيب المعالج التصوير بالأشعة المختلفة للتحقق من مدى انتشار الورم، وتحديد مرحلة الورم بدقة شديدة، إذ يبني على أثرها خطة العلاج
ومن أهم تلك الإجراءات ابتشخيصية مايلي:
- التصوير بالأشعة السينية (X rays)، وذلك لتكوين صورة عن حجم الورم السرطاني ومدى انتشاره.
- التصوير المقطعي المحوسب(T)، ويطلب الطبيب إجرائها لتحديد مدى انتشار الورم السرطاني بدقة وبصورة أوضح عن الأشعة السينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
ما هو علاج سرطان البلعوم؟
يحدد الطبيب المعالج خطة العلاج، وفقا لعدة أمور من أهمها: مرحلة الورم، ومدى انتشاره في الجسم، والحالة الصحية لمريض سرطان البلعوم.
وتتنوع أساليب العلاج كالتالي:
- العلاج الكيميائي:
يتناول مريض سرطان البلعوم العلاج الكيميائي على هيئة حبوب بالفم، أو حقن تؤخذ عن طريق الحقن بوريد الذراع.
قد يصف الطبيب العلاج الكيميائي لمريض سرطان البلعوم قبل الجراحة، لتقليل حجم الورم السرطاني.
وقد يصفه الطبيب بعد الجراحة للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة، وتجنبا لإنتشاره خارج البلعوم.
ويمكن أن يدمج الطبيب المعالج العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي وفقا لحالة المريض الصحية.
- العلاج الإشعاعي:
يستعمل الطبيب العلاج الإشعاعي، إذا كانت حالة المريض الصحية لات سمح بإجراء العمليات الجراحية.
يتعرض مريض سرطان البلعوم أثناء العلاج الإشعاعي، إلى حزمة من الأشعة عالية الطاقة، الموجهة نحو الورم السرطاني بالبلعوم، وذلك للقضاء على تلك الخلايا السرطانية والحد من انتشارها خارج البلعوم.
قد يصاب مريض سرطان البلعوم بعد العلاج الإشعاعي، ببعض الآثار الجانبية مثل: جفاف الفم والحلق، قرح شديدة بالبلعوم، احمرار الجلد.
- الجراحة:
لا يلجأ الأطباء إلى خيار الجراحة لعلاج سرطان البلعوم، إلأ في الحالات المتأخرة جدا كانتشار الخلايا السرطانية في الغدد الليمفاوية المحيطة بالبلعوم.
وقد يضطر الأطباء إستئصال كل الغدد الليمفاوية المحيطة بالبلعوم، خوفا من انتشار الخلايا السرطانية إلى مناطق عديدة من الجسم عبر الجهاز الليمفاوي.
- الدعم النفسي:
قد يطلب الطبيب المعالج من مريض سرطان البلعوم، الاتصال بمجموعات الدعم النفسي لمريض السرطان.
إذ قد تحد تلك المجموعات من الآثار النفسية السيئة لتناول العلاج الكيميائي والإشعاعي.
فقد أثبت بعض الدراسات الطبية أن الدعم النفسي لمريض السرطان، قد ينشط الجهاز المناعي لجسم المريض، مما يساعد في مكافحة الخلايا السرطانية ويحد من نموها وانتشارها لأماكن أخري بالجسم.
هل يمكن الوقاية من سرطان البلعوم؟
طرق الوقاية المختلفة لاتقضي على مرض السرطان، ولكنها تحد من خطر الإصابة به.
ومن أهم الإجراءات الوقاية التي يجب اتباعها ما يلي:
- الإقلاع عن التدخين، لأن التدخين من أهم العوامل التي تنشط عمليات الأكسدة الضارة بالجسم، مما ينشط نمو الخلايا السرطانية.
- تجنب التدخين السلبي، وذلك بالبعد عن الأماكن المزدحمة بالمدخنين.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وغني بالفواكهة والخضروات الطازجة.
- ممارسة الرياضة بانتظام ودوريا.
- الامتناع عن شرب الكحوليات، إذ تنشط من سرعة تكاثر الخلايا السرطانية.
- تجنب الإصابة بفيروس الحليمي البشري.
