إعلان رئيسي
مقالات ونصائح طبية

سرطان بطانة الرحم

أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

 يعد سرطان بطانة الرحم من أشهر أنواع السرطان التي تصيب النساء في الآونة الاخيرة في جميع أنحاء العالم.

حيث أعلن المعهد الأمريكي لأمراض السرطان أن 3% من النساء يصبن بسرطان بطانة الرحم.

ما هو سرطان بطانة الرحم (Endometrial Cancer)؟ 

سرطان بطانة الرحم هو نوع من أنواع السرطان التي تصيب الرحم إذ تنمو الخلايا السرطانية في بطانة الرحم بسرعة غير منضبطة، وقد تنتقل إلى جزء آخر من الرحم إذا لم تشخص سريعا.

غالباً ما يكون سرطان بطانة الرحم من النوع الحميد إلا أن عدم اكتشافه مبكراً، أوالتراخي في علاجه، قد يحوله إلى النوع الخبيث.

ما هي الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم؟

لم يحدد العلماء بعد السبب الرئيسي لحدوث سرطان بطانة الرحم، ولكن أقروا بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم

مثل:

  • عدم التوازن بين هرمون الاستروجين و البروجيسترون 

يرتبط خطر الإصابة بسرطان الرحم بزيادة نسبة هرمون الاستروجين في الجسم، وهو أحد الهرمونات الأنثوية الذي يحفز إنتاج البويضات من المبايض ويسبب انقسام خلايا بطانة الرحم، ويعمل هذا الهرمون جنبا إلى جنب مع هرمون البروجسترون.

ويؤدي انعدام التوازن بين الإستروجين والبروجسترون إلى حدوث تغيرات في بطانة الرحم في كثير من الحالات.

وهناك الكثير من الحالات التي يختل فيها التوازن بين الاستروجين والبروجسترون مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم مثل:

  • انقطاع الطمث:

 يختل التوازن بين هرموني الاستروجين والبروجسترون بعد انقطاع الطمث، ويزداد مستوى هرمون الاستروجين في الدم، مما يؤدي إلى انقسام غير طبيعي ومتسارع في خلايا بطانة الرحم، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.

  • الحمل:

يزداد مستوى هرمون البروجسترون بعكس الاستروجين أثناء فترة الحمل مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان ببطانة الرحم بعكس المرأة التي لم تنجب من قبل.

  • تكيس المبايض:

النساء المصابات بتكيس المبايض، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم، لأن لديهم مستويات عالية من الاستروجين في أجسامهن بعكس هرمون البروجيسترون.

  • أورام المبيض:

الأورام التي توجد على المبيض تفرز هرمون الاستروجين بكميات كبيرة مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم

  • استعمال الأدوية:

استعمال الأدوية التي تحتوي على هرمون الاستروجين لفترات طويلة بدون انتظام مثل أدوية تنظيم الأسرة.

  • فرط تنسج بطانة الرحم:

فرط تنسج بطانة الرحم هي إحدى الحالات التي تنمو فيها بطانة الرحم بسرعة ولكن ليست من أنواع السرطان وتعالج تلك الحالة بالعلاج الهرموني و الجراحة.

النزيف المهبلي غير المعتاد من أهم أعراض فرط تنسج بطانة الرحم، إذا تركت تلك الحالة بدون علاج قد تتطور إلى خلايا سرطانية سريعة النمو مسببة سرطان بطانة الرحم

  • زيادة الوزن والسمنة:

أشارت الجمعية الأمريكية للسرطان السمنة المفرطة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

إذ وجدت بعض الدراسات الطبية أن الخلايا الدهنية المتزايدة في حالة السمنة المفرطة قد تساهم في تحويل بعض الهرمونات إلى هرمون الاستروجين مما يزيد من مستواه في الدم، مما يزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بسرطان الرحم.

وقررت إحدى الأبحاث الطبية أن النساء المصابات بالسمنة المفرطة أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بسرطان الرحم مقارنة بالنساء اللائي يتمتعن بوزن صحي.

  • التقدم في العمر:

يزداد خطر الإصابة بسرطان الرحم مع تقدم العمر، فمعظم الحالات تحدث لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 40 و 74 عامًا.

يوصي الأطباء دائما النساء بعد انقطاع الطمث ومع تقدم العمر بالمتابعة الدورية للرحم باستعمال الأشعة الفوق صوتية.

  • التاريخ المرضي للعائلة:

إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان بطانة الرحم قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

 وجد الباحثون في إحدى الأبحاث الطبية أن بعض الطفرات الجينية دائما يلازمها الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان بطانة الرحم كمتلازمة لينش (Lynch Syndrome) التي تؤثر على معدل انقسام الخلايا.

إذا أصيبت المرأة من قبل بأحد أنواع السرطان المختلفة كسرطان الثدي أو سرطان الثدي قد يزيد ذلك من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.    

ماهي أعراض الإصابة بسرطان الرحم؟

عادة ما يتم تشخيص سرطان بطانة الرحم من خلال ظهور بعض الأعراض المميزة له

مثل :-

  • نزيف مهبلي غير طبيعي وغير معتاد

    إن 15 ٪ من النساء المصابات بنزيف ما بعد انقطاع الطمث يكون ذلك بسبب سرطان الرحم.قبل انقطاع الطمث يظهر ذلك من خلال فترات الحيض الغير المنتظمة الثقيلة بشكل غير طبيعي أو نزيف بين الفترات الحيض.

  • إفرازات مهبلية

    يتراوح لونها من اللون الوردي إلى اللون اللبني.

  • صعوبة في التبول.

  • ألم أثناء الجماع.

  • فقدان الوزن.

  • ألم أسفل البطن أو الظهر أو الساقين.

ما هي مراحل سرطان الرحم؟

سرطان-بطانة-الرحم
سرطان-بطانة-الرحم

بمرور الوقت يمكن أن ينتشر سرطان بطانة الرحم من الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم، لذلك من الضروري معرفة مكان انتشار السرطان لاختيار أفضل الطرق لعلاجه.

وبناءً على أماكن انتشار سرطان الرحم تم تقسيمه إلى 4 مراحل وهم كالتالي:-

المرحلة 1: يوجد السرطان في الرحم فقط.
المرحلة 2: يوجد السرطان في الرحم وعنق الرحم.
المرحلة 3: انتشر السرطان خارج الرحم ولكن  ولم يصل إلى المستقيم أو المثانة وقد يشمل قناة فالوب،المبايض، والغدد الليمفاوية القريبة.
المرحلة 4: ينتشر السرطان خارج منطقة الحوض، ويصل إلى  المثانة والمستقيم، والأنسجة والأعضاء البعيدة. 

التشخيص المبكر للمرض، وتحديد مرحلته جيدا يساعد في الاختيار الجيد لأسلوب العلاج الناجح والحد من انتشاره.

كيف يتم تشخيص سرطان الرحم؟

يتم تشخيص سرطان الرحم من خلال عدة إجراءات منها :-

  • فحص منطقة الحوض

 يفحص الطبيب منطقة الحوض من الخارج أولا، ثم يتم الفحص لاحقا باستخدام الموجات فوق الصوتية أوالمنظار المهبلي.

  • الموجات فوق الصوتية (Ultra Sounds)

هو نوع من اختبار التصوير الذي يستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور من الداخل الجسم، ولإجراء الموجات فوق الصوتية عبر المهبل،  سيقوم الطبيب بإدخال مسبار الموجات فوق الصوتية في المهبل،

ومن خلاله يمكن تحديد سمك بطانة الرحم وملاحظة التغيرات التي حدثت بها.

  • فحص خزعة من بطانة الرحم (Endometrial Biopsy)

في هذا الاختبار، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن عبر عنق الرحم حتى يصل إلى بطانة  الرحم، ثم يأخذ قطعة صغيرة من الأنسجة من بطانة الرحم من خلال الأنبوب لفحصها معمليا لتحديد نوع الورم إن كان حميدا أو خبيثا.

  • منظار الرحم (Hysteroscopy)

 يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مرن رقيق مع كاميرا مزودة بالألياف البصرية من خلال المهبل ثم عنق الرحم إلى الرحم، ليصور النمو الغريب لبطانة الرحم و في أي مرحلة من مراحل المرة هي.

  • التمدد والكشط (Dilation & Curettage)

    الأشعة فوق الصوتية
    الأشعة فوق الصوتية

إذا كانت نتائج الخزعة غير واضحة فقد يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة أخرى من أنسجة بطانة الرحم بكشط جزء من بطانة الرحم ثم تفحص معمليا لتحديد نوع تلك الخلايا هل هي سرطانية أم لا؟

  • الكشف عن دلائل الأورام في الدم

يبحث الطبيب في حالة سرطان بطانة الرحم على بعض دلائل الأورام المميزة مثل CA 125 وهو بروتين يوجد في الخلايا السرطانية خاصة في الرحم والمبيض. 

ارتفاع مستوى CA 125 في الدم من أهم المؤشرات الإصابة بسرطان الرحم والمبيض.

 علاج سرطان بطانة الرحم

هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة لسرطان بطانة الرحم، ويحدد الطبيب خطة العلاج بناءً على مرحلة السرطان والحالة الصحية للمريض

وأهم طرق العلاج :- 

 

  • الجراحة (Hysterectomy)

غالبًا ما يتم علاج سرطان الرحم بنوع من الجراحة يعرف باسم استئصال الرحم ومن خلاله يزيل الجراح الرحم كليا.

وإذا كان السرطان امتد ليصل إلى قناتي فالوب والمبايض فسوف يقوم الطبيب أيضًا باستئصال المبايض وقناتي فالوب، في إجراء يُعرف باسم (BSO)، وإذا انتشر السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، فقد يوصي الجراح بإجراء عمليات جراحية إضافية.

  • العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية.

وهناك نوعان رئيسيان من العلاج الإشعاعي المستخدم لعلاج سرطان بطانة الرحم:

العلاج الإشعاعي الخارجي:  يتم تركيز أشعة الإشعاع على الرحم من خارج الجسم.

العلاج الإشعاعي الداخلي: توضع المواد المشعة داخل الجسم، في المهبل، ويسمى أيضا بالعلاج الإشعاعي الموضعي.

قد يوصي الطبيب بواحد أو كلا النوعين من العلاج الإشعاعي بعد الجراحة مما يساعد في قتل الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد الجراحة.
وفي حالات نادرة قد يوصون بالعلاج الإشعاعي قبل الجراحة فهو يساعد في تقليص حجم الأورام ليسهل إزالتها.

وفي بعض الأحيان لا تسمح الحالة الصحية للمريضة بإجراء عملية استئصال الرحم وفي هذه الحالة يكون العلاج الإشعاعي هو العلاج الرئيسي لسرطان بطانة الرحم.

  • العلاج الكيميائي (Chemotherapy)

العلاج الكيميائي هو استخدام العقاقير لقتل الخلايا السرطانية، وقد تكون العقاقير في صورة حبوب أو تعطى عن طريق الوريد.
وقد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي في بعض الحالات كانتشار السرطان من بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم، أو تجدد الإصابة بالمرض بعد العلاج السابق.

  • العلاج بالهرمونات

يتضمن العلاج بالهرمونات استخدام الهرمونات أو الأدوية  المثبطة للهرمونات لخفض مستوي بعض الهرمونات في الدم خاصة هرمون الاستروجين، وقد يساعد العلاج الهرموني في إبطاء نمو الخلايا السرطانية في بطانة الرحم. وقد يوصي الطبيب باستخدام العلاج الهرموني في المرحلة الثالثة أو المرحلة الرابعة من سرطان بطانة الرحم، وغالبا ما يتم الجمع بين العلاج الهرموني مع العلاج الكيميائي.

  • الدعم العاطفي

تواجه معظم السيدات مشكلة نفسية شديدة في التأقلم عاطفياً مع مرض السرطان خاصة أثناء فترة العلاج مما يؤثر سلبيا على كفاءة العلاج ويزيد من شدة الأعراض،

لذا من الأفضل دائما المتابعة مع طبيب نفسي لحين انقضاء فترة العلاج.

ماذا بعد العلاج؟

بعد انتهاء فترة العلاج يجب على المريضة المتابعة الدورية مع الطبيب لإجراء بعض الفحوص مثل: 

  • الكشف عن صحة الرحم باستخدام الأشعة فوق الصوتية أو المنظار المهبلي.
  • فحص مستوى دلائل الأورام  في الدم خاصة  CA 125. 
  • ظهور أي أعراض غريبة كالنزيف المهبلي أو نقص الوزن غير المبرر.    

كيف نحد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم؟

حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل

هناك العديد من الخطوات التي يجب أن تتبعها النساء لتجنب الإصابة بسرطان بطانة الرحم مثل:

  • نستشير الطبيب دائماً حول استخدام أدوية منع الحمل، خاصة التي تحتوي على هرمون الاستروجين فقط، وهل يمكن استبدالها بأي وسيلة أخرى آمنة بعيدة عن الهرمونات.
  • تجنب السمنة المفرطة لدورها في اضطراب الهرمونات، بممارسة الرياضة اليومية والتزام حمية غذائية صحية.
  • الاهتمام بعلاج النزيف المهبلي مبكرا أي كان سببه، بمراجعة الطبيب عند ظهوره.
  • المتابعة الدورية لدى طبيب النساء، لفحص الرحم عند ظهور أعراض غريبة.
المصدر
myoclinichealthlinewebmdcancer

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!