الحصبة، الأسباب، والأعراض.
مرض الحصبة(Measles) الأعراض، الأسباب، الأنواع، وطرق الوقاية.
تعتبر الحصبة(Measles) مرض فيروسي سريع الانتشار تبدأ العدوى به في الجهاز التنفسي، ويمكن أن تهدد حياة الشخص المصاب، وعلى الرغم من توافر لقاح آمن وفعال ضد الحصبة، لا تزال الحصبة من أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث كان هناك حوالي 110000 حالة وفاة مرتبطة بالحصبة في عام 2017، ومعظمهم من الأطفال دون سن الخامسة، وذلك وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ويصاب الإنسان بمرض الحصبة مرة واحدة فقط في حياته، إذ يكون الجسم أجسام مضادة ضد هذا المرض تمنحه مناعة قوية ضد الإصابة به مرة أخري.
ما هي أسباب الإصابة بمرض الحصبة؟
ينتج مرض الحصبة عن الإصابة بفيروس من عائلة paramyxovirus، وهو من الميكروبات صغيرة الحجم، و بمجرد الإصابة به، يغزو الفيروس الخلايا المضيفة ويستخدم المكونات الخلوية لإكمال دورة حياته، وفيروس الحصبة يصيب الجهاز التنفسي أولا ثم ينتشر من خلاله إلى بقية أجزاء الجسم عبر الدم.
ما هي عوامل الخطر التي تزيد من الإصابة بمرض الحصبة؟
- إذا لم يتلق الإنسان لقاح الحصبة من قبل، فهو أكثر عرضة للإصابة بمرض الحصبة.
- السفر إلى البلاد غير مهتمة بلقاح مرض الحصبة، إذ ينتشر فيها عدوى مرض الحصبة.
- الإصابة بنقص الفيتامينات خاصة فيتامين أ.
- الإصابة بأحد الأمراض التى تضعف من الجهاز المناعي.
ما هي أعراض الإصابة بالحصبة؟
تبدأ الحصبة بأعراض شبيهة بأعراض نزلات البرد، وتظهر بعد حوالي 10 أيام من الإصابة، ويتبع ذلك بعد بضعة أيام طفح الحصبة المميز لها ، وبالنسبة لمعظم الناس، يستمر المرض حوالي 7 إلى 10 أيام، وتشمل الأعراض الأولية للحصبة مايلى:
- سيلان أو انسداد الأنف.
- العطس.
- انتفاخ جفون العينين.
- قرحة فى العينين مما يجعلها أكثر حساسية للضوء.
- ارتفاع في درجة الحرارة، والتي يمكن أن تصل إلى حوالي 40 درجة مئوية
- سعال.
- فقدان الشهية.
- تعب، ونقص عام في الطاقة.
- بقع بيضاء أو رمادية صغيرة في الفم
قبل يوم أو يومين من ظهور الطفح الجلدي، يصاب العديد من الأشخاص المصابين بالحصبة ببقع رمادية بيضاء في أفواههم، والجدير بالذكر أنه ليس كل شخص مصاب بالحصبة يعانى من هذه البقع، و لكن إذا كان شخص ما مصابًا بها بالإضافة إلى الأعراض الأخرى المذكورة أعلاه أو الطفح الجلدي، فهذا يؤكد إصابة الشخص بالحصبة، وعادة ما تستمر هذه البقع لبضعة أيام.
-
الطفح الجلدي المصاحب للحصبة
يظهر طفح الحصبة بعد حوالي 2 إلى 4 أيام من الأعراض الأولية، ويتلاشى عادة بعد حوالي أسبوع، وهو عبارة عن بقع حمراء صغيرة، وقد تتجمع معًا في بقع أكبر، وإما أن تكون مسطحة أو مرتفعة قليلاً عن الجلد وعادةً ما تظهر أولاً على الرأس أو الرقبة قبل أن تنتشر إلى بقية الجسم، وعادة ما تكون مصحوبة بحكة لدى بعض المرضى.
وإذا لاحظت عزيزي القارئ أي من هذه الأعراض وإذا كنت تشك فى أنك مصاب بالحصبة، حتى لو لم تكن متأكدًا تمامًا، و كذلك إذا كنت على اتصال وثيق بشخص مصاب بالحصبة ولم تحصل على تطعيم ضد الحصبة أو لم يسبق لك الإصابة بالعدوى من قبل، حتى إذا لم يكن لديك أي أعراض حتى الآن، فعليك باستشارة الطبيب على الفور.
-
ما هي أنواع الحصبة؟
بالإضافة إلى عدوى الحصبة الكلاسيكية، هناك أيضًا عدة أنواع أخرى من عدوى الحصبة التي يمكن لأي شخص الإصابة بها ومنها :-
-
الحصبة غير النمطية
الحصبة النمطية هي نوع من أنواع الحصبة التي تصيب الأشخاص الذين تلقوا لقاح الحصبة بين عامي 1963 و 1967، وعادة ما يكون لهذا النوع من الحصبة أعراض مماثلة للحمى الشديدة، والطفح الجلدي، والالتهاب الرئوي في بعض الأحيان.
-
الحصبة المعدلة.
يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من الحصبة المعدلة مثل الأشخاص مثل الأطفال الذين لا يزال لديهم بعض المناعة السلبية، وكذلك بعض الأشخاص الذين يحتوي دمهم على الغلوبولين المناعي بعد التعرض للإصابة بالحصبة، وعادة ما تكون الحصبة المعدلة ما تكون أقل خطراً من الحصبة العادية.
-
الحصبة النزفية
نادرا ما تحدث الحصبة النزفية، وعندما تحدث تكون مصحوبة ببعض الأعراض مثل ارتفاع في درجة الحرارة، والنوبات، ونزيف في الجلد والأغشية المخاطية.
-
الحصبة الألمانية(Rubella)
ويعتقد كثير من الأشخاص أن الحصبة الألمانية(Rubella) نوع من أنواع الحصبة، ولكن يختلف كلا منهما عن الآخر، فكل منهما يحدث بسبب فيروس مختلف عن الآخر، كما أن الحصبة الالمانية ليست معدية وشديدة الضراوة مثل الحصبة، ومع ذلك، يمكن أن تسبب الحصبة الألمانية بعض المضاعفات الخطيرة خاصة إذا أصيبت المرأة بهذه العدوى أثناء الحمل.
وعلى الرغم من أن الحصبة والحصبة الألمانية مختلفين عن بعضهما البعض، إلا أن هناك بعض وجوه الشبه بين كلا الفيروسين ومنها:-
- يمكن أن ينتشر كلا منهما عن طريق الهواء سواء عن طريق السعال أو العطس.
- يصاحب كلا منهما الحمى والطفح الجلدي.
- يحدث كلا منهما فى البشر فقط ولا يصاب أي حيوان سواء بالحصبة، أو الحصبة الألمانية.
وقد تم جمع كلا المرضين في لقاح واحد: هو اللقاح الثلاثي(MMR) مع مرض النكاف أو اللقاح الرباعي
(MMRV) مع مرض النكاف والجدري.
الحصبة أثناء الحمل
ينبغي تجنب الحمل أثناء الإصابة بالحصبة، وذلك لأن الحصبة يمكن أن يكون لها آثار سلبية على كل من الأم والجنين، وتعتبر النساء الحوامل عرضة لخطر متزايد لمضاعفات الحصبة مثل الالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الإصابة بالحصبة أثناء الحمل إلى مضاعفات ومنها:
- الإجهاض
- الولادة المبكرة.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
- ويمكن أيضا أن تنتقل الحصبة من الأم إلى الطفل إذا كانت الأم قريبة من ميعاد الولادة.
-
ما هي طرق العدوى بمرض الحصبة؟
تنتشر العدوى بمرض الحصبة عن طريق الهواء، من خلال إفرازات الجهاز التنفسي للمريض بالحصبة كإفرزات الأنف أو السعال، التي تنتشر في المكان حول المريض، ومن ثم تنتقل إلى شخص آخر عن طريق الاتصال المباشر بتلك الإفرازات، ويظل فيروس الحصبة حيا في الهواء قادرا على العدوى لمدة طويلة قد تصل إلى ساعتين.
-
ماهي مضاعفات الحصبة؟
تتضمن المضاعفات الأكثر شيوعًا للحصبة ما يلي:
- والقيء
- الإسهال، والذي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالجفاف.
- التهاب الأذن الوسطى
- التهاب العين (التهاب الملتحمة).
- التهاب الحنجرة
- التهابات الشعب الهوائية والرئتين، خاصة عند المرضى من أصحاب المناعة الضعيفة.
وتشمل المضاعفات الأقل شيوعا للحصبة مايلى :
- التهاب الكبد الوبائي.
- التهاب العين، خاصة إذا كان أصاب الفيروس أعصاب وعضلات العين.
- التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي المعروف باسم الإلتهاب السحائي.
كيف يتم علاج الحصبة؟
لا يوجد علاج محدد للحصبة، وغالبا ما تتحسن حالة المريض في غضون 7 إلى 10 أيام، ويجب على المريض الابتعاد عن العمل أو المدرسة لمدة 4 أيام على الأقل بعد ظهور طفح الحصبة لأول مرة لتقليل خطر انتشار العدوى، كما يجب على المريض تجنب الاتصال بأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالحصبة، مثل الأطفال الصغار والنساء الحوامل.
وعادة ما يستخدم بعض الأدوية لتخفيف أعراض الحصبة مثل السيطرة على الحمى، وتخفيف الألم.يمكن استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لخفض درجة الحرارة المرتفعة، وكذلك من الضروري شرب كثير من الماء أثناء الإصابة بالحصبة؛ وذلك للحماية من الإصابة بالجفاف ولعلاج التهاب العيون يمكن تنظيف أى قشور موجودة فى الجفن برفق باستخدام قطعة من الصوف القطني المبلل بالماء.
-
كيفية الوقاية من الإصابة بالحصبة؟
هناك عدة طرق لمنع الإصابة بالحصبة ومنها :
-
اللقاح ضد مرض الحصبة
يعد اللقاح هو أفضل وسيلة للوقاية من الحصبة، وهناك نوعان من اللقاحات المتاحة ضد الحصبة وهما – لقاح MMR الثلاثي ولقاح MMRV الرباعي، و لقاح MMR هو لقاح ثلاثي يمكن أن يحمي من الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، و لقاح MMRV يحمي من نفس الأمراض مثل لقاح MMR ويشمل أيضا حماية ضد مرض الجدري.
يمكن أن يحصل الأطفال على الجرعة الأولى من اللقاح ضد مرض الحصبة في سن 12 شهرًا، والجرعة الثانية يمكن إعطائها للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات، ولكن لقاح الحصبة ممنوع لدى بعض الأشخاص مثل النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المناعية مثل فيروس نقص المناعة البشرية المعروف باسم الإيدز، وكذلك الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية التى تقمع الجهاز المناعي مثل أدوية السرطان.
في بعض الأحيان لا يكون للقاح أى آثار جانبية، وإذا حدثت بعض الآثار الجانبية عادة ما تكون الآثار الجانبية خفيفة، وسرعان ما تختفي في غضون أيام قليلة، و يمكن أن تشمل الحمى والطفح الجلدي.
-
طرق الوقاية الأخرى ضد الحصبة
لا يمكن للجميع تلقي اللقاح ضد الحصبة، ولكن هناك طرق أخرى يمكن من خلالها المساعدة في منع انتشار الحصبة ومنها:-
- الحرص على النظافة الشخصية الجيدة مثل: غسل اليدين قبل الأكل وقبل لمس الوجه، والأنف، والفم.
- الحرص على عدم مشاركة الأشياء الشخصية مع أشخاص المصابين بالحصبة مثل: أدوات الأكل، وفرشاة الأسنان.
- تجنب ملامسة الأشخاص المصابين بالمرض.
المصادر والمراجع
www.mayoclinic.com
www.healthline.com
www.who.org