قرحة المعدة

قرحة المعدة هي تقرحات تصيب الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة وهي شكل من أشكال  القرحة الهضمية (peptic ulcer) وهي أقل شيوعا من قرحة الأثني عشر.

وتعد قرحة المعدة من الأمراض الشائعة التي تؤثر على جميع المراحل العمرية المختلفة بما فى ذلك الأطفال، والمراهقين، والبالغين.

إلا أنها أكثر شيوعا فى كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم عن 60 عام.

وبخلاف معظم الأمراض الأخرى التى تصيب الجهاز الهضمي، فإن قرحة المعدة أكثر شيوعا في الرجال دون الإناث.

ما هي أعراض الإصابة بقرحة المعدة؟

يعد الألم الذي يشبه الحرقان فى الصدر، هو أكثر أعراض قرحة المعدة شيوعًا وعادة ما تكون قرحة المعدة غير مصحوبة بأي ألم، ولا يتم ملاحظتها إلا عند حدوث بعض المضاعفات، مثل النزيف الناتج عن القرحة. ويمكن أن ينتقل الألم الناجم عن قرحة المعدة من منتصف البطن إلى الرقبة، وحتى الظهر،

ويمكن أن يستمر الألم من بضع دقائق إلى عدة ساعات، وغالبا ما تبدأ في غضون ساعات قليلة من تناول الطعام.

والأعراض الأقل شيوعًا لقرحة المعدة يمكن أن تشمل:

• عسر الهضم
• فقدان الشهية
• فقدان الوزن
• انتفاخ البطن المتكرر
  

ما هي أسباب الإصابة بقرحة المعدة؟

هناك العديد من الأسباب التى تسبب قرحة المعدة

ومنها:

● عدوى الميكروب الحلزوني (H.pylori)

تعد عدوى الميكروب الحلزوني من أكثر أنواع العدوي شيوعا

ونظراً لأنها عادة ما تكون غير مصحوبة بأي أعراض فى بداياتها، فمن الممكن أن يصاب الشخص  بالعدوى دون معرفة ذلك.

ويمكن لهذه العدوى أن تؤثر على جميع الاشخاص فى مختلف الأعمار.

وغالبا ما تعيش هذه البكتيريا في بطانة المعدة ومن الممكن أن تسبب تهيجا لبطانة المعدة وتجعلها أكثرعرضة للتلف من حمض المعدة والذي يؤدي غالبا إلى الإصابة بقرحة المعدة.

● مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية

تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على نطاق واسع كمسكنات.

ولعلاج ارتفاع درجة الحرارة، والالتهابات ومنها ايبوبروفين، الأسبرين، و نابروكسين، و ديكلوفيناك.

وعلى الرغم من أن كثير من الأشخاص يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية دون أي آثار جانبية ظاهرة، إلا أن هناك دائمًا خطرمن أن الدواء قد يسبب بعض المشاكل، مثل تقرحات المعدة خاصةً إذا تم تناولها لفترة طويلة أو بجرعات عالية، لذلك يُنصح بعدم استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إذا كان المريض يعاني من قرحة بالمعدة.

● بعض عوامل نمط الحياة غير الصحية

يعتقد أن قرحة المعدة قد تكون ناجمة عن بعض عوامل نمط الحياة غير الصحية، مثل الأطعمة الغنية بالتوابل، وكثرة تناول الكحول، كما أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بقرح المعدة وقد يجعل علاج قرحة المعدة أقل فعالية.

ما هي مضاعفات قرحة المعدة؟

على الرغم من أن مضاعفات قرحة المعدة غير شائعة نسبيًا، إلا أنها عند حدوثها قد تكون خطيرة جدًا

ومنها:

● نزيف داخلي

يعد النزيف الداخلي هو أكثر المضاعفات شيوعا لقرحة المعدة، والذي يحدث عندما تصل القرحة إلى  الأوعية الدموية بالمعدة، وقد يكون هذا النزيف:

• بطيء و طويل الأمد:

ويؤدي عادة إلى فقر الدم، مما يسبب الشعور بالتعب، وضيق التنفس، وشحوب الجلد، وخفقان القلب.

• نزيف سريع وشديد:

عادة ما يكون النزيف الشديد مصحوبا، بقيء الدم، أو البراز الأسود.

● ثقب في المعدة

من المضاعفات النادرة لقرحة المعدة هي حدوث ثقب في المعدة، إلا أنه من المضاعفات الخطيرة.

وذلك لأنه يسمح للبكتيريا التي تعيش في المعدة الخروج من المعدة حتى تصل إلى بطانة البطن (الصفاق).

وقد تسبب تلك البكتيريا التهاب شديد فى هذة البطانة، الذي يعرف باسم التهاب الصفاق،

وفي حالة  التهاب الصفاق، يمكن أن تنتشر العدوى بسرعة في الدم قبل أن تنتشر إلى أعضاء أخرى، والذي قد يزيد من خطر الإصابة بفشل الأعضاء المتعددة، والتى من الممكن أن تكون قاتلة إذا تركت دون علاج.

● انسداد المعدة

في بعض الحالات، يمكن لقرحة المعدة الملتهبة، أوالندوب المعيقة الناتجة عن قرحة المعدة أن تعيق المرور الطبيعي للغذاء من خلال الجهاز الهضمي، والذي يعرف باسم انسداد مخرج المعدة.

ويمكن أن تشمل أعراضه: القيء المتكرر، وقد يحتوي القيء على بقايا طعام غير مهضوم، وشعور مستمر بالانتفاخ أو الامتلاء، حتى بعد تناول كميات من الطعام أقل من المعتاد

كيف يتم  تشخيص قرحة المعدة ؟

هناك العديد من الإختبارات  التى تساعد فى تشخيص قرحة المعدة

ومنها:

● اختبار عدوى الميكروب الحلزوني (H.pylori)

إذا اعتقد الطبيب أن الأعراض التى يعانى منها المريض ناتجة عن الإصابة بعدوى الميكروب الحلزوني(H.pylori).

فقد يوصي الطبيب بإجراء أحد الاختبارات التالية:

● اختبار التنفس اليوريا

من خلال هذا الإختبار يقوم المريض بتناول كبسولة أو شراب يحتوي على مادة كيميائية تسمى اليوريا المصنوعة من نظير الكربون، وتنتج H. pylori إنزيمًا يسمى urease، الذي يعمل على تكسير اليوريا إلى الأمونيا وثاني أكسيد الكربون.

الذي يُمتص من خلال بطانة المعدة حتى يصل إلى الدم.

يقوم الجسم بالتخلص من ثاني أكسيد الكربون وطرده للخارج من خلال الرئه ومن خلال فحص الزفير يتم معرفة نسبة نظير الكربون.

ومن خلال الفحص يتم معرفة ما إذا كان المريض يعانى من هذة البكتريا أم لا؟

وبالتالي تشخيص قرحة المعدة نتيجة الإصابة بالميكروب الحلزوني.

● اختبار مستضد البراز

يستخدم فحص مستضد البراز (STATs) لتشخيص عدوى الميكروب الحلزوني ((H.pylori، وعلى عكس اختبار التنفس اليوريا، لا يتطلب تتطلب SAT عوامل كيميائية باهظة الثمن

لذلك فهو أقل تكلفة مقارنة مع اختبار التنفس اليوريا.

● فحص دم

يتم فحص عينة من دم المريض بحثًا عن الأجسام المضادة  التي كونها الجهاز المناعي ضد الميكروب الحلزوني( H. Pylori).

ولكن هذا الأختبار أقل دقة من الاختبارات السابقة، إذ قد تكون تلك الأجسام المضادة الموجودة في الدم، نتيجة لعدوى قديمة بالميكروب الحلزوني وليست عدوى حديثة، مما يسبب تشخيص خاطيء.

● الفحص بالمنظار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعض الحالات، قد يتم إحالة المريض؛ لإجراء تنظير المعدة لفحص داخل المعدة مباشرة ومعرفة ما إذا كان المريض يعانى من قرحة في المعدة، أم لا.
وتتضمن هذا الاختبار  تمرير أنبوب رفيع ومرن (منظار داخلي) به كاميرا في أحد طرفيه فى الفم نزولاً إلى المعدة، والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، وقد يقوم الطبيب قبل إجراء هذة العملية يرش الحلق بمخدر موضعي؛ لجعل المريض أكثر راحة

وعادة ما تؤكد الصور التي تلتقطها الكاميرا، أوتستبعد قرحة المعدة.

كيف يتم علاج قرحة المعدة؟

يعتمد علاج قرحة المعدة على علاج  السبب الرئيسي لها.

وعادة ما يستمر العلاج لمدة شهر أو شهرين، حتى تلتئم  قرحة المعدة، ويمكن علاجها كالتالي:

● استخدام المضادات الحيوية

يوصى الأطباء المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة الناتجة عن عدوى الميكروب الحلزوني بدورة من المضادات الحيوية بالإضافة إلى دواء يسمى مثبط مضخة البروتون.

كما يُنصح بهذا أيضًا إذا كان يعتقد أن قرحة المعدة ناتجة عن العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.

وفي بعض الأحيان قد يُوصف للمريض دواء إضافي يسمى مضادات الحموضة لتخفيف الأعراض على المدى القصير، وحتى يكتمل العلاج.

وقد يكون من الضرورى  إجراء تنظير داخلي متكرر بعد 4 إلى 6 أسابيع للتأكد من أن القرحة قد شفيت تماما.

وتعد المضادات الحيوية الأكثر استخدامًا لعلاج قرحة المعدة هي الأموكسيسيلين، والكلاريثروميسين

وعادة ما تكون الآثار الجانبية لهذه المضادات الحيوية خفيفة مثل:

1. الشعور بالإرهاق
2. إسهال
3. طعم معدني في الفم

● مثبطات مضخة البروتون (PPIs)

تعمل مثبطات مضخة البروتون (PPI) على الحد من كمية الحمض التي تنتجها المعدة، مما يقلل من حدوث مزيد من الضرر لأغشية المعدة الملتهبة، حتى يتم شفاء القرحة بشكل طبيعي، وعادة ما يتم وصفها لمدة 4 إلى 8 أسابيع، ومن مثبطات مضخة البروتون التي تعمل على علاج قرحة المعدة، اوميبرازول،

و بانتوبرازول، وولانزوبرازول، وعادة ما تكون لها بعض الآثار الجانبية:

• الصداع
• الإسهال أو الإمساك
• آلام البطن
• دوخة
• الطفح الجلدي

● مضادات مستقبلات H2

كما هو الحال بالنسبة لمضادات الحموضة PPI، تعمل مضادات مستقبلات H2 عن طريق تقليل كمية الحمض التي تنتجها المعدة، ويعد الرانيتيدين هو أكثر مضادات مستقبلات H2 المستخدمة على نطاق واسع لعلاج قرحة المعدة، ومن الآثار الجانبية المصاحبة له:

• إسهال
• الصداع
• دوخة
• الطفح الجلدي

كيفية الوقاية من الإصابة بقرحة المعدة؟

هناك بعض النصائح التي تساعد فى الوقاية من الإصابة بقرحة المعدة، كما تساعد أيضا في تقصير مدة علاج قرحة المعدة ومنها:-

• تَجنُب تناول الأطعمة التي تهيج المعدة مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والفواكه الحمضية والأطعمة الدهنية.
• الإقلاع عن التدخين، حيث تشير الدراسات الطبية أن الأشخاص الذين اعتادوا على التدخين لفترات طويلة هم أكثرعرضة للإصابة بقرحة الاثني عشر من غير المدخنين.
• التوقف عن شرب الكحوليات؛ فقد ثبت أنه يساهم في تطور القرحة بشكل كبير
• تناول أدوية مضادة للالتهابات (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بما في ذلك الأسبرين والإيبوبروفين) مع الطعام، وذلك للحد من خطر التهاب بطانة المعدة.
• الحد من التوتر والعصبية
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتمارين استرخاء الأعصاب.