تصاب الأمعاء بأمراض كثيرة، ومن أشهر هذه الأمراض هو التهاب الأمعاء، ولكن يوجد أنواع مختلفة من التهاب الأمعاء منها مرض كرون (Crohn’s disease)، وفي هذا المقال سنوضح ما هو مرض كرون وما هي أنواعه وأسبابه والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به والأعراض التي يسببها وكيفية علاجه.
مرض كرون
هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD)، وهو يمكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي بداية من الفم إلى فتحة الشرج، ولكنه أكثر شيوعاً في الأمعاء الدقيقة والقولون.
والغريب في هذا المرض أنه يمكن أن يشمل بعض أجزاء من الجهاز الهضمي ويتخطى أجزاء أخرى.
تتراوح شدة مرض كرون (Crohn’s disease) من خفيف إلى منهك، وقد تختلف الأعراض ويمكن أن تتغير بمرور الوقت، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي المرض إلى نوبات ومضاعفات تهدد الحياة.
أنواع مرض كرون
يوجد عدة أنواع من داء كرون، وهم يختلفون باختلاف المنطقة المصابة من الأمعاء، تشمل هذه الأنواع ما يلي:
- داء كرون المعدة والاثني عشر: يؤثر هذا النوع على المعدة وبداية الأمعاء الدقيقة.
- التهاب الصائم واللفائفي (Jejunoileitis): يصيب هذا النوع النصف العلوي من الأمعاء الدقيقة.
- التهاب اللفائفي والقولون: يؤثر على نهاية الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة.
- التهاب القولون الورمي الحبيبي: يصيب الأمعاء الغليظة.
أسباب مرض كرون
لا يعرف حتى الآن السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض كرون.
اعتقد العلماء في السابق أن النظام الغذائي والتوتر هما السبب في الإصابة به، ولكن اتضح بعض ذلك أن هذه العوامل قد تؤدي إلى تفاقم مرض كرون، ولكنها لا تسببه.
من المحتمل أن تلعب العديد من العوامل، مثل الوراثة وخلل الجهاز المناعي، دورًا في تطوره.
تشمل أسباب مرض كرون (Crohn’s disease) المحتملة ما يلي:
- الجهاز المناعي: من الممكن أن يتسبب الإصابة بفيروس أو بكتيريا في الإصابة بداء كرون، لأنه عندما يحاول الجهاز المناعي محاربة الكائنات الحية الدقيقة التي تهاجم الجسم، قد يستجيب جهاز المناعة بطريقة غير طبيعية مما يجعله يهاجم الخلايا في الجهاز الهضمي أيضًا.
- الوراثة: يعد مرض كرون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالمرض، لذلك قد تلعب الجينات دورًا في جعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة.
عوامل الخطر
قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بمرض كرون كما يلي:
- السن: يمكن أن يحدث مرض كرون في أي عمر، ولكن تزيد احتمالية الإصابة به في سن صغير، حيث شخصت معظم حالات الإصابة بداء كرون قبل بلوغ سن 30 عامًا تقريبًا.
- تاريخ العائلة: يزيد خطر الإصابة بداء كرون في حالة وجود قريب مصاب بالمرض من الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء أو الأطفال، حيث وجد أن ما يصل إلى 1 من كل 5 أشخاص مصابين بداء كرون لديهم أحد أفراد الأسرة مصاب بالمرض.
- تدخين السجائر: هو أهم عامل خطر للإصابة بداء كرون، حيث يزيد التدخين من شدة المرض مع زيادة أيضاً خطر الخضوع للعملية الجراحية.
- تناول الأدوية المضادة للالتهابات: وتشمل هذه الأدوية إيبوبروفين (مثل: أدفيل) ونابروكسين الصوديوم وديكلوفيناك الصوديوم وغيرها.
أعراض مرض كرون
تختلف أعراض داء كرون اعتمادًا على الجزء المصاب من الأمعاء، ولكن تشمل الأعراض غالبًا ما يلي:
- الشعور بالألم: تختلف شدة الألم من شخص للأخر، ويعتمد مكان الألم على مكان الالتهاب في القناة الهضمية، ولكن، الشعور بالألم في الجانب الأيمن السفلي من البطن هو المكان الأكثر شيوعًا.
- تقرحات في القناة الهضمية: وفي حالة الإصابة بها،قد يلاحظ المريض وجود دم في البراز.
- تقرحات الفم: والذي يعد من الأعراض الشائعة.
- الإسهال: يمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك مخاط أو دم أو صديد في البراز، وقد يكون لدى المريض الرغبة في التبرز ولكنه لا يجد شيئًا يخرج.
- التعب والإرهاق
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن: يمكن أن ينتج عن فقدان الشهية.
- فقر الدم: قد يؤدى النزيف إلى فقر الدم.
- نزيف المستقيم والشقوق الشرجية: يتشقق جلد الشرج مما يؤدي إلى الألم والنزيف.
قد تظهر بعض الأعراض الأخرى على مريض مرض كرون مثل الآتي:
- التهاب المفاصل
- التهاب القزحية (التهاب العين)
- الطفح الجلدي والتهاب الجلد
- التهاب الكبد أو القناة الصفراوية
- تأخر النمو عند الأطفال
مضاعفات مرض كرون
قد يؤدي داء كرون إلى واحد أو أكثر من المضاعفات التالية:
- انسداد الأمعاء: يمكن أن يؤثر مرض كرون على سمك جدار الأمعاء بالكامل، وبمرور الوقت، يمكن أن تنتدب أجزاء من الأمعاء وتضيق، مما قد يمنع تدفق محتويات الجهاز الهضمي، وفي هذه الحالة قد يحتاج المريض إلى إجراء جراحة لإزالة الجزء المصاب من الأمعاء.
- قرحة المعدة: يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى ظهور قرح في أي مكان في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الفم والشرج وفي منطقة الأعضاء التناسلية (العجان).
- النواسير: في بعض الأحيان، يمكن أن تمتد القرحة تمامًا عبر جدار الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث ناسور – وهو اتصال غير طبيعي بين أجزاء الجسم المختلفة، ولكن النواسير بالقرب من منطقة الشرج أو حولها هي النوع الأكثر شيوعًا.
- سرطان القولون: تزيد الإصابة بمرض كرون الذي يؤثر على القولون من خطر الإصابة بسرطان القولون.
- جلطات الدم: يزيد داء كرون من خطر الإصابة بجلطات الدم في الأوردة والشرايين.
- الشق الشرجي
- سوء التغذية
- فقر الدم
- اضطرابات الجلد
- هشاشة العظام
- التهاب المفاصل
- أمراض الكبد
تشخيص مرض كرون
لا يعتمد تشخيص مرض كرون على نوع واحد من التحاليل، ولكن قد يجري الطبيب عدة تحاليل لتشخيص المرض، كالآتي:
- تحاليل الدم: تستخدم للكشف عن مؤشرات معينة للمشاكل المحتملة، مثل فقر الدم والالتهابات.
- تحليل البراز: لاكتشاف الدم في الجهاز الهضمي.
- تنظير داخلي للجهاز الهضمي: للحصول على صورة أفضل للجزء الداخلي من الجهاز الهضمي العلوي.
- تنظير القولون: لفحص الأمعاء الغليظة.
- خزعة من الأنسجة: قد يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة أثناء التنظير الداخلي أو تنظير القولون لإلقاء نظرة فاحصة على أنسجة الأمعاء.
علاج مرض كرون
لا يوجد علاج نهائي حتى الآن لداء كرون، ولكن الهدف من العلاج هو السيطرة على الالتهابات، وتصحيح مشاكل التغذية، وتخفيف الأعراض.
يعتمد علاج داء كرون على الآتي:
- مكان الالتهاب
- شدة المرض
- المضاعفات
- استجابة المريض للعلاج السابق للأعراض المتكررة
تشمل طرق علاج مرض كرون ما يلي:
الأدوية
- المضادة للالتهابات: غالباً يبدأ الطبيب بميسالامين (سلفاسالازين)، الذي يساعد في السيطرة على الالتهاب.
- الكورتيكوستيرويدات: وهي أدوية تحتوي على الكورتيزون.
- المضادات الحيوية: قد تسبب النواسير أو الجراحة السابقة فرط نمو البكتيريا، لذلك، قد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية مثل الأمبيسلين أو السلفوناميد أو السيفالوسبورين أو التتراسيكلين أو الميترونيدازول.
- مضادات الإسهال: عندما ينحسر الالتهاب، عادة ما يصبح الإسهال مشكلة أقل، ومع ذلك، قد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى شيء ما لعلاج الإسهال وآلام البطن.
الأدوية الحيوية
هو نوع جديد من الأدوية يصنع من الكائنات الحية، وتعمل هذه الأدوية على تقليل استجابة المناعة عن طريق استهداف البروتينات التي تؤدي إلى الالتهاب.
تتضمن أمثلة المستحضرات الدوائية الحيوية التي تستخدم في علاج مرض كرون ما يلي:
- إنفليكسيماب
- أداليموماب
- 6-ميركابتوبيورين
- ميثوتريكسات
- إيموران
- سيرتوليزوماب
يمكن أن تسبب العلاجات البيولوجية بعض الآثار الجانبية مثل: القيء والغثيان وضعف مقاومة العدوى وزيادة خطر الإصابة بها.
ت
اتباع نظام غذائي مناسب
-
ضبط كمية الألياف في الطعام
يحتاج بعض مرضى داء كرون إلى نظام غذائي غني بالألياف وعالي البروتين.
بالنسبة للآخرين، قد يؤدي وجود بقايا طعام زائدة من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات إلى تفاقم الجهاز الهضمي.
-
تقليل تناول الدهون
قد يتداخل مرض كرون مع قدرة الجسم على تكسير الدهون وامتصاصها، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال هذه الدهون الزائدة من الأمعاء الدقيقة إلى القولون، مما قد يسبب الإسهال.
-
التقليل من تناول منتجات الألبان
يجد الجسم صعوبة في هضم بعض منتجات الألبان في حالة الإصابة بمرض كرون.
حيث يمكن أن يؤدي تناول منتجات الألبان إلى اضطراب في المعدة وتشنجات في البطن وإسهال لدى بعض المرضى.
-
شرب الماء
قد يؤثر مرض كرون على قدرة الجسم على امتصاص الماء من الجهاز الهضمي. هذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، وقد يكون خطر الإصابة بالجفاف مرتفعًا بشكل خاص في حالة المعاناة من الإسهال أو النزيف.
الجراحة
إذا لم تُحسِّن العلاجات وتغييرات نمط الحياة أعراض مرض كرون، فقد يحتاج المريض في هذه الحالة إلى إجراء جراحة.
يحتاج حوالي 75 بالمائة من الأشخاص المصابين بمرض كرون إلى إجراء عملية جراحية في مرحلة ما من حياتهم.
تتضمن بعض أنواع جراحات مرض كرون إزالة الأجزاء التالفة من الجهاز الهضمي وإعادة توصيل الأقسام الصحية.
مرض كرون عند الأطفال
يشخص معظم المصابين بداء كرون في العشرينات والثلاثينيات من العمر، ولكن يمكن أن يظهر مرض التهاب الأمعاء أيضاً عند الأطفال والمراهقين.
حيث وجد أن ما يقرب من 1 من كل 4 أشخاص مصابين بمرض التهاب الأمعاء، ظهرت عليهم الأعراضً قبل سن 20، وفقًا لمراجعة عام 2016.
مع العلم أن مرض كرون الذي يصيب القولون فقط هو الأكثر شيوعاً لدى الأطفال والمراهقين.
يجب علاج داء كرون عند الأطفال على الفور، لأن إهمال علاجه يمكن أن يؤدي إلى تأخر النمو وضعف العظام.
تشمل العلاجات المناسبة في حالة مرض كرون عند الأطفال:
- المضادات حيوية
- الأمينوساليسيلات
- المعدلات المناعية
- المنشطات
- تغيير النظام الغذائي
مرض كرون والحمل
يؤثر مرض كرون والحمل على بعضهما البعض، كالآتي:
يمكن لمعظم النساء اللائي يحملن أثناء فترة هدوء داء كرون أن يتمتعن بحمل صحي، فإن أفضل وقت لتحمل المرأة هو عندما يكون مرض كرون في حالة هدوء لمدة 3 إلى 6 أشهر على الأقل.
تشير الأبحاث إلى أن العديد من النساء اللائي يحملن عندما يكون مرض كرون نشطًا سيجدن أن أعراضهن تظل نشطة طوال فترة الحمل.
وفي هذه الحالة، يمكن أن يؤثر مرض كرون النشط على صحة المرأة والجنين، مما يزيد من مخاطر:
- الإجهاض
- الولادة المبكرة
- انخفاض الوزن عند الولادة
- المضاعفات الأخرى للمخاض أو الولادة
الأسئلة الشائعة
هل مرض كرون خطير؟
قد يسبب داء كرون بعض المضاعفات الخطيرة المهددة للحياة، ولكن لا يؤدي المرض نفسه إلى الوفاة.
مع العلم، أن العلاج الفوري في أسرع وقت والالتزام به يقلل من خطر حدوث مضاعفات داء كرون.
هل مرض كرون معدي؟
لا يعد داء كرون معدي، أي لا يمكن الإصابة به من خلال التواصل مع شخص مصاب.
ما الفرق بين التهاب الأمعاء التقرحي ومرض كرون؟
تتشابه أعراض كل من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي ويصعب التفرقة بينهم من خلال الأعراض ولكن لابد من التشخيص الدقيق لتحديد نوع المرض.
حيث يسبب التهاب القولون التقرحي التهابًا وتقرحات في الطبقة العلوية من بطانة الأمعاء الغليظة، أما في حالة داء كرون، قد يكون هناك التهاب وتقرح في جميع طبقات الأمعاء.
يحدث الالتهاب أيضًا في داء كرون في أي مكان على طول القناة الهضمية؛ ولكن، في حالة التهاب القولون التقرحي، يظهر الالتهاب فقط في الأمعاء الغليظة (القولون والمستقيم).
قد يكون هناك بعض الأجزاء السليمة من الأمعاء بين الأجزاء المريضة في داء كرون، بينما في التهاب القولون التقرحي، يظهر الضرر بنمط مستمر.
وفي النهاية، إذا كنت تعاني عزيزي من مرض كرون فعليك المتابعة مع طبيبك الخاص والالتزام بالعلاج، حتى لا يتطور المرض ولمنع ظهور المضاعفات.